أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - من يضحي بحياته ليعيش آل سعود؟















المزيد.....

من يضحي بحياته ليعيش آل سعود؟


علي فردان

الحوار المتمدن-العدد: 908 - 2004 / 7 / 28 - 11:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


تهديدات بالقتل وصلت لعدد من الكتّاب، منهم الأستاذ تركي الحمد الكاتب والباحث المعروف، ومنهم الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض، على خلفية انتقاده التيار الديني الوهابي ونقدهم لبعض مظاهره، والتهديد ليس الأول ولا يبدو أنه الأخير، وحتى مع ما ذكروه عن عدم خشيتهم من التهديد والتقليل من تداعياته، إلاّ أن الواقع يقول غير ذلك.
من يتابع الصحافة المحلية والمنتديات، يرى أن من ينتقد الإرهابيين علناً وبصراحة، أي يذكر اسم طالبان وبن لادن والظواهري وينتقد الإرهابيين في العراق هم أشخاص يكتبون بأسماء وهمية، أو هم من الأمراء الذين أمِنوا خلف حواجز إسمنتية وانتصار الإرهابيين يعني زوال حكمهم، فلهم الحق في الدفاع عنه. السؤال هو لماذا المطلوب منّا أن ندفع الثمن بأرواحنا ليبقى آل سعود؟
النقد الذي ملأ الصحافة المحلية وبأسماء كُتّاب لا يرقى إلى المستوى المطلوب من ناحية التصريح، فأكثر ما كُتِب هو تلميح، بأن الإرهابيين فئة ضالة، وأن ورائهم من له أفكار متطرفة، ولكن لن تقرأ مباشرةً إلاّ نادراً بأن كاتب انتقد بن لادن ووصفه بالإرهابي ووصف أتباعه ومحبيه بأنهم يحملون فكراً إرهابياً ويجب القضاء على أفكار بن لادن الإرهابية. طبعاً الاستثناء هو ما قاله الأمير خالد الفيصل الذي انتقد علناً شيوخ الصحوة قائلاً هم من كانوا قبل سنوات على خط الإرهاب والآن يدّعون الوسطية ولا يصرّحوا بنقد بن لادن. الحقيقة هي أن جميع المشايخ على اختلاف "وسطيتهم" إن كان بينهم من يحمل فكراً وسطاً، لم يوجهوا إلى بن لادن أي لوم، بل مدحه أكثرهم، ووصفه بن جبرين بالمجاهد في سبيل الله ولم "يعُرف عنه" أي بن لادن إلاّ كل خير.
عندما يتحدث الأستاذ تركي السديري بأنه لم يعمد إلى تغيير سياسته التحريرية، وإن ما حدث هو ليس تهديداً من منظمة القاعدة، بل هو أمر "طبيعي في سياق ما يحدث من حماقات في الشوارع"، هنا يجب أن نتوقف قليلاً، وننظر إلى ما تنشره الصحافة من نقد قوي يتم في عمود "كلمة اليوم" أو كلمة الرياض، أو ما شابه، حيث لا يوجد اسم تحت الافتتاحية، والسبب واضح لمن يبحث عن الحقيقة، السبب هو الخوف.
ما الذي يمنع أي من المنظمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة تنظيمياً أو فكرياً، ما الذي يمنعها من اغتيال أي كاتب، أو مسؤول (من غير الأمراء) أو مثقف أو أكاديمي؟ لا يوجد بدون شك أي مانع، وحتى مع إبلاغ السلطات الأمنية، هذا لن يُغيّر في الواقع شيئاً ذا قيمة، إذا ما قرّرت هذه المنظمات الإرهابية التخلص من كل مُنتَقِديها. الأمير يستطيع التخفي خلف المتاريس والأسلاك الشائكة، والكثير من المدرّعات والجنود والحرس الخاص، ولكن أي يختفي الإنسان العادي، الصحفي، المثقّف أو الكاتب؟ خاصةً إذا ما عرفنا بأن الجهات الأمنية أصبحت في وضع حرج ولا تستطيع تلبية احتياجات الوطن الأمنية لأن شغلها الشاغل أصبح حماية الأمراء وقصورهم وكذلك المجمّعات التي يسكنها الأجانب من الجنسيات الأوربية والأمريكية.
يبدو أنّ هذا ما توصّل إليه هؤلاء المثقّفون، ولهذا أحجموا عن النقد المباشر لهؤلاء وتبنّوا طريقة التلميح لا لأن الحكومة ترفض ذلك، بل لأنهم رفضوا أن يضعوا رقابهم تحت سيف الإرهابيين، فالدولة عاجزة عن حمايتهم، بل عاجزة عن حماية مؤسساتها، ولا أحد يريد أن يقال عنه "شهيد الواجب" فقط لأنه دافع عن ثلة من الأمراء أو المسؤولين الكبار أو منشأة حكومية ليبقى أطفاله أيتام، يُمنّيهم وزير الداخلية بوظيفة مماثلة عند بلوغهم سن الرشد، وكأننا خُلِقنا عبيداً للدفاع عن أسيادنا آل سعود.
