أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد محمد صالح - انتصار الفقر















المزيد.....

انتصار الفقر


أحمد محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 909 - 2004 / 7 / 29 - 07:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


( ينتشر الفقر فى العالم اليوم اكثر من اى وقت فى تاريخ البشرية )

مازال الفقر يتصدر قائمة أجندة مشاكل العالم مع اقتراب نهاية السنة الرابعة من العقد الأول للقرن الحادى والعشرين. ورغم التقدم التكنولوجى الذى تميز به القرن العشرين ، والرفاهية التى يتمتع بها البعض ، فقد استمر الفقر فى التزايد فى كثير من انحاء العالم ، بما فى ذلك الدول الصناعية المتقدمة .لذلك فرضت ظاهرة الفقر نفسها على المجتمع الدولى . فأعلنت الأمم المتحدة عام 1996 عاما دوليا للقضاء على الفقر ، كما اعلنت عقد الأمم المتحدة للقضاء على الفقر 1997-2006 بقصد تنمية الوعى بخطورة الموقف فى العالم كله .
وهناك سيل مستمر من المطبوعات الورقية والاليكترونية حول موضوع الفقر ، والجهود الأكاديمية مستمرة لاتتوقف فى هذا المجال ، وخبراء الاحصاء يجتهدون لكشف ورصد ابعاد الفقر فى العالم ، وتتوالى الندوات والمؤتمرات ومجموعات المناقشة عن هذا الموضوع فى الإنترنت ، ومن خلال ماتوفر لدى من فرص عبر المصادر السابقة نستطيع هنا ان نرصد الآتى :
1- ان الفقر الذى نتكلم عنه هنا ، هو الفقر بكل مقايسه ومعانيه المختلفة ، فنعنى به الفقر الذى يتحدث عنه البيروقراطيون فى المنظمات الدولية ، وتقسيماتهم المعتمدة على خط الفقر الى سكان دخلهم منخفض ، وفقر مطلق وفقر نسبى . ونعنى به ايضا الفقر عند الفلاسفة من علماء الأخلاق وهم يصنفون الناس الى الفقير الى الله ، والمعدوم ، والمحروم ، والكادح ، ومستحق العون ، والفقير باختياره ، والفئات الخطيره ، والطبقات الشعبية وهو المصطلح المفضل لدى اليسار السياسى بعد ان كان يستخدم مصطلح الجماهير للدلالة على من يطلق عليهم فى علم الأجتماع المعاصر " الطبقة الدنيا" ، او من أطلق عليهم الجيل القديم من الماركسيين اسم التكتل العمالى او البروليتاريا . ونعنى بالفقر ايضا هنا الفقر كما يفهمه الأكاديميون من الفقر الهيكلى والعزل والإبعاد والتهميش والأستغلال .
2- ان الأغلبية العظمى من بنى البشر تعيش فى فقر منذ ان خرج سيدنا آدم وحواء من الجنة ونزلا الى الارض .وخلال كل الآف القرون التى عاشتها البشرية قبل الثورة الصناعية والسباق الإنسانى مستمر من اجل البقاء على قيد الحياة ، ومعظم تاريخ الإنسانية وعبر كل حضاراته الرئيسية ، مرت بالبشرية أنساق اجتماعية مختلفة كانت دائما تأخذ شكل قله غنية مسيطرة على الثروة وجماهير عريضة من الفقراء العبيد .
3- واليوم بعد قرنان من الثورة الصناعية مازال الفقر منتشرا انتشارا واسعا فى العالم ، فى افريقيا ملايين البشر تعيش على حافة المجاعة ، فى شبه القارة الهندية تفيض الشوارع بالشحاذين والمشردين ، وفى كل اسيا عشرات الملايين يعيشون بصعوبة بالغة وعلى حافة الجوع . وفى امريكا اللاتنية تحاط المدن بالأحياء القذرة والفقيرة جدا، حيث يختصر الناس طعامهم الى الحد الأدنى ، ويبحثون فى الزبالة والتفايات مايسد رمقهم لأستمرار فى الحياة . وفى الصين والشرق الأوسط والكثير من بلدان الأتحاد السوفيتى السابقة يعيش مئات الملايين من الناس الذين يواجهون صعوبات بالغة ويتحملون مصاعب جمة فى الحصول على طعامهم . حتى فى اوروبا يعانى فيها منذ الحرب العالمية الثانية ملايين العمال المهاجرين الفقراء من شظف العيش . وفى امريكا نفسها يمتلأ الريف الامريكى بالأكواخ الفقيرة والأسر المعدمة ، وينتشر فيها ملايين العاطلين عن العمل ، ومئات الآف من المتشردين ، ففى كل مدينة أمريكية تجد من يعيش فى المتنزهات وفى السيارات وتحت الكبارى والجسور ، حيث مازال خمس الأمريكيين او حوالى خمسين مليونا امريكيا يعيشون اليوم فى ظل الفقر.
