نادر عبدالله صابر
الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 01:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كان محمود يقود سيارته بدون هدف محدد .. يقود فقط ليقطع الوقت الكئيب الممل .. كان يقود سيارته في هذا المساء بدون وعي .... بدون هدي ... بل كان مهموما وكأن كل اثقال العالم فوق كتفيه !!!! يا ترى ما الذي يحزنه ؟ ما هوخطبه بالضبط؟؟؟ ... انه يشعر بنفسه وكأنه غريبا ووحيدا .... يا الهي ما اشد وحدته وغربته وخصوصا في تلك الليلة !!!.. نعم هو يشعر بقراراة نفسه انه وحيدا رغم انه يعيش في وطنه بين اهله واصدقائه !!!!!ا...÷ه
ها هخو الان يتوقف امام محل مشروبات روحية ليشتري بضعة زجاجات من البيرة المثلجة التي سيشربها اثناء قيادته لسيارته علها تخفف عليه الوطيء قليلا .
ها هو الان يتوقف لبائعة هوى تستوقفه في احدى الشوارع الخلفية لتعرض عليه نفسها ..لم يكن يرغب بها كأنثى بل كان يرغب ان يجد شخصا غريبا يجاذبه اطراف الحديث ليخفف من وطأة وحدته .
جلست تلك الفتاة المتأنقة ذات الملابس المغرية بجانبه وقالت له : هل ترغب بقليل من الرفقة ؟؟؟
فهم محمود مغزى طلبها لكنه ليقطع الطريق عليها قال لها والحزن يطل من عينيه : كم تريدين من النقود
قالت وهي مستبشرة بهذا الزبون الكريم : عشرون دينار
قال لها : اوافق لكنني لا اريد منك الا ان تسمعيني ولا اريد اي شيء اخر !!!!
قالت متعجبة وهي تنظر اليه وكأنه مجنون : لعمري انك اغرب من راته عيناي !!!! قل ما تريد قوله وكلي اذان صاغية
قال لها:
انني منقبض هذا المساء وانتي بحاجة ماسة لشخص غريب اتكلم وأياه
قالت ضاحكة_ وبشكل مسرحي اخذت تردد بيت من الشعر لأبي فراس الحمداني_ : أجارتا انا غريبان ها هنا .. وكل غريب للغريب حبيب
قال لها وهو مثقل بهمومة : نعم ايتها الفتاة لا اريد منك الا ان تسمعينني جيدا ... أن ما يحزنني ويقض مضجعي هو بالحقيقة ما حصل هذا اليوم صباحا
قالت بفضول : ما خطبك ايها الغريب ؟؟ ما الذي حصل ؟؟؟
قال لها : امي تريدني ان ارافقها الى الحج وانا لا اؤمن بتلك الفريضة بتاتا بل اني اجد ان الدين ككل هو امر سخيف
قالت له متفاجئة : لعمري انك محظوظ !!! ليتني كنت مكانك !!!! تلك فريضة عظيمة !!!! عموما باستطاعتك ان ترفض ذلك !!!
قال لها : ان امي استحلفتي بروح ابي ان ارافقها لأنها قد رأت في منامها ان الرسول محمد يطلب منها ذلك !!! تخيلي لم يجد محمد الا انا لأزوره!!! وأنا لا اكن الود له بتاتا !!1أليس ذلك بغريب ؟؟؟
قالت له ضاحكة : هون
#نادر_عبدالله_صابر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