|
الحكومة القادمة ...طريق أبو الخصيب ... مساعدة صديق... لعبة الكراسي...!
عادل اليابس
الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 22:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل الاستفتاء على الدستور في 2005 ، وبعد تشكيل لجنة من خمسين ممثلا عن الكيانات والأحزاب السياسية لكتابته ،هؤلاء لم يكونوا من الخبراء في القانون والفقه الدستوري ، بل استنفروا لكتابته ، تحت أجنداتهم الحزبية السياسية المغلفة بالمصالح الفئوية والشخصية ، أي ليس تفصيل الدستور وفق مصالح وطنية مطلقة بل مجموعة قياسات لكل ما سمي جزافا" " مكون " ،فجاء دستور معوق كبل العملية السياسية برمتها فيما بعد ولازال هناك ، من المتشدقين ووعاظ السلاطين ممن يحرف شفتاه ويقول بمنافقة علنية " الشعب صوت عليه". بتاريخه كتبت مذكرة عنوانها " كتابة الدستور وطريق ...أبو الخصيب " ، وهو طريق في البصرة من أكثر الطرق في العالم اعوجاجا وانحرافا " ، ويعود التعويق في هذا الشارع ، أن البساتين التي تقع على جانبيه كانت لذوي القوى والنفوذ ،فكانوا يفرضون سحب الشارع لمحاذاة أراضيهم ، وحصل ما حصل ، فولد الشارع على صورة ثعبان ضخم يتلوى . بإسقاط نتائج كتابة الدستور ، على ما بعد انتخابات 2010 ، والمبشرة بالقائمة المفتوحة ، بقي الحال على ماهو عليه ، أربع قوائم احتلت البرلمان ، كل منها يسحب وفق سطوته ، تشكيل حكومة المحاصصة القادمة ( يسموها تارة بالمشاركة ، وبالوحدة الوطنية ،وبالتوافقية وحقيقة بطانتها المحاصصة ) ، ولا يبدوا في الأفق محلل سياسي أو استراتيجي عتيد ، يضرب أخماسا باسداسا" ويقول وجدتها ، ويعلن الثوابت التي ستتشكل عليها الحكومة القادمة ، ولن يفيدنا حلم منتصف ليلة صيف ،عند حسن العامري ، بلقاء علاوي والمالكي ، فالمرجعية السياسية له بعد سقوطه في الانتخابات يحوطها الكثير من الريبة وعليه أن يريح نفسه ، لاسيما وقد سمعناه لمرات عديدة ، يشكو علة شديدة بقلبه ، ومن بحاله ، لايفيدة غير الراحة التامة للجسد والروح ، وعودة على بدء لن يحيد برلماننا القادم ولا حكومتنا المنتظرة ، عن هيكلية طريق أبو الخصيب وسنقول بعدها ماكر رناه دائما لكم الله ياعراقيين . واحدة من النتائج الكبيرة التي حققتها هذه الانتخابات ، سقوط الشرعية عن كتابة الدستور ، فاغلب المشاركين في كتابته ، ومنهم على سبيل المثال ، الدكتور همام حمودي ، والدكتور فؤاد معصوم ، والمحامية مريم الريس ( مستشارة رئيس الوزراء السابقة ، وعدوة مثال الالوسي وحزب الأمة )، هؤلاء لم يحصلوا على عتبة الأصوات التي تؤهلهم للحصول على مقعد في البرلمان القادم ، وبات بعضهم يستجدي المقعد التعويضي ، بل أن احدهم لم يحصل على عدد أصوات رجال حمايته . بعد هذا المطب ، لم يعد أمام الأوصياء علينا من سياسينا الذين حطوا بعد التغيير ، سوى تطبيق أحدى وسائل المساعدة في برنامج من يربح المليون ، وهذه لن تكون سوى طلب مساعدة صديق ، فهرعوا للهرولة شرقا" وغربا ، شمالا وجنوبا ، كل يعزز أجندته ونحن لانعرف من الصحيح ، غير أن الأصدقاء المطلوب النجدة منهم هم الإخوة الأعداء ، وهم يستقبلون الوفد العراقي تلو الوفد ، ولسان حالهم ، يعبر عنه أبو الطيب بقوله " إذا رأيت نيوب الليث بارزة ... فلا تحسبن إن الليث يبتسم " ، ويعود أبو الطيب ليهمس في إذن جماعتنا بحكمته " فيكم الخصام وانتم الخصم والحكم ". زميلة عمل لي ، حملتها الحياة ، مصاعب جمة ،من كدر وتعب ، في جلسة دار الحديث عن تشكيل الحكومة ، علقت بميلودراما " انصحهم بتشكيلها وفق لعبة الكراسي ، كما كنا نلعبها في الابتدائية ، أي يهرولوا حول كراسي اقل بواحد من عدد المرشحين للوزارة وفي كل مرة يرفع كرسي ويخرج خاسر ، والذي يجلس على الكرسي الأخير يكون هو رئيس الوزراء المنتخب ، ثم أطلقت ضحكة خفيفة وخجولة وعقبت " ولكن لبعضهم أوزان ثقيلة ". المعروف عنا نحن العراقيين ، بأننا فطرنا على القيادة والسياسية ، ويصعب علينا الاستماع للآخرين ، وبمتابعة ، من يظهر في الفضائيات من المحللين والمنظرين وفقهاء السياسة والاجتماع ، وكل يدلوا بدلوه ، يصول ويجول " يحوي النار لكرصته إذا كان حزبيا " بالكلام ويسهب بالحديث ، ووصل بنا الحد ، إننا يمكن أن نتابع أي ندوة حوارية على أي فضائية ومهما اختلف الضيوف ، وسنعود بخفي حنين آذ ، سنستمع لنتيجة واحدة ، لاتغنني من جوع ، تقول هكذا جرت العملية السياسية ، ولكن من أجراها هكذا فكلنا أبرياء منها ، هذا يقودني لاقتراح من تاريخنا العربي والإسلامي ، فكلنا يعرف قصة الحجر الأسود في مكة ،وكيف أن الفرقاء من قريش ، احتكموا في النهاية للعقل وليس للقوة ، وارتضوا أن يكون أول القادمين لدار الندوة هو من يحتكمون إليه وكانت بشارتهم كبيرة عندما دخل الرسول (ص) ، وهو المعروف بأمانته وصدقه ، فاوجد حل الرداء ووضع بنفسه الحجر الأسود ، وطلب من كل زعيم مسك طرف من الثوب ، والسؤال الآن هل يرتضي زعمائنا بنفس الحل ويوكلوه، لشخص ما نزيه وقادر وعينه وقلبه على العراق " أجندته تتطابق مع الزعيم عبد الكريم قاسم ، ونوري السعيد ، وعبد الرحمن البزاز ) ، ويجنبوا أنفسهم والشعب ،مآسي وكوارث ، لم يعد في النفس طاقة لحملها . عادل اليابس
#عادل_اليابس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أعطوا البصرة لتكنوقراطيها
-
العلمانية يتمها علاوي... والوصاية عليها للدستوري
-
جمعية الحمير
-
الآلوسي حتى أنت ... ياحيدر سعيد
-
كوتة المرأة وحق الناخب العراقي
-
دكتاتورية البروليتاريا ..- الضائعة -
المزيد.....
-
قبل موتهم جميعا.. كشف آخر ما فعله مسافران قبل اصطدام طائرة ا
...
-
الصين تعرب عن استيائها الشديد إزاء الرسوم الجمركية الأميركية
...
-
حرب تجارية جديدة: كندا تفرض رسوما على سلع أمريكية بقيمة 155
...
-
دراسة تكتشف أسرار الأذن البشرية
-
دلالات طريقة المشي
-
علماء الفيزياء الكمومية يبتكرون فضاء مكونا من 37 بُعدا
-
واشنطن تريد انتخابات بأوكرانيا إذا توقفت الحرب
-
عشرات الآلاف دون مأوى وفي وضع مأساوي بغزة
-
حراك طلابي في صربيا يُطيح برئيس الوزراء وموسكو وبروكسل تراقب
...
-
الولايات المتحدة تفرض رسوما جمركية على كندا والمكسيك والصين
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|