أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - في المادية الديالكتيكية .. 10















المزيد.....


في المادية الديالكتيكية .. 10


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2986 - 2010 / 4 / 25 - 19:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المادية التاريخية ...

القوى المحركة للتاريخ ...

ما أن نطرح هذا السؤال .. مما تتأتى أفكارنا ؟ حتى نرى أنه علينا السير الى أبعد في أبحاثنا ، فإذا عللنا كما يُعلل ماديوا القرن الثامن عشر الذين يظنون أن الدماغ يفرز الفكر كما يفرز الكبد الصفراء ، فإننا سنجيب على هذا السؤال بأن الطبيعة تنتج الذهن ، وأن أفكارنا هي بالتالي من إنتاج للطبيعة ، انها نتاج الدماغ ...
سنقول إذاً أن التاريخ صنع بفعل الناس المسيّرين بإرادتهم ، وهذهِ الإرادة هي تعبير عن أفكارهم المتأتية من الدماغ نفسهُ ، ولكن لننتبه ...
إذا فسّرنا الثورة الكبرى بانها نتيجة لتطبيق الأفكار المولدة في دماغ الفلاسفة ، فإن هذا التفسير سيكون تفسيراً محدوداً وغير كافٍ ، وسيكون تطبيقاً سيئاً للمادية ...
لأن ما يجب ملاحظته هو ... لماذا إستعادت الجماهير هذه الأفكار التي طرحها مفكروا تلك الحقبة ، لنعد الى الترابط السابق ..
التاريخ يساوي .. الفعل ـ الإرادة ـ الأفكار
الأفكار لها معنى ومحتوى ، الطبقة العاملة مثلاً تناضل لقلب الرأسمالية ، هذا ما فكر به العمال المناضلون ، هم يفكرون لأنهم يمتلكون دماغاً طبعاً ، فالدماغ إذاً شرط ضروري للتفكير ، لكنهُ ليس شرطاً كافياً ، الدماغ يشرح الواقعة المادية التي هي إمتلاك الأفكار ، لكنهُ لا يشرح لماذا نمتلك هذهِ الأفكار وليس تلك ! ..

يقول انجلز ..
(( كل ما يُحرّك الناس ينبغي أن يمر بالضرورة بأدمغتهم ، لكن الشكل الذي يأخذهُ في هذهِ الأدمغة يتعلق لدرجة كبيرة بالظروف )) ...

كيف نستطيع إذاً أن نشرح محتوى أفكارنا ؟
أي .. كيف تأتينا فكرة قلب الرأسمالية ؟

الوجود الإجتماعي والوعي ...

نحن نعلم أن أفكارنا هي إنعكاس للأشياء ، كذلك فإن الأهداف التي تحتويها أفكارنا هي إنعكاس للأشياء ، ولكن لأيّةِ أشياء ؟؟
للإجابة على هذا السؤال .. ينبغي أن ننظر الى المكان الذي يعيش فيه الناس ، وأين تظهر أفكارهم ، فنلاحظ أن الناس يعيشوا في مجتمع رأسمالي ، وأن أفكارهم تظهر في هذا المجتمع وتتأتى لهم منه ...

يقول ماركس ..

(( فليس وعي الناس هو الذي يُحدد وجودهم ، بل العكس ، إن وجودهم الإجتماعي هو الذي يُحدد وعيهم )) ..

إن ما يسميه ماركس هنا ( وجودهم ) في هذا التعريف ، هم الناس ، يعني نحن ، والوعي هو ما نفكر بهِ ، ما نريد ..

الوجود الإجتماعي والظروف المعيشية ...

