|
الرئيس والجني ميمون الحكيم - قصة قصيرة -
صفوان الحريرى
الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 23:41
المحور:
كتابات ساخرة
تنويه
"هذه القصة ولدواعي أمنية لم تحدث وليس مكانها العالم الثالث وأي تشابه في الأسماء او الحوادث ليس إلا من قبيل الصدفة وزيادة في الجبن والاحتراس هذه القصة هي مجرد قصة قصيرة للقراءة فقط وليست للتفكير،و أي محاولة للفهم تكون على مسئولية متخذ قرار محاولة الفهم ، ولا تتعجب ان اختلط فيها عالم الجن بعالم النانو تكنولوجي ففي كل الأحوال احترس من الإنسان الذي يشعر في أعماقه انه "عبد" أنه لسوف يريد ان يقنعك انك كائن ضعيف لا حول ولا قوة لك أمام مارد جبار لا حدود لقوته ولا مفر أمامك الا أن تتكيف وان تكون عبدا مثله مرحبا بك في عالم قصتنا وما بها من أسرار"
" منذ زمان طويل أشيع ان العدل أساس الملك " في صباح يوم مشمس كان الجني " ميمون الحكيم " وهو الجني الموكل له الإشراف العام على تعيين الملوك والسلاطين والرؤساء ، كان يتفقد الرعية والبلاد و ولاحظ الكثير من المظالم والمفاسد والعذابات ولم يلتفت لكل هذا ولكنه استفز وغضب من كثرة رؤيته للوحة كبيرة متكررة في كل مكان يتفقده لوحة مكتوب عليها "العدل أساس الملك " ولان الجني ميمون الحكيم خفيف الظل ويحب السسبنس Suspense فأمر بحذف "حرف اللام " من كلمة "العدل" في كل اللوحات و سار الواقع الجديد في كل العالم منذ هذه اللحظة " العد أساس الملك " وبالطبع لا يهم ان كان العد بالدولار او العد بالدينار العد من تنازلات من الكرامة والشرف .
في هذا التوقيت كنت انا جالس اضحك من ضراوة الصراع للترشيح لمنصب الرئيس ، فلو منحوني شخصيا مليار دولار لأكون ملكا او رئيسا لرفضت ان أكون ملكا او رئيسا فانا أحب الحياة الحقيقية الحرة المفعمة بالحقيقة الدافئة بنبض الناس ، الحياة التى اسمع فيها نفس الناس وضحكهم وشجارهم وأناتهم وافهم جنونهم ولا أحب حياة الرؤساء ، تلك الحياة الزجاجية الهشة الباردة والخائفة والخانقة حتى الموت .
على إحدى قهاوى الإسكندرية كنا نجلس اناو صديقي عبد الله البحري والاستاذ سعيد المحامي وثلة من الاصدقاء وصوت طرقعة قوا شيط لعبة ألدومينو مع صوت دحرجة واصطدام نرد الطاولة بحافتها ، يتحدى هدؤ لاعبي الشطرنج الظاهري ، وكان الجر سون الذى اصيب بافه مذيعي الكرة لا يلبث ان يتكلم اوينادى باستمرار بدون اى يترابط منطقي وان كان أكثر منهم فائدة فهو على الأقل يحضر المشاريب ويحاسب على الطلبات ويتدخل لوئد المشاجرات التافهة . - فاجأ عبد الله الجميع بسؤال - من تتوقعوا ان يفوز بالرئاسة في العام القادم - انطلق صديقي من الحزب الحاكم بالطبع سيفوز الرئيس الحالي فلقد ألفناه وألفنا و التغير بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، انا أتكلم بصفتي أستاذ في العلوم السياسية المقارنة - قلت بصوت خافت لفت نظرهم جميعا : هل هناك احد يعرف تفسير الاية "كالحمار يحمل أسفارا" ضحك الجميع وهم ينظرون الى أستاذ العلوم السياسية - قال صديق المعارض : "كل شئ يتغير الا قانون التغير" هذه حكمة أزلية التغير من علامات الحياة والتجمد من علامات الشيخوخة او الموت - ضحكت مع قول كلاهما (فلمحنى عبدا لله البحري وانا اضحك واصر ان اعلم الجميع لماذا اضحك فهو يؤمن اننى سوف اسخر منهم جميعا واننى سئ النية اكثر منهم جميعا ) - يا عباقرة ويا جهلة من سيحدد الرئيس القادم لا انا ولا انت ولا صندوق الانتخابات ولا أمريكا - انه هو ؟ - قالو جميعا : "هو " من - جنى السلاطين ( ميمون ألحكيم ) ! كان الشباب في الجلسة لا يعلمون من هوالجنى "ميمون الحكيم " فاعتبروه رمزا للسخرية اما الرجال والشيوخ فكانوا يعرفون انه من اهم شخصيات الف ليلة العربية المحورية ، اما انا فكنت اؤمن شديد الايمان بوجود الجنى ميمون الحكيم ولكنى لا استطيع ان أعلن هذا حتى لا اتهم بالهبل او بالجنون - انا لا اضحك ولا اسخر ميمون الحكيم موجود وقد تدخل منذ أول الحضارة وحتى ألان في كل أنظمة الحكم من الحكم الشمولي الى الحكم الليبرالي الى حكم ابا العمدة علت الضحكات وبعض القفشات فقد ظنوا اننى بدأت حفلة السخرية - قال الأستاذ سعيد المحامي : اعرف الجني " ميمون الحكيم " ففي الصغر كنت اسمع المسلسل الإذاعي ألف ليلة وليلة في إذاعة مصر خصوصا في شهر رمضان وكان مسلسل إذاعي عبقري ومازال صوت الرائعة زوزو نبيل يرن في أذني ، كنت أعيش مع هذا العمل بكل جوارحي ولان الدراما الإذاعية تترك مسافات واسعة او قل شاسعة لخيال الإنسان ليعدو فيها ويلعب ويحلق ، بعكس الدراما التلفزيونية التى وان كانت تبهرك فانها تسجنك فيما تفرض عليك من خيالها الخاص بها ، في دراما الف ليلة وليلة الإذاعية عشت مع حياتها وعاشت في حياتي عرفت ملوكها ولصوصها عرفت الطيب والشرير عرفت الجن الطيب الجن الشرير وعرفت ملوك الجن وبنات ملوك الجن والساحرات والفاجرات والأميرات العاشقات وقصص الحب والغدر وعرفت عروس البحر ، وحين كنت أسمع خطب الملوك والرؤساء العرب كنت انظر في إمعان في وجوه الأمراء والقادة والوزراء لألمح أين يجلس مسرور (وهو اسم سياف الملك الذى يقطع الرقاب في الحال ) وكنت المح وزير ينطبق شبهه على صورة مسرور واحيانا كان كل الوزراء (مسرور) ،وكنت متيقن انه في كل اجتماع للملوك والرؤساء العرب يحضر الجني ميمون الحكيم يلقي خطابه الافتتاحي ويشجع الحضور بصوته الجهوري الجبار" لا تخافوا من شعوبكم معكم ميمون الحكيم يساندكم حتى الموت" ، وحتى ألان لا أثق ولا أحب إلا حكايات ألف ليلة وليلة حتى العزيز الغالي " هارى بوتر" لم يستطع ان يغير رأيي في الخيال الغربي ، فالخيال الغربي غير الخيال الشرقي ولم يستطع خيال الغرب ان يهزم خيال الشرق يوما ما ، ولكنى كما أخاف من أن تلوث المناخ والبيئة خطر على أجسادنا وعقولنا فانا أخاف أكثر من تلوث الخيال انه يقتل يقتلنا في صمت . - ضحك عبد الله وقال : مرجع