|
تبسيط مفهوم القيم
سيد القمني
الحوار المتمدن-العدد: 3898 - 2012 / 11 / 1 - 08:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقول الدكتور محمد إبراهيم كاظم في دراسته ( التطور القيمي و تنمية المجتمعات الدينية ) : " إن الاتفاق على تعريف جامع مانع للقيم صعب المنال ، و إن اتفق على إنها مقياس أو معيار نحكم بمقتضاه و نقيص به ، و نحدد على أساسه المرغوب فيه و المرغوب عنه ، سواء كان هذا المقياس هو الإنسان أو المجتمع أو الله - صادر عن المركز القومي 1997 / ص 11 " . إذن الطرف الأساسي هنا هو الإنسان لأنه من سيطبق حكم القيمة ، و عليه فلا وجود لأي قيم في غياب الإنسان ، لأنها بدون الإنسان لا يمكن لها أن تفعل و لا حاجة إليها و لا أثر ينتج عنها ، لذلك تختفي باختفائه ، هي ظل الإنسان على الأرض ، هي كالحضارة تماماً التي ما كانت لتوجد لولا موجدها الإنسان ، و عندما أوجد الحضارة بدأ فرزها للقيم . إذاً فالقيم أولاً هي علاقة تقوم بين الإنسان و بين الكون من حوله ، علاقته بالأشياء مثلاً ، فهو من يستطيع أن يحكم على اللوحة الفنية بالجمال من عدمه ، و علاقته أيضاً بالأفعال ، كالتصدق على الفقراء أو المشاركة في عمليات إنقاذ ، و تعريفه لفعل الزنى و تقبيحه كقيمة مرفوضة بحسبانه فعل اعتداء ، كذلك السرقة و الرشوة و الاختلاس بحسبانها أفعالاً مخلة بقيمة الشرف ، و القيم توجد فقط داخل الإنسان فتوجهه ليختار بين السهر تهجداً في الحسين ، و بين السهر في ملهي ليلي في حي الهرم ، فتعامل الإنسان مع محيطه من أشياء و أفعال هو ما يؤدي لظهور القيم . و لو وضعنا الإنسان في مكان خالي من الأشياء و التفاعل السلوكي ، فلن يكون بحاجة للقيم ، فالإنسان مثلاً يخترع السيارة ثم يضع لها قيمها كإرشادات المرور و ذوق القيادة ، ثم يضع القوانين التي تحمي هذه القيم ما بين مسموح و محظور ضماناً لسلامة الناس ، و مع كل جديد مُبتدع تظهر قيم جديدة يوضع لها ما يناسبها من قوانين لتحميها . القيم هي أهداف للإنسان و نهايات لسلوكه و محطة وصول أمانيه و رغباته في علاقته مع بيئته و مجتمعه ليعيش آمناً سعيداً ، فإن لم تظهر تلك القيم لظل الإنسان كبقية حيوانات الأرض ، و مع تطور الإنسانية على الأرض تطور سلم الإنسان القيمي ، و كان ظهور القيم الأولى هو بداية لمرحلة رفض التقهقر إلى الوراء ، لأنها تفتح أمامه آمال الإنتقال لمراحل جديدة أكثر تقدماً و رقياً بقيم جديدة ، قارن مثلاً بين الإنسان الذي يتعامل مع الحيوانات الداجنة لأن حرفته الرعي مثلاً ، و بين الإنسان الذي يتعامل مع الأجهزة الرقمية لتلمس الفارق القيمي الهائل . و عليه فإن القيمة هي ناتج تقييم الإنسان للتفاعل بينه و بين مشاعره و أحاسيسه و بين العالم من حوله ، و ما ينتج من أفعال نتيجة ، فيصدر الطرف العاقل في المعادلة حكماً قيمياً ، و يكون الشعور أو الفعل أو الشئ خيراً أو شراً بما يترتب عليه من لذة و مصلحة مُرضية ، أو ان يكون قيمة موضوعية تتعلق بالأشياء كالقيمة الإقتصادية السعرية التي نمنحها للأشياء ، و أيضاً تتشكل القيمة حسب مستوى الإنسان المعرفي ، فلم يكن لليورانيوم من قبل قيمته اليوم ، و هو كله ما يعني أن الإنسان هو مكتشف القيمة و صانع قوانينها و الحاكم عليها بالخير و بالشر ، بالنفع أو بالضرر . و القيم الموضوعية التي نعطيها للشئ بعد أن تنقلها الحواس من الواقع إلى العقل ، تدخل إليه عبر عدد من المدخلات و الموصلات المتعددة أولها الحواس ، و هذا النقل من الواقع إلى العقل يتأثر بمجموعة حواجب و فلاتر و طرق مفتوحة و أخرى مغلقة ، كالغرائر و الحاجات و الألم و اللذة و التكوين النفسي للشخص و تعليمات الدين و العادات و التقاليد . القيمة إذن هي حكم بشري يصدره الفرد أو المجتمع كناتج لعلاقة تفاعلية بين الفرد و المجتمع ، و موضوع التقييم قد يكون فكرة أو سلوكاً أو فعلاً أو شيئاً ، سواء كان واقعياً أو محض خيال أسطوري ، ففي الدماغ البشري مراكز تقوم بعمليات التقييم فيما يشبه لجنة مُحكّمين ، لكل مُحكّم اختصاصاته و قناعاته ، و من هؤلاء المحكمين من يغيب أحياناً ، و منهم من يمتنع عن التصويت خوفاً و رهباً ، و من هؤلاء المحكمين المحكم الديني و المحكم الاقتصادي و المحكم البيئي الغريزي و المحكم النفعي و المحكم الأسطوري و المحكم العلمي و الفلسفي . و هؤلاء المحكمون هم أصحاب الرأي في الحكم و التقدير و التقرير ، لكنهم ليسوا في نفس قدرة التأثير ، فهم في دماغ ديكتاتوري لن يعرفوا التصويت الديموقراطي ، و في الدماغ الديموقراطي سيقوم الحوار و التصويت و اتخاذ القرار ، و لكن عندما يعجز هؤلاء المحكمون عن الخروج بالقيمة ، يلجأ الفرد للأحكام الجاهزة سلفاً في خضوع الفاشل ، سواء كانت تلك الأحكام صادرة عن سلطة سياسية أو دينية أو قبلية أو عنصرية . فهي تتدخل مقدماً في الدماغ لتعزز محكماً من محكمي الدماغ ضد الآخر ، فيأتي القرار بالتقييم موائماً لرغبات جهة الضغط . لذلك حتى يأتي حكم القيمة صواباً ، يجب أن يكون غير خاضع في التحكيم لمحكم واحد ، فيغيب الحوار داخل العقل نتيجة تسلط مندوب الدين مثلاً فيعطينا قيماً زائفة ، لذلك فالقيمة السليمة لا وجود لها في غياي الحرية الكاملة للفكر و الرأي و للاختيار و المفاضلة و المقارنة والمقاربة و الفرز و التجنيب . مع غياب الحرية لا توجد سوى القيم المزورة ، التي تعطل كل قيم التقدم المبنية على إعلاء العقل البشري الحر على أي مصدر معرفي سماوي أو أرضي . و القيمة أيضاً هي لازمة و ضرورة حياتية حتى للحيوانات ، فإن أعطيت كلباً تفاحة و عظمة سيختار العظمة ، و يمكن أن يكون الشئ نافعاً و ترفضه بتقييمه تقييماً خاطئاً ، فكان الهنود الحمر يعطون ذهبهم و ألماسهم مقابل مرآة من زجاج ، و قد يكون للشئ قيمة عالية و ترفضه ، و قد يكون حقيراً و نعظم قيمته ، مثل قيمة بول الجمل ، الطب يقول أنه مجموعة سموم ، و الشيخ يعطيه قيمة موجبة لكنها زائفة ، لأنها جاءت من محكم غير متخصص لكنه مسيطر ، و قل مثل ذلك في العلاج بالرقية الشرعية و التداوي بالطب النبوي و الأحجبة و التلاوات ، و مع هذا التزييف يتم تحول الخطأ إلى صواب ، لأن محكماً ضمن محكمي دماغي فيهم الجاهل و التاجر و عدم الضمير ، و منهم البراجماتي النفعي ، و منهم الغريزي ، و لكل محكم قواعده و خياراته السابقة و ثقافته و تربيته التي يركن إليها في إصدار قراره ، فإذا تغلب محكم كالعنصر مثلاً ، أو المذهب ، اتجه حكم القيمة للطاعة و الخضوع لقرار رجل الدين أو رجل السياسة ، فيمكنك أن ترى تمثالاً فنياً ثميناً و تعطيه قيمته الجمالية بموضع يليق به في بيتك ، أو تراه مجرد صنم لا يستحق سوى التكسير و الرمي في النفايات بالحرام و الحلال ، لو سألت طفلاً عن لون السيارة التي يفضلها سيقول الأحمر لأن سيكولوجيا الطفولة تتأثر بالأحمر