|
الناقد د. صبري حافظ: صدرت روايات عربية بعضها أهم كثيراً من التي فازت ب البوكر
سلام إبراهيم
روائي
(Salam Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 18:39
المحور:
الادب والفن
الناقد د. صبري حافظ: صدرت روايات عربية بعضها أهم كثيراً من التي فازت بـ البوكر عيسى الشيخ حسن - القدس العربي 4/14/2010
الدكتور صبري حافظ، ناقد أدبي معروف يقف وراء تراث نقدي كبير خصوصاً في السرد الأدبي، كما يعدّ أحد أهم الكتاب الذين دافعوا عن رسالة الكلمة، كسلاح يؤازر قضايا الأمة. بالإضافة إلى ذلك فناقدنا أحد أهم الأمثلة الحية على تفاعل الأكاديميين مع الحياة، في ظل ظاهرة خطيرة أضرت بالأدب، حيث ظلت الكفاءات الأكاديمية خلف أسوار الجامعات غارقة في كشاكيل الطلبة وتصحيح أوراق الامتحانات الجامعية. وبمناسبة وجوده في دولة قطر أستاذاً محاضراً في جامعتها كان هذا اللقاء:
* تحتفل قطر هذا العام بالثقافة العربية، من خلال فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية ، ماذا تعني لك هذه الاحتفالية، وما الفعاليات التي لفتت انتباهك حتى الآن؟
* حضرت فعالية أو فعاليتين، بسبب أن المشاركين كانوا أصدقائي، كأستاذ في جامعة قطر لم توجَّه لي أية إشعارات حول نشاطات مهمة، عرفت فيما بعد، عندما جاء الدكتور حسن حنفي، والدكتور الطيب تيزيني، وكذلك حينما جاء فاروق شوشة بصفته أمين مجمع اللغة. ويبدو أنه لا يوجد اهتمام بدعوة المثقفين العرب الموجودين في قطر إليها، ومن الواضح أن الدوحة عاصمة الثقافة مهتمة باستقطاب عناصر ثقافية مهمة. ما زلنا في بداية الطريق، وما زال أمامنا عام كامل من النشاط: ندوة التراث والهوية الثقافية افتتحت بجلسة جيدة جداً، ولكن بقية الندوة لم يتمخض عنها شيء، ولم تطبع الأبحاث، أو ربما لم تكن هناك أبحاث حتى تطبع. وبمصادفة أخرى دعيت إلى استعراض صلاح الدين، وكان استعراضاً غنائيا إيقاعيا جيداً إلى حدّ كبير.
*اختير كتابكم السعي لصياغة الهويات في قائمة أفضل الدراسات الأكاديمية للعام الفائت، القائمة التي تصدرها مجلة اختيار الأمريكية. ما الجديد الذي يجعل الكتاب مثار اهتمام التصنيفات الغربية؟ *هي مجلة أمريكية تقوم دائماً بمسح سنوي لكل ما ينشر، وبسبب صدروها عن رابطة المكتبات، فإنها تختار أهم العناوين، وقد اختير كتابي المؤلف باللغة الإنكليزية أساساً كأحد أهم العناوين الأكاديمة لعام 2009، والكتاب يطرح تصوّراً أو نظرية جديدة عن القصة القصيرة كجنس أدبي، حيث يطرح في جزئه النظري اجتهاداً نظرياً جديداً، يضاف إلى التنظيرات السابقة حول هذا الجنس الأدبي المهمّ، فقد كانت آخر النظريات التي حاولت أن تقدم شيئاً ما يمكن تسميته بفلسفة القصة القصيرة ونظريتها في ستينات القرن الماضي، فبعد كتاب فرانك أوكونر الصوت المنفرد ، والذي طرح نظرية تقول إن القصة القصيرة هي الجنس الأدبي الذي يعبر عن العزلة والصوت المنفرد والجماعات المهمشة، لم تصدر أي نظريات جديدة بشأن القصة القصيرة، وشكت الكثير من الدراسات من انها اصبحت جنسا أدبيا مظلوما. ولكني طرحت تصوراً نظرياً مغايراً لهذا التصوّر، ناتجاً عن دراسة لمحتوى الشكل الفني للقصة القصيرة من ناحية، والتعرف على وضعها في الآداب المختلفة، حيث ازدهرت في العالم الثالث، وحتى في الغرب كان ازدهارها في مراحل تاريخية تتسم بمحاولة صياغة هوية جديدة أو بداية جديدة، وبلورة