أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - العملية السياسية وتشابك الاذرع القذرة














المزيد.....

العملية السياسية وتشابك الاذرع القذرة


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 22:26
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


تتعثر العملية السياسية العراقية في منعطفات ومنزلقات اعتراضية مفتعلة ، تُدفع اليها مرغمة من قبل اطراف سياسية تقوم بدور خارج النصوص الدستورية ، ولا تبدو عليها اية خشية من كونها تجند نهجها هذا لغرض قلع جذور الديمقراطية في العراق ، ويتجلى ذلك في مسعاها المكرس لجعل العملية الانتخابية لا تغدو مثالاً تحتذي به شعوب المنطقة ، وجعلها اقل شأناً من الانتخابات في بعض دول الجوار، التي وصلت تداعياتها الى مجازر دامية بحق المعترضين على تزويرها ، وما هذا المأزق الاخير الذي خيم على الوضع السياسي في العراق من جراء وضع العراقيل في طريق تشكيل الحكومة الجديدة ، الا تجسيداً صاخباً لشراسة استهداف الحياة الديمقراطية الجديدة في البلد ، وقد تشابكت عليها الاذرع القذرة ، حتى وانها متناقضة ومتخاصة ، غير ان نحر الديمقراطية وبالتالي العملية السياسية قد شكل عامل توحيد لهؤلاء الحاقدين ، الذين يجمعهم شعار يا اعداء الديمقراطية في العراق اتحدوا .
وكما يبدو كم هو سهل ايقاع البعض من القادة السياسيين في حبائل واشراك الدوائر المعادية لحرية الشعب العراقي ، مما تمخض عن حالة تنافر شديد بين الساسة العراقيين ، وصار فاعلاً في تقطيع سبل التواصل البينية ، والعودة الى التخندق ومحاولات الاطاحة وتسقيط البعض للبعض الاخر ، كما وظهرت اسلحة هيئة ( المسائلة والعدالة ) بلا حراسة دستورية وعليه يمكن استخدامها لقصف الخصوم واسقاطهم ، ومن المؤسف ان تصل تداعيات ذلك الى توفير المقدمات الخطيرة لاسقاط العملية السياسية برمتها ، ولا توصيف لما يجري ادق من ان هؤلاء الساسة قد تسمروا امام مصالهم الحزبية والجهوية ، وامسوا غير مبصرين حتى ولو بربع عين لمصالح شعبهم ووطنهم الذي تحفه مخاطر التقسيم والقضم من قبل القوى الاقليمية الطامعة .
و يبقى التساؤل مشروعاً حول السبب الذي دعا هيئة المسائلة والعدالة لتأجل قرارها باجتثاث اشخاص كان يشملهم قانون الاجتثاث الى مابعد الانتخابات ، علماً ان هذه الوجهة قد اثيرت حولها ضجة واسعة من قبل بعض القوى السياسية المتنفذة ، حينما صرحت بها الجهة القضائية قبيل الانتخابات ، فلا يلام الآن من يبدي شكوكاً حول نزاهة قرار الاجتثاث الاخير ، وبخاصة بعد ما حصل المعنيون بالاجتثاث على اصوات النخبين ، والتي تمنحهم الحصانة الدستورية ، وعليه يمكن ان يضع هذا القرار كل من تضرر منه ، في دائرة التدبير المسبق والكيدي والاستهداف المقصود ، بغية جعل امر تاجيله كلغم موقوت يفجّر في الوقت المناسب لمن له اغراض خبيثة من وراء ذلك ، ولايوجد منصف بامكانه تجاهل ما كان مقصوداً من هذا السيناريو الذي سيجعل العملية السياسية في حالة موت سريري اذا لم تكن اسوء من ذلك .
ان ما تقدم يدعو الى ضرورة صيانة هيئة المسائلة والعدالة من اي اختراق او استغلال لصلاحياتها وبالتالي تحويلها الى اداة لتحقيق اغراض بعيدة عن مهماتها الدستورية والقانونية ، وبخاصة في هذا الظرف الحرج الذي يغيب فيه البرلمان وتفقد الحكومة شرعيتها ، كما ان في هذا الفراغ الدستوري ستبقى هذه الهيئة الهامة جداً عرضة للاستهداف والتطويع من قبل الدوائر المتأبطة شراً للديقراطية تحديدا ً، ان جسامة ما سيترتب على ذلك من عواقب سياسية مؤذية يتطلب قيام هيئة الرئاسة بالاشراف المباشر على قرارات هيئة المسائلة والعدالة ، لان اتخاذ القرارات على هواهنها سيفجر ازمة تلو اخرى ، وما يقلق اكثر هو تواصل تصريحات المسؤولين فيها بالمضي في اصدار قرارات اجتثاث( لنواب منتخبين ) اخرين ، فلايعني ذلك في هذا الظرف المتأزم سوى صب الزيت على النار وفي التحليل الاخير توجيه الطعنات القاتلة للعملية السياسية .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاق القائمتين الكبيرتين وحكومة الاغلبيةالبرلمانية
- يعرض عليك تمرأ ويبيع لك خرنوباً !!
- نأمل الا نلام عندما نتساءل
- تشكيل الحكومة العراقية ومغزى الاستجارة بالاجانب !!
- تشكيل الحكومة العراقية بين الحاصل والفاصل
- اعلان الفوز المسبق .. محاولة للقبض على عمود من دخان
- لا مناص من الاعتصام بحبل التداول السلمي للسلطة
- قائمة اتحاد الشعب .. مهما كانت اصواتها فهي فائزة
- اذا ما كان الناخب مرتشياً فما شيمة النائب الراشي ؟
- تجليات سياسة الادارة الامريكية في ازمة المجتثين 2 - 2
- تجليات سياسة الادارة الامريكية في ازمة المجتثين 1 - 2
- موفق الربيعي لم يوفق في دعايته الانتخابية
- قائمة اتحاد الشعب تتألق
- الازمة العراقية ازمة سياسية ام ازمة قيادة ؟؟
- خلافات داخلية وتسارع التدخل الخارجي
- ضجة مضللة على ناصية العملية السياسية
- لا ينبغي تكرار برلمان مصاب بداء نقص النصاب
- الاحزاب الصغيرة وفلك الائتلافات الكبيرة
- ثورة الحشود المليونية الايرانية تعيد مجدها ولكن
- يتصارعون حول تقاسم البيدر قبل الحصاد


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - العملية السياسية وتشابك الاذرع القذرة