يا أستاذ سعيد - استمر الحديث كالعادة نكات وقفشات وغمازات وضحك بالعدوى وضحك حتى البكاء وكنت انا اول المغادريين كعادتي . وطوال الطريق لبيتي كنت أفكر في انتخابات الرئاسة هناك من يحبون السلطة بفطرتهم ، وهناك من يحبون السلطة والسلطان بالوراثة ، وهناك من يحبون السلطة خوفا وطمعا ، كنت انا عكس هؤلاء جميعا اكره السلطة والتسلط ،وابتلاني الله بشلة أصدقاء أكثرهم مثلي لا يحبون السلطة ولا السلطان ولا التسلط ويحبون ان يكونوا بين خلق الله ، منذ ثلاث سنوات صديقي ادهم رقي وعين مدير فاستقال في الحال فهو لا يحتمل ان يكون مديرا ويتسلط على خلق الله وبينما انا أفكر في هذا كان شلة الأصدقاء على القهوة في فاصل الضحك والهستريا المسائية وقربت نهاية الجلسة المباركة - المهم ان اصدقائي اللدودين قرروا وبرئاسة العن أهل الأرض صديقي عبد الله البحري عمل مقلب صغير فيَ مجرد مؤامرة أصدقاء ليس إلا من باب الضحك الخشن فقط فأشاعوا أنني سوف أرشح نفسي لمنصب الرئيس في الانتخابات القادمة ، واتصلوا بتلفوناتهم المحمول الى أكثر عدد لإشاعة الأمر ، وقد ترتب على هذا التصرف الأرعن عدة أضرار منها استنفار أجهزة الأمن المحلية والدولية لمعرفة كنه هذا الذي سولت له نفسه ان يرشح نفسه لهذا المنصب المرموق ، في الثالثة صباحا ولم اكن قد نمت بعد ولا يهم التفاصيل وجدت نفسي في مكتب امني للتحقيق - كرسي ومكتب فارغ وحجرة بيضاء صامتة تماما - حاولت ان أراجع احتمالات اعتقالي لم اجد احتمال منطقي فذهبت في كافة الاتجاهات الهشة والمشوشة - أوقف الصداع راسي عن التفكير دقائق فقلت لنفسي الحمد لله انا جالس على كرسي ولست معلقا حتى الان وهذا مؤشر جيد ان الامر بسيط - فجأة لم يفتح الباب - بل تحرك الحائط بأكمله ودخل رجل في الخمسينيات شديد التأنق مرتب الحركة والغريب انه عرفنى بنفسه على غير العادات الامنية في مثل هذ الظروف – مد يده مصافحا معك اللواء الجندارى - صباح الخير يا مواطن - صباح الخير يا باشا - اخرج ملفي وأعطاه لي وقال لي اقرأ بصوت مرتفع - قرأت متلجلجا وكنت اصمت حين أجد به معلومات كنت قد نسيتها عن نفسي وفي هذه اللحظة من الضعف الإنساني كان المحقق المحترف يلقي على معلومات جديدة عن جذور عائلتي لم اكن اعرفها فحدد لي ان جدى السابع كان من تركستان ، وان جدتي الثامنة ربما تكون يهودية من يهود المغرب ، وان جدي الخامس ربما كان من ضمن ضباط نابليون ، ان هناك ندبة تحت ظفر إصبع إبهام قدمي اليمنى وشعرت بالفخر والخيلاء بهذا التطور الامنى المذهل في بلادي ، وشعرت بالفخر ان هناك ثم من يهتم بي في بلادي حتى وان كان لأسباب أمنية - قال لي فجأة :هل رشحت نفسك للرئاسة ؟ - انتم تعلمون انه لم يحدث - اريد ان اسمعها صريحة منك - وقلت : للمحقق في صوت خافت عميق منكسر مستسلم يحبه المحققون – يا سيدي لست مجنون او إبله حتى اتقدم لترشيح نفسي رئيسا بالإضافة ان للقيادة رجالها فمثلا" رجال الامن " فرسان لهم سمات وصفات خاصة بهم وحين يتخيل رجل طيب مثلي ان يعمل بالامن يكون مجنونا فليس لي حسا امنيا ولا قوة بدنية وعقلية تمكني من هذا العمل الفذ الخلاق فما بالك بمنصب الرئيس – انه مجرد مقلب سخيف من أصدقائي - اعرف وقد أحضرناك هنا حتى لا يحدثك شيطانك مثلا بالترشيح في المستقبل - صمت - الأجهزة رصدت انه لك بعض "الشعبية" في القهوة - وهل هناك اى تجاوز في هذا او ذنب او غلط قانوني حدث مني - لا ياغبي - ولكن المنظومة الأمنية الراقية والحس الأمني له معاييره المتقدمة فمثلا ننحن نعلم ان أكثر من سبعين في المائة من شباب ورجال البلد يقضون اكثر من 50 في مئة من حياتهم على المقهى ، ونحن نعلم من ما رصدنا ومن تسجيلاتنا ، أن مناقشات القهاوى السياسية انظج سياسيا واعلي بكثير من مناقشات الأحزاب السياسية الرسمية ، وان مثقفي القهاوى هم مثقفين حقيقين اهم واخطر من مثقفي القاعات المكيفة ، واهم من ممثلينا المثقفين في مؤتمرات الخمس نجوم للطعام والهدايا والشرب وتبادل المجاملة والجوائز ،هؤلاء المثقفون الرسميون أصحاب دور التمثيل اللزج للثقافة او السخافة الرسمية كما يقول مثقفي القهاوى ، تقريرهم تحذر منكم ، ونحن نتفق معهم في هذا ، واعلم ان القهاوى تحوز على 70 في المئة من جهدنا اكثر من الجامعات والنقابات ودور العبادة وليس هذا عبثا فنحن نعمل حسابنا لكل الاحتمالات مثلا وركز معي وخليك معي - " فلو "لسبب ما " اصبح هناك نقابة او حزب ما للعاطلين في البلاد أو الاخطر نقابة او حزب لمرتادي وزبائن القهوة بالطبع سوف تكون اقوي نقابة واكبر نقابة في البلاد ! - خلاص لن اذهب للقهاوى بعد الان - لا ان الأمن يؤمن بالديمقراطية ويحترمها ولكل مواطن الحق بقوة الدستور ان يجلس على المقاهي وان يقول مايريد - اقسم لك ياسيدى ثانيا اننى لم افكر حتى في ان ارشح نفسي في النقابة ولست عضو في حزب سياسي في البلاد - اكون مجنونا و"انا حتى الان عاقلا" وهذا بالطبع بعد اذن معالي سيادتكم وأؤكد انه لن يتملكني هذا الطيش يوما وارشح نفسي للرئاسة - ضحك اللواء الجندراى وقال اعلم انك رجل طيب تفضل بالانصراف - لم اكن اصدق نفسي فتسمرت قليلا على كرسي ولم اعد لنفسي الا والرجل يربت على كتفي مع السلامة - وصلني الرجل الكبير في أدب مرعب حتى باب مكتبه وحمدت الله وسرت خطوات قليلا بعد الباب خطوات ضيقة مرتبكة ، ثم استدرت فجأة على صوته - ضحك ربما لأسباب ما نطلب منك الترشيح فعلا دعنا لا نستبق الأحداث نحن تحت أمر الرؤيا السياسية العليا - قلت لنفسي الرجل معجب بي بعبقريتي ( في الإذعان ) في الساعة العاشرة صباحا وفي نفس اليوم استدعيت للسفارة الأمريكية لمقابلة السفير وكان لقاء منفرد حميمي ملئ بالوعود وفي نهاية الجلسة الحميمة قدم لي وريقات قليلة وقال لي في أدب جم من فضلك اقرأها بصوت مسموع - سيدي انه طلب هجرة لامريكا Application to emigrate to America تقدمت به منذ عشرون عاما تقريبا - بل واحد وعشرون عاما وثلاث اشهر ويوم وخمس ساعات وهذا الطلب عزز وضعك عندنا كثيرا فانت رجل تحب أمريكا ويمكنك من الان اعتبار نفسك مواطن أمريكي يحمل الجنسية الأمريكية العظيمة ان من يقول لك ذلك هو سفير امريكا اى ممثل الرئيس الأمريكي هنا في بلدك القديم - انت كنت منذ خمس ساعات يحقق معك امنيا في مكتب اللواء الجندارى اليس كذلك ؟ - نعم ياسيدى - ضغط على مفتاح جهاز امامه فأسمعني صوت مسجل مقتطفات وبصوتي وصوت الجندارى يحقق معي - هل أحسنوا معاملتك لو لديك اى شكوى قلها ..أنت الان كما قلت لك مواطن امريكي تنعم برعاية أمريكا مثلك مثل الرئيس الأمريكي نفسه هكذا الديمقراطية عندنا - لا اللواء الجندرى كان شخص مهذب بدرجة كبيرة ومتحضر - للعلم ....هو من عائلة محترمة وقد كان في دورة دراسية متقدمة في الولايات المتحدة لمدة سنة لدراسة استراتيجيات البحث الجنائي السياسي المتقدم وكان متفوقا وتقول التقارير انه ربما سوف يقدم علي الهجرة لأمريكا لضمان مستقبل أسرته - رفع تمثال صغير اخر لعسكري من المرمر فوق ملف ازرق - هذا ملف اللواء الجندارى اصوله العائلية محترمة ، شهادته الدراسية ، ممتلكاته إعماله الرسمية والخاصة التقارير السرية أراء زملاءه الأمراض التى إصابته والمتوقع ان تصيبه - قل لي ما رأيك في هذا الملف - قلت لنفسي : سأستخدم معه طريقتي المثلي في فن الإذعان الرخيص : دقة مدهشة اعتقد انه فارق الحضارة والعلم - ضحك وقال : أعدائنا لا يستطيعون الاعتراف بهذا ثم بحركة من بإصبعين فقط رفع تمثال صغير لعسكري مصنوع من المرمر اخر يثبت به ملف احمر اخر رفع العسكري وإعطاني الملف الجزء الاول منه كان يشبه ملف الجندارى السابق والجزء الثاني فيه تفاصيل التفاصيل عن حياتي حتى انى تصورت ان امريكا اطلقت منذ ميلادى المبارك قمر صناعي للتجسس على طردت الخاطر المرضي عن راسي وقلت للرجل في شمم ليتك تكتب ملحوظه انني " مواطن امريكي مخلص على استعداد ان يضحي بروحه من اجل أمريكا " - وقدم لي شيك بمئة الف دولار وقال ربما تطلب منك امريكا ان ترشح نفسك رئيسا انتظر معنا في سلامة ا لله . خرجت من باب السفارة وانا أتحسس نفسي ومن قبلها الشيك في جيبي وانا اقول شكرا يا أصدقائي في اليوم الثاني وجدت صورتي وصورة زوجتي وأولادي على صفحات الجرائد ، وتعمد المصور تشويه الصورة بحيث ان ابدو كئيب فظ الملامح ومن باب الاحتياط سارع معظم صحفي الحزب الحاكم المتنطعين في الصحف القومية ورؤسائهم من رجال الأمن المتخفيين في زى رؤساء التحرير بنشر بعض المقالات الاستباقية عنى ملخصها باني حرامي ولص ونصاب وزير نساء وعلى علاقة بالمخابرات الأمريكية واني العب القمار ومدمن خمر وبعض أرذل الصفات ، وتطوع بعض الحاقدين من الزملاء قبل الأعداء بكتابة قصص عنى لا اتخيلها من شدة رداءتها وتشويها لي ، وعليه قمت بنشر إعلان اكذب وأنكر وأتبرأ من اننى رشحت نفسي لمنصب الرئيس ، وعلي عكس ما توقعت لم تنته هذه العاصفة من المشاكل .