لأنه أوضح الألوان ، لكنه في سن آخر سيختار لوناً آخر ، و سيتأثر ذلك بظرفه الاقتصادي و ما يريده منها من احتياجات و تأثره بالمودة السائدة من عدمه ، و هل سيختارها سيارة رياضية أو رصينة . . . إلخ ، الشيخ يقول للشباب كي يحصل الخلود الفردوسي لابد أن يُقاتل و يُقتل ، يعني رايح يموت ، و الغريزة ترفض ، هنا أيهما يكون الأقوى سيكون هو صاحب القرار . أن الأشياء أسبق في الوجود من أسمائها ، و الإنسان هو من أعطاها الأسماء ، فالميكروبات مملكة بل إمبراطورية حية هائلة حجماً و أعظم أثراً عن أى كائنات حية أخرى ، و مع ذلك تعذر على الإنسان معرفتها قبل اختراع الميكروسكوب ، رغم أنها كانت موجودة منذ نشأة الحياة على الأرض و تمارس كل أنشطتها دون أن تحمل إسماً أو لفظة تدل عليها ، إلا أنها أخذت اسمها و دلالته عندما اكتشفها الإنسان ، و هكذا فإن آدم في القصة الدينية لم يتعلم الأسماء كلها. فالأشياء موجودة قبل الأسماء ، و الأحاسيس موجودة قبل الألفاظ المعبرة عنها ، و المفاهيم موجودة قبل فض دلالاتها في مخارج حروف ، و كان الدور في التسمية و التعبير و بسط الدلالات و هو دور الإنسان الفرد و الإنسان الجماعة . فلفظة ( خير ) بدلالاتها ليست من كشف فرد واحد ، فهي لفظة و دلالة ذات علاقة بالمجتمع كله ، و تطلبها كل المجتمعات ، فالخير هو المرغوب فيه من الفرد و من كل المجتمع ، فإذا كان مرغوباً من فئة بعينها في المجتمع أو جماعة أو طائفة أو مذهب أو عنصر ، تحول عن دلالته الخيرية و أصبح مصلحة خاصة ، و إذا اختلفت جماعتان مجمعيتان مختلفتان على معنى الخير لم يعد خيراً ، و إنما مصلحة لطرف و هذا معنى خيرها ، و ضرر لطرف آخر و هذا معنى شرها . و هكذا لا يجوز القول بأن الخير مخصوص بأمة المسلمين أو بمذهب بعينه أو يتميز به عنصر بعينه من البشر ، لهذا فإن القيم قد نشأت لتكون أدوات قياس و كمراتب تقدير معيارية في المجتمع الإنساني منذ آلاف السنين ، أخذ كل منها طابعاً محلياً نتيجة تباعد المسافات و صعوبة الاتصال بين الشعوب و الدول و الحكومات ، إضافة إلى الصراعات بين الشعوب و التي أخرت الاستقرار العالمي فترة طويلة ، إلى ما وصل إليه اليوم من استقرار نسبي و أمن عالمي و تواصل عظيم ، فأصبح المجتمع الدولي يتدخل في أي مكان لحماية الأقليات و فرض الاستقرار و حماية مبادئ الحرية و الديموقراطية ، و في ظل هذا التواصل يتم تبادل التأثير و التأثر القيمي مما يؤدي كما سبق و أدى في بلاد الحريات المدنية – إلى تبلور فريد من الرقي القيمي بعد ان أصبح الإنسان الحر الكريم هو الهدف . هكذا فإن الإنسان أسبق على وجود الحضارة و القيم ، لأنه هو من صنعها و هي بدونه لا شئ ، و رغم هذه البداهة الواضحة فإن فقهاء المسلمين لا يرونها لأنهم يعتبرون الإسلام هو مصدر كل القيم ، و هو ما يعني أن الإنسانية عاشت قبل الإسلام بلا قيم ، بينما فجر الضمير كان في مصر ، و فجر القانون كان في بابل ، و فجر الكتابة الألف بائية كان في لبنان ، و فجر الديموقراطية كان في أثينا ، و فجر الدستور كان في روما . إنهم لا يرون أن القيم في غياب الإنسان لا قيمة لها ، و أنه لا وجود للجنة أو النار في غياب الإنسان ، كذلك الحضارة كلها بمنجزاتها و علومها و كشوفها لا وجود لها في غياب الإنسان ، فإن اختفى اختفت ، فلمن تكون القيم ساعتها ؟ و لمن سيكون الرب رباً حينئذ ؟ إن الكون و الطبيعة كانت موجودة من بلايين السنين ، و كان الرب وحيداً في الأزل كذلك فيما يعتقد المؤمن ، في ذلك الزمن البعيد قبل ظهور الإنسان بعقله و فكره ة تحضره ، قبل وجود مجتمعات بشرية و حضارات و علوم و فلسفات و تقنيات ، و بالطبع و لا أي قيم ؟ فالإنسان هو الوجود الحقيقي لأنه الشئ الحقيقي و هو كل كل شئ ، و قبله لم يكن هناك أي شئ . و إذا كان الكون و المخلوقات و الخالق موجودين قبل وجود الإنسان ، للزم أن يخلق الله القيم بدورها قبل خلق الإنسان ، كما خلق الشمس و القمر و النطفة و العلقة ، و لو افترضنا مخيالاً أن ذلك قد حدث و أن القيم موجودة في كتاب محفوظ قبل خلق الإنسان . فسيترتب على ذلك عدم تطور القيم لثبوتها مع ثبات النص الأزلي في كتابه المكنون . و لو حدث هذا ما عرف الإنسان البدائي ما عرفه من تقدم و تطور ، و خلق أثناءه الحضارة و قيمها . فلا يوجد شئ علي حاله منذ وجد الخلق إلى يوم الدين ، كل شئ يتغير و يتطور ، و التطور هو الحقيقة الوحيدة الثابتة في الوجود . و ان تطور القيم ، و ظهور الجديد منها فرضاً على يد الرسل و الأنبياء ، مما ينفي نسبتها للرب ، لأن الرب يخلق خلقاً مباشراً تاماً غير قابل للتطور حسب الاعتقاد الديني . فالكون كله مخلوق خلقاً ربانياً مباشراً هو اليوم على صورته كيوم خرج آدم من الجنة ، و هو ما يخالف ما نراه بعيوننا ماثلاً في الواقع ، و الغريب المبهر أننا لا نراه ليس لعمى في العيون إنما تعمى العقول !! إن الاعتقاد بالخلق المباشر يستلزم ان يخلق الرب الشئ و قيمته داخله و جزء من مكوناته ، لا أن يخلقه ثم يتذكر القيم بعد ألوف السنين فيرسل لنا ملحقاً بكتالوجات مختلفة مع أنبياء مختلفين ليخبرنا عن قيمته . إن القيم التي وضعتها الحضارة الإنسانية هي الأصدق من القيم المحكمية عن الفقهاء و الكتب التراثية في شكل كتالوجات غير حقيقية . و لأن القيم إنسانية و نسبية ، استباح الخليفة عمر لنفسه الاختلاف على نسبة العاصمة يثرب مما يحصله الولاة على البلاد المفتوحة ، فاختلف مع عماله جميعاً تقريباً ، و كان الخلاف على المال ، و لم تكن هناك قيمة غير المال وراء ذلك ، و استباحت السيدة عائشة الثورة على عثمان ثم استباحت الحرب على الإمام علي ، لأنه تكن هناك قيماً متفق عليها ، لم يكن مشتركاً بينهم سوى وجهات النظر النسبية و المصالح الخاصة الدنيوية المادية البحت ، التي أجاز كل طرف لنفسه صحتها الدينية . أن الذي خلق مصاحباً للإنسان موضوعاً بداخله . هو الغرائز ، و قد تم تزويد كافة الكائنات بهذه الغرائز من الإنسان إلى القردة إلى الحشرات ، كلها مثل الإنسان ، غريرة البقاء و غريزة الحفاظ على النوع ، و هو الصراع الرهيب الذي دخله الإنسان الأول في بيئة قاسية لا ترحم ، لكن من بين كل هذه الكائنات فإن الإنسان وحده هو الذي لم يكتف بالغرائز تدير له حياته ، لأنه لو اكتفى بها لظل يعيش بدائياً في الأحراش و الغابات يقتل ليأكل ، أو يُقتل و يؤكل ، و هي البيئة التي أنزله الله فيها ، مستنقعات ، و كهوف و ضواري و أحراش و بوادي ، في البداية عندما بدأت منظومة العقل المعرفية اكتشف الإنسان وجوب تغطية سوءته فلم يتوفر لديه إلا أوراق التوت ساتراً له ، فهذا ما وفره له الخالق في جنته بعد أكل الثمرة المحرمة . و عندما نزل آدم للبراري و المستنقعات و الكهوف لم تعجبه تلك البيئة المُعدة له من قبل خالقه ، و تمرد عليها و حولها اليوم