|
بعد المصري والبغدادي، عنف من نوع جديد يجري التحضير له
سليم سوزه
الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 17:17
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
بقتل المجرمين الارهابيين ابو ايوب المصري وابو عمر البغدادي من قبل القوات العراقية البطلة قبل ايام، تكون قد تمكنت الحكومة العراقية من كسر الضلع الثاني من اضلاع مثلث الارهاب في العراق، اذ استطاعت الحكومة قبل ذلك ومن خلال علاقاتها الدولية من وضع الارهابي العنصري مثنى حارث الضاري على لائحة الارهاب الدولي وهو بلاشك نجاح لسياستها الخارجية التي اجبرت الاردن على القبول بهذا القرار وجعلت من المدعو الضاري طريداً ومحاصراً من قبل حتى اصدقاء الامس.
واذا كان الارهاب يعتمد على ذلك المثلث المشؤوم ذو الاركان الثلاثة، الاموال والاعلام والذراع العسكري، فانه اليوم قد فقد ضلعين مهمين من هذه التراتبية بعد فقده مصدراً مهماً من مصادر الاموال التي كانت تصله من الارهابي مثنى الضاري بوضع الاخير على لائحة الارهاب الدولي ومراقبة امواله وتحركاته المشبوهة، وبعد قتل ارفع قادة القاعدة في العراق ابو ايوب المصري وابو عمر البغدادي وهما قمة هرم الذراع العسكري التنفيذي لتنظيم القاعدة في العراق.
بقي فقط الضلع الثالث وهو لا يقل اهمية عن الاضلاع الاخرى في سلسلة الارهاب الدموي في البلد وهو الاعلام.
الاعلام الذي ظلّ هو الغطاء المستمر لعمليات القاعدة الاجرامية سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة من خلال تقديم التبريرات وسوق التهم للحكومة وتحميلها سبب تردي الوضع الامني دون الاشارة صراحة ً الى منبع ذلك الارهاب واصوله.
واحدة من تلك المؤسسات الاعلامية التي عمدت الى سياسة التبرير للقاعدة والارهابيين من خلال تحريف الاخبار وتوجيهها بعمد للمسؤولين وللحكومة العراقية اكثر من الارهابيين انفسهم، هي قناة الشرقية البزازية التي كتب عنها الكثير من الكتاب والمتابعين سابقاً وحالياً واعتقد مستقبلاً ايضاً ما لم يوضع حد لتخرّصاتها وكذبها المفضوح.
بدءاً لابد لي القول بانني غير مستغرب اطلاقاً من تجاهل الشرقية تماماً خبر مقتل المجرمين العنصريين المصري والبغدادي، لان الشرقية حريصة على ان لا تعطي اي منجز امني للحكومة العراقية طالما على رأسها المالكي العدو اللدود لبعثيتها وعنصريتها، فهي لم تذكر الخبر الاّ لمدة 30 ثانية فقط، وعلى لسان جوزيف بايدن وليس على لسان المالكي في مؤتمره الصحفي، حيث اتى الخبر بالمرتبة الثالثة تسلسلاً، فيما ركزت اكثر من 45 دقيقة على السجون السرية للمالكي وكيف يُعذب فيها "الابرياء" بالتيزاب والمثارم البشرية؟؟؟؟
ليس هذا سبب مقالتي لان الجميع يعرف مَن هي الشرقية؟؟ لكن ما لفت انتباهي وخلال ثلاثة ايام مستمرة منذ مقتل المجرمين الارهابيين، ان الشرقية ركزت وما تزال على الترويج لعنف من نوع جديد هذه المرة، لانها خسرت رجلين مهمين كانا بجرائمهما من اشد الممولين لاخبارها وعناوينها، حيث بدأت متبرعة ً بحملة قوية تثقف باتجاه النيل من الاجهزة الامنية التي "اغتصبت" ابرياء البزاز في السجن السري والتي نسَت الشرقية بان احدى وزراء تلك الحكومة التي تهاجمها دوماً (وهي وزيرة حقوق الانسان)، هي مَن كتبت عن ذلك السجن اولاً، وهي مَن رفعت تقريرها لمكتب رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، فتدفع هذه الايام الشرقية وتحزم العشائر الموصلية بضرورة اخذ الثأر لاستعادة الشرف الموصلي الذي انتهكه المالكي بسجنه السري!!!!
لم تنفك هذه القناة عن تكرار كذبها الذي تروج له بان رؤساء عشائر الموصل قد القوا بعقالهم (عكلهم) وقد قصت النساء ضفائرهن على ان يثأروا لكرامة ابنائهم المنتهكة من الاجهزة الامنية التي تزعم الشرقية انهم "اغتصبوا" الابرياء ... اويلي على الابرياء لعد منو ذبح العراقيين كل هاي الفترة .. والله ما ادري!!!!!!!!!!!!!!