خطاب يعبّر عن تفرّد هذه الهوية وخصوصيتها، سواء أكان الأمر يتعلق بالجانب الإنساني أو القومي أو الفردي، فنجد أنها برغم انحسارها في النصف الثاني من القرن العشرين في معظم الآداب الأوروبية، فإنها ازدهرت في كلّ من ألمانيا ويوغوسلافيا، بسبب سعي الأولى لبداية جديدة بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، وطرح تصور جديد لهويتها، ومحاولة الثانية بلورة تصور قومي جديد بعد توحيدها على يد تيتو، وقبل انفكاكها الأخير، وكذلك الحال بالنسبة إلى بلدان العالم الثالث ومنها بلادنا. فإذا كانت الرواية هي الجنس الذي يصوغ المتخيل الجمعي، فإن القصة القصيرة هي الجنس الذي يبلور المتخيل الفردي والبدايات الجديدة. كما أن الكتاب يقدّم في جانبه التطبيقي دراسة موسّعة للقصة العربية القصيرة، حيث يعد تكملة لكتاب سابق لي، هو: تكوين الخطاب السردي العربي ، تناولت فيه نشأة الأجناس السردية في الأدب العربي الحديث، واهتممت فيه ببدايات القصة القصيرة على وجه التحديد، بالرغم من اهتمام الكتاب بتكوين الخطاب السردي عامة بكل أشكاله من قصة ورواية وحتى المسرحية. *بالرغم من الحراك الأدبي الواضح الذي أحدثته جائزة البوكر العربية، إلا أنك كنت من الأوائل الذين انتقدوا طريقة أدائها، لماذا هذا التجني على اللجنة التي أتمت عامها الثالث بنجاح، حيث أعلن فوز السعودي عبده خال بجائزتها قبل أيام قليلة عن روايته ترمي بشرر ؟ * انتقدت هذه الجائزة منذ الإعلان عن تكوينها لسببين؛ الأول: أنها استنساخ حرفي كامل لجائزة البوكر الإنكليزية الأم، تسعى لاستزراعها في الساحة الثقافية العربية، دون مراعاة لخصوصية الثقافة العربية، وما تتميز به من حراك خاص بها عن ذلك الذي تتسم به الساحة الثقافية الإنكليزية. بالرغم من أن الجائزة تم تعديل قواعدها أكثر من مرة في طبعتها الإنكليزية الأم.. أما السبب الثاني فيخص أعضاء لجنة الأمناء، الذين لم تحسن الجائزة اختيارهم، فقد قدمت الجائزة أمناءها من الجانب الإنكليزي على أنهم من كبار المثقفين الإنكليز، وهذه مسألة أقل ما يقال عنها أنها تنطوي على خداع، لأنه ليس في مجلس الأمناء هذا كلّه شخص يمكن أن نقول عنه أنه مثقف إنكليزي، وله أدنى حد من الوجود في الساحة الثقافية الإنكليزية، ويعرفه الرأي العام الثقافي الانجليزي مجرد معرفة، ناهيك عن أن يكون من كبار مثقفيها. هذا كان موقفي من الجائزة منذ الإعلان عنها، وبخاصة أنها صدرت من الإمارات العربية المتحدة التي استطاعت أن تقدم مثالاً جيداً جداً عن الجوائز، بجائزة سلطان العويس التي اكتسبت مصداقية، ورأسمالاً رمزياً في الواقع العربي. ولم تستطع البوكر أن تستفيد من خبراتها. أما قولك أنها أحدثت حراكاً أدبياً، فهذا راجع إلى أنها تنفق بسخاء على الجانب الإعلامي، ولو أنفق نصف هذه الميزانية للترويج لأي جنس أدبي لأحدث التأثير نفسه، ولكن المهم لأي جائزة هو رأسمالها الأدبي أو الرمزي، من خلال تراكم المصداقية واتساع التأثير، وهذا لم يحدث حتى الآن بالنسبة إلى هذه الجائزة، بحسب ما يثار حولها من اتهامات حول التمييز والمحسوبية والشللية والفساد. إذاً ؛ فأبرز اعتراضاتي عليها هو مجلس الأمناء الذي أرجو أن يطبق القواعد الإنكليزية بحذافيرها، فيتغير الأعضاء بالكامل هذا العام، حيث يتغير المجلس في الجائزة الأم كل ثلاث سنوات، أما اعتراضي الثاني فهو على اختيار لجان تحكيمها، وتحكم شلل بعينها في تلك الاختيارات. وأخيراً أتمنى لو تمّ إصلاح هذه الجائزة بطريقة جذرية كي تبدأ في تخليق رأسمالها الرمزي في الساحة الأدبية، ولأننا حقاً في حاجة إلى جائزة جيدة للرواية العربية التي تعيش أزهى مراحلها في السنوات الأخيرة. * هناك ظلم واضح للجنة، فقد أثير لغط حول نية اللجنة تفويز اللبنانية علوية صبح، وفوجئ الجميع أن اسمها أسقط من القائمة القصيرة، ولكن ماذا عن خياراتها؟ * في السنوات الأخيرة صدرت روايات مهمة بعضها أهم كثيرا من تلك التي فازت بالجائزة، ومع ذلك لم تظهر في القائمة الطويلة ولا القصيرة في جائزة البوكر، وأذكر منها في العام الأول رواية سنّ الغزال للكاتب السوداني صلاح أحمد حسن، وهي من أروع الروايات السودانية التي قرأتها بما في ذلك روايات الطيب صالح، ومع ذلك فلم تظهر نهائياً في البوكر، وفي العام نفسه ظهرت رواية سعودية مهمة لليلى الجهني جاهلية ومع هذا لم تظهر في قوائم اللجنة، ورواية ساق الغراب للسعودي يحيى أمقاسم، وهي من أكثر الروايات السعودية عمقاً واستيعاباً للبنية التحتية للمجتمع الصحراوي في هذه المنطقة، وتشكل إضافة حقيقية لرواية الصحراء العربية، ومع هذا لم تظهر في تلك القوائم، وكذلك الحال بالنسبة إلى رواية توترات القبطي للسوداني أمير تاج السر، ورواية فرج للكاتبة المصرية رضوى عاشور وغيرها. إذاً فالمشكلة أننا لو كنّا أمام جائزة نزيهة لما اختفت هذه الروايات، لحساب روايات أقل منها قيمة وقامة.
* هذا يجعل دوركم مضاعفاً، لماذا لا تصدرون قوائم خضراء أو حمراء تساعدون فيها القارئ على الوصول إلى الروايات الجيدة؟ *هذا هو ما يحاول الرأي النقدي المستقل أن يطرحه من خلال سلسلة من الدراسات التي شرعت مجلة الآداب البيروتية في تنظيمها بديلاً من تلك الجوائز، وبدأت بدراسة لفيصل دراج تطرح قوائم بديلة، ففي قائمتي لهذا العام أدرجت روايات: فرج للروائية رضوى عاشور، ورواية أسوار لمحمد البساطي ورواية الإرسي للعراقي سلام إبراهيم وملحمة السراسوة وروايات أخرى كثيرة أهم من تلك التي تثير البوكر حولها هذا اللغط، والكثير من الحق الذي يراد به باطلاً، هي فعلاً قامت بلغط حول الرواية، تم فيه الكثير من خلط الأوراق والمكانات، دون أن تخلق حراكاً حقيقياً، يضع القيم الأدبية والفنية في المقام الأول. * بمناسبة الحديث عن المجلات، فقد تضاءل حضورها في الساحة الثقافية، وتوقفت كثير من المجلات الثقافية عن الصدور، هل السبب عائد إلى سمة العصر التي ركنت إلى الصورة، أم أن المجلات الطليعية قصيرة عمر، ومنها المجلات الأدبية؟ *هناك مجموعة من المتغيرات في الساحة الأدبية والثقافية في العالم وفي الساحة العربية عموماً في العقود الأخيرة، حيث ساهمت في أفول الكثير من المجلات الأدبية كما ذكرت، فمن الطبيعي أن تكون المجلات الطليعية التي تتنبأ بحركة أدبية جديدة، أو تطرح بياناً ثقافياً مغايراً ورؤية فنية جديدة أن تكون قصيرة العمر، تنتهي بطرح هذا التصوّر ...