يحدثنا ماركس عن الوجود الإجتماعي ..
الوجود الإجتماعي ...مُحدد بالظروف المعيشية الماديّة التي يعيشها الناس في المجتمع ..
فليس وعي الناس هو الذي يُحدد ظروف معيشتهم الماديّة ، بل ظروفهم المادية هي التي تحدد وعيهم ..
ماهي الظروف المعيشية المادية ؟
هناك فقراء وأغنياء في المجتمع ، تختلف طريقة تفكيرهم ، وأفكارهم حول الموضوع نفسهُ أفكار مختلفة ، فركوب المترو بالنسبة لفقير عاطل عن العمل هو بذخ ، وبالنسبة للغني الذي يملك سيارة هو إنحدار .. أفكار الفقير عن المترو هل يمتلكها لأنهُ فقير أم لأنهُ يركب المترو ؟
لأنهُ فقير ، ولكونهِ فقير فهذا ظرفهُ المعيشي ..
إذاً يجب أن ننظر لماذا هناك فقراء وأغنياء . حتى نستطيع تفسير الظروف المعيشية للناس ...
مجموعة من الناس تشغل في عملية الإنتاج الإقتصادية مركزاً ( أي أنها تملك في النظام الرأسمالي وسائل إنتاج أو بالعكس تعمل بوسائل إنتاج لا تملكها ) وتتمتع بالتالي بظروف مادية معيشية مماثلة الى حدٍ ما ، هذهِ المجموعة تكوّن طبقة ، لكن معنى الطبقة لا يقتصر على معنى الغنى والفقر ، فربما تمكن البروليتاري أن يجني من الربح أكثر من البرجوازي ولن يكون أقل بروليتارية ، لأنهُ متعلق برب العمل ،ولأن حياته غير مؤمّنة وغير مستقلة ...
فالظروف المعيشية المادية لا تتكون فقط من المال المكتسب ، لكن من الوظيفة الإجتماعية ، وهكذا نحصل على الترابط التالي ...

(( إن الناس يصنعون تاريخهم بفعلهم وفقاً لإرادتهم ، التي هي تعبير عن أفكارهم ، هذهِ الأفكار تتأتى من ظروفهم المعيشية المادية ، أي من إنتماءهم لطبقة ما )) ..

الصراع الطبقي محرّك التاريخ ...

يتصرف الناس بشكل معيّن لأنهم يملكون أفكاراً معينة ، هذه الأفكار تنتج عن ظروفهم المعيشية المادية ، لأنهم ينتمون الى هذهِ الطبقة أو تلك ...
وهذا لا يعني وجود طبقتين فقط في المجتمع ، فهناك عدد من الطبقات ، لكن إثنان منهما تتصارعان بصورة رئيسية ، هما البروليتاريا والبرجوازية ..
إذاً الطبقات توحّد الأفكار ..
والمجتمع ينقسم الى طبقات تتصارع كل منها مع الأخرى ، وهكذا إذا تفحصنا أفكار الناس ، ونلاحظ أن هذه الأفكار في تنازع ، وتحتها نجد الطبقات المتنازعة ..
وبالتالي فالقوى المحرّكة للتاريخ أي التي تفسّر التاريخ هي الصراع الطبقي ..
فإذا ضربنا مثلاً العجز الدائم في الموازنة ، سنرى أن هناك حلّين ، الأول يقوم على متابعة ما يسمى بالأرثوذكسيّة المالية إقتصاد ، قروض ، ضرائب ..الخ ، والحل الآخر يقوم على تغريم الأغنياء ...
ونحن نلاحظ صراعاً سيّاسياً حول هذهِ الأفكار ، لكن الماركسي يريد أن يفهم ما يحدث ، ويبحث ما يوجد تحت الصراع السياسي ، فيكتشف عندئذٍ الصراع الإجتماعي أي الصراع الطبقي ، صراع بين أنصار الحل الأول ( الرأسماليين ) وبين أنصار الحل الثاني ( البروليتاريا ) ...

يقول انجلز ...

(( على هذا النحو ثبت بالنسبة للتاريخ الحديث على الأقل ، كل صراع سياسي هو صراع طبقي ، وان كل صراع تخوضه الطبقات من أجل تحرّرها ،رغم شكلهِ الذي هو بالضرورة هو سياسي ( لأن كل صراع سياسي هو صراع طبقي ) هو في نهاية المطاف صراع من أجل التحرر الإقتصادي )) ....

علينا أن نضيف حلقةالى الترابط الذي نعرفهُ لتفسير التاريخ فلدينا ...
الفعل ـ الإرادة ـ الأفكار .. وتحتها يوجد الطبقات ووراء الطبقات يوجد الإقتصاد ..
فإذا أردنا تفسير واقعة تاريخية ، علينا فحص الأفكار المتصارعة ، والبحث عن الطبقات تحت الأفكار ، وأخيراً تحديد النمط الإقتصادي الذي يُميّز الطبقات ...
لا يخاف الديالكتيكيون من طرح الأسئلة المتتابعة ، لأنهم يعرفون أنهُ يجب البحث عن مصدر كل شئ ...
لذلك نتسائل ...
عمَّ تتأتى الطبقات والنمط الإقتصادي ؟
لمعرفة عمَّ تتأتى الطبقات يجب أن ندرس تاريخ المجتمع ، وسنرى عندئذٍ أن الطبقات الموجودة لم تكن هي دائماً نفسها ، في اليونان العبيد والأسياد في العصور الوسطى ، الأسياد والأقنان ، وإختصاراً لهذا التعداد .. البرجوازية والبروليتاريا .