4- ونذكر هنا بدراسة الدكتور رشدى سعيد بمجلة الهلال عدد يناير 95 حيث وصف فقراء مصر بكتلة البشر الغاطسة . وهذه الكتلة البشرية الهائلة من الفقراء ، تبلغ 50 مليونا وتنتظم فى 8.5 مليون أسرة يتراوح دخلها الشهرى بين 100 ،500 جنيه مما يجعلها تحصل على 26 % من جملة الدخل القومى على الرغم من أنها تمثل 86 % من جملة سكان مصر ، ويسكن 56% من اسر هذه الشريحة فى الريف ، والباقى فى عشوائيات المدن ، طبعا فى ظروف غير آدمية بالمرة ، فمتوسط الأنفس فى الحجرة 6 أفراد و80 % من مساكن تلك الكتلة من غير دورات مياه ، ويعيشون فى قرى ومناطق عشوائية لا تعرف الصرف الصحى أو التنظيم أو الكهرباء أو خدمات عامة كالبريد والتليفون ، أو طرق ممهدة أو خدمات اجتماعية وثقافية ، بمعنى ليس فيها ابسط الخدمات ، ولا يذهب الجزء الأكبر منهم إلى المدارس المتخلفة ، والتى يتسرب الجزء الأعظم منها إلى العمل الشاق فى الأعمال الخدمة الهامشية ، وهى تكتلات عاجزة عن إيصال صوتها إلى الحكام .
5- الفقر فى العالم لا يعتبر أمرا حتميا لأنه على الاقل كان يمكن لتكنولوجيا القرن العشرين ان تنتج مستلزمات حياتيه مايكفى لكل انسان على وجه الأرض ، وتجعله يعيش حياة كريمة . فأختراع الماكينة البخارية ، وأكتشاف الكهرباء ، وتطوير تكنولوجيات محركات الأحتراق الداخلى وغيرها من اختراعات واكتشافات القرن العشرين استطاعت ان تدمج الماكينات مع القوة العضليه فى انتاج السلع والخدمات للإنسان . والأحداث والظروف التى احاطت بالحرب العالمية الثانية زودت القرن العشرين بقدرات تكنولوجية واسعة فى الزراعة والصناعة لانتاج كميات هائلة من المنتجات التى يحتاجها الأنسان . وعمليات إعادة بناء أوروبا الغربية واليابان خلال الخمسينات والستينات أظهرت مقدرة العالم على الأستثمار البناء لإحداث نمو أقنصادى سريع . فقد اتاحت التكنولوجيا الفرص والموارد والإمكانيات الجديدة التى تجعلنا نرفض جميع الأسباب الطبيعية اوالأسباب التقنيه التى توجب وتحتم الفقرعلى البشر .
6- البشر فى العالم اليوم يمتلكون التكنولوجيا والموارد اللازمة لتوفير الغذاء والكساء والمساكن والتعليم والصحة لكل إنسان فى العالم ، علاوة على ذلك فأنه بدخولنا القرن الحادى والعشرين ، عبر العالم عتبة ثورة صناعية جديدة او عالم مابعد الصناعة ، وهذة الثورة زودت العالم بقفزة هائلة فى قدراته الانتاجية اعتمادا على الكمبيوتر والذكاء الأصطناعى كبديل للعقل البشرى فى انتاج السلع والخدمات ، فالتقدم السريع جدا فى تكنولوجيا المعلومات وصناعة الكمبيوتريات الرخيصة ، والمواد الخام البديلة والجديدة سوف تمكن وتسهل من انتاج السلع والخدمات الحياتية الكافيه لكل البشرية ، والتى يمكن ان تمحو تماما من أجندة هموم الأنسانية مصطلحات مثل الفقر والفاقة والعوز.
