المرأة بصحافة مصر.. الجريمة والرشاقة أولا

حمدي الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 908 - 2004 / 7 / 28 - 12:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

تتصدر قضايا الجريمة والرشاقة المراتب الأولى بقائمة اهتمامات المجلات النسائية وصفحات المرأة بالصحف المصرية، في حين تتذيلها قضايا الدين والأخلاق والتعليم، بحسب دراسة أجرتها جمعية نسائية أهلية على 10 صحف قومية ومستقلة وحزبية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2004.

وأجرى فريق من العاملين بـ"جمعية النهوض بالمرأة" (غير حكومية) مسحا شاملا لما نشرته جرائد: "الأهرام" و"أخبار اليوم" و"الأخبار" و"الجمهورية" و"الوفد" و"صوت الأمة"، ومجلات: "نصف الدنيا" و"حواء" و"صباح الخير" و"روزاليوسف". وقسمت المواد الصحفية إلى 12 فئة هي: المرأة والجريمة، المرأة والقانون، هيئات، المرأة والمجتمع، المرأة والسياسة، المرأة والرشاقة والجمال، شخصيات نسائية، المرأة والدين، المرأة والتعليم، المرأة والرياضة، المرأة والأعمال المنزلية، المرأة والفن والأدب.

وكشفت الدراسة عن أن إجمالي عدد المواد المنشورة عن المرأة والجريمة في الصحف العشر في الفترة من 1-1-2004 حتى نهاية مارس 2004 بلغ 714 خبراً بنسبة 24,5% من المواد التي تخص المرأة بشكل عام، يليها قضايا الرشاقة والجمال وبلغت 328 مادة بنسبة 11,3%.

وسجل عدد المواد الصحفية الخاصة بالمرأة والدين 207 مواد بنسبة 7,3% أما المرأة والتعليم فكانت الأقل اهتماماً وبلغت عدد المواد الخاصة بها 37 مادة بنسبة 1,3%.

وأشارت الدراسة إلى أن عدد المواد المنشورة الخاصة بفئة الصحة والمرأة بلغ 188 مادة بنسبة 6,5% ولوحظ عدم نشر الصحف أي خبر حول قضايا تنظيم الأسرة في شهر يناير 2004.

وارتفعت نسبة الأخبار الخاصة بالمرأة والسياسة في تلك الفترة بسبب إثارة قضية تخصيص حصص للمرأة في المجالس النيابية مما أدى إلى أن أصبحت هذه القضية تمثل 47,5% من إجمالي أخبار هذه الفئة. وفيما يتعلق بالمرأة والفن فقد بلغ عدد الموضوعات 213 موضوعا بنسبة 7,2%.

** سطحية إعلامية

وتقول الدكتورة إيمان بيبرس رئيسة "جمعية نهوض وتنمية المرأة" لـ"إسلام أون لاين.نت" السبت 26-6-2004: "إن الصحافة المكتوبة ما زالت في مصر تمثل اتجاهات الرأي العام وهي مساهم رئيسي في تشكيل الصورة الذهنية للمجتمع عن المرأة".

وأضافت: "تكشفت لنا حقائق كثيرة من هذه الدراسة التي بينت سطحية التناول الإعلامي لقضايا المرأة وربما البعد عن همومها الحقيقية في أغلب الأحيان". وتابعت: "أدركنا أهمية رصد التناول الإعلامي لقضايا المرأة بشكل علمي مدروس والعمل على تحليله".

وأوضحت أن "الهدف من وراء هذه الجهود أن يعرف القائمون على قضايا النشر في تلك الصحف أن هناك عيوناً ترصد وتتابع وتصنف ما يتم طرحه على الرأي العام خاصة أن للصحافة دورا حيويا وكبيرا في التأثير المباشر على صانع القرار في السلطة وبالتالي فإن من المهم أن ينشأ حوار بيننا وبينهم".

** مهمة ولكن...

وفي تعليقها على الدراسة قالت الكاتبة تهاني البرتقالي رئيسة إحدى الجمعيات النسائية، الصحفية بقضايا المرأة في صحيفة الأهرام لـ"إسلام أون لاين.نت": إن "قضايا الصحة والجمال مهمة بالنسبة للمرأة في كل عصر".

واستدركت: "لكن بالنسبة للمجتمع والمرأة المصرية يجب أن تتراجع مثل هذه الاهتمامات إلى الدرجات الأخيرة من أولويات الصحافة النسائية وباقي وسائل الإعلام، خاصة أن قضايا التعليم والتوعية العامة تمثل أهمية قصوى للمرأة في مصر والمنطقة العربية".

ورأت تهاني البرتقالي أن "الاهتمام بالجوانب الأخلاقية والدينية يفترض أن يسبق كل الاهتمامات لأنها المدخل الحقيقي لتوعية المرأة وغرس القيم والمبادئ بداخلها التي تنتقل منها إلى أسرتها وأبنائها بطريقة آلية".

** بهدف الترويج

وأرجعت تهاني "تركيز الصحافة النسائية على قضايا هامشية إلى توجه كل صحيفة، حيث يسعى البعض إلى إثارة قضايا الهدف منها لفت الانتباه والترويج وهذا هو الاتجاه الأكثر انتشارا في الصحف المصرية باستثناء الصحف القومية التي تلتزم بالخط العام وتفجر القضايا التي تشغل الرأي العام وتعالجها بشكل موضوعي بعيدا عن الإثارة والإسفاف".

وفي دراسة أجراها المركز الديموجرافي للسكان بالقاهرة عن وضع المرأة في مصر ومدى مساهمتها في النشاط الاقتصادي، تبين أن المصريات يشغلن 25,4% من عدد العاملين في الوظائف العليا بدرجة وزير ومدير عام والدرجة الممتازة والدرجة العالية.

** الحياة السياسية

أما في الحياة السياسية فهناك 8,8 ملايين سيدة مقيدة بالجداول الانتخابية، أما نسبتهن من إجمالي أعضاء مجلس الشعب فتبلغ 1,6% فقط وفي مجلس الشورى تبلغ نسبتهن 5,7% بينما سجلت نسبتهن في المجالس المحلية 1,6%.

وكشفت الدراسة عن أن المرأة بجنوب سيناء هي الأكثر مشاركة في المجالس المحلية بنسبة 9% تليها بورسعيد بنسبة 7% ثم القاهرة بنسبة 6% بينما باقي المحافظات تراوحت بين 4 و1%.

#حمدي_الحسيني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات