|
واقع ومستقبل الطاقه الكهربائيه في العراق
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 2988 - 2010 / 4 / 27 - 08:47
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
عادت هذه الايام معانات العراقيين من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة بسبب حلول ايام الصيف وارتفاع درجات الحرارة وتمرد اصحاب المولدات الخاصة كي يبتزوا المواطن لرفع اسعار الامبير الواحد .. والمصيبه الامر والادهى هي هيجان البق والبعوض والحرمز ولسعاتهم التي تخترق اللحاف والبطانيه وتحرمنا من النوم ..هذه الحقيقه المؤلمة لايعاني منها السادة المسؤلين لانهم لايفتقدون الكهرباء او المروحة وحتى الاركندشن وكلهم يعيشون في اماكن مكيفه وحتى انهم لم يسمعوا بطنين البق اثناء هبوطها على جسد الضحيه لترتوي بدماءه .. لم تشبع المفخخات من دماء العراقيين فهجمت جحافل البق الخشن لتمتص البقيه .. كم نحن مظلومين .. والى متى يستمر هذا الظلم ؟؟؟؟ من المعلوم والمعروف .. دور الطاقة الكهربائية في بناء وانتعاش وتقدم الشعوب والبلدان وهذه حقيقة لايختلف عليها مهندسان كهربائيان .. والحقيقة الثانية .. العراق ومنذ نشوء الحكم الوطني في العراق عام 1920 اهتم بهذا القطاع وطوره حتى انتهاء الحرب العراقية الايرانية المشؤومة .. وقد تخرج في العراق مهندسون عباقرة واصبح البعض منهم علماء في اختصا ص الكهرباء بالرغم من قلة عددهم في الخمسينات والستينات وبالتاكيد هناك اسماء معروفة بين الزملاء ولم تسلط عليهم الاضواء والبعض منهم حوربوا وهجروا لا لسبب معقول ومقبول وانما بسبب الحقد الطائفي والتعصب القومي العنصري .. وكان الخاسر الوحيد هو العراق الجريح .. واذكر على سبيل المثال لا الحصر الزميلين الدكتور محمد جليل الحكاك والدكتور قيس مرزا ..وهناك العشرات بل المئات من امثالهما .. فقدهم عراقنا الحبيب ليقدموا خدماتهم لدول اجنبيه .. من الطبيعي ان الولايات المتحدة الامريكية تدرك اكثر من غيرها اهمية الطاقة الكهربائية .. فلهذا استهدفت عام 1991 المنظومة الكهربائية ومحطات التوليد بالقصف والتدمير .. وبعد انتهاء القصف وتوقيع اتفاق العار في خيمة صفوان .. شمر المهندسون العراقيون عن اذرعهم وسخروا كل ما متوفر من امكانيات لاعادة تشغيل المنظومة ولو بنسبة مئوية محدودة وبفترة قياسية كما يعلم الجميع .. وبالرغم من الحصار الظالم .. في عدوان عام 2003 لم تستهدف الولايات المتحدة في قصفها محطات الانتاج والتوزيع وخطوط النقل بصور مباشره وعند الاحتلال كانت هذه المحطات والمنشئات سالمة .. وهنا بدأت المأساة حيث قام العملاء واذنابهم بتدمير مبرمج لكل مفاصل الانتاج والتوزيع للطاقه الكهربائيه وعلى الارض وليس من الجو .. وبمرأى من قوات الاحتلال ان لم نقل بتوجيه مبطن منهم .. واستخدمت لهذه الغاية تسميات واهداف حقيرة منها مقاومة الاحتلال .. وفي الحقيقة تحقيق اهافه في تدمير البنية التحتية .. هل من المعقول سبع سنوات وعشرات من مليارات الدولارات صرفت والمواطن اليوم لايتمتع بساعتين يوميا من كهرباء متواصل ..؟؟؟