جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 23:36
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الوصفة الطبية لاتفيد المريض اذا لم تطبق او لم يقدر الطبيب على التشخيص الصحيح و تبقى حبر على ورق اذا لم تؤدي الى اعراض جانبية. لا ادري ما هي الحكمة وراء وضع دساتير و برامج و اديان اذا كان الانسان لايعيش بموجبها ناهيك عن تطبيقها. المسلم لايعيش حسب تعاليم الاسلام فهو يسرق و يغش و يزني و يشرب الكحول. المسيحي حتى اذاكان قس لا يطبق تعاليم المسيح في حياته اليومية فبعضهم وصل الى حد انتهاك الاطفال جنسيا في اوربا الغربية. الانسان لايحترم القوانين اذا لم تكن هناك عقوبة. و لكن رغم وجود القوانين و سلطة و عقوبة لا يقوم الانسان فقط بالقتل و السرقة و الانتهاك الجنسي بل يقوم واضع القانون نفسه من اعضاء في الحكومة بالسرقة و اخذ الرشاوي و الغش. هل هذه البرامج الاخلاقية للزينة فقط؟ وسيلة للتستر على الانحراف و التظليل؟
اذن لماذا يتظاهر الانسان بالنزاهة و خشية الله و... بالمناسبة و كما قال الفيلسوف الالماني نيتشه ان الاديان لاتحترم الانسان لانها تحتقر البشر بالخضوع تصف له الخوف و خشية الله اضافة الى اعطاه امال مزيفة في الاخرة لانها لاتفهم الحاضرة. اليست الديانة الزدشتية على حق للتركيز على الاولى و اهمال الاخرة؟ القيم التي تفرض علينا بوصفة طبية ليست لها قيمة لان الانسان يبقى مخلصا لطبيعته الحيوانية يعيش وفق حواسه و ميوله في الحاضر. رغم سيطرة العقل على الانسان يبقى الانسان مطيع لعواطفه: وللاولى خير لكم من الاخرة او عصفور في اليد اهم من عصافير على الشجرة.
و اذا شعر الانسان بالذنب كما تحاول الاديان دائما فرضه علينا فالشعور بالذنب ليس الا مرض نفسي يمنع الانسان لتطوير طاقاته. لقد اثرت افكار نيتشه على طريقة تحليل فرويد لنفس الانسان. لو فهمت البرامج و القوانين و الاديان و الدساتير التي وضعت من قبل الانسان نفسه الانسان, لما ضربها عرض الحائط و وصلت اخلاقه الى ما وصلت اليه. هذه الوصفات الطبية تمنعه من التطور من جهة و تدل على ان الانسان لايفهم الانسان من جهة اخرى. و لكن السؤال هو: ماهو البديل؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