ولكن هناك على مسار التاريخ الأدبي الحديث مجلات استمرت عشرات السنوات، ومنها مجلة الراحل محمود درويش الكرمل التي صدرت عام 1982 ولم تتوقف إلا في عام 2006، وقد سألت درويش وقتها عن سبب إغلاقه للـ الكرمل ، فكان جوابه أنها أصبحت تبيع مئتي نسخة فقط، وهو مردود أقل بكثير من الجهد الضخم الذي يبذل في كلّ عدد، وهذا ما يشير إلى متغيّر آخر اكتشفت حقيقته حينما أصدرتُ مجلة الكلمة الإلكترونية، وهي مجلة حاولت فيها أن أنقل إلى ساحة النشر الإلكتروني كلّ تقاليد المجلة الأدبية المطبوعة، فدخل إلى الموقع منذ العدد الأول، ودون أي إعلان 37000 زائر، واستمرّ هذا العدد في التنامي حتى اخترقنا في آخر العام الأول حاجز المئة ألف قارئ، وفي الأعداد الأخيرة التي أكملنا بها العام الثالث للمجلة كان عدد الزوار يتراوح لكل عدد بين 300000 و400000 قارئ في الشهر. وهذا يدلّ على أن القارئ ما زال موجوداً، ولكنّ المشكلة تكمن في قدرته الشرائية، فلم يعد بإمكان عدد كبير من الشبان العرب المتعلمين شراء المجلة الأدبية التي يتضاعف سعرها لأسباب معروفة، خاصة إذا ما علمت أن 75% من خريجي الجامعات في مصر مثلاً عاطلون عن العمل، ويعانون من البطالة، لمدة تتراوح بين 5 ـ 7 سنوات بعد التخرج، وهذه المرحلة عادة تكون فترة النهم للقراءة، حيث يكون الشباب في مقتبل العمر، ولديهم دخلهم الخاص، ولم يدخلوا بعد أعباء الزواج والأولاد والحياة الاجتماعية، وهذا ينطبق بشكل عام على سورية والعراق والمغرب وأغلب البلدان العربية، مما أدّى إلى طرد قارئ المجلة الأدبية من السوق، لأنه لا يستطيع شراء المجلة كما كان الحال في الماضي مع مجلة الرسالة وفي الستينات مع مجلة الآداب . وفي السبعينات بدأت القطيعة العربية بالتخلّق، فأضافت عائقاً إضافياً أمام المجلة الأدبية، ووضعت أسوار المنع أمام انتقالها من بلد إلى آخر. وحينما بدأتُ الكتابة مثلاً في مجلة الآداب ؛ كانت توزّع في كل الدول العربية، والآن لا توجد مجلة لا تمنع من الدخول من نصف بلدان الوطن العربي، وهذا ما تغلبت عليه المطبوعات الإلكترونية التي استطاعت أن تتجاوز الحدود الجغرافية، وحدود الرقابات المختلفة، وهذا هو السبب في أنها تحظى بعدد كبير من الزائرين والقراء.
* ومع ذلك فهناك مواقع أدبية كثيرة تشتت انتباه رواد الشبكة العنكبوتية، أضف إلى ذلك أن المجلات الإلكترونية لا تدفع لكتابها، مما يجعل الكتاب يضنون عليها بجديدهم، ماذا عن هذه التحديات؟ *أنا شخصياً أصدرت مجلة الكلمة بهدف نقل خبرات المجلة الأدبية المطبوعة وقيمها إلى ساحة النشر الإلكتروني التي تعج بالفوضى وانعدام المصداقية. وأذكر تعبيراً جميلاً ذكره لي محمود درويش حينما أخبرته أنني أصدرت مجلة الكلمة إليكترونيا، حينها قال لي إن الكتابة في الأنترنت مثل الكتابة في المراحيض العمومية؛ لا رقيب عليها ولا حسيب، وذكر لي أن أكثر من شخص كتب عنه مجموعة من الأكاذيب لا أساس لها من الصحة، فقلت له إن هذا بالتحديد هو دافعي من إصدار هذه المجلة. وهو نقل معايير الكتابة الحقيقية إلى الشبكة الإلكترونية، ولذلك صدرت الكلمة وهي جاهزة للطباعة من خلال نظام الـ PDF لكل نص ينشر فيها، وقلت إن أي ناشر في استطاعته أن ينشرها في أي بلد عربي يشاء، لأنه ليس في استطاعة مبادرة فردية أن تتكفل بأعباء الطباعة وتكاليفها، ناهيك عن أسباب التوزيع ومشاكله. فالنشر الإلكتروني وبخاصة في معظم المواقع العربية أقرب ما يكون إلى المدونات الخاصة منه إلى المجلة الأدبية بمعاييرها النقدية التقليدية . أما عن حقوق الكتابة فقد كان هدفي أن ننشئ مجلة إلكترونية قادرة في المستقبل على تمويل نفسها بشكل مجزٍ لكل كتابها. ولكن هذا لم يتحقق حتى الآن بسبب عدم توفر جهات تمول المشروع، وبسبب حدوث بعض الخلافات حول آليات تمويله التي بدأت