أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - إجراءات مشددة!!














المزيد.....

إجراءات مشددة!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 11:37
المحور: كتابات ساخرة
    


رد الفعل بات مألوفاً وعادياً، ولا يحتاج إلى أيّ حدس أو توقع، مثلما ألفنا منظر الدماء وأشلاء الجثث المتطايرة والعاجل من أخبار الفضائيات التي تنقل -بلغة لا تخلو من التشفي- أعداد قتلانا وجرحانا.. ردّ الفعل مألوف كما تألف الأقدام طريقاً تعودت عليه..
ليس على الفعل (الانفجار) إلا أن يحدث فتدور العجلة، يخرج صحّافو زمن التغيير ليتحدثوا عن المنجز الأمني الكبير، وأن خمسة انفجارات متزامنة قتلت وجرحت المئات من أبنائنا وأحبتنا لا تعني شيئاً مقابل إحباط عشرة أخرى نجهل مكانها، وأن إجراءات أمنية مشددة (أو أكثر تشدداً) ستتخذ، فيضاف عبء آخر إلى مآسينا ومصاعبنا حين تصبح المسافة التي نقطعها بربع ساعة إلى مكان ما تستلزم أكثر من ساعتين، فالإجراءات الأمنية ليست أكثر من طوابير طويلة لا أول ولا آخر لها تمر ببطء سلحفاة كسيحة أمام جهاز كشف المتفجرات الذي لم نسمع يوما أنه اكتشف شيئاً سوى العطور وحبوب البراسيتول، بدليل السؤال البليد الذي يوجهه رجل الأمن إلى أي عجلة أشار لها الجهاز: (أكو أحد شايل سلاح.. عطر.. حبوب.. كلينكس) دون أن يكلف نفسه عناء تفتيش العجلة والراكبين، اللهم إلا إذا كان بداعي (الخباثة) أو أن راكبي العجلة من الجنس اللطيف أو لتزجية الوقت!
رد الفعل مألوف وعادي ويستفز الأعصاب في استخفافه بعقولنا وقدرتنا على الرصد والتحليل، فحين كنت أستمع -مرغما- إلى أحاديث وخطب من ظن نفسه قائداً ضرورة، أتساءل (في سري طبعاً): أيعقل أن يكون هذا الرجل غبياً بحيث يعتقد أننا نصدق الهراء والأكاذيب التي يحشو بها مسامعنا ليل نهار؟! وكنت أظن أن هذا الوحش نسيج وحده في استهتاره بأرواحنا وعقولنا، لكنني أدركت -بعد التغيير- أن أشباهه كثيرون.. أحدهم أجاب قبل أيام عن سؤال بخصوص فضيحة السجون السرية بـ(إننا لا يمكن أن نعرض المعتقلين أمام الملأ في غرف زجاجية)! وكأننا نجهل أن المعتقلات والسجون ينبغي أن تكون معروفة ومعلومة وخاضعة للرقابة والتفتيش مهما كانت تهمة المعتقل والسجين.. وقبل أشهر طرحت وزارة التخطيط استطلاعاً على المواطنين تساءلت فيه: هل تؤيد تقليص الحصة التموينية الى مواد خمس مع تحسين النوعية، أم تؤيد إلغاءها؟ بما يعني أن نتيجة الاستفتاء محسومة سلفاً لصالح التقليص، وبما يعني أيضاً أن المواطن من الجهل والبلادة بحيث يأمل في وزارة التجارة -المنخورة بالفسادين المالي والإداري- القدرة على تحسين هذه المواد الخمس بما يجعل من السكر أكثر حلاوة، والطحين أقل نخالة و(بيه سلاح)، والشاي أكثر سواداً وسيلانية!
وحش العراق المقبور ظن أنه العبقري الملهم وأننا نصدق كل أكاذيبه وخزعبلاته وهرائه.. ظن أنه يسخر منا ومن عقولنا إلى أن لفظه التاريخ، ويبدو أن القادة الجدد،لغاية الآن، لم يستوعبوا الدرس.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلامنا ودول الجوار
- دماء العراقيين..فقاعة!!
- أنت سياسيي،اذن أنت...
- وددت لو أني لم أنتخب
- مفتاح الحكومة..أخضر!!
- قبيل الإنتخابات..أمنية صغيرة
- الانتخابات وجوائز الأوسكار
- الفساد المالي..زينة وخزينة!!
- لا يليق ببغداد الا النور
- كل الجديد تحت المطر
- سنفور غضبان!!
- الامن المفقود والصحّافون الجدد
- الطائفيون يغيرون جلودهم!!
- الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها
- الطفيلي الجميل!!
- محمد لن يهجر بيته مرة أخرى
- الجرذان ستلتهم العاصمة!!
- التعليم العالي تنصب فخاً لمنتسبيها!!
- جدوى اقتصادية أم طائفية!!
- حكومة متعددة الجنسية!!


المزيد.....




- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...
- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد تركي - إجراءات مشددة!!