7- حتى الآن يبدو ان التقدم ضئيل جدا فى الجهود المبذولة للقضاء على الفقر فى العالم ، بل ان الأمل فى تحقيق ذلك ضعيف للغاية ، فدول قليلة جدا أقتربت من الأزدهار والرخاء الأقتصادى ، وفيما عدا مقاطعات صغيرة جدا فى العالم مثل أمارة Monaco ومقاطعة Liechtenstein ، فأن الفقرموجود فى العالم كله ، ومنتشر على المستوى الأجتماعى فى كل دولة فى العالم ، حتى فى الدول الصناعية المتقدمة الغنية ، الفقر فيها واقع فعلى ينمو ويتزايد ، فالفقر فى العالم اليوم اكثر من اى وقت فى تاريخ البشرية .
8- لماذا الناس مازالوا فقراء ؟! ما هو الخطأ فى النظام الأقتصادى القديم وفى النظام الأقتصادى الجديد ؟! لماذا لاتستطيع التكنولوجيا الجديدة ان تزيل الفاقة من على وجه الأرض ، وتعطى لكل فرد حياة كريمة ومحترمة ؟! لماذا لا يستخدم العالم ما يملكه لأنتاج ما يحتاجه ؟! لماذا لا يجد الناس أعمالا ، رغم ان هناك الكثير من العمل الذى يحتاجه العالم ؟! لماذا تجوع الناس بينما هناك مزارعون مدعمون لاينتجون حبوبا كافية ؟! لماذا يتشرد الناس فى الشوارع بلا مأوى بينما يوجد ملايين من عمال البناء بلا عمل ؟! لماذا ملايين الجهلة والأميون بينما المعلمون لايجدون فرصة عمل ؟ لماذا ؟ ولماذا ؟
9- هناك بالطبع العديد من الأسباب التى تجعل الناس فقراء ، فالإعداد للحروب يحول مخرجات عمليات الأنتاج المختلفة الى وسائل تدمير ، والجهل والأمراض وأدمان المخدرات ، والنقص فى مهارا ت العمل ، وانهيار اخلاقيات العمل كلها أسباب تجعل الناس غير منتجين عاطلين ، علاوة على نقص روؤس الأموال للأستثمار ،ونقص المواد الخام تعيق نمو معدلات الأنتاج . حتى فى أوقات السلام التى تسود العالم احيانا ويكون الناس فيها اكثر صحة وتعليما وأكتسابا لمهارات العمل ، واكثر دافعية لأنجاز اعمالهم حيث الكثير من المواد الخام وروؤس الأموال ، نجد الفقر يقاوم كل ذلك وينتصر وينتشر لبطىء وضعف النمو الاقتصادى .
10- والزيادة بطيئة فى النمو الأقتصادى لا تشبع ملايين الفقراء الذين يتزايدون بنسبة أكبر من النمو الحادث ، وآليات إعادة توزيع الثروة الموجودة فى العالم لاتستطيع ان تحل مشكلة الفقر ، على الأقل لاتستطيع ذلك فى المجتمعات الديمقراطية ذات الضمانات الدستورية لحقوق الملكية الفردية . فالنمو الاقتصادى القوى والسريع فقط هو الوسيلة الأكثر احتمالا فى مواجهة مشكلة الفقر ، فمثلا للحد من الفقر بدون السياسات الرديكالية فى إعادة توزيع الثروة يتطلب ذلك من بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية مضاعفة إجمالى انتاجها القومى اربعة أمثاله ، واذا كان معدل النمو السنوى الأمريكى فى العقدين الآخرين يدور حول 2% ، فالأمر يتطلب 35 عاما لمضاعفته ، وحوالى 75 عاما ليصبح اربعة امثاله . فالمجتمعات الصناعية المتقدمة تعانى فى السنوات الأخيرة الماضية من بطىء شديد فى معدلات نموها الأقتصادى ، على الرغم من انتهاء الحرب الباردة ، وتراجع انفاق العالم على الدفاع ، ويتوقع العديد من الأقتصاديين استمرار النمو الاقتصادى البطىء فى دول العالم المتقدم فى المستقبل المنظور . هذا يعنى انه لاشىء يمكن عمله لزيادة سريعة فى النمو الأقتصادى ، فالفقر فى أمريكا وفى بقية دول العالم سيبقى سوطا على رقاب العباد على الأقل لمدة جيلين من البشر اذا استمرت الأوضاع كما هى .