اين الخلل ؟؟ هل هو علم الكهرباء ؟؟ هل هو قصور مهندس الكهرباء العراقي ؟؟ هل هو خلل في وعي المواطن ؟؟ ام أمر دبر وخطط من وراء الحدود بليل ؟؟؟؟ الخلل هو في الفساد الاداري وغياب الحس الوطني وضعف الهيكل الاداري الحكومي واخرها ..النظام الاقتصادي الذي فرضه الاحتلال ومن جاء معه من العملاء وهو اقتصاد السوق وهيمنة وشروط البنك الدولي وصندوق النقد الدولي .. من المعروف ومنذ فتحنا عيوننا وفي بداية تاسيس الحكم الوطني في العراق .. وجدنا الدولة هي المسؤولة عن قواطع الكهرباء والماء والهاتف وبالتأكيد صناعة النفط منذ عام 1971 .. هذه القواطع كانت تدار وتطور وتدام من قبل اجهزة الدولة المختصة ..وكانت هذه الخدمات في افضل حال لحين تورط النظام السابق في فخ غزو الكويت .. وبما ان كلامنا عن الكهرباء ساختصر ملاحظاتي حول هذا المجال --- ان تعيين الفاسد والمجرم الهارب وزير الكهرباء السابق ( وزارة الدكتور علاوي الاولى ) ايهم السامرائي .. دمر هذا القطاع واسس لبؤرت الفساد الحالي .. --- الرتل الخامس من اعداء العراق استهدفوا عن عمد وسابق قصد واصرار العاملين الشرفاء والبسطاء الابرياء العاملين بالقتل والترويع --- استهدف الرتل الخامس المنشئات ومحطات التوليد والتوزيع وخطوط النقل وبشكل لايصدق بالتفجير والتعطيل .. تصلح اليوم لتفجر في اليوم الثاني .. --- فتح الحدود وفوضى استيراد الاجهزة الكهربائية .. بحيث اخل بالتوازن بين الطاقة المنتجة والمستهلكة .. بالرغم من خروج مئات الالوف من المواقع العسكرية العراقية والمصانع المدنية العسكرية عن الخدمة .. --- من المعلوم ان عدد سكان العراق يزداد سنويا بما لايقل عن مليون نسمة .. سواء بالولادة او الهجرة من دول الجوار .. ولاسيما تركيا وايران وسوريا .. وهذا عبأ غير ملاحظ او محسوب .. --- الفساد الاداري اذ نادرا ان تجد موظف نزيه ولاسيما بعد العمل بنظام المحاصصة الطائفية والاثنية وانقلاب القيم والمعيير حيث اصبح النزيه والكفوء نشاز ويجب ان يحارب .. حيث بدل الاختصاصيون ذوي الخبرة والكفاءة باناس ينتمون الى طائفة او حزب الوزير ويفتقرون الى الخبره والكفاءه والاهم النزاهه وحب العراق .. --- غياب التعاون بين المواطن واجهزت الدوله المختصه بسبب الجهل والاميه والوعي باهميه ترشيد الاستخدام للطاقه .. هذا نابع لقناعه المواطن ان الدوله ومؤسساتها تفتقد الى المصداقيه والشفافيه ولاسيما بعد انتشار ظاهره الرشاويوالمحسوبية الى درجه تزكم الانوف . --- عدم التعاون بين وزارتي النفط والكهرباء بحيث ضاع المتابع واصبح لايميز بين من هو الصادق او الكاذب .. لان الاثنين .. عصفور وزرزور واثنينهم طياره --- غياب سيطره الحكومه لكونها ضعيفه على استهلاك الطاقه فلا وجود لمقاييس القياس او الجبا يه للاجور وهذا بالتأكيد ينعكس على نوع الخدمه المقدمه للمواطن .. --- المصالح والفوائد الاقتصاديه للدول المجاوره التي تمد العراق