أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - منطق العصور الحجرية














المزيد.....

منطق العصور الحجرية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 08:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قالت إسرائيل ، وعلى لسان أحد زعمائها المتهورين، إنها ستعيد سوريا إلى العصور الحجرية في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين الجانبين، وناهيك عن أن ليس في الأمر من جديد لجهة النوايا العدوانية والإجرامية المعروفة لهذا الكيان الذي يتجلبب بالدعة والضعف ومظهر الحمل الوديع، ومن دون النظر، أيضاً، إلى الجوانب البهلوانية والإعلامية والاستعراضية الكامنة في التصريحات، ومحاولة "التصابي" والعودة، من جديد، إلى عصر العربدة الإسرائيلي الآفل، وبأنها منطق لبشر ما زالوا يعيشون فعلاً في العصور الحجرية، وهي في جانبها البكائي التقليدي محاولة لاستدرار المزيد من العطف الغربي، وابتزازاً لأمواله، في وضع جيوستراتيجي صعب وحرج لم تعد لا إسرائيل ولا قادتها يحسدون عليه، وأن أولاً وأخيراً ثمة رسائل وآليات ووسائل ضغط يراد تمريرها وإيصالها، فإن هذه التصريحات تنطوي على عدة مضامين يمكن قراءتها فيما بين ثنابا هكذا تصريحات.

وأول ما يستشف من هكذا تصريح هو تأكيد حالة الرعب والهلع والخوف والقلق والهذيان الذي بات يعيشها هذا الكيان، في ظل انقلاب موازين القوى التام، ولأول مرة في تاريخ الصراع في المنقة، وفي غير صالحه، ولاسيما بعد المواجهة "البروفة" والمصغرة في تموز من العام 2006، حين جرب الصهاينة ولأول مرة "متعة" النوم في ملاجئ والإصغاء إلى انفجارات الصورايخ في شوارع مدن بني صهيون. فإذا كانت منظمة مقاومة كحزب الله، محدودة الإمكانيات، وضمن شريط حدودي ضيق، استطاعت أن تخلق هذه الحالة من الرعب والهلع في صفوف الصهانية، فما بالك بدول وقوى إقليمية فاعلة، وأكبر، وتمتلك بالقطع، طاقات، وإمكانيات عسكرية ولوجيستة وصاروخية، بما لا يمكن مقارنته بالتأكيد مما يمتلكه حزب الله. وعندها نعتقد أن الأمر لن يكون نزهة ولا مزحة ولا لعب عيال، فإن أية دولة في العالم لن تقف مكتوفة الأيدي حين يتم الاعتداء على سيادتها، وتتعرض لأي هجوم. ومن هنا فإن ليس طرفاً واحداً بعينه، سيعود إلى العصور الحجرية، وقد تكون هناك عودة بالجملة إلى العصور حجرية التي يبشرنا بها المسؤولون الصهاينة، وربما أولهم أولئك الحمقى الذين يطلقون مثل هذه التصريحات اللامسؤولة واللا مدروسة، هذا إذا كان هناك ثمة عودة، على أية حال، إذ لا يمكن، كما قلنا آنفاً، قراءة مثل هذه التصريحات إلا في نطاقها الاستفزازي الفج الذي لا يقدم ولا يؤخر، ولا يرفع من أرضه، وليس له على أرض الواقع من سند أو قدرة على التحقيق، كما لا يمكن أخذه على محمل الجد نهائياً.
والأمر الآخر والأهم هو الإعلان والإقرار عن وجود وضع جيواستراتيجي وعسكري في المنطقة، وعن بروز قوى إقليمية جديدة في المنطقة، باتت تمتلك قرار المنطقة السياسي والعسكري، وأن تلك القرارات قرارات لم تعد، وبكل أسف في يد واشنطن وإسرائيل، وحدهما، وهذا ما بات واضحاً للجميع، وما سلسلة التراجعات الغربية والأمريكية والأطلسية، وبالجملة، وبما يشبه الاعتذار، عن سياسات استعمارية وإملائية، سابقة إلا تأكيد على بروز هذا الواقع الجديد. والعجز واليأس هو في النهاية ما يقود المرء لإطلاق مثل هذا الكلام .
ومن الجدير ذكره بأن، دونالد رامسفيلد، وزير دفاع بوش الابن، في الحقبة "الحجرية" إياها، وأحد صقور المحافظين الجدد، كان قد أطلق في السابق تصريحات مثيرة، ومشابهة عن نيته بإعادة العراق إلى العصور الحجرية، وفي كلام شبه مطابق لتصريحات مسؤولي إسرائيل. ومع أنه لا يمكن أن يـُنكر ما كان للعدوان الأمريكي الغاشم من أثر تدميري هائل على العراق، لكننا نعتقد، وكثيرون معنا، أن ليس العراق، وبإمكانيات مقاومة وتصدي لا تقارن أيضاً بترسانات ردع صاروخية، هو لوحده من عاد للعصور الحجرية، فهناك دول كبرى وعظمى انهارت عسكرياً ومالياً واقتصادياً، وفقدت هيبتها، وعادت بالفعل إلى العصور الحجرية، ولم تعد كسابق عهدها، وبمقارنة، رمزية، بما كانت عليه قبل حرب العراق.

وبالمطلق، إن اعتبار وإدراك المعطيات السابقة، كلها، وأخذها في الحسبان، لا يعني عدم تغليب العقل والحكمة والمنطق الذي يجب أن يكون حاضراً في مثل هكذا حالات. فإن المقامرة واللعب بمصير ومستقبل وحياة شعوب المنطقة ليس أمراً عادياً، ناهيك عن أنه ليس من صفات بشر يدعون أنه متحضرين بل ربما تأكيد للميول والغرائز "الحجرية" لأصحابها، وحدهم. بل تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، وعلى الدوام، أن زعماء إسرائيل، قولاً، وفعلاً، وواقعاً، ومنطقاً، هم من يعيشون في عصر ما قبل حجري وليس حجرياً، وحسب، وأن العصر الحجري، بحد ذاته، هو حالة متقدمة و"حضارية" جداً، قياساً بما يضمره زعماء إسرائيل، ولكل من يستخدم هذا الخطاب الأحمق الإجرامي، وهذا، بالطبع، قبل أن يتم إطلاق أي صاروخ بالستي عليه.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد المدير العام لجرّات الغاز المحترم
- السيرة ذاتية لكاتب عربي
- العرب وموسوعة غينيس
- أنفلونزا البراكين
- التعنيز: وإفلاس إعلان دمشق
- دول الخليج ومخالفة شرع الله
- الزيدان الفهلوي: وتصابي الشيخ الماضوي
- هل أفلس إعلان دمشق حقاً؟
- هل ينتهي الإرهابي الدولي أحمد موفق زيدان إلى غوانتانامو؟
- سكاكين أحمد موفق زيدان ودعواته العلنية للتطهير العرقي
- مطلوب القبض على وزاراء االتربية والثقافة العرب بسبب إعدادهم ...
- أحمد موفق زيدان على خطى أحمد منصور: زيدان يدعو لإبادة طائفة ...
- لماذا خسر العرب معركتهم الحضارية؟
- رسالة إلى السيد مدير المصرف العقاري
- إهانة التاريخ العربي: رد على قيادي إخواني
- فعاليات حقيقية لمهرجان الثقافة العربية
- يا عيب الشوم يا كاجينسكي
- شاهد على العهر
- الهجوم على الإسلام
- إخوان سوريا ونصرة المنصور


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - منطق العصور الحجرية