منذ العام الثاني لبداية هذا المشروع، والتي أرجو أن نتغلب عليها عندما نبدأ إصدار الكلمة في حلّة جديدة. هذا الأمر مهم لأن من الضروري أن نتذكر قيمة الثقافة على المستوى المادي والمعنوي معاً. فليس من الطبيعيّ أن يكون لجميع المهن المختلفة مردود ماديّ مجزٍ، وأن نطلب من المثقف أن يبذل جهده وعرقه بالمجّان. ولكن هذا جزء من الخلل السائد في الوطن العربي، والمسؤول إلى حدّ ما عن جزء كبير من تخلفنا. *ثمة استقطاب ثقافي نشهد بداياته في المجلات الإلكترونية والمواقع الأدبية، مما يذكرنا بالسجالات الأدبية بين تيارات محددة في ستينات القرن الماضي، حيث كانت الآداب طرفاً في هذا السجال. كيف تنظر إلى هذا السجال الذي يستعاد حالياً، بين تيارات فكرية معينة عبرت عن مواقفها في أكثر من مجال؟ *منذ بداية تأسيس الكلمة أكدت على أن هذا المشروع الثقافي الجديد الذي يؤمن بوحدة الثقافة العربية من المحيط إلى الخليج هو مشروع لحراس الكلمة، وليس لكلاب الحراسة الذين ابتذلوا الكلمة ونالوا من شرفها، سواء بالتشويه المتعمّد لأسباب سياسية، أو بتبعية خطاباتهم لميليشيات المحافظين الجدد في طبعتهم العربية، أو لانبهارها بشقشقات زائفة، وقشور من الفهم السطحي لما يدعى بما بعد الحداثة، وكان من أهم أسباب قيامي بهذا المشروع أنني أردت أن أطلق مجلة تقوم في القرن الحادي والعشرين بالدور الذي قامت به الآداب قبل نصف قرن، مجلة تلتزم بقضايا الأمة العربية وتقاوم كل ما يهب على الساحة الثقافية من رياح فاسدة وخبيثة، وقد التفّ حولها القراء بسرعة كبيرة كما ذكرت لأن هناك حاجة فعلية لمجلة ذات موقف فكري واضح. أما عن السجال الذي نشهد بداياته، ففي كل مرحلة يتم سجال بأدوات المرحلة، ومفردات مرحلة الآداب في سجالها مع شعر تختلف بكثير عن مفردات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بالرغم من أن المشترك بين المعركتين كبير، وإن تباينت تجليات كل منهما، فالثقافة الحقيقية والعميقة والقادرة على كشف الواقع وتعريته واستشراف مستقبله في جهة، والثقافة السطحية الزائفة التي تعتّم على تلك القضايا في جهة أخرى. فقد حدث أن ساد مع سقوط الاتحاد السوفييتي وظهور نظريات نهاية التاريخ، وصراع الحضارات، وكل آليات خطابات المحافظين الجدد، أن تم تخليق استقطابات مشابهة لها في الساحة العربية، تنهض على عدم فهم للأصول التي نقلت عنها، والتي سرعان ما تراجع عنها أصحابها ( مثل فوكوياما.. وغيره)، فهذا الخطاب حول نهاية التاريخ، ونهاية السرديات الكبرى ومنها الإيديولوجيا، كل ذلك لم يكن إلا استراتيجية من استراتيجيات المحافظين الجدد لتمرير إيديولوجيا التبعية والتمييع على الهويات الثقافية، وإيديولوجيا الانبطاح أمام الاستعمار الأمريكي الصهيوني في المنطقة، فكل الذين يهاجمون الإيديولوجيات يمررون أسوأ إيديولوجيا ممكنة (وهي الانحطاط والتبعية والهوان). ولم يتمكن أي منهم من طرح مشروع حقيقي له قيمة في الواقع الثقافي، أو أن يسهم في الإجابة عن أي سؤال من أسئلة الثقافة العربية الأساسية. عبدالحق ميفراني - متعة حقيقية هذا نموذج فعلي للحوارات التي بإمكانها أن تحرك قليلا من جغرافياتناالثقافية في العالم العربي بالشكل الذي يجعلنا نفكر ونعيد التفكير في راهن ومستقبل وضعنا النقدي والإبداعي العربي. أما وأن تكون آراء الناقد صبري حافظ موضوع الحوار، فهذه متعة خاصة وحقيقية، تعيد