بالطاقه الكهربائية فمن خلال عملائها واصدقائها والمنتفعين يهمهم ان يبقى قطاع الكهرباء متخلف وعاطل كي يستمرون في تصدير الكهرباء للعراق .. اضافه الى اهداف الضغط السياسيه كما هو معروف لكل ذي عين بصيره --- الحكومه الفاشله تحولت الى مكتب تشغيل العاطلين فبدلا من توفير فرص حقيقيه للعمل .. اذا بها تجبر دوائر ومؤسسات الدول بمجاميع هائله بتعين عشرات الالاف من العاطلين في هذه المؤسسات ومنها قطاع الكهرباء بينما المعامل متوقفه والقطاع الزراعي معطل.. في الوقت الذين تفرض على مؤسسه الكهرباء او غيرها تعيين الالاف من منتسبي الصحوات او جيش المهدي بلا خبره او فائده او شهادة .. سوى منحهم الرواتب واسكات اصواتهم .. --- الفساد ودوره في هدر الاموال حيث لوحظ ان اي مشروع يحال الى مقاولين غير متخصصين وبسعر اضعاف سعره الحقيقي وينفذ باسوأ النوعيات مما ارهق ميزانيه الدوله .. --- المولدات المنزليه .. ومولدات المحلات .. اصبحت ترهق كاهل المواطن المسكين وهو مجبر لانه لايستطيع العيش بدون كهرباء والدوله غائبه عنه وعن همومه ومعاناته .. ولو توجد احصائيه دقيقه لعدد المولدات التي استوردها العراق خلال السنوات السبع الماضيه لوجدناها لاتقل عن عشر ملايين مولده ومن اردأ انواع المولدات .. اضافه الى عطلاتها المستمره وكميه الوقود المصروفه .. وبالرغم من ذلك نجد المسؤولين يستوردون مولدات ويوزعونها على المناطق لاغراض انتخابيه غير مباليين بخساره ميزانيه الدوله وهدر المال العام التي تنعكس على مستوى معيشه الفرد العراقي .. --- اما موضع انشاء محطات التوليد الغازية او تلك التي تعمل على زيت الغاز او النفط الاسود والفوضى التي واكبت هذه العملية فتثير الاسى والحزن في نفوس كل مهندس ومختص في علم الكهرباء ولا مجال لذكره في هذه العجالة لانها هي اساس بلاء العراقيين --- الموضه الجديده التي تبناها الوافدون الجدد من الحكام وهي نغمة الاستثمار الاجنبي.. وكأن العراق دوله فقيرة .. ونسوا ان ميزانيته تعادل ضعف ميزانيه جمهورية مصر .. الاستثمار الاجنبي لا اعتراض عليه اذا توفرت شروط الحمايه لحقوق العراقيين .. اما فتح الباب على الغارب وافساح المجال للاجنبي لنهب ثروات العراق وبلا ادنى مبرر فهذا امر مرفوض من كل عراقي شريف ..ففي القت التي تهرب اموال العراق الىالخارج نضحي ونقدم كل شيء عزيز بحجه جلب اموال لاستثمارها في العراق .. هذه الحقيقه مع الاسف --- الهدف الاستراتيجي لكل مايحدث اليوم ويخطط له اعداء العراق .. هو سحب القرار المستقل من يد العراقيين .. سواء في قطاع الكهرباء او النفط او غيرهما .. هدفهم ابقاء العراق ضعيفا فقيرا يعتمد على الاخرين .. ان الهدف من وراء ما ذكرته اعلاه هو الضغط على المواطن وارهاقه وايصاله الى درجة القبول بخصصه قطاع الكهرباء ومنحه للمستثمرين الاجانب لكي يمتصوا دماء العراقيين .. ومع الاسف الكثير من العراقيين لاينتبهون الى هذه الحقيقة المرة وما يخطط لهم .. وبتخطيط من المستشارين المهيمنين على الوزارات