إلى ناطحات سحاب ، لم تعجبه الخيل و البغال و الحمير و الإبل التي خلقها الله له ليركبها ( و زينة !! ) ، و استعان بها كل الأنبياء ، فصنع الطائرة المكيفة و السيارة المترفة و السفينة الباذخة ثم مركبات الفضاء ، فعندما تمرد هذا المخلوق على حاله البدائي و بيئته استبدلها بما هو أفضل منها ملايين المرات ، و ترك ورقة التوت التي ستر بها عورته ، و ورقة التين التي كان ينظف بها مؤخرته ، فلبس أجمل فنون الأزياء و أنشاء دورات مياه هي أعلى ذوقاً وفناً و نظافة من مقرات عروش الملوك القدامي . هذا المتمرد لم يعجبه أن يكون ذليل غرائزه فقام بتعديلها و تحسينها و تطويرها إلى الأفضل ، و ابتدع القيم و فلسفات الأخلاق ليرافق تطوره المادي تطوراً معنوياً و خلقياً بمعايير قيمية تليق برقيه . و الأضرار التي تترتب على القول بقيم دينية تبدأ أولاً من قواعد الدين نفسه ، التي لا تقبل المناقشة و لا استعمال العقل و إنما تطلب التصديق و الطاعة . بينما القيم اختيار و مفاضلة و عقل يمايز ليعطي القيمة إيجابية أو سلبية ، و لذلك لو قلنا بقيم دينية ستكون قيماً زائفة باطلة لأنها تخلو من الاختيار العقلي . و ما يعطيه الدين لم ينشئه العقل إنما استقبله دون حوار بقرارات قدسية و مسلمات و تحليلات و تحريمات ، لذلك عندما يتدخل العقل بقيمة العلمية و كيميائية سيكشف لنا كمية الأضرار و السموم في بول الجمل الذي يتداوي به المسلم حسب النصوص . أما الضرر الأفدح فسيكون في الصراع الدموي الذي لابد يترتب على القول بقيم دينية ، و ذلك لاختلاف الاديان و قيم كل منها ، و هو لا يليق بعدالة السماء ، ما يليق هو أن ننسب القيم لمنشئها الإنسان ، و لأنها غير مقدسة و قابلة للتغيير فإنه يمكن التنبؤ بالتقارب بينها و التآلف مع التطور لإقامة مجتمع أرضي مسالم سعيد .
#سيد_القمني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما نشرتة مجلة الإذاعة والتلفزيون المصرية عن حوارها مع سيد ال
...
-
ظاهرة التكفير في ميزان العقل و الدين
-
زواج القاصرات
-
اليوجينيا الوطنية
-
كعبة سيناء
-
الشيخ .... و الغوغاء ؟ !
-
أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب ( 4 من 4 )
-
أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب ( 3 من 4 )
-
أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب2من4
-
أبعاد ظاهرة الحجاب و النقاب( 1 من 4 )
-
درس في البحث العلمي و أخلاقياته
-
آلية الفتوى( تفكيك الخطاب )2 من 2
-
رد وجيزعلى د. صالحة رحوتى وكل من هم فى زمرتها
-
آلية الفتوى تفكيك الخطاب 1 من 2
-
مؤسسات حقوقية ونشطاء يبدئون حملة للتضامن مع الكاتب والمفكر س
...
-
خطاب مفتوح الى مفتى الديار المصرية
-
حكاية الخمر فى عرس النبى (ص) بالسيدة خديجة ( رضى )
-
هاهم يقفون عرايا!!
-
بيان هام
-
كم راهنت على غبائهم ... ؟ ! ! .
المزيد.....
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد
...
-
البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا
...
-
تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
-
شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل-
...
-
أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
-
مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس..
...
-
ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|