|
في رحاب القراء 2
كامل النجار
الحوار المتمدن-العدد: 2984 - 2010 / 4 / 23 - 13:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
التعليقات على هذه الحلقة زادت على الأربعين، وعليه لا يمكنني الرد علىها جميعاً، وسوف أرد على الذين سألوني توضيحاً لنقاط معينة أو أسئلة لم أتطرق لها في المقال. وأقدم شكري العميق إلى الذين أطروا على المقال وأعتذر لهم عن عدم ذكرهم بالاسم. يوسف العراقي، صاحب التعليق رقم 1، يقول: (ولهذا فأنا اري ان لا نقسوا على النبي محمد كل هذه القسوة في المحاورة فيما جاء به من سور وافكار في القرأن, وهو انسان قد عاش في تلك البيئة البدوية المسكونة بالجهل والظلامية والتخلف ونقول له يا محمد لمذا لم تأت لنا بأيات محكمات تتناسب وعقلية القرن الواحد والعشرين ؟ فأن لم تفعل فما بلغت رسالتك !! فلو ان محمد امتلك عقلية الحضارة الآنسانية الحالية وقرا هذه الأيات لضحك منها واعلن عن حقيقتها. ولهذ ارى ان يتم التوجه وتسخير الآفكار نحو تلك القوى الظلامية الحالية التي تلهث يوميا الى سحب المسلمين الى الماضي فتنسف مدارس البنات على طالباتها وتدعو الى وضع المراة داخل كيس اسود من القماش وتقسيم العالم الى بلاد اسلام وبلاد كفر ،مع احترامي للكاتب الفاضل) انتهى. وأنا اتفق مع السيد يوسف فيما قال بخصوص توجيه الهجوم على قوى الظلام المعاصرة، وهذا ما يدفعني إلى الكتابة. ولكن قوى الظلام المعاصرة تبني كل قواعدها ونظرياتها على ما قاله لهم محمد من أن القرآن هو كلام الله الأزلي، ولكي نهاجم هذه القلاع الظلامية هجوماً يقضي عليها لابد من ضرب الأساس الذي بنوا عليه قلاعهم، حتى تنهار تلك القلاع ولا يعاد ترميمها. وإذا تفحصنا أيدولوجية القاعدة وجماعات الإرهاب الأخرى، وشيوخ الوهابية الذين يسجنون المرأة، نجد أن تلك الأيدولوجية مبنية بشكل عام على أحاديث وأفعال محمد أكثر منها على القرآن، ولذلك أرى أن نقد ما أتى به محمد من أقوال وأفعال هو خير وسيلة لهد تلك القلاع. السيدة سناء، صاحبة التعليق رقم 2، تقول: (ما يميّز القرآن هوالتّكرار المملّ والحشو الّذي يشوّه النّص .فكيف يكون كتابا مبينا للعالم كلّه ،كما يقول الإسلاميّون،بينما يستعصي على العربي فهمه ؟وإذا لم يكن كذلك لماذا يحتاج كتاب واحد لألاف المفسّرين والفقهاء لتبيان معانيه وأحكامه الّتي مازالت غامضة رغم كل الكتب الصّفراء الّتي ينضح بها الخزون الإسلامي؟ المشكلة هي في موت العقل الّذي أصبح جثّة هامدة .تحيّة لك على جهدك في التّوضيح والتّنوير) انتهى. القرآن لا شك مليء بالتكرار الممل الذي لا يفيد القاريء بأي معلومة جديدة مثل قصة موسى التي كررها بالتفصيل في أكثر من سبع سور، والقصة كلها لا تتعدى إخراج بني إسرائيل من مصر، وشق البحر لهم، وإنزال المن والسلوى، وتيههم في الصحراء ثم استقرارهم بالأرض المباركة التي وعدهم بها الله. وهذه المعلومات البسيطة لا تستدعي كل هذا التكرار، ولكن لأن القرآن "نزل" على مدى ثلاث وعشرين سنةً، فإن محمد كان ينسى ما قد قاله قبل عشر سنوات، فيكرره دون أن يعلم أنه كان قد ذكره من قبل بتفاصيل مختلفة. وكما قالت السيدة سناء، فإن كثرة التفاسير تبرهن أن القرآن لم ينزل بلسان عربي مبين حتى يفهمه العرب، ناهيك عن الهنود والباكستانيين والأفغان وغيرهم من أمة المليار مسلم الذين لا يعرفون حتى قراءة القرآن، ناهيك