المعنية .. --- علم الكهرباء وتقنياته في العالم الغربي والولايات المتحده تتطور يوميا نحو الافضل .. وانا واثق ان المهندس العراقي يواكب هذا التقدم العلمي .. ولكنه عاجز .. امام السياسه واطماع تجار السياسه وولاءهم لدول الجواروأجندات الشركات الطامعه بثروه العراق وتهميش الشرفاء من الخبراء الكفوئين .. ومما يدمي القلب هذا النهج يطبق على قطاع النفط والزراعه والصناعه وحتى المصارف ..حيث تسرق الاموال وتصدر للخارج اما لاستثمارها او لشراء عقارات في الخارج في الوقت الذي يحتاج العراق لكل فلس ان يبقى ويستثمر داخل القطر .. وهذا الكلام ليس مني وانما ذكره وزير التخطيط الحالي الدكتور علي بابان عندما اتهم ومن على شاشات التلفزيون ان البنك المركزي يساعد على تهريب العمله الصعبه من العراق .. ان لله وانا اليه راجعون .. فبمن نستعين والى من نتوجه ؟؟؟ والقاده على الكراسي الحقيره يتصارعون ؟؟؟ وبمعانات المواطن اليوميه لايبالون .. سواء في الكهرباء او غيره ..ان السياسه والاطماع الحزبيه والانانيه الشخصيه لا تنسجم مع العلم ولن تدفعه الى الامام كما نتمنى .. وسيبقى المواطن يعاني اللهم احفظ العراق واهله
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وين ابو الغيرة ؟؟ وين ابو المروة ؟؟
-
هل يوجد بينهما دم مهدور ؟؟؟؟
-
مو عجيبة ولاغريبة من زلمنا
-
الاعلام و كشف عورة الفاسدين
-
ذكريات مرعبة لايام الجريمة العالمية
-
العراقي يرقص مذبوحا من الالم
-
شبان السياسة يتفوقون على الشيوخ في التكتيك
-
قادة وسياسين بلا جذور ولاكرامة
-
المحاصصة .. فيروس استعماري
-
التمني راس مال العراقي الحر المستقل
-
هل يصلح الحداد ما افسده الدهر ؟؟؟
-
لاتبكي ملكاً مضاعاً كالنساءِ
-
مفوضية الانتخابات تخفق وتؤجج الصراع بين الزعماء والكتل
-
ايهما افضل ملكي دستوري او جمهوري وراثي ؟-- (3)
-
الملف الاسود متى يغلق ؟؟
-
بوركت ياعراقي لاسقاطك الفاشلين
-
ايهما افضل ملكية دستورية او جمهورية وراثية ؟ ؟ -- 2
-
ايهما افضل ..ملكية دستورية .. او جمهورية وراثية -- 1
-
حكومة الاقوياء .. طوق نجاة العراقيين
-
العرس انتهى ظاهريا وتبين .. العروس غير باكر
المزيد.....
-
عمرو دياب سيواجه المحكمة في واقعة صفعه لمُعجَب
-
استئناف مرفوض.. تأكيد حكم ابتدائي يقضي بسجن مواطنة روسية أمر
...
-
ماذا يحدث في مرتفعات الجولان؟ تفجيرات لم تقع منذ حرب 1973
-
إسرائيل تفتح معبر مساعدات إلى غزة امتثالا لمهلة أمريكية
-
توقيف فتى بألمانيا بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم بدوافع إسلاموية
...
-
هل تستولي إسرائيل على الضفة الغربية؟
-
الجيش الأوكراني في محنة.. وسائل إعلام غربية تكشف حقيقة الوضع
...
-
حزب الله: قرار الجيش الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية من
...
-
السنغال: رئيس الوزراء عثمان سونكو يدعو للانتقام لأنصاره بعد
...
-
42 مليون دولار تعويضا لثلاثة عراقيين عُذّبوا في أبو غريب
المزيد.....
|