محمود المصلح
الحوار المتمدن-العدد: 2991 - 2010 / 4 / 30 - 09:46
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة جدا
زواج
تزوجا في يوم اعتقدا أنه لن تفارقهما السعادة أبدا ، بعد شهور قليلة ، والده ووالدته والجيران والحارة كان يدور بينهم حديث سري
وعلني ، فرادا وجماعات ، حول أسباب عدم الحمل والإنجاب لهذا الوقت ، بعد فترة لم يستطع أن يحتمل همس الشارع ، وإصرار والده ووالدته، ذهب لخطبة فتاة أخرى من الحي كان والدها ووالدتها يتزعمان الحملة ضد زواجه الأول .
زوجته طلبت الطلاق ، مضت الأيام ، وبعد فترة تلاقيا في عرض الطريق ، عيناهما في الأرض ، أطفاله يتراكضون خلفه ، بينما كانت تحمل على يدها طفلا صغيرا و أخر يركض خلفها ، حاول أن يرد التحية بيده ، كانت قد ابتعدت وهي تسحب ابنها بيدها
الذي لفت انتباهه الأطفال الذين يركضون خلف الرجل ، الذي بدا ساهما .
وسام
عاد إلى قريته من الجبهة وقد فقد ساقه ، علق وساما على صدره يتدلى منه علم الوطن ، ولما وصل إلى بيته ، وجد أولاده في العراء ،
حيث كان بيتهم يتعرض للهدم ، بسبب اعتراضه الطريق ، الذي سيمر من القرية إلى بيت صهر وكيل الوزارة .
المقهى
كان المقهى يعج برواده ، المقاعد منتشرة على امتداد المساحة الخضراء ، لمحها تجلس في زاوية منفردة ، نظر إليها بدافع الفضول
تلاقت عيناهما ، ابتسمت ابتسامة فيها من الدعوة اكثر مما فيها من السعادة ، حاولت أن تدعوه لطاولتها ، تمنعت بسب الحفاظ على ماء الوجه ، غادر المقهى ، لم يلتفت خلفه ، لحقت به بعيونها وقلبها ، كم من مرة تلاقت العيون دون أن تتلاقى القلوب ،
عادت إلى البيت على أمل اللقاء ، وهي تمني النفس أن يكلمها ولو بكلمة واحدة ، في مساء اليوم التالي عادت إلى المقهى فلم تجده ،
كررت الذهاب ، ولا زالت تذهب كل يوم على أمل أن يعود ، فقط يعود إلى الركن القصي من الحديقة .
الرحيل
كم تمنت أن تغادر قريتها ، في الصيف جاء رجل بثوب أبيض فضفاض ، كان يدب خلف جارهم ، خطبها ،أخذها إلى موطنه ،
هناك تمنت أنها لم تغادر القرية ولو لدقيقة واحدة ، فهو لم يكن عنده حتى قرية ، فقط كان يعيش في خيمة في الصحراء .
#محمود_المصلح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