محمد البدري
الحوار المتمدن-العدد: 2985 - 2010 / 4 / 24 - 21:14
المحور:
المجتمع المدني
لا يتضرر مجتمع ما بقدر تضرره من الطائفية، التي من اهم اركانها التقسيم علي اسس دينية وعقائدية. فكيف يتعارك ويتصارع بشر علي ما في الغيب المجهول وينسون ما هو حقيقي وجاد بل ومفيد وصالح. الاديان جميعا حملت تلك الجرثومة ولم يدرك من ادعوا النبوة انهم للمرض حاملون وللميكروب حاضنون.
علي هذا الموقع يكتب د. عصام عبد الله اسكندر استاذ الفلسفة الحديثة بجامعة عين شمس مقالاته بينما ترفض الجامعة ترقيته لاسباب طالما سمعنا مثيلاتها بقبح معهود في احداث مماثلة كترقية د. نصر حامد ابو زيد، الذي احتضنته اكبر جامعات هولندا، وآخرون كثيرين ممن لهم راي مستقل وعقل مستنير. فرغم ان د. اسكندر متخصص في الفلسفة ولم يتعرض لدين بالنقد اللهم الا بكشف مدي تردي اوروبا زمن عصور ظلامها في غيابات الجهل دون فلسفة او معرفة واستنارة، الا ان المعركة الدائرة في الجامعة عبر تقارير ادارية ووظيفية ومهنية مع خلفية من الفساد المزمن الذي يغلف الدولة المصرية بكليتها وليس الجامعة فقط، يجعلنا نشتم رائحة الطائفية كخلفية للمشهد باكمله.
جامعات مصر برمتها لم يات ترتيب ايا منها ضمن افضل 500 جامعة في العالم بينما المظاهرات في ساحة جامعات مصر اعطت ظهرها لمياه النيل واهتمت باوثان العرب وطائفية الدين الاسلامي. تنكر جامعات مصر للكفاءة والقدرات التعليمية بطرد متفوقيها بناء علي اسباب شخصية او طائفية جعل منهم افضل العناصر التي يتم تعيينها في اكبر مؤسسات العالم. فالبيت الابيض في واشنطن حيث عاصمة الدولة التي يتمني ابناء جامعات مصر الهجرة اليها، رشح وعين مصريين كالدكتور زويل ومصطفي السيد و بباوي ليكونوا مستشارين لمستقبل ابحاث العلم والتعليم والتربية والتامين الصحي. الولايات المتحده بكل قوتها تعرف من اين تاخذ الكفاءات. جامعات مصر توفر لهم من يطور اعظم المجتمعات تطورا بينما تبقي هي في قائمة الجامعات بلا قيمة.
فاختيار الكفاءة في عالمنا الحديث منوط بما في عمل الباحث من جدية وابداع وبقدر ما يحمله من جديد، لكن ما يغلف الحياة المصرية هو شئ مختلف ينتمي الي نفس العصور الظلامية التي كتب عنها كثيرا د. عصام عبد الله. فهل هذا سبب مضاف الي الاسباب الرديئة والخفية التي ترفض ترقيته؟
#محمد_البدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