لننظر الى النص الذي قالهُ انجلز ..

(( إن البرجوازية وكذلك البروليتاريا نشأتا بسبب التغييرات في العلاقات الإقتصادية ، أو بعبارة أدق ، بسبب التغييرات في نمط الإنتاج ، فالإنتقال أولاً من نظام الإنتاج الحِرَفي الى المانيفاكتورة ، ومن ثم من المانيفاكتورة الى الصناعة الكبيرة ، الى الإنتاج الميكانيكي بإستخدام البخار هو الذي طوّر هاتين الطبقتين )) ..

نرى في نهاية التحليل ، أن القوى المحرّكة للتاريخ تعطي لنا حسب الترابط التالي ..
ــ التاريخ هو من صنع البشر ..
ــ الفعل ، الذي يصنع التاريخ ، يتحدد بإرادتهم ..
ــ هذهِ الإرادة هي التعبير عن أفكارهم ..
ــ هذهِ الأفكار هي إنعكاس للظروف الإجتماعية التي يعيشونها ..
ــ الظروف الإجتماعية هي التي تحدد الطبقات وتحدد صراعها ..
ــ الطبقات هي نفسها مُحددَة بالظروف الإقتصادية ..

ولتحديد الظروف والإشكال التي يجري فيها هذا الترابط نقول ..
ــ الأفكار تجد تعبيرها في الحياة على الصعيد السياسي ..
ــ الصراع الطبقي الذي يوجد خلف صراع الأفكار ، يجد تعبيرهُ على الصعيد الإجتماعي ..
ــ الظروف الإقتصادية ( المُحددة بحالة التكنولوجيا ) تجد تعبيرها على الصعيد الإقتصادي ...

ممَّ تتأتى الطبقات والظروف الإقتصادية ؟

رأينا أن القوى المُحرّكة للتاريخ هي الطبقات وصراعها المُحدد بالظروف الإقتصادية ..
والآن علينا أن نرى ما الذي يُحدد الظروف الإقتصادية والطبقات التي تخلقها ..

ــ أول تقسيم للعمل ..

إن إنقسام المجتمع الى طبقات لم يكن دائماً موجوداً ، يريد الديالكتيك أن نبحث عن أصل الأشياء ، لكننا نلاحظ عدم وجود الطبقات في الماضي البعيد ..

يقوا انجلز في أصل العائلة والملكية الخاصة ...
(( في جميع أطوار المجتمع الدنيا ، كان الإنتاج من حيث الأساس جماعياً ، لم يكن ثمة من طبقة ، فئة شغيلة ثم فئة أخرى ، كما أن إستملاك المنتجات التي أوجدها الناس كان جماعياً ، تلك هي الشيوعية البدائية )) ..

يشارك جميع الناس في الإنتاج ، أدوات العمل الفردية كانت ملكية خاصة ، لكن ما يستعمل جماعياً كانت تملكه الجماعة ، لم يكن تقسيم العمل موجوداً في هذه المرحلة الدنيا إلاّ بين الجنسين ، الرجل يصطاد الحيوانات والأسماك ..الخ والمرأة تعتني بالبيت وليس من فوائد شخصية أو (خاصة ) تجنى من وراء ذلك ..
لكن الناس لم يبقوا في هذا الطور ، وسيكون أول تغيير في حياة الناس هو تقسيم العمل في المجتمع ..

