|
ابن تيميّة: كان مجرّد فزّاعة سلفيّة مضحكة 4/4
حمادي بلخشين
الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 15:09
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ابن تيمية في عيون علماء عصره:
" كما حذر منه بن حجر في الفتاوي الحديثة ص 203 فكتب" وإياك ان تصغي الى ما كتب ابن تيمية و تلميذه بن قيم الجوزية، وغيرهما مما اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم ... و كيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود و تعدوا السّدود، و خرقوا سياج الشريعة، فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم و ليسوا كذلك" و من المشنعين علي بن تيمية ايضا الإمام الحافظ البالغ رتبة الإجتهاد تقي الدين على بن عبد الكافي السبكي كما في كتابه المطبوع "الدرة المضيئة في الرد على ابن تيمية حيث كتب ما نصه :" اما بعد، فانه لمّا احدث ابن تيمية في اصول العقائد و نقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد، بعد ان كان مستترا بتبعية الكتاب والسنة، مظهرا انه داع الى الحق هاد الى الجنة، فخرج عن الإتباع الى الإبتداع، و شذ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع، و قال بما يقتضيه الجسمية والتركيب في الذات المقدس، وأن الإفتقارالى الجزء ليس محال، و قال بحلول الحوادث في ذات الله تعالى [ إلى أن يقول] و تعدى ذلك الى استلزام قدم العالم و التزامه بالقول بانه لا اول للمخلوقات... كل ذلك، وان كان كفرا شنيعا مما تقل جملته بالنسبة لما احدث في الفروع"(1) " ومن الأئمة المشنعين عليه الإمام الحافظ تاج الدين عبد الوهاب بن علي السّبكي، وهو من المكفرين له، كما هو موجود في كتبه مشاهد لمن تصفح طبقاته، و كما نقل ذلك عن ابن حجر في الفتاوى الحديثة....و من المشنعين على ابن تيمية ايضا الذهبي الحافظ الشافعي الذي قال في سياق نصحه لطالب العلم" فاذا برعت في الأصول و توابعها مـــن المنطق والحكمة و الفلسفة وآراء الأوائل ومحارات العقول واعتصمت مع ذلك بالكتاب والسنة واصول السلف ولفقت بين العقل والنقل فما أظنك في ذلك تبلغ رتبة ابن تيمية ولا والله تقاربها، و قد رايت ما آل اليه امره من الحط عليه و الهجر و التضليل و التكفير و التكذيب بحق و بباطل، فقد كان قبل ان يدخل في هذه الصناعة منوّرا ضيئا على محيّاه سيما السلف ثم صار مظلما مكسوفا ... و مبتدعا "(2) ،" و كذلك شنع عليه الذهبي في ترجمته من سير اعلام النبلاء و المجلد الذي ذكرت فيه ترجمة ابن تيمية غير مطبوع و لا نعرف السر في ذلك . ( المطبوع الآن في 23 مجلدا ) " (3) والمشنعون على ابن تيمية من العلماء المشهورين كثر( انظر كتاب حسن بن علي السقاف رسائل السقاف ج1ص106 وما بعدها دار الرازي عمان الأردن ). و كان جزاء بن تيمية " أن وضعه أولئك الأعلام و الأئمة في السجن الى ان مات بعد ان ناظـروه و أفحموه ووقع بخطه انه تاب ورجع عن ضلاله ثم عاد لذلك، و اتباعه المفتونون به يروجون اليوم ليستروا شيخهم الحراني من هذه الكارثة الشنعاء بان الذين تآمروا عليه هــم الصوفية و الدراويش المخرفون و استعانوا على ذلك بافلام تلفزيونية و سينمائية لعلهم يقنعون العامة و الطغام بانه مظلوم و الله من ورائهم محيط "( 4) أما جهاد بن