عن فهمه. وسوف نرى من ردود بعض الإسلاميين هنا أن الآيات القرآنية تعني شيئاً مختلفاً لكل قاريء. الأستاذ رعد الحافظ تنبه للخطأ الإملائي الذي وقعت فيه عندما كتبت "قصة" بدل "غصة" وله شكري على التنبية، وأنا دائماً أقرأ المقال مرتين أو ثلاث مرات قبل إرساله، ولكن كاتب المقال يكون ذهنه قد كوّن صورة معينة للمقال تمنعه من ملاحظة الأخطاء الإملائية في أغلب الأحيان، فأرجو المعذرة. السيد مصلح المعمار، صاحب التعليق رقم 6، قدّم تحليلاً منطقياً للاسم "جبريل" وأنا اتفق معه في كل ما قال، لأن كتب السيرة تخبرنا أن محمد كاد أن يقتل نفسه وتوقف عنه الوحي عدة أشهر عندما مات ورقة بن نوفل. فلا شك أن ورقة كان هو جبريل، وبعد موته تحمّل الرسالة أشخاص آخرون مثل الراهب بحيرة وغيره الكثير. صاحب التعليق رقم 22، والذي لا استطيع نطق اسمه الذي يبدو أنه غير عربي، هاجم كتابي "قراءة منهجية للإسلام" وقال إنه غير منهجي وسطحي وعليه فقد نصّب من نفسه مدافعاً عن الإسلام، وقال إنه سوف يفند ما قلته في كتابي عن الإسلام. وطبعاً أنا لا أمنعه من ذلك، فليكتب ما شاء ربه له أن يكتب (وما تكتبون إلا أن يشاء الله)، وليحكم القاريء على ما يقرأ. أما الأخ عبد الله صاحب التعليق 24، فيقول: (يا استاذ كامل النجار كلامك رائع وجميل ومادة شهية للنقاش ولكن ألا ترى أن 1000 حرف للتعليق لا تكفي للرد على كل ما كتبت نحن نتوكل على الله وندعوك إلى حوار ونقاش على أرض الواقع يتم تسجيله على الفيديو ليعرض في يوتيوب الحوار المتمدن ندعوك إلى جامع الإيمان في دمشق، أو جامع الرفاعي في ركن الدين بدمشق أيضا، وبحضرة فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي لنتحاور في هذا الكلام في جامع الإيمان يوم الاثنين -أي يوم اثنين- أو في جامع الرفاعي بركن الدين بعد صلاة الجمعة ومرحبا بك في بيت الله) انتهى. أشكر السيد عبد الله على دعونه الكريمة إلى بيت الله، ولكني حتماً لا أنوي تقديم عنقي إلى الجلاد في سوريا التي يخاف حكامها من الكلمة أكثر من خوفهم من طائرات اف 16 الإسرائيلية. وعندما تخلو زنزانات النظام من سجناء الضمير وسجناء الكلمة، فسوف ألبي الدعوة، ولكن ليس في بيت الله الذي لا اعترف به. أما الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي فلا يختلف عن بقية وعاظ السلاطين المسلمين، والذي يدخل على موقعه بالانترنت يلاحظ عناوين خطبة الجمعة في مسجده، مثل "عودة التطاول على رسول الله في الغرب". فحتى الحديث عن محمد يعتبره الشيخ تطاولاً عليه، كأنما هو الذات الإلهية التي منعونا من التفكر بها، ناهيك عن نقدها والتطاول عليها. والسيد عبد الله يعلم أنه لا يمكن لكاتب علماني أن ينتقد محمد أو القرآن في بلد مسلم. وبسرعة البرق ينسى السيد عبد الله اللغة المهذبة التي بدأ بها تعليقة رقم 24، فيقول في التعليق 25: (إن التعليقات تصدر عن أناس جاهلون في أصول اللغة العربية وفي معانيها وفي أبعادها هذا القرأن نزل باللغة العربية لغة الإبداع لغة المعاني) انتهى. وكان الأحرى بالسيد عبد الله أن يتأكد من لغته قبل مهاجمة الآخرين، فهو يقول "تصدر عن أناسٍ جاهلون" والصحيح "جاهلين" لأنها صفة للناس، وصفة المجرور مجرورة. ويستمر فيقول (وإن التشويش الذي يحاول البعض إدخاله على الدين معظمه نابع من أناس إما حاقدون أن النبوة لم تكن فيهم