يضيف انجلز ..
(( لكن تقسيم العمل تغلغل ببطئ في عملية الإنتاج ، هذهِ الواقعة وقعت حيث وجد الناس ، حيوانات يمكن تدجينها ومن ثم تربيتها بعد تدجينها ، إن بعضاً من أكثر القبائل تقدّماً قد جعلوا من تدجين المواشي أولاً ومن تربيتها ورعايتها فيما بعد النشاط الرئيسي لهم ، وإنفصلت قبائل الرعاة عن باقي قبائل البربر ، وكان ذلك أول تقسيم إجتماعي كبير للعمل ))

لدينا إذاً كنمط أول للإنتاج الصيد البري والصيد البحري ، والنمط الثاني تربية المواشي التي ولّدت قبائل الرعاة ..
هذا هو أول تقسيم كبير للعمل وهو الأساس ..

ــ أول إنقسام للمجتمع الى طبقات ..

يقول انجلز في أصل العائلة والملكية الخاصة ...
(( أن نمو الإنتاج في جميع الفروع تربية المواشي ، والزراعة ، والحرف المنزلية ، قد منح قوة عمل الإنسان قدرة على إنتاج كمية من المنتوجات تزيد عما يحتاج إليه للعيش والبقاء ، وزاد في الوقت نفسهِ كمية العمل ، التي يترتب على كل أعضاء العشيرة أو المشاعة البيتية ، أو العائلة المنفردة أن يبذله يوماً ، وظهرت الحاجة الى إستعمال قوة عمل جديدة ، فقدّمت الحروب هذهِ القوة ، فقد طفقوا يحوّلون أسرى الحرب الى عبيد ، وبإنماء إنتاجية العمل ، وبالتالي الثروة ، وبتوسع ميدان النشاط الإنتاجي أدى أول تقسيم إجتماعي كبير للعمل في مجمل الظروف التاريخية الى ظهور العبودية بصورة حتمية ، ومن أول تقسيم إجتماعي كبير للعمل نجم أول إنقسام كبير للمجتمع الى طبقتين ( الأسياد والعبيد ) المستَغلون والمستغِلون )) ...

وصلنا الآن الى عتبة الحضارة .. وهي تتفتح بخطوة جديدة الى الأمام في تقسيم العمل ، ففي الطور الأدنى كان الناس لا ينتجون إلاّ من أجل تلبية حاجاتهم الشخصية مباشرةً ، وكانت عمليات التبادل نادرة جداً ، ولم تكن تشمل غير الفوائض المتبقية صدفة ، وفي الطور الأوسط من البربرية ، نجد أن الماشية صارت عند الشعوب الرعاة ملكية ، وهذا يعني توفر الظروف لأجل التبادل المُنظّم )) ..

لدينا إذاً في تلك اللحظة طبقتان في المجتمع ، أسياد وعبيد ، ثم يكمل المجتمع حياته ، ويخضع لتطوّرات جديدة ، فسوف تتولد طبقة جديدة تنمو وتكبر ...

ــ ثاني تقسيم كبير للعمل ...

تنامت الثروة بسرعة ، لكن بوصفها ثروة أفراد أخذت الحياكة ومعالجة المعادن والحِرف الأخرى تنفصل وتنعزل أكثر فأكثر عن بعضها ، وأخذ الإنتاج يزداد تنوعاً وإتقاناً أكثر فأكثر ، وعلاوة على الحبوب والبقول والفواكه ، بدأت الزراعة الآن تعطي الزيت والخمور ، هذا النشاط المتنوّع الوجوه لم يعد من الممكن أن يمارسه شخص بمفرده ..
فحدث التقسيم الكبير الثاني للعمل ، وقد إنفصلت الحرفة عن الزراعة ، ومع إنقسام الإنتاج الى فرعين رئيسيين كبيرين هما الزراعة والحرفة ، يظهر الإنتاج من أجل التبادل ، أي الإنتاج البضاعي ، ومعهُ تظهر التجارة ..

ــ ثاني إنقسام للمجتمع الى طبقات ..

