أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - تهنئة مبارك ل-اسرائيل- والاعتذار الواجب للفلسطينيين














المزيد.....

تهنئة مبارك ل-اسرائيل- والاعتذار الواجب للفلسطينيين


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 20:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


اعتذار واجب ينبغي أن أوصله لكل فلسطينيي الداخل وفي الشتات، باسمي، وباسم كل مصري، لا يعترف الا بفلسطين، وشعبها، وحقوقهم العادلة، المشروعة، والتاريخية.
اعتذار، وفي ذات الوقت، تبرأ من رسالة الرئيس مبارك لرئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز، الذي بادر فيها الى تهنئة احد جزاري الشعب العربي، في فلسطين ومصر ولبنان، بعيد"استقلال اسرائيل"، أو بالاحرى بذكرى النكبة العربية الكبرى، التى تسبب فيها الحكام الفاسدون المرتهنو الارادة، قبل اكثر من ستين عاما ، والتى تتواصل فصولها المأساوية على يد أمثالهم حتى اللحظة الراهنة.
فهذه رسالة - بلاشك - تعد بمثابة وثيقة ادانة يقدمها بنفسه نظام فقد بوصلته، بعد أن شاخ على كرسى الحكم، فراح يناقض الضمير الشعبي، الذي لا يمكن أن تختلط عليه الامور، لدرجة ان ينحاز للجلاد دون الضحية، ويعترف بالمغتصب، ويتجاهل المُغتصبة ارضه، بل ويشرعن للمحتل جريمة اغتصابه، ويهنأه على اجرامه وعدوانه، الذي لم، ولن يُنسى أو يُغفر، مهما طال الزمن.
ان كان النظام المصري قد أعتاد أن يفعل هذه الخطيئة السياسية من قبل، فهذه المرة والصراع العربي الصهيوني يمر بأصعب مراحله، لايجوز هذا الفعل المُؤثم، فيما يتصرف العدو الصهيوني، بمنطق جنون القوة، مستغلا حالة الصمت والتواطؤ العربية قبل الدولية، للاقدام على تهديد سوريا ولبنان عسكريا، والسعى الحثيث لتصفية القضية الفلسطينية بالتهويد، والاستيطان، و سياسة الترانسفير، التي لم تعد مقتصرة على المقدسيين فحسب، وأنما طالت كذلك الآف الفلسطينيين في الضفة الغربية، تحت سمع وبصر العالم كله، الذي لم يحرك ساكنا، هو وما تسمى ب"السلطة الوطنية الفلسطينية "، وزعيمها عباس صاحب شعار" المقاومة بالصمت، ومعاداة الكفاح المسلح"، الذي لا أدري إن كان هنأ بيريز سرا أو علانية، هو الآخر بعيد الاستقلال أم لا؟ .
في المأثورالشعبي ما يسمى ب"حسن الخاتمة"، و"الرجوع الى الحق"، و"رد المظالم"، وعند الغرب ما يعرف ب"المراجعة"، و"الاعتراف بالخطأ"، وكنا ننتظر بعد المحنة الصحية التى مر بها الرئيس مبارك، وبعد أن بلغ من العمر أرذله، أن يراجع نفسه في سياسات عديدة أنتهجها، وأثبتت التجربة خطأها، وكيف أضرت بمصر، ومصالحها، وسمعتها، وقبلهم بالشعب المصري دافع فاتورة الحكم الفردي القمعي الذي يراد توريثه، وفي مقدمتها سياسة مصر الخارجية، وعلاقاتها بمحيطها العربي والافريقي، وتحالفاتها الاستراتيجية الخاطئة، وتقديراتها غير الصائبة، التى لم تذهب بمكانة مصر فقط، وانما باتت تهدد مصالحها بشكل حقيقي، ولعل ازمة المياه مع دول حوض النيل - مؤخرا - خير دليل.
وبالمناسبة، الكيان الصهيوني، الذي نحتفل به، ونكافأهه ببناء جدار يخنق الفلسطينيين، ومده بغاز مدعوم، احد القوى المحرضة بقوة على إثارة دول حوض النيل، لعدم الاعتراف بحصة مصر التاريخية، والترويج لتسعير المياه، ومساعدة دول المنبع في بناء سدود وحواجز للمياه.