لاشك ان السلاح الايديولوجي الذي كان يؤمن به القاعديون ومنهم المصري والبغدادي هو سلاح التحرير من الاحتلال ونشر عباءة الاسلام الوهابي في ربوع العراق وقتل المخالفين من المذاهب الاخرى لانهم كفرة رافضة ووووو ... لكن اليوم وبعد ايمان الشرقية وابواق البعث الاخرى بان القاعدة تلقت ضربة في الصميم ولا يمكن لها مواجهة المد العسكري الاستخباري الآخذ بالتطور يوماً بعد يوم، عمدت لانتهاج طريق جديد يحرض على العنف ويشرعنه تحت لافتة "الشرف والكرامة" .. لهذا تجدها يومياً تعيد وتكرر بان ابناء الموصل على اهبة الاستعداد للانتقام والثأر لشرف "ابريائهم" الذين تعرضوا للاغتصاب في سجون المالكي السرية، وهي دعوة صريحة جداً لعودة العنف وتبريره مسبقاً قبل ان تقع العمليات الاجرامية حتى.
اعتقد ان الشرقية نجحت في كثير من الاحايين في تربية الاذن وترويضها على قبول التبرير قبل ان تقع الجرائم، لذا فهي اليوم تقوم بذات الدور الذي لعبته طوال فترة وجودها من اجل خلق مساحة وبيئة ممكنة لعنف مصطنع ومدفوع مقدماً، كما في صناعتها للاخبار الكاذبة والمؤدلجة ضد الوضع العراقي الجديد، هذه القناة تعول اليوم على الغريزة العشائرية ومغازلة الاحساس القبلي في رفضه لجرائم الاخلاق كي يكون هو سيد العنف القادم وليس الارهاب الديني القاعدي الذي كُسرت شوكته وبقيت زغابات بسيطة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار.
وانا اكتب هذه المقالة قرأت مقالة الاخ احمد مهدي الياسري المنشورة في عدد من المواقع، حول نشر صحيفة الزمان البزازية صورة الحفرة التي اختبأ بها المجرمان المصري والبغدادي على انها سجن سري تابع لمكتب السيد نوري المالكي، وذكرني هذا التزوير المفضوح بما فعلته نفس الصحيفة في عام 2008 حينما قطعت رأس المدير التنفيذي لصحيفة المدى السيد محمود المفرجي ووضعته على جسد احد صحفييها في صورة مفبركة نشرت على صدر صفحتها الاولى تظهر مجموعة من الاعلاميين العراقيين وهم يصافحون احمدي نجاد رئيس ايران خلال زيارتهم له دون ان يظهر وجه مندوبها خوفاً على حياته من الارهابيين!!!! كان هذا عذرهم آنذاك، حتى انني كتبت مقالة حول هذا الموضوع وختمتها بالسؤال التالي: كم رأساً قطعت الزمان ياترى!!! واليوم اقول: كم رأساً ستقطع الزمان والشرقية غداً من خلال تحريضها على العنف العشائري الجديد؟؟ ينبغي على الحكومة العراقية ان تحذر في قادم الايام، فما يجري التحضير له ليس امراً هامشياً بل هو مشروع دموي تقوده الشرقية اعلامياً.
وعليه يجب كسر الضلع الثالث المتبقي للارهاب وهو الاعلام البعثي والارهابي المتمثل بالشرقية وبعض القنوات الاخرى من خلال التصدي اعلامياً لها وفضح اساليبها ومحاربتها بذات السلاح الذي تستخدمه .. ولا اقول غلقها او القاء القبض على لقيطها البزاز، لان ذلك سيجعل من نكرة عائشة على فضلات دول الجوار، بطلاً ومقاوماً، كما صنعت مذكرة الاعتقال التي اصدرها المالكي بحق المشرّد اياد الزاملي رئيس تحرير مستنقع كتابات، شأناً ووزناً للاخير في عالم الاعلام.
#سليم_سوزه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خيارات السلطة والمعارضة في الحكومة القادمة
-
الآن وقد عصيت يامالكي
-
ها هو قطار البعث الامريكي يعود مرةً ثانية
-
الى المتباكين على الوحدة الوطنية والتعايش السلمي في العراق .
...
-
هل هناك فعلاً شعبية كبيرة لحزب البعث؟
-
لقد خذلتنا جميعاً ياطالباني
-
فلنتعلم من السودان جميعنا
-
عبد المهدي يلوّح بانتهاك الدستور بعد الانتخابات القادمة
-
لابد من بيروسترويكا عراقية
-
الحل الامثل هو تقسيم العراق طائفياً وقومياً
-
امبراطورية بولان ستان
-
علاوي بين الحكيم والمالكي
-
وقفة مع المفكر الايراني الكبير عبد الكريم سروش
-
الى اوباما الرئيس
-
نقطة لم توضّح جيداً في الاتفاقية الامنية
-
ما لم يظهر في سلوك مثليي الجنس
-
المقدس وخطر انهيار المعنى
-
اين حريتي
-
ليست ولاية الفقيه في مأزق تاريخي بل الحوار المتمدن
-
هل فشل الاسلام في ايران؟
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|