11- مشكلة الفقر ليست فى نقص القوى العاملة ، فالملايين من العمال الماهرين والقادرين يعانون بطالة شديدة ويبحثون عن عمل ، ففى جميع أنحاء العالم حتى فى الدول المتقدمة ينتشر العاطلون والمهاجرون اليائسون الباحثون عن فرصة عمل ، وتفيض بهم حدود الدول وهم ينتقلون بحثا عن وظيفة . فالعالم يفيض بالايدى العاملة العاطلة التى يمكن ان نستخدم لزيادة انتاج العالم من السلع والخدمات لصالح الأنسانية .
12- والمشكلة ليست فى نقص روؤس الأموال ، فالبنوك تمتلىء بالنقود وترغب بشدة فى أقراضها وأستثمارها ، فالبنوك المركزية فى العالم تستطيع بتخفيض بسيط فى فوائدها ان توفر فيض من الأموال للأستثمار . ومشكلة الفقر ليست فى نقص المواد الخام ، فرغم وجود نقص نسبى فى بعض المواد فأن النمو الأقتصادى البطىء فى دول العالم يساعد على عدم زيادة النقص فى المواد الخام ، فهناك ملايين الآلآت الحديدية العاطلة عن العمل ، ليس بسبب نقص خام الحديد ، ولكن لأن هناك انتاج من الصلب أكثر من الطلب . فشركات الكمبيوتر والاليكترونيات والملابس والسيارات تخسر الأسواق وتنخفض اسهمها وتفصل عمالها ، ليس بسبب نقص المواد الخام ، لكن بسبب النقص فى أعداد المشترين ، والمنافسة الأجنبية الشديدة ، لدرجة هناك فى الولايات المتحدة الأمريكية مزارعون يدفعون لكى لا ينتجون الطعام الذى يفيض منهم ويتبقى منه الكثير ولا يجدوا من يشترى منهم .
13- والمشكلة ليست فى نقص الطاقة ، فسعر النفط تقريبا ثابت او يقل باستمرار رغم جهود احتكار النفط بتحديد أنتاجه .بل ان هناك الآن بدايات وان كانت صعبة فى أنتاج طاقة وفيرة مستخرجة من الطاقة الشمسية ، وهى طاقة رخيصة ذات أستثمارات ناجحة ، والتقدم العلمى فى تكنولوجيات الأندماج فى وقت مبكر من هذا القرن يبشر بأنتاج طاقه غير محدوده ونظيفه بيئيا، طاقة آمنه بدون تلويث البيئة .
14- والمشكلة ليست فى نقص العمل الذى يحتاج العالم القيام به ، فالعالم يفيض بالناس الذين يحتاجون الطعام والمسكن والملبس والتعليم والرعاية الصحية والصرف الصحى والبيئة النظيفة ، فهناك الكثير من الاعمال التى ينتظر العالم ان يتم إنجازها او يتم إعادة بناءها وتحسينها . ورغم كل مايحتاجه العالم من اعمال فالغريب والعجيب ان كل تلك الأحتياجات لاتخلق فرص جديدة للعمل لأستيعاب ملايين العاطلين ، فالمنطق يقول ان كل هذة الأحتياجات التى يحتاج لفعلها العالم من مسكن وغذاء وصحة وتعليم وبيئة لابد ان تخلق فرص عمل للعاطلين وتختفى تماما البطالة من على وجه الأرض . لكن الوظائف لا تخلقها الاحتياجات فقط ، بل تخلق الوظائف بواسطة أصحاب الأعمال القادرين على دفع اجور عمالهم .فكمية العمل التى يحتاجها العالم لأشباع احتياجاته ليس لها حدود ، ولكنها تتناسب مع عدد العمال المخصص للقيام بها ، وعدد العمال يتناسب مع السيولة النقدية المتوفرة للاستثمار والقادره على دفع أجورهم .