كما المعتاد، أو أنهم أناس ليسوا أهل لغة) انتهى. وهو هنا يتهم المعلقين بأنهم يهود لأن النبوة أصلاً كانت فيهم، أو أنهم جهلاء بإصول اللغة العربية. وهي التهمة الجاهزة في جعبة كل الإسلاميين حتى وإن تظاهروا بالوداعة والأخلاق الحسنة. ويستمر السيد عبد الله فيقول: (ومعظم التعليقات تحمد وتمجد كاتب المقال، لاضير في ذلك فهو يمثل زمرتكم زمرة من يدعون بأن الطبيعة هي أمهم وأنهم حسب دارون تطوروا من قردة الى بشر. أما نحن فنعتقد بما اخبر به خالق كل شي في قولة تعالى: إنا خلقنا الانسان في احسن تقويم) انتهى. ليست زمرتنا وحدها التي تقول بإن الطبيعة هي الخالقة وأن الإنسان تطور تدريجياً من حيوانات أخرى مثل القرد، فكل من له ذرة من العلوم الحديثة يعرف أن نظرية التطور والارتقاء صحيحة والدليل عليها هو الهياكل العظمية التي بحوزتنا الآن والتي تُظهر عملية التطور هذه. أما الذين يؤمنون بالقرآن فالأجدر بهم أن يأتوا بالآيات كاملة غير منقوصة، فالآية التي ذكر نصفها السيد عبد الله تقول (إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين). فالسيد عبد الله ومن يؤمن معه بالقرآن وجميع البشر أصبحوا أسفل سافلين. وهذا عكس ما نراه في الهياكل العظمية المكتشفة حتى الآن. فكيف يرد ربه الإنسان إلى أسفل سافلين ثم يطلب منه أن يؤمن به ويقدسه؟ ويستمر السيد عبد الله فيقول: (وعندما ينكب مئات وألاف المفسرين على تفسير كتاب واحد فذلك لشدة ما فيه من معاني وإعجاز لغوي وعلمي وأبعاد علمية كانت مكتشفات ووسائل ذلك العصر قاصرة عن ادراكها) انتهى. ونحن نسأل السيد عبد الله: أليس من أبجديات البلاغة أن تخاطب الناس بما يفهمونه؟ فإذا كان بعد ألف وأربعمائة عام ما زال الناس يختلفون في فهم الآيات، مَنْ هم الذين أراد الله مخاطبتهم بهذا القرآن كي يفهموه ويؤمنوا بالذي أنزله؟ وإذا كان فهم معاصري محمد للقرآن قاصراً فكيف آمنوا به، هل آمنوا بالخداع المحمدي دون أن يفهموا القرآن؟ وإذا كان محمد قد شرحه لهم والمفسرون المعاصرون يقولون بغير ما يقول به الذين سمعوا من محمد، يكون محمد قد شرح لهم شرحاً خاطئاً لا يمثل ما يريد الله قوله. السيد صالح الصويلح، صاحب التعليق 31، ذكر معلومات تمثل الحقيقة التي لا مراء فيها عن تأثير الأبيونيين والنساطرة على محمد، وعن جهل إله القرآن بعدد أهل الكهف وبعدد سكان المنطقة التي أرسل إليها يونس، فجاء القرآن مبهماً عن عدد أهل الكهف وعن المائة ألف أو يزيدون. لماذا لم يقل عددهم الحقيقي بدل "أو يزيدون"؟ أما السيد طلعت خيري فقد كتب عشرة تعليقات على المقال لم يقل فيها شيئاً غير ترديد آيات القرآن الذي نحن بصدد نقده وإثبات أنه صناعة بشرية بحتة. فهل يعتقد السيد خيري أنه أفحم المعلقين؟ أقترح على إدارة الحوار المتمدن عدم نشر تعليقات السيد خيري لأنها لا تفيد القاريء وتملأ حيز التعليقات بما لا ينفع الناس. السيد مجيد من المغرب، صاحب التعليق رقم 40، يقول: (لقد اصابت المفكرة القديرة وفاء سطان عندما قالت في احدى مقالاتها- ليس شرطا ان يكون الله شاعرا-.. كلام معقول فكتاب موجه الى البشرية جمعاء كما يقول المسلمون اكيد عند الترجمة لن يبقى فيه سجع . ولا فائدة من البحت عن كلمات في اللغة المترجم اليها لتكون بقافية في ختام الايات ، بل الاهم من كل دالك هو مضمونه الذي وجب ان يكون مقنعا ومتفوقا على كل النظم البشرية وتشريعاتها في كل زمان ومكان، وكيف لا وهو من عند الاله ؟ فهل حصل هدا ؟ كلا ابدا فحتى فيما يسمى بعصرهم الدهبي اقصى ما قدم المسلمون هو ترجمة كتب اليونانيين مع اضافات بسيطة ومحتشمة في بعض العلوم واختراع الاسطرلااب والبوصلة، وسياسيا عجزو عن تقديم نظام سياسي راقي، فبعد فشل تجربة الخلفاء الراشدون استورد الخلفاء الغير الرشدون النمودج الهرقلي الوراثي فبقو عليه من الامويين الى العتمانيين الى ال سعود.ايها المسلمون صح نومكم وطاب يومكم ، كسرو الاغلال وحطمو القيود وتسلحو بالشجاعة للتحريرمن قبضة تراث سلفي عتيق يوما بعد يوم يتاكد كل عاقل انه ابن زمانه) انتهى. وقد أصاب السيد مجيد كبد الحقيقة. إقرأ أي آية من القرآن باللغة الإنكليزية وسوف تجد أنها كلام عادي لا يُقنع أحداً، وهذا يثبت أن إعجاز القرآن في سجعه. جرده من السجع فيتجرد من الإعجاز المزعوم. وجدي، صاحب التعليق رقم 42، يقول: (أريد من حضرتك يا أستاذ كامل إن تبدو لنا رايك في موضوع تشخيص الحالة العقلية و الطبية لمحمد. فحسب كتب الحديث كان محمد - عند الوحي - يزبد فمه و يرتجف و يخور مثل الصبية و قد كانت الحالة تأتيه بصفة مفاجأة ، و قد انقطعت عنه مرات ، كما كان يتعرق بصفة كبيرة و يحمر وجهه حتى في الطقس البارد و هذا إن دل فإنما يدل على إنه كان يعاني من مرض الصرع ، و أريد رايك في هذا الموضوع) انتهى. وأقول للسيد وجدي إن داء الصرع به عدة أنواع تختلف في علاماتها وكيفية تشخيصها. ومنها صرع كامل وصرع جزئي، وصرع يتميز بغياب المصروع عن ما حوله رغم وجوده الفعلي مع الناس ولكنه يكون في حالة انعزال تام عما حوله أثناء نوبة الصرع، ويُسمى هذا النوع من الصرع absence seizure. أما النوع الأكثر حدوثاً هو الصرع الكامل grand mal. وينتج هذا الصرع من شدة تهيج الأعصاب غير الإرادية sympathetic system فيغمى على المريض ويتسع حجم صبي العين، وتزداد سرعة ضربات القلب، ويعرق الإنسان كثيراً وربما يزيد حول الفم ويعض لسانه، ويصعب وقتها فتح الفم لأن العضلات تظل مشدودة إلى أن تنتهي النوبة. وبعض المرضى قد يتبول على نفسه. وعندما تنتهي النوبة يظل المريض في حالة نوم عميق نسميها post ictal state قد تستمر لمدة ساعتين أو أكثر. وبعض مرضى الصرع تعتريهم علامات يعرفون معها أنهم سوف تصيبهم نوبة صرع. هذه العلمات تختلف من مريض إلى آخر، ولكن الأكثر حدوثاً هو رنين بالأذن، أو سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة أو أشخاص غير موجودين بالغرفة. ويبدو من كتب السيرة النبوية أن محمداً كان يمر بمثل هذه الأعراض قبل أن يُغمى عليه، وعندما تنتهي النوبة، ينام فترة من الزمن ثم يفيق ويقول لمن حوله إنه جبريل أتاه بالوحي. ونستغرب لماذا لم يحدث نفس الشيء عندما كان جبريل يزور موسى مثلاً، وقد قال ورقة بن نوفل لخديجة: إن الذي رآه محمد هو نفس الناموس الذي كان ينزل على موسى. أما السيد بسيوني صاحب التعليق 44، يقول في لغة لا تليق بالحوار المتمدن: (ليه يا نجار بتمنع تعليقاتى لو انك مؤمن بالديمقراطيه وبقدرتك على اداره حوار عقلانى من طرفين لماذا تمنع تعليقاتى يا نجار اما صحيح نجار) انتهى. وأقول للسيد بسيوني: أنا لست نجاراً رغم أني أجيد النجارة، ولكني طبيب جراح غصب عنه وعن كل الإسلاميين الذين يبخسون الناس أشياءهم، والقرآن الذي يدافعون