إن أول تقسيم كبير للعمل يزيد قوة عمل الإنسان ويخلق زيادة في الثروة ، التي تزيد بدورها في قيمة العمل وترغم على ثاني تقسيم للعمل ، الحرفة والزراعة ، وفي هذا الوقت نرى أن الزيادة المتواصلة لقيمة قوة عمل الإنسان بشكل متوازٍ تجعل ( ضرورياً ) وجود العبيد وتخلق الإنتاج البضاعي ومعهُ الطبقة الثالثة ( طبقة التجّار ) ...
لدينا الآن إنقسام ثلاثي للعمل في المجتمع ، الزراعيون والحِرَفيون والتجّار ، ونرى لأول مرة ظهور طبقة لا تشارك في الإنتاج وتسيطر على الطبقتين الآخرتين ، وهذهِ الطبقة هي طبقة التجّار ...
يقول انجلز ..
(( في الطور الأعلى للبربرية يجري تقسيم جديد للعمل بين الزراعة والحرفة ، ويجري بالتالي إنتاج قسم متزايد من منتوجات العمل لأجل التبادل مباشرة ، ويحدث بالتالي أيضاً تحويل التبادل بين مختلف المنتجين الى ضرورة حياتية بالنسبة للمجتمع وتوطد الحضارة وتعزّز جميع أشكال تقسيم العمل التي نشأت قبلها ، ل سيما بتشديد التناحر بين القرية والمدينة ، وتضيف إليها تقسيم ثالث للعمل تختص به وحدها ويتسم بأهمية حاسمة ..
(( فهي تخلق طبقة لا تتعاطى الإنتاج ، بل مبادلة البضائع فقط ، هي طبقة التجّار )) ..
هذهِ الطبقة تصبح الوسيط بين المنتجين ، وتزعم أنها أنفع طبقات السكان ، تجني بسرعة الثروات الطائلة ومعها النفوذ في المجتمع ، وتخضع لنفسها أكثر فأكثر الإنتاج ، الى أن تصنع بنفسها في آخر المطاف منتوجاً خاصاً بها وهو الأزمات الدورية التجارية ..
نرى إذاً الترابط الذي ينطلق من الشيوعية البدائية ، ويؤدي بنا الى الرأسمالية ...
ــ الشيوعية البدائية ..
ــ إنقسام الى قبائل متوحّشة وقبائل رعاة ..( وهو أول تقسيم للعمل أسياد ، وعبيد ) ..
ــ إنقسام الى زراعيين وحرفيين ( وهو ثاني تقسيم للعمل )
ــ ولادة طبقة التجّار ( ثالث تقسيم للعمل ) ..
ــ التقسيم الثالث للعمل يؤدي الى حدوث الأزمات الدورية للرأسمالية ..

ما الذي يحدد الظروف الإقتصادية ؟

قبل الإنتاج الرأسمالي لم يوجد إلاّ الإنتاج الصغير ، الذي يشترط أولاً أن يكون المنتج هو المالك لأدوات الإنتاج ، فوسائل الإنتاج تخص الفرد ، ولم تكن مهيأة إلاّ للإستعمال الفردي وكانت بالتالي هزيلة ، ضعيفة ، وحدودة ،فكان الدور التاريخي للإنتاج الرأسمالي والبرجوازية في مركزة وسائل الإنتاج هذهِ وتوسيعها ، وتحويلها الى دوافع جبارة للإنتاج الحديث ...
يقول انجلز ...
(( إبتداءاً من القرن الخامس عشر ، قامت البرجوازية بهذا الدور تاريخياً ، في درجات الإنتاج الثلاث المختلفة ، التعاون البسيط ، المانيفاكتورة ، الصناعية الكبيرة ، لكن البرجوازية لم تستطع أن تحوّل وسائل الإنتاج المحدودة هذهِ الى قوة منتجة جبّارة دون أن تحوّلها من وسائل إنتاج فردية الى وسائل إنتاج جماعية ، يستعملها جمهور من الناس بصورة مشتركة )) ...
نرى إذاً ..
انهُ بصورة موازية لتطور الطبقات تتطور ظروف الإنتاج ، والتبادل وتوزيع الثروات ، أي الظروف الإقتصادية ، وهذا يتبع بصورة موازية تطوّر أنماط الإنتاج ..

أنماط الإنتاج ...

أي حالة الأدوات والالات وإستعمالها ، وطرق العمل ، وبكلمة واحدة حالة التكنيك التي تحدد الظروف الإجتماعية ..
يضيف انجلز بهذا الصدد ..
(( فإذا كانت القوى لفرد واحد ، أو لعائلة واحدة ، تكفي لتشغيل وسائل الإنتاج المنفردة ، فنحتاج الآن جمهور من الناس لتشغيل وسائل الإنتاج المركّزة هذهِ . فالبخار والآلة أنهت وأكملت هذا التحوّل فحلت الفبركة محل المشغل الفرد ، هذهِ الفبركة التي تتطلب تعاون مئات العمال ، فتحوّل الإنتاج من مجموعة أعمال فردية الى مجموعة أعمال إجتماعية ))