لمح الجني ميمون الحكيم جنى تعيين الملوك والسلاطين "الإعلان " وهو يتفقد الأرض وحالة الملك فيها ، ساءه الإعلان الذي أتنصل فيه مجرد فكرة الترشيح لمنصب الرئيس - وأحضروني مكبلا في الحال الى ساحته - انت يا فسل يا ابن الكلاب رافض ان تترشح لمنصب رئيس - انت من الان عينت رئيسا لمدة أسبوع على بلدك وفي اقل من ثانية كنت في قصر الرئاسة جالس على كرسي الرئيس تركني الجنى وانا مرعوبا ليس منه هو فقط ، ولكن من منصب الرئاسة فانا كما قلت لكم لا أحب ان أكون رئيس ومن شدة رعبي اردت لأسباب بيولوجية ونفسية ان أتوجه للحمام وفي لحظة وبدون ان أتكلم دخل سبع رجال عظام من اكبر الرتب الامنية لتفتش الحمام وتأمينه قبل ان ادخله ، ودخلت الحمام حيث تصدح موسيقي حالمة وأجواء معطرة وأضواء ناعمة وشعرت فعلا بالراحة ولكنى لم اغتر رغم هذا بنعيم الرئاسة ، بل شعرت بالقرف من البذخ والنظافة والنظام المفرط وسمعت في الحال صوت الجني جني الرئاسة يقول طيب يا ابن الكلب اما زلت تقاوم الرئاسة. ها ها الرئاسة الان قدرك قدرك قدرك قدرك
قلت لنفسي مادمت بقوة الأقدار قد أصبحت هنا في قصر الرئاسة فلتلعب معهم لعبة الرئاسة ولكن بطريقتك المثلي - اردت ان اعرف ماذا يحدث في البلد وقبل ان اطلب هذا وجدت رجل عظيم الهامة يدخل في الحال مسئول مخابرات الرئاسة - تقرير رقم 122 عن أحوال وشئون الدولة الداخلية تم رصد وتسجيل 330نكتة قبيحة عن الوزراء 1000 نكتة جديدة عن الحزب الحاكم نصفهم من تأليف الأمن والباقي من تأليف الشعب معظمهم نكتا جنسية وإباحية ، - هل هنا نكت علي انا - نكت على رئيس الجمهورية ! ازاى يافندم قبل المواطن ما يفكر فيها يكون تم اعتقاله رجالتك صاحية باريس - رجالة دخل وزير الإعلام ومعه ملخص جرائد اليوم وبعض القصاصات الصحفية لمحت في الحال صور جديدة لي مفلترة وممنتجة "لي ولأسرتي " حتى اننى صدقت انه ربما أكون انا بكل هذا الجمال والشباب ولكن لم اكن منتبه لنفسي ، لكنى سرعان ماعدت لنفسي وقلت احترس انها أعراض رئاسية ، فهززت راسي حتى افوق وعاودت مراجعة الصحف فلاحظت أسماء نفس الصحفيين الذين نكلوا بي وبأهلي منذ يوم يشرحون عبقريتي الفذة وقراراتي التاريخية ووو ارتعشت من هول تحول الأفاعي ويفيضون في ذكر مآثري وعظمة محتدي لكني أفقت من غضبي حين وقعت عيني على خبر يقول " صرح الدكتور الوزير عنترة ابو حديده امين المجلس الأعلى للأجور عن اعتقاده بأن وضع حد أدنى للأجور يمثل فكرة عادلة ١٠٠%، مضيفاً أن هذا الحد يجب أن يكون «أعلى من خط الفقر القومى، وهو ما يمثل فى بلادنا حوالي 30 دولار شهريا ً، وهو ما اعتبره «مبلغاً كافياً جداً لشخص يبدأ العمل لأول مرة، ورداً على سؤال حول إمكانية عقد المجلس القومي للأجور جلسة طارئة خلال العام المقبل لبحث الحد الأدنى، واستطرد « عنترة ابو حديده »: الأمر ليس بهذه السهولة، لأن رفع الحد الأدنى للأجور يحتاج إلى صدور قانون من البرلمان، فنحن نرفع قراراتنا لرئاسة مجلس الوزراء، ثم