عبد العاطي الخازن
الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 01:57
المحور:
الادب والفن
مرة أخرى,
الكلمات ترحل خلسة في الليل
وتتركني مستلقيا على ظهري كالشريد
وككل صباح خريفي
تعود صعبة و جامحة
وعندما أنهض
تسقط مني في الطريق.
ربما سأصبح شاعرا ذات يوم
ولكن...
ينقصني أن أمشي طويلا
تحت المطر الحزين
بلا قبعة أو مظلة
ينقصني الصيف والخريف
ومزيد من الأرصفة و الموت البرد
ربما ينقصني كذلك
غناء الليل وجنونه
وشيء من حطام القلب
حتى تبرز كآبتي كلها
وخساراتي كلها
وشيء من الشيب القديم
والضيق والتعب والانتظار
حتى يعلوني الصدأ
كسيف قديم
القصيدة قد تأتي
وقد لا تأتي
مرة أخرى ,
الكلمات تستعصي
الكلمات تتنهد ..وترحل عني .
أيتها الكلمات
التي أسعى وراء قلبها
كأمنية مستحيلة,
هل يمكننا العناق مرة
تحت سقف بلا غطاء
عند ساحل البحر
أو عند المقبرة ؟
ماذا غير الموت
ينعم بلذة الحياة
ماذا غير الكلمات
تندس,
تتصنت علي
وتراقبني من خلف قبر.
أصدقائي الموتى
كانوا هناك
وقليل من النحيب والأسى
والريحان القديم
وبعض العشب اليابس
والحصى ..
مرة أخرى ,
الكلمات تستعصي
تتآمر ضدي
وتحفر لي قبرا
تم تنأى و تنأى
كفراشة أغرتها مصابيح بعيدة
بضوء أبدي .
ربما مازلت حيا في مكان ما
حرا في مكان ما
بجسد ضئيل ومتكاسل
أسند رأسي الى جدار
متعب أنا وهادئ
لا بأس اذا من رجاء,
قبل أن يذهب بي النعاس
لا بأس أن
أرعى هذه الأحلام
المتكومة على الوسادة
وأنفض عنها الغبار بحنان أكثر.
ماذا غير الحلم
ينعم بالمستحيل
ماذا غير الكلمات
تندس بين أحلامي المطفأة
لتكن الليلة مظلمة اذا
ولتكن الشبابيك محكمة الاغلاق
لاحكام حبس الليل ,
فلليل عيون وشفاه
وقلب ويدين مرتجفتين
ولي
حلم
وفراش بارد.
#عبد_العاطي_الخازن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