عنه يقول لهم (ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين) (الشعراء 183). ثم أني لا أتدخل في نشر أو حجب التعليقات، وإدارة الحوار المتمدن لا ترسل لي التعليقات. أي قرار بالمنع يصدر من هيئة تحرير الموقع. ومازن عنبرة، صاحب التعليق 46، إسلامي آخر يبخس الناس أشياءهم ويعصي رب القرآن بذلك، ويقول: (لماذا يا نجار لا تجيب الا على الذين يمدحوك أو ترى أن في مدخلاتهم عيب أو نقص. أن كنت كما يعتقد هؤلاء ولكي تثبت صورتك وافكارك عندهم. فأجب دعوة الأخ عبد الله الى جامع الأيمان في دمشق. وأني والله مع غضبي من الكلام الذي تتفوهون وتتجرؤون به على رب العزة لست بحزين منكم ولكني حزين عليكم. فللكتاب رب يحفظه) انتهى. فلماذا يا سيد مازن عنبرة، تغضب من كلامنا عن الله، هل أنت وكيل الله في الأرض، أم أن ربك غير قادر على أن يغضب لنفسه وينتقم من الذين أغضبوه؟ فإذا كان للكتاب ربٌ يحميه، لماذا لا يحمي هذا الرب نفسه من النقاد، وهو كان قد قال لمحمد (الله يعصمك من الناس) فلماذا لا يعصم نفسه أولاً بدل أن يعتمد على المؤمنين ليدافعوا عنه (والذين يقاتلون في سبيل الله) لماذا لا يقاتل في معاركه بنفسه؟ السيد بسيوني يقول في التعليق 47: (لفت نظري محاولة التفسير في أول المقالة عن قيام الليل وقد ذكرت أن هناك خطأ في حساب الليل بقولك يقول رب القرآن لمحمد: قم الليل إلا قليلا. نصفه أو انقص منه قليلا. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا),أعتقد ياسيدي الفاضل الآية تأمر بقيام الليل إلا قليلا,ثم تذكر بإمكانية قيام نصف الليل أو نقصان الليل قليلا أو زيادته عن النصف وترتيل القرآن ترتيلا,فالآية تأمر صراحة بعدم قيام الليل كله, ونصفه على الأقل,هذا في رأيي قمة التناسق القرآني حتى يتسنى للناسك الحصول على قسط وافر من الراحة يمكنه من أداء عمله بالنهار فالعلم الحديث يحدد أن الإنسان الطبيعي لابد وأن يأخذ قسطا من الراحة 8ساعات يوميا قسمها القرآن كالتالي حوالي 3 ساعات بعد الظهيرة وحوالي 3 ساعات بعد العشاء وساعتين قبل الفجر وصفها القرآن بثلاث عورات لكم) انتهى. يؤسفني ألا أتفق مع السيد بسيوني في تحليله، فالقرآن يلف ويدور حول نصف الليل وزد عليه أو أنقص منه قليلا، وكان من الممكن أن يقول (قم ما تيسر من الليل). ثم أن الإنسان يحتاج إلى ثمان ساعات متواصلة من النوم وليست مقطعة على ثلاث وجبات، ولهذا السبب أجاز البرلمان الأوربي قبل ثلاث سنوات قانوناً يفرض على الحكومات أن تريح الطبيب في مرحلة التدريب عشرة ساعات متواصلة من الراحة قبل أن يبدأ نوبته القادمة. ثم يستمر السيد بسيوني فيقول: (هناك نقطة أخرى ياأستاذي الفاضل,بالنسبة لأول سور من القرآن نزلت بمكة وهي العلق والقلم والمدثر من الواضح أن جبريل كتب لمحمد ماأراده أن يقرأه وبما أنه كتبه فبالتأكيد كانت الكتابة بالقلم,ما المانع في فهم الآيات بهذه الطريقة) انتهى. بالطبع جبريل لم يكتب لمحمد شيئاً وإلا لأظهر محمد إلى أتباعه تلك الكتابة كما أظهر موسى لأتباعه الألواح التي كتبها الله له؟ ولماذا يكتب جبريل لمحمد ويطلب منه أن يقرأ وهو يعرف أن محمد أمي لا يكتب ولا يقرأ؟ هل يكون الله قد نسي أن يخبر جبريل أن محمداً أمي، رغم أن جبريل جاءه فيما بعد بآيات تقول لمحمد (ما كنت تقرأ قبله من كتاب أو تخطه بيمينك)؟ وأخيراً يقول السيد بسيوني في استنتاج لم يسبقه عليه أحد: (توضح السور أن الوحي حدث في فصل الشتاء-ياأيها المزمل- و-ياأيها المدثر-وبالربط بين سور القرآن سوف نكتشف أن جميع الوحي بالرسالات السماوية كان بفصل الشتاء,فهاهو موسى أوقد النار ليستأنس بها من البرد حينما كلمه الله بالوادي المقدس,وهاهي مريم تضع المسيح في شهر أغسطس أو سبتمبر أوان الرطب-وهزي إليك بجزع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا-ولو طرحنا تسعة أشهر-فترة الحمل- حينما جاءها ملاك الرب سنجد أن الوحي أو الملاك جاءها في شهر ديسمبرأو يناير(فصل الشتاء)وهناك آية قرآنية تقول إنا أنزلناه في ليلة القدر,والضمير هنا يعود على الذكر بجميع الديانات السماوية,وربما هذا يرجح أن ليلة القدر تأتي دائما بفصل الشتاء كما تقول أحد الآراء وبما أن الله وصفها بليلة القدر أي الليلة العظيمة فقد قالت بعض الآراء إنها ليلة العابدين وهي أطول ليلة في السنة وتٌسمى فلكيا بليلة الإنقلاب الشتوي وهي مقدسة منذ القدم) انتهى. وأظن الكل يعرف أن ليلة القدر تأتي في العشر الأواخر من رمضان، ورمضان يتغير ظهوره سنوياً لأن السنة القمرية تقل عن السنة الشمسية بعشرة أيام، وقد شهدت رمضان في السعودية في عز صيف يوليو وأغسطس، وهذا ينسف نظرية أن الوحي جاء في الشتاء. محمد كان يشعر بالبرد وطلب من خديجة أن تزمله بملابسه بعد أن زعم أنه رأى جبريل، والخوف من جبريل هو الذي جعله يشعر بالبرد، وليس فصل الشتاء. ولو كان الفصل شتاءً لما ذهب محمد إلى غار حراء بملابس صيفية ثم رجع إلى خديجة وطلب منها أن تزمله ملابسه الشتوية. ثم أن قصة مريم وحملها بعيسى بعد أن نفخ الله في فرجها، المقصود منها إظهار المعجزات، ومن هذه المعجزات أن مريم لم تنتبذ من أهلها مكاناً شرقياً لمدة تسعة أشهى وإنما حدث الحمل والولادة في فترة وجيزة جداً قد لا تتعدى اليوم الواحد الذي عابته عن أهلها. وإذا كان الفصل هو فصل نضوج التمر على النخل لما احتاجت مريم إلى الله أن يقول لها: (هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا) فالكل يعرف أنه إذا هزيت النخلة سوف يتساقط بعض الرطب، ولكن القرآن قال لها ذلك كنوع من المعجزة لأن النخلة لم يكن بها نمر وقتها ولكن قال لها هزيها يسقط عليك التمر، حتى يبين معجزته لها. بهذا القدر اكتفي واعتذر للسيدات والسادة الذين أطروا على المقال أو الكاتب ولم أذكرهم بالاسم نسبة لطول هذا المقال.
#كامل_النجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأملات في القرآن المكي 2-4
-
في رحاب القراء 1
-
تأملات في القرآن المكي 1-4
-
تعقيباً على تعليقات القراء على تاريخ القرآن
-
تاريخ وماهية القرآن 3 – 3
-
تاريخ وماهية القرآن 2 – 3
-
تاريخ وماهية القرآن 1- 3
-
يقولون ما لا يفعلون
-
الإسلام يزرع الجهل والخزعبلات في أتباعه
-
المسلمون يحتكرون كل شيء حتى الله
-
خرافة العصر الذهبي في صدر الإسلام 3-3
-
خرافة العصر الذهبي في صدر الإسلام 2-3
-
خرافة العصر الذهبي في صدر الإسلام 1...؟
-
مع القراء عن نباح الكلاب
-
على نفسها جنت براقش - النباح حول المآذن
-
إنجازات الحوار المتمدن
-
نفاق وعاظ السلاطين
-
حصاد الهشيم - الحلقة الأخيرة
-
حصاد الهشيم - الحلقة قبل الأخيرة
-
حصاد الهشيم - الحلقة الثانية
المزيد.....
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|