|
انا ممنون ل-ابونونة-
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 10:59
المحور:
كتابات ساخرة
اوقعني المرشحون في ورطة ما بعدها ورطة.. فبعد ان تم فوزي بمقعد في مجلس المحافظة ، اصر اعضاء المجلس على ترشيحي بالتزكية لمنصب المحافظ.. واو.. سأكون محافظا لمدينتي " البصرة". مابين مصدق ومكذب وجدت نفسي اجلس على كرسي المحافظة.. صحيح قابلتني في البداية بعض العراقيل البسيطة ولكني تغلبت عليها حين استلفت من صديقي "ابو نونة" مبلغا من المال استعنت به لشراء"بدلات شيك زرقاء وسوداء" مع ربطات عنق مناسبة ، واكتفيت بشراء عدد من الاحذية الصينية بدون"قيطان" بعد بحث مضن عن محلات باتا وزبلوق والعرائس.. وجهد مضاعف للبحث عن محل ابو علي في سوق حنا الشيخ، الا اني - كما قلت- اكتفيت بخمسة من الاحذية مخافة ان ينكشف امري كما انكشف امر زوجة كارلوس طاغية الفليبين حين وجدوا انها تقتني اكثر من 5 آلاف زوج اشترتهم "بالفيزا كارت" التابع لديوان المحاسبة في وزارة المالية. في اليوم التالي لجلوسي على كرسي المحافظة طلبت سكرتيري الخاص لاملي عليه تقريري المتضمن خطة العمل للسنة الحالية التي مضى عليها عدة ايام فقط. كانت مساحة مكتب المحافظ واسعة جدا مما اتاح لي ان املي ماأريد وانا اذرعها جيئة وذهابا – لاني كما تعرفون احب ان اسمع صوتي وهو يردد الكلمات - . حين بدأت اول خطواتي في ساحة الغرفة اكتشفت ان حذائي الجديد يصدر ازيزا اثناء المشي فخلعته ومشيت بالجوراب الذي كان جديدا هو الاخر.. لايهم فالسجاد نظيف جدا. اكتب ايها السكرتير: ( لابد اولا ان نعرف كم لدينا في خزانة المحافظة من المال واذا كانت فارغة – وهذا ما اتوقعه- سنعمل على ايجاد حل لذلك.. المهم، نبدأ اولا في "كري" نهر السيف وهو النهر الذي لم يستطع ان يجد مدير البلدية له الحل رغم مضي اربعين سنة على ذلك وكان مصدرا للجراثيم والتلوث لاصحاب البيوت الذين بنوا بيوتهم بناء على وعد من هذا المدير بتنشيفه خلال اسيوع. وبعد سنوات كما اكد العديد من الساكنين ان بيوتهم بدأت تنز وطافت المراحيض والحمامات وانتشر البعوض الخاص بنقل الملاريا مما اضطرهم الى تركها والسكن في خيام على طريق الزبير قريبا من منطقة "الكاولية". كما يجب اعادة الحياة الى ساعة "سورين" التي توقفت منذ اكثر من خمسين عاما دون ان يعرف احد سبب ذلك. رصد مبلغ من المال لنصب ثماثيل ل"تومان" وابو هندال ومحمود البريكان وكاظم الاحمدي وعباس سكران وناظم طلقة. "تومان" ايها السادة احد رجالات الاعلان الرائعة في المدينة فقد ابتدع لوحده طريقة جهنمية لجذب الجمهور الى دار سينما الرشيد. ولانه يجيد العزف بمنخاره على الناي فقد كان يدور في سوق الهنود يوميا عازفا بنايه يتبعه صبيان يحملان لوحة لصق عليها بوستر الفيلم المعروض حاليا. وقبل ان يموت بايام سألوه لماذا لم تصحو في حياتك ابدا فقد كنت سكرانا وانت تعمل وسكرانا وانت في البيت وسكرانا وانت تشرب القهوة في مقهى ابو مضر.. قال لهم: ولماذا تريدون مني ان اصحو..؟ وسكت . محمود البريكان احد اهم الكتاب في المدينة والذي ضرب عرض الحائط كل اغراءات الشهرة ولم يقبل باي لقاء صحافي في حياته. كاظم الاحمدي قاص لم يبلغ من العمر عتيا حين مات ولكنه ورث لمريديه قصصا ستكون خالدة في تأريخ المدينة. ظلموا كاتب المقالة المبدع عباس سكران حين الصقوا بأسمه كلمة "سكران" فقد كان لايشرب الا في بيته المعلق قريبا من ساحة ام البروم والذي لايستطيع ان يستقبل به ضيوفه اذ لامكان لهم الا فوق سطحه. اكتب ايها السكرتير: رصد ميزانية خاصة لصرف رواتب للادباء بعد تفريغهم لعملهم الابداعي دون تقيدهم بعدد الكتب التي يصدرونها، واقترح ان يدير هذه الميزانية الكاتب جاسم المطير ودعوته من هولندا لهذا الغرض. ولاني اعتقد ان المكتبات اصبحت ملاذا للفئران فلابد من مدير يديرها بشكل حازم ويتمتع بصلاحيات مالية عالية وليكن سعدي يوسف الذي سنحاول اقناعه بشتى الوسائل بترك مدينة الضباب والعيش في مدينته المشمسة دائما. اما المعارض الفنية فلابد من الاستعانة في اعادة الحياة فيها الى المبدع دائما محمد سعيد الصكار الذي ايضا سنحاول اقناعه بغلق مكتبه في شانليزيه باريس والعودة الى البصرة ليشتري "الفستق" الذي يحبه كثيرا من سوق ابو الاسود الدوؤلي. اكتب ايها السكرتير وارجو الا تعتقد اني نسيت اللصوص الرسميين وروؤساء احزاب "آخر زمن": سنعيد النظر في ميزانية هذه الاحزاب كما نعيد فحص تراخيصها والغاء اي واحد منها خصوصا تلك الاحزاب التي اسست جيشا مستقلا وكـأننا في بلاد "الواق واق". نظرت الى السكرتير متسائلا: اراك تعبت ونحن في اول الطريق. قال: لا سيدي لم اتعب، فقط اريد ان اسأل عن ميزانية الحماية الشخصية لجنابكم؟ قلت : يتم الغاؤها على الفور ورصد مبلغها لتحسين المجاري التي كما اعتقد لم تنظف منذ خمسين سنة. وهمست في اذنه:لاتحزن ايها السكرتير فالحماية لاتستطيع تأجيل اغتيالي حتى ولو كنت في برج مشيد.. اذهب الان وارتاح قليلا على ان نعاود اكمال التقرير في هذه الليلة, ولاتنسى ان تتصل بزوجتك لتعتذر منها عن التأخير. رد السكرتير بصوت كئيب: ولكنها لاتثق بكلامي ، تلك هي عادتها منذ تزوجنا. قلت مازحا :سأبحث عن سكرتير اعزب.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله يلعن هذه القيلولة
-
اعلان عن وجود وطائف شاغرة للمفخخين
-
عصير -غيرة- للبيع
-
راحت عليك يا افلاطون
-
مقابلة منقطعة النظير
-
العقول من امامكم والانترنت من خلفكم فاين تذهبون؟
-
خسئت ايها الطيار العراقي
-
-دير بالك- على معسكر اشرف ياشريف
-
حتى الزبالة عزيزة
-
هذيان
-
برلمان ام حمام نسوان
-
لماذا لايقرأ هؤلاء التاريخ ؟ هل من مجيب
-
انقلاب في السماء السابعة
-
جريحان في بيتي
-
حمار اسمه -ذات الاهتمام المشترك-
-
عقول تآمرية
-
الهاجس الملعون
-
صدام حسين يحضر احتفالات نوروز في ايران
-
طفشان يكتب رسالة ثالثة الى رب العزة
-
رجل الدين وانا
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|