يعرض القرار على البرلمان لإصدار قانون». شعرت بالقيء من هول استخفاف الرجل بالناس ، ولكنى أنا ألان الرئيس ولن اكتفي فقط بالغضب طلبت اجتماع سرى على اعلي مستوى لمجلس الأمناء والمستشارين . - أريد اسم مدينة جديدة خالية من السكان جاهزة للتسليم مدينة من المدن الجديدة - ولا يظن البعض أنني أريد ان أتملكها أنا او احد من أهلي - ولا أريد أن تسمي باسمي - توجد مدينة وادي التكنولوجيا الذكية قربت على الانتهاء يافندم بل واقترب ميعاد احتفالية افتتاحها من سيادتكم - علي عجل أريد بيان باسم كل الوزراء خلال العشرون عام الماضية وممتلكاتهم والمحافظين ورؤساء المدن ورؤساء الصحف القومية ورؤساء أحزاب وأعضاء في الحزب الحاكم وأمناء ورؤساء البنوك ورؤساء مجالس الإدارة وكل مديري الأمن وووووو..... - رد كبير المستشارين سيحتاج هذا الأمر حوالي أسبوع على الأقل - اذن كشف فقط بمن هو الان في وظيفة رسمية كشف بأسماء كل موظف رسمي يزيد مجموع مرتبه الأساسي وبدلاته و والأجور المتغيرة عن مليون جنيها شهريا - بعد ساعة واحدة كان الكشف إمامي ، كان به اسم خمسون ألف اسم فقط وزراء وأعضاء في البرلمان أعضاء مجالس إدارة في البنوك والشركات وسماسرة رسميين وسفراء ورؤساء جامعات ومديري امن ورؤساء بنوك - قرار رقم 1 تؤمن المدينة بعد إخلاءها من العمال والسكان العشوائيين والحرس تؤمن المدينة بحيث لايسمح لكائن حي الدخول او الخروج من المدينة الا باذن من رئيس الجمهورية شخصيا - قرار رقم 2 يقبض علي ويرحل جميع من ورد اسمه في كشف موظفي الدولة أصحاب المرتبات المليونية - قرار رقم 3 يجرى الاستعداد في مدينة اكبر للسماسرة والمقاولين والمتربحين من الفساد والخصخصة بطرق غير قانونية وشرعية حتى يصدر قرار في حينه
في المساء تم القبض على كل قائمة الموظفين الذين كانت دخولهم أكثر من مليون جنهيا وكانوا مرعوبين أول الأمر وشكوا انه سوف يزج بهم في السجن وربما يعدمون وجدوا أنفسهم ينقلون فقط الى مدينة التكنولوجيا وتسلموا الأوامر ممنوع خروج اى شخص من المدينة من تاريخه في المساء حضرت اربعون سيارة مصفحة بها مجلس الوزراء بها البرلمان قيادات الحزب الحاكم و كبار الضباط والمحافظين ورؤساء المدن والعمد وكبار الصحفيين ورؤساء جامعات ورؤساء بنوك وباقي عصابة مرتبات المليون ، أحضروا جميعا للمدينة و سلم كل منهم مظروف به 30 دولار فقط وورقة تشرح لهم بالعربية والانجليزية والفرنسية ان هذ المبلغ هو المخصص الرسمي لهم من قبل الدولة للإعاشة لمدة شهر مثلهم مثل الملايين من أبناء الوطن ؟ ووضح لهم انه لا مهرب من المدينة فهى محاطة بطوق امنى خماسي - الحلقة الأمنية الأولي حول المدينة ستكون من الشرطة - الحلقة الثانية من الجيش - الحلقة الثالثة من الحرس الجمهوري - الحلقة الرابعة الحرس الخاص للرئيس - الحلقة الخامسة من رجال مخابرات الرئاسة والأوامر واضحة إطلاق النار على كل من يحاول الخروج من المدينة ،ولكن حرية الحركة والحياة مكفولة داخل المدينة نفسها
