عمر حمّش
الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 23:36
المحور:
الادب والفن
وصيّة
قصة
عمر حمّش
أخذته؛ لتضربَ على سجادِ ربيع؛ فظللتهما أسرابُ نوارسَ؛ رآها الصغيرُ تحت قرصِ الشمسِ غيمةً تعدو، وجواره أمّه رفعت جذعها؛ كان في عينيها خبرٌ يرتجُّ؛ يدُها النحيلةُ أخذت أمامها تطوف، ومع تنهيدةِ نارٍ سمعها تقول:
-هناك!
لم يفهم؛ لكنها أشعلته:
- تحت تلك الجُمَيزةِ يرقدُ أبوك!
لحظتها مسّه جان، ولقد اهتزّ؛ حتى جاء من الجوِّ جناحٍ؛ أصعده؛ وتحت جذعِ الشجرةِ أسقطه كملتاع، فطفق يبوسُ الجذعَ، ثمَّ يدققُ في التربةِ كمسحور!
أكملت:
-وحدي دفنتُه يوم قتلته اليهود!
وزادتهُ؛ وهي تنادي في حشرجةٍ:
-كلّ هذه أرضك يا ولدي!
سقطت؛ وعيناها ترنوان، فأمطرتِ عينُ الشمسِِ للصغيرِ لهيبا، وأمطرت دما،
وظلت تمطرُ؛ والصغيرُ يعصِفُ في المكانِ مثل موجةَ ريحٍٍ مجنونة!
17/4/2010
#عمر_حمّش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