وأود أن أذكر الرئيس مبارك هنا، وهو القائد العسكري السابق، بأن العدو في العقيدة العسكرية المصرية، كان، ولا يزال "اسرائيل"، التى بيننا، وبينها بحار من الدم، وأرواح شهداء، وأسرى تم قتلهم غدرا، وإن كان نظام السادات قد تورط في التطبيع مع هذا الكيان العدواني المزروع في غير ارضه، وأنه إن كان ورث عنه هذه التركة الشريرة، فقد آن الآوان، بعد قرابة 30 عاما من الحكم، و35 عاما من معاهدة الاستسلام، والاعتراف بالعدو أن نتخلص من هذا القيد، الذي يقيد حرية مصر، واستقلاليتها، وحركتها، لتعود مصر القوية الفتية، قائدة لأمتها العربية الداعمة للشعب الفلسطيني، وحقوقه.
وأولى بالرئيس مبارك، بدلا من تهنئة العدو أن يبادر الى رفع الحصار الظالم عن الفلسطينيين، ويوقف فورا بناء الجدار الخانق مع غزة، دون انتظار حكم المحكمة التى تنظر القضية، وتؤجلها مرة تلو مرة، بل وعليه أن يشرع في لم شتات العرب، وقيادة مصالحة عربية وفلسطينية، تمهد لدعم مفتوح لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل التخلص من الاحتلال بكل السبل، مثلما أعتادت أن تفعل مصر عبد الناصر مع الفلسطينيين، ومع كل قوى التحرر الوطني في العالم العربي وافريقيا، من زاوية مصلحة الامن الوطني المصري الحقيقية، ومتطلبات الدور والمكانة لدولة بحجم مصر، وليس الشعارات الوهمية، ودعاوى الانغلاق، و"الواقعية الوقوعية"، التى أصابت مصر بالخسارة، و العجز، والتقزيم.
أغلب الظن ان الرئيس المصري لن يستمع ولن يبالي بهذه الدعوات، وسيواصل ما بدأ حتى يقضي الله امرا كان مفعولا، رغم التجارب القاسية التي نالها كل حاكم استهتر بشعبه ومصالحه وانحاز ضده، واخرها درس الرئيس القيرغيزي، الذي خرج من بلاده مذموما مدحورا.
فهذه الدعوات نذير، و في نفس الوقت ابراء للذمة، وتمييز للموقف الرسمي عن الشعبي، الذي كان ولايزال رافضا للاعتراف بالكيان الصهيوني، ومنحازا للشعب الفلسطيني وكفاحه وحقوقه، ولن ينسى ثأره، أو يسمح بتشويه وعيه، ونسف ذاكرته التاريخية.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهت-ازمة التطبيع الفرنسي-وبقى غبار الانتهازين
- -مهرجان الصورة الحرة-:الخديعة والمتاجرة والهزيمة
- -عرب المشرق-و-عرب المغرب- والمسافة الفاصلة
- الجدار والحصار والتقصير الشعبي المصري
- -مهرجان الصورة- والوجه الصهيوني لفرنسا
- العرب بين-الايراني فوبيا- و-الصهيوماسوخية-
- رسالتا العراق وموريتانيا الى قمة سرت..استيعاب ام تجاهل؟!
- القمة العربية بين خيار المواجهة وثورة الغضب
- الافلام الروائية القصيرة..ثقافة الثرثرة البصرية وفقر الفكر
- الشعوب المهزومة من الداخل وانتصاراتها الزائفة
- نتانياهو واوباما والترويج العربي لبضاعة السلام الفاسدة
- -الكرامة التركية-و-السيادة المصرية-و-اسرائيل-
- فاتورة شيخوخة الحكم.. ومصير مصر المجهول؟!
- التخلص من الاذيال وابقاء رأس السمكة في مصر
- هدايا النظام المصري لنتانياهو والتشوية المجاني لصورة مصر
- جدار مصر الخانق لغزة والحق الذي يراد به باطل
- حين يروج فلسطينيون لمشاريع صهيونية ويُحتفى بالمطبعين؟!
- وهم-المخُلص- والهروب من استحقاقات التغيير في مصر
- اللاعبون بالنار ولو ذهبت مصر للجحيم
- اعلان الدولة الفلسطينية وخطاب الوهم وربما التواطؤ العربي


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - تهنئة مبارك ل-اسرائيل- والاعتذار الواجب للفلسطينيين