عهد صوفان
الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 21:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ ظهور الإسلام بدا واضحاً أنه يبحث عن دولة دينية عربية قوية. أعدّ لها رجالها المقاتلين. دولة لها أرضها ومالها وجيشها .دولة قامت على الغزو والتوسع فكان للسيف دور كبير في تاريخها ، فلولاه ما فُتِحَتْ مكة ولا خيبر. ولولا حروب الردّة ما رجع العرب إلى الإسلام ولذابت الدولة الدينية والقومية التي صنعها لهم محمد داخل الحراك الديني السائد وقتها ما بين اليهود الذين يترقبون المسيح المنتظر والمسيحيون الذين يترقبون مجيئه الثاني ...
وتوالت السرايا والغزوات وكثرت الثروات في يدي النبي. وصار له جيش قوي، فاستدار إلى أهل الكتاب ليتخلص منهم كما وعد بذلك في بيعة العقبة، وبدأ يعرض الإسلام عليهم . فرفضوا فكان البديل السيف، وعمل مذبحة مروعة يصفها القرآن:
وَأَنْزَلَ الذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتأْسِرُونَ فَرِيقاً,
وبعد وفاة محمد انقسم أصحابه على خلافته، و ارتدّ عرب الجزيرة عن الإسلام. فأرسل أبو بكر الجيوش إلى كل جهات الجزيرة لردهم إلى الإسلام وسلطانه.
سورة البقرة 2: 217 وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُ هُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ .
وبعد أن فرغ من حروب الردة توجه إلى غزو البلاد المجاورة. إلى مصر والعراق والشام، مؤسساً لأركان الإمبراطورية الإسلامية التي امتدت من أسبانيا إلى إيران. حيث تم حشد الأعراب ليكونوا مقاتلي هذه الحروب إيماناً منهم بعقيدتهم وأملاًً بالجنات تجري من تحتها الأنهار ..
بُعثت بالسيف بين يدي الساعة... وجُعل رزقي في ظل رمحي... أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا عصموا منّي دماءهم وأموالهم.
النساء 4: 89 وَدُّو الوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَا قْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً .
سورة الفتح 48: 16 و17 قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيما ليْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنَهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً .
وعلى هذا الطريق سار جميع الخلفاء .أرسلوا الجيوش المسلحة بالعروبة والعقيدة الإسلامية ينفذون ما أمرهم به الله والرسول فكانت الوثيقة العمرية الموجهة من خليفة المسلمين عمر ابن الخطاب إلى نصارى الشام الذين لم يقبلوا الإسلام ديناً لهم مثالاً لسلوك المنتصر الظالم وجاء فيها:
ألا يُحدِثوا في مدينتهم ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا قلاّية ولا صومعة راهب.
ولا يجدِّدوا ما خُرِّب.
ولا يمنعوا كنائسهم من أن ينزلها أحدٌ من المسلمين ثلاث ليالٍ يطعمونهم.
ولا يؤووا جاسوساً.
ولا يكتموا غشاً للمسلمين.
ولا يعلّموا أولادهم القرآن.
ولا يُظهِروا شِركاً.
ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوا.
وأن يوقّروا المسلمين.
وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس.
ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم.
ولا يتكنّوا بكناهم.
ولا يركبوا سرجاً.
ولا يتقلّدوا سيفاً.
ولا يبيعوا الخمور.
وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم.
وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا.
وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم.
ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين.
ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم.
ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً.
ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين.
ولا يخرجوا شعانين.
ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم.
ولا يَظهِروا النيران معهم.
ولا يشتروا من الرقيق ما جَرَتْ عليه سهام المسلمين.
فإن خالفوا شيئاً مما شرطوه فلا ذمّة لهم.
وقد حلّ للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة والشقاق.
فإن كان هذا ما حدث في عهد عُمَر الخليفة العادل !! ؟؟ الذي عايش الرسول وخَبرَ منه كلّ شيء. فماذا كان يحدث في عهد الخلفاء الظالمين الراشدين والأمويين والعباسيين والعثمانيين ؟! ألم يقرأ المسلمون هذه النصوص؟ ألم يروا هذا الظلم والترهيب ؟ وكيف يقبلون أن يكون خليفة الله والمسلمين ظالماً ومعتدياً؟ وماذا فعل نصارى الشام حتى تغزى أرضهم وتنهب بيوتهم أذلاء لجيوش المسلمين ؟هذه الوثيقة المكتوبة كانت أقلّ بكثير مما فعلوه على أرض الواقع تنفيذاً للنصوص المقدسة والأوامر الإلهية التي تقول:
سورة الأحزاب 33: 26 و 27 وَأَنْزَلَ الذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتأْسِرُونَ فَرِيقاً وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ ..:
سورة الحشر 59: 2-4 هُوَ الذِي أَخْرَجَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي المُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ وَلَوْلاَ أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ ..
سورة المائدة 5: 51 يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ .
سورة التوبة 9: 29 قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ .
سورة الأنفال 8: 60 وَأَعِدُّوا لهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ .
سورة محمد 47: 4 وَإِذَا لقِيتُمُ الذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَهَا .
سورة التحريم 66: 9 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَليْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ.
سورة النساء 4: 89 وَدُّوا لوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَا قْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً .
هذه آيات تدعو لقتل أهل الكتاب ووصفهم بالكفار والمنافقين. وإرهابهم وإجبارهم على دفع الجزية وهم صاغرون..وهم يعيشون في بيوتهم وبلادهم لم يعتدوا على أحد ولم يغزوا أحد ولم يرتكبوا ذنبا بحق أحد. آيات تبيح للمسلم أن يستبيح ديارهم وأموالهم وقتلهم وأسرهم .لماذا هذه الآيات مخصصة لأهل الكتاب؟ لماذا الحقد عليهم وانتقاؤهم من بين البشر ليصبّ عليهم هذا الغضب الحاد؟؟!! هذه مجرّد أسئلة حول نصوص واضحة وحول تاريخ مؤلم لكنه مقدس.تاريخ أعمل السيف بدلاً من العقل...
#عهد_صوفان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.