في اليوم التالي استيقظ الرئيس بعد نوم عميق وذهب في هدوء الى مكتبة تقرير رقم 122 عن أحوال وشئون الدولة الداخلية تم رصد وتسجيل 2 نكتة قبيحة عن الوزراء 00 نكتة جديدة عن الحزب الحاكم نصفهم من تأليف الأمن والباقي من تأليف الشعب معظمهم نكتا جنسية وإباحية ، لكن للاسف هناك إحداث مؤسفة وقعت في مدينة وادي التكنولوجيا - هل هناك شغب ومظاهرات - كلا ولكنهم ماتوا جميعا - بعضهم طلب ان يضرب بالرصاص ولا يترك للموت البطيء مثل الشعب وبعضهم عقد الاجتماع العام الذى قرروا فيه جميعا الموت الجماعي هربا من العذاب وربما من اجل صالح الوطن ؟ - لانعرف أن اكان الموت من هول تجردهم من السلطة - ام الشعور بالذل من هذا المبلغ البسيط - المهم انهم ماتوا هؤلاء الملعونين رجال العد الذين زيفوا تاريخ الماضي وضيعوا الحاضر ثم حاولوا ان يخدرونا بوعود وأوهام عن الغد .
في اليوم الثاني سالت عن الحالة الداخلية - قال لي رجل الرئاسة المهم المرور سلس ولا حوادث تذكر ، ميزانية الدولة بدأت تستقيم ، لا شكوى الا من تجار المخدرات سيدى الرئيس الناس في حالة غضب أنهم اعتادوا المعاناة والمشاكل والخوف ، انهم يفكروا ثم ينفجروا فينا لقد كنا نضغط عليهم مثل الياى الان سوف يتنفسون وربما يقفزون في وجوهنا ,و ان كان لي راى فخامة الرئيس علينا اعداد طبقة جديدة من رجال العد فهم هم رغم فاتورتهم الغالية هم يعرفون كيف يقودوا الشعب - لم ارضخ للضغط منه - في ظهر اليوم نزلت قوى الشعب للشارع تطالب بالمحاسبة والمحاكمة للفسدة و طالبوا بالتغير - وكنت انا سعيد حتى ولو كنت ساكون من الضحايا ظلما فربما عادت الحرية للشعب والوطن - فجأة جاء سريعا الجنى ميمون الحكيم للقصر الجمهوري وقال : اخرج عليك اللعنة لقد أفسدت الرئاسة الم تعلم ان العد اساس الملك - فقلت له في هدوء : الم اقل لك اني لا أصلح للرئاسة - لقد قتلت كل رجال العد وليس للرئيس بعدهم غد - وامر بصلبي على صليب من الأشواك ثم بضربة واحدة قطع رأسي وألقاها للناس من شباك القصر ليطفئ غضبهم وليعلن انني سبب كل المشاكل - لكن الناس بدلا من ذلك رفعوا الرأس ، رفعوا الرأس المقطوع عليا واخذوا في الجري وراء ميمون الحكيم هو يهرول كالريح خوفا وهو يقول الملاعين كانوا يعرفون الحقيقة منذ زمان ويدعون علي الجميع الغيبوبة والبله ، من أين سوف اتى لهم ألان برئيس وكيف يمكن له أن يستمر .
#صفوان_الحريرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الهروب من ضباب الموتى قصيدة مهداه الى الوطن العربي
-
سبعة في سبعة(4) - بين القهرو القحط الدينى
-
سبعة في سبعة (3) – فوقوا تصحو-
-
سبعة في سبعة(2) - اوسمة العار
-
سبعة في سبعة (1)
-
سبعة في سبعة
-
أربع مآذن في سويسرا وبرمجة الغضب
-
كان يخاف
-
أوباما جاى عشر ساعات
-
ميلشيات العويل العربية ومذبحة غزة
-
عولمة اللعب فى الدماغ
-
سقوط العبء و موت العباءة ...قصة قصيرة
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|