ما ذكره الأمير عبدالله قبل أسابيع، قبل انتهاء مدة "العفو الملكي" عن الإرهابيين حيث قال بأن بعد انتهاء المدة لن يكون للفئة الضالة عذر أمام الشعب ولا أمام الحكومة، هو كلام يُراد منه إشراك الشعب في الغرم في مواجهة الإرهابيين، ولكن الشعب لم يكن يوماً شريكاً في المغنم، ولم يكن له رأي حيث سالت بلايين الدولارات في أرجاء المعمورة تسقي كل التوجهات الوهابية المتطرفة لتنمو أشجار خبيثة أُكلُها يجلب الجنون لتتحطم عليها أحلام الإنسانية والقيم العظيمة للإسلام. حتى بعد تفجيرات 11 سبتمبر عام 2001 م ظهر لنا مشايخ الوهابية المدعومون من الحكومة نافين دور بن لادن في هذه الجريمة تارة، ومباركين تارةً أخرى مُدّعين بأن هذه "الغزوة المباركة" كانت نتائجها تحول الألوف من الديانات الأخرى إلى الإسلام.
في هذا الوضع الخطير الذي تعيشه البلاد من عمليات إرهابية تحدث كل عدةً أيام تقريباً يكون حصيلتها قتلى وجرحى من الإرهابيين ورجال الأمن يدفع الإنسان إلى التفكير الطويل ليتخذ قراراً متوازناً، فمن ناحية الكثير منّا يريد أن ينال من المتطرفين وفكرهم، وهذه الفرصة مواتية الآن، ولكن هل هذا الفكر إلاّ مُحصّلة ما زرعته الحكومة؟ إن ما قاله خالد الفيصل بأن تعليمنا مُختطف خلال الثلاثون عاماً الماضية، يتحدث وكأننا مواطنون بُلهاء أو مصابون بلوثة عقلية، ونسى أو بالأحرى تناسى بأنه هو وأمثاله من الأمراء، بمعنى آخر هم الحكومة وقادة المركب وساروا بنا إلى المجهول لتحقيق مصالحهم، ونحن كنّا ضحايا هذه السياسة الخرقاء. الآن يتحدّثوا بصفتهم خبراء في الإرهاب وإنهم ضدّه، ويريدون من المثقّفين والأكاديميين والكُتّاب أن يقفوا مع الحكومة ضد "الفئة الضالة" التي خرجت عن طوع الحكومة، إلاّ إذا تابوا وعادوا إلى "الطريق السوي" الراضخ للحكومة.
إن ما ذكرته الدكتورة مضاوي الرشيد في مقالها: لماذا لا تتوب الدولة الضالة؟ لهو أكثر مما يختلج بداخلنا، فإن كانت الحكومة تريد ممن غررّت بهم أن يتوبوا، فهي أولى بالتوبة، لأنها من أخطأ ليس في حقهم فقط حين أعطتهم مفاتيح الجنة وأرسلتهم إلى أفغانستان والعرق، وهم ربما قِلة، لكن أخطأت في حق الشعب كله حين مارست الوصاية عليه وعاملت المواطنين على أنهم عبيد لا يحق لهم سؤال أي جهة حكومية أو معرفة الهدف من أي عمل تقوم به الدولة، فهم "أبخص". هذه النظرة الدونية للمواطن لم تتغير، كما في السابق، يتم تحويل الإيجابيات لآل سعود، فالأمير عبدالله والملك فهد أكبر من أن يرتكبا أخطاء، وهم منـزّهين أكثر من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن سمعنا عن أخطاء الصحابة ولم نسمع عن أي خطأ قام به الملك أو ولي العهد.
إن رغبتنا في النيل من الإرهابيين وفكرهم المنحرف الذي تشرّبت به مؤسسات الدولة التعليمية والدينية والاقتصادية والسياسية، لا يجب أن تحجب عنّا حقيقة الأمر، أن كل ما حصل ويحصل لا علاقة له بالشعب، هذا أولاً، فلم يسألنا أحد في استفتاء عن عمليات التكفير في المناهج والمساجد وغسل مخ الشباب ليذهبوا إلى أفغانستان. ثانياً، أن المسؤول الأول والأخير هو الحكومة، أي آل سعود، وهم في مأمن، ربما، من الإرهابيين، فلماذا نضحي بأنفسنا لأجل أن نبقى عبيداً لفترة أطول، بدل أن نوجه نقدنا إلى الحكومة مطالبين المشاركة في اتخاذ القرارات، مطالبين بوجود مؤسسات المجتمع المدني والمحاسبة والشفافية، مطالبين بمحاكمة من لهم يد في وصول التطرف إلى مدارسنا وجامعاتنا ومساجدنا، مطالبين بصناديق الاقتراع لننتخب من نراه يخدم مصالحنا كشعب.
إن مصلحة الوطن هي أن لا ننجرف مع التيار الحكومي الذي أثبت فشله في الماضي وغياب حب الوطن عن قاموسه، وأن نتحدث بصراحة عن مصلحة الوطن كشعب، لا كعائلة آل سعود، وإلاّ فالسكوت والسكون أفضل من الرقص على أنغام الحكومة.

27 يوليو 2004 م



#علي_فردان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في عصر الإسلام وفي عصر آل سعود
- خذوني إلى أرض الأمل
- انتهاكات حقوق الأجانب في السعودية: في انتظار فجرٍ جديد
- تعالوا نفجّر ونقتل ونسحل الجثث الآدمية
- الطائفية ضد الشيعة في السعودية: جريمة حكومية منظمة
- ثلاث شمعات تضيء طريقنا المظلم
- شعار الدولة السعودية: العفو عن الإرهابيين والتنكيل بالآخرين
- الهروب في زمن الإرهاب
- أعداء الإنسانية: قراءة في فكر الندوة العالمية للشباب الإسلام ...
- انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية بوابة الإرهاب
- الكاتبة السعودية وجيهة الحويدر: قضيتكِ قضيتنا


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - علي فردان - من يضحي بحياته ليعيش آل سعود؟