الروح للجدل وللأسئلة. عبدالحق ميفراني - متعة حقيقية هذا نموذج فعلي للحوارات التي بإمكانها أن تحرك قليلا من جغرافياتناالثقافية في العالم العربي بالشكل الذي يجعلنا نفكر ونعيد التفكير في راهن ومستقبل وضعنا النقدي والإبداعي العربي. أما وأن تكون آراء الناقد صبري حافظ موضوع الحوار، فهذه متعة خاصة وحقيقية، تعيد الروح للجدل وللأسئلة. سامر - حوار جميل حوار جميل وزاكي وفيه اسئلة واجوبة مهمة. وبالنسبة لمجلة الكلمة سبق واطلعت عليها ولم أجد فيها إلا مقدمات واحتفاء كلاسيكيا بالأدب العربي. على ان تواجد الدكتور صبري مؤسس المجلة في لندن واطلاعه على الحياة شديدة الإختلاف وعلى الانماط الغريبة لخطو التكنولوجيا والوقع النفسي المؤثر كل ذلك كان يجب أن يؤخذ بالحسبان... عدلي الهواري - معلومات عن مجلة ثقافية صدرت قبل الكلمة مجلة عود الند الثقافية مجلة شهرية الكترونية دخلت ميدان النشر الإلكتروني الراقي قبل أربع سنوات (أي بدأت الصدور قبل الكلمة). وطبقت عود الند معايير جودة تضاهي ما هو مطبق في الدوريات الأدبية الراقية، وتجذب من الكتاب والكاتبات محترفين ومبتدئين، وهي مسجلة في بريطانيا كهيئة لا تهدف إلى الربح، ولها رقم تصنيف دولي، وهو ISSN 1756-4212 وعنوان موقعها هو: http://www.oudnad..net محمد الأحمد - نعم للاختلاف كلما تناغمت الرواية متضادة مع السائد وخطابه المكرور كلماوجد فيها القاريء الجاد متنفسا لا تجده دور النشر، فيكون الخلل الواضح بين ما نريد ان نقراه وما تريده الحكومات من دور النشران تنشره.. نحن كمسلمين لدينا الكثير مما يعرضنا الى دهشة الاخر منا.. لاننا نتعامل مع التاريخ الميت اكثر مما نتفاعل مع الحضارة فاينما وقف الجمل بينينا وطالبناه الالتزام في حين دواخلنا ترنوا الى تغير حقيقي.. طالما بقيت السلطة الدنية تخافه بل ترتعب منه. خصوصا ان جاء في رواية عربية.
#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)
Salam_Ibrahim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن رواية الإرسي - د. صادق الطائي
-
-الإرسي- الخارج من المحرقة*
-
شعريّة الكتابة الروائية -قراءة أجناسية في رواية (الأرسي) لسل
...
-
-الإرسي- لسلام ابراهيم: الرواية والكناية عن التجربة ا
...
-
(الإرسي)..إشكالية التجنيس، والأسئلة المعلقة!!
-
رواية الإرسي.. رحلة الكينونة المعذبة ....من منظور اخر
-
أماكن حارة/ محاولة لكتابة التاريخ العراقي الحي عبر قرن
-
الإرتياب في المكان - قراءة في رواية- الإرسي
-
سلام إبراهيم.. الحياة والصداقة
-
الحياة لحظة رواية الكاتب العراقي سلام إبراهيم
-
-الحياة لحظة - . رواية تجسد العذاب العراقي في نصف قرن
-
رواية حسن الفرطوسي - سيد القوارير - عن أحوال العراقيين في بق
...
-
التسلل إلى الفردوس ليلاً
-
الصراع الثقافي في المجتمعات الديمقراطية الحقيقية - عن ساعات
...
-
سلام ابراهيم: رواية الإرسي أحدثت ثورة داخل عائلتي
-
ندوة في القاهرة لمناقشة رواية سلام إبراهيم - الإرسي
-
كلاب الألهة مجموعة القاص العراقي نعيم شريف سبعة أناشيد تهج
...
-
فيلم الجذور لأحسان الجيزاني: إنحياز للإنسان العراقي المسحوق
...
-
حكاية من النجف لحمودي عبد المحسن عالم النجف المكتظ بأساطير
...
-
-دنيا -علويَّة صُبح خلاصة حياة لا الحياة في تفاصيلها
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|