نرى هنا .. أن تطوّر أنماط الإنتاج قد حوّل كلياً القوى المنتجة .
والقوى المنتجة تدفع الجميع الى الإعتراف العملي بخصائصها الواقعية ، كونها قوى منتجة إجتماعية ، فتفرض الإجتماعيى على قسم كبير من وسائل الإنتاج ، الذي يظهر بشكل شركات مساهمة ...
لكن هذا الشكل يصبح أيضاً غير كافٍ ، فيترتب على الدولة أن تتسلم قيادة القوى المنتجة هذه .. فتصبح البرجوازية من نوافل الأمور ، فإن وظائف الرأسماليين الإجتماعية جميعها يقوم بها الآن مستخدمون اجراء ..
(( هكذا يظهر لنا تناقض النظام الرأسمالي )) ..

ويوضح لنا انجلز ذلك ...
(( من جهة تحسين الآلات ، وقد جعلتهُ المزاحمة قانوناً إلزامياً على كل صناعي ، ويعني في الوقت نفسه ، إستبعاد العمال من المصانع بصورة متزايدة على الدوام ، نشوء جيش صناعي إحتياطي ، ومن جهة أخرى توسيع الإنتاج الى ما لا نهاية ، ومن الجهتين تطورت القوى المنتجة لم يسمع بمثلهِ من قبل ، زيادة العرض على الطلب ، فيض في الإنتاج ، إكتظاظ في الأسواق ، أزمات تتكرر كل عشر سنوات ، حلقة مفرغة ، هنا فيض من وسائل الإنتاج والمنتجات ، وهناك فيض من عمال بلا عمل ، وبلا وسائل للعيش )) .

هناك تناقضاً بين العمل الذي أصبح إجتماعياً وجماعياً ، وبين الملكية التي بقيت فردية وعندها ..
نقول مع ماركس ..
(( بعد أن كانت هذهِ العلاقات أشكالاً لتطوّر القوى المنتجة تصبح عوائق في وجه تطوّرها ، عندها يبدأ عصر ثورة إجتماعية )) ...

الخلاصة ...

نلاحظ أن التاريخ متحرّك أساساً ، وأن التغييرات التي تحصل في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمعات يُحدِثها صراع داخلي ، صراع يوصل الى هدم مجتمع ، وولادة آخر محله ، فكل مجتمع لهُ ميّزة ، وبنية مختلفة جداً عن الذي سبقهُ ، هذهِ التحوّلات الجذرية تتفاعل بعد تراكم الوقائع التي بذاتها تظهر بلا معنى ، ولكنها في لحظة من اللحظات ، تخلق بتراكمها أمراً واقعاً يحدث تبدلاً عنيفاً وثورياً ...
سنجد إذاً السمات العامة للديالكتيك هنا ..
ــ تداخل العلاقات بين الأشياء والوقائع ..
ــ الحركة والتغيير الديالكتيكي ..
ــ الفعل المتبادل ..
ــ التطوّر بالقفز ( تحول الكمي الى نوعي ) ..

ملخصات ماركسية ..
ــ مبادئ أولية في الفلسفة .. جورج بوليتزر
ــ الجدلية ـ الكمية والكيفية ( الفصل الثاني عشر ص 143 ) انجلز ـ انتي دوهرينغ
ــ أصل العائلة والملكية الخاصة ... انجلز



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المادية الديالكتيكية .. 9
- في المادية الديالكتيكية .. 8
- في المادية الديالكتيكية .. 7
- في الماديّة الديالكتيكيّة .. 6
- في الماديّة الديالكتيكيّة .. 5
- في الماديّة الديالكتيكيّة .. 4
- في الماديّة الديالكتيكيّة ..3
- في الماديّة الديالكتيكيّة ..2
- في الماديّة الديالكتيكيّة ..1
- مختصرات في الماركسية 24
- مختصرات في الماركسية 23
- مختصرات في الماركسية 22
- مختصرات في الماركسية 21
- مختصرات في الماركسية 20
- مختصرات في الماركسية 19
- مختصرات في الماركسية 18
- مختصرات في الماركسية 17
- مختصرات في الماركسية 16
- مختصرات في الماركسية 15
- مختصرات في الماركسية 14


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - في المادية الديالكتيكية .. 10