15- بأختصار مشكلة الفقر ليست فى نقص العمالة او نقص كمية العمل المطلوبة او فى نقص المواد الخام او نقص روؤس الأموال او الطاقة . أذن لماذا يصر الفقر على التواجد والأنتشار فى العالم و زيادة معدلاته ؟! من السخرية الشديدة ان تكون الأجابة انه يحتمل ان تكون السياسات الأقتصادية نفسها لا تستهدف فى خططها القضاء على الفقر . فعلى مستوى الواقع الفعلى فى كل دوله فى العالم نجد دائما سياساتها الأقتصادية مهما أختلفت ايدلوجيتها تخدم وتحافظ فى حقيقة الأمر بشكل او بأخر على دوام أحتكار الثروة والمكانة فى يد هؤلاء المالكين لها فعلا ، وعلى اقل تقدير تعمل تلك السياسات بشكل او بأخر على إيجاد شرعية لكى يستمر الذين يفتقدون الثروة والمكانة كما هم ، وانطلاقا من روح السماحة والرحمة حاولت كل دولة بصدق تحسين حالة مجموع الفقراء لديها ، الا انه من النادر فى اى دولة فى العالم ان تجعل هدف إزالة الفقر من ضمن أهدافها العليا ذات الأولوية فى سياستها الاقتصادية .
16- يميل أغلبية البشر الى السعى الى ان يكونوا اعضاء ناجحين فى الطبقة المتوسطة ، أما هؤلاء القلة التى تملك وتتحكم وتسيطر على معظم الثروة عادة مايكونوا قادرين على التاثير فى صياغة السياسات الاقتصادية لصالحهم وهم كطبقة يعملون بشدة على تثبيت و تعميق مصالحهم والمحافظة على مزاياهم الاقتصادية .وإذا قرأنا تاريخ البشرية بتفاؤل سوف نلاحظ الكثير من المحاولات التى بذلت لتنمية فلسفات وسياسات وصياغات اقتصادية توفر السلع والخدمات لكل البشر فنجد مثلا السير توماس مور Sir Thomas More وآدم سميث Adam Smith وجون ستيورات ميل Jon Sturat Mill وكارل ماركس Karl Marx كلهم طرحوا نظريات أقتصادية تسعى من أجل تحقيق الرفاهية العامة لجميع البشر . وفى العصر الحديث سعى أقتصاديون مثل كينز keynes وجايلبريث Gaibraith وفريدمان Friedman ودينسيون Dennison وسولو solow وثرو Thurow وغيرهم من الأقتصاديين الحداث الى طرح فلسفات ونظريات أقتصادية تسعى الى تحقيق الازدهار الأقتصادى والرفاهية للعالم .
17- واذا كانت الشيوعية حاولت القضاء على الفقر بأن تأخذ من كل شخص وفقا لقدراته وتعطى لكل شخص وفقا لحاجاته ، والرأسمالية حاولت القضاء على الفقر بتحقيق الأزدهار الاقتصادى والرفاهية معتمدة على استغلال الكفاءات المختلفة فى سوق حرة تنافسية . فقد فشلت الأولى وزاد الفقر فى الثانية .
والسؤال الآن لماذا كل الفلسفات والنظريات والمداخل والمناهج الاقتصادية فشلت فى تحقيق النمو الأقتصادى ؟! لماذا مازال هناك ملايين العاطلين ؟ ومازال هناك فقراء بالملايين ؟ ولماذا ينتشر ويسيطر الفقر على العالم ؟! ما هو الخطأ فى كل تلك السياسات والفلسفات الاقتصادية السابقة والحالية ، فكلها فشلت فى تحقيق الازدهار والرخاء الأقتصادى والأمان للعالم والرفاهية للبشر ؟ ما الذى يمكن ان يفعله العالم ؟! وما الجديد الذى يمكن ان يفعل ويعمل ولم يفعله او يعمله العالم من قبل للقضاء على الفقر ؟!! وهل العالم كله يحتاج الى عقد أجتماعى جديد بين كل حكومة ومواطنيها يقوم على أحترام حقوق البشر فى ولادة اطفال تحت اشراف صحى ، وفى رعاية صحية فى متناول اليد ، وفى فضاء واتساع او مساحة معيشية آمنة ومأمونة ، فى غذاء كاف وتعليم جيد وحياة أقتصادية منتجة ، فى تأمين ضد البطالة ، وفى حياة كريمة لكبار السن، وفى مدفن لائق فى نهاية العمر ؟!!



#أحمد_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدين على الإنترنت
- ختان العقول
- الأديان والعقائد حول العالم
- حقوق المعلومات فى عالم غير متساوى
- الشيخة نادية والدكتور زويل
- المثقفون والعمدة
- الحرية الأكاديمية وأسلمه المعرفة
- الإرهاب و وسائل الإعلام
- فى بلاد الكفيل
- المرأة المصرية فى عباءة الكفيل الوهابى


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد محمد صالح - انتصار الفقر