تيميــــة التتار والخارجين على حكام زمانه بالسيف ،(على افــتراض حدوثه )(5)فيفقد مدلوله كليا ،ازاء الموبقات العـــقائدية التي كان يعتنقها ، ثم ازاء سلبيــته المطلقة مـن مفاسد الحكم الملكي، خصوصـا و قد عاش سقوط الخلافة العباسية تحت سنابك المغول (1258م) بسبب فساد حكمها الوراثي، و رغم ذلك عاش بن تيمية دون ان يستنهض امة أو يعادي مغامرا انقلابيا، أو ملكا وراثيا . فلو وفق الرجل قبيل موته الى توبة تؤهله أن يكون من عوام المسلمين، لا شيخ الإسلام دفعة واحدة، لكان سعيدا، أما أن تغمط حقوق الرموز الإسلامية المجاهدة ــ وما أكثرها في تاريخنا ــ فتدس في غياهب النسيان ليقدم ابن تيمية و ابن حنبل و الشافعي ( و ممن لا تقتني الأمم الحرة من امثالهم حملا بدرهم)، كرموز أمة منكسرة على كل الجبهات، أحوج ما تكون الى من ينهضها، لا الي من يفلسف هزيمتها ويبرر قعودها ويمجّد ركودها، و يصرفها عن تغيير ما بها،الي قضايا هامشية، أما ان يغمط حق الرجال الشجعان لتقدم البزاقات و الرخويات و طيور البطريق السلفية بدلهم ،فإن ذلك بقدر ما هو خيانة للإسلام وللإنسانية، فهو وقاحة سلفية لا نظير لها.
كلمة أخيرة:
ما اردت ايصاله، إن المنظومة السلفية الوهابية التي انفردت منذ اكثر من ألف سنة بالتكلم باسم الإسلام و تمثيله (بعدما أكل الذئب الملكيّ مذهب ابي حنيفة ) منظومة أمنية تابعة للحكام منذ قديم الزمان فالملوك هم الذين أنشاؤوها و هم الذين رعوا رموزها الرخوة ... (اذا كان بن تيمية وهو "صقر اللسلفية: على هذه الليونة و التواطىء فكيف بالدجاج السلفية البائس؟) بقي رمز آخر لكنه حقيقي هو سيد قطب . رمز استخدمته السلفية بشقها اٌلإخواني الأشعري.. فاستغلت اسمه و صيته و بطولته و بشكل فاحش و لمدة أربعة عقود للتستر على فكرها السلفي الحقيقي الذي اوصلها أخيرا الي الفراش الأمريكي و اليهودي ـ ولعل مرشد الإخوان المسلمين الذي انتخب آخيرا هو آخر من استغل اسم سيد قطب للترويج لجماعته التي اصبح تعاملها مع قوى الإرهاب الحاكم و الغرب الضاري لا يخفىان على احد، وقد وصل حد التعاون العسكري كما يحدث الآن في العراق و تركيا و افغانستان و فلسطين ـحماس ـ و سافيض في الشرح بان لا صلة لسيد قطب بالفكر الإخواني البائس لأنه الرجل قد كتب عن الجهاد و مارسه في حين ان الإخوان لم يكتبوا عن الجهاد و لم يمارسوه. بل هم اليوم يشتمون سيد قطب في كل محفل بقيادة كاهنم القرضاوي مفتي البنتاجون لدفع اي شبهة اسلامية تحوم حولهم.. مع تحياتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) و (2) و (3) حسن بن علي السقاف " مجموع رسائل السقاف " ج1 ص 105 و 106 اقتنيت شخصيا مجموعة مجلدات كتاب الذهبي المشار إليه( سيرأعلام النبلاء) طبع مؤسسة الرسالة بيروت لبنان ( الطبعة الحادية عشرة بتاريخ 1998) و تضم 28 مجلدا، و لم اعثر ضمنها ولا حتى في فهارسها على ترجمة بن تيمية! مما يدلنا على سطوة السلفيين و طول أيديهم وتزييفهم للحقائق، و محاولة طمسها بأسلوب النعامة المضحك ، مستعينين بقوة البترو دولار، و الا كيف يخلو كتاب ترجمة سير العلماء من ابن تيمية، دون ان يثير ذلك انتباه أي باحث ؟! (4) نفس المصدر ص 181. (5) كتب حسن بن علي السقاف ( سلفي اشعري)" و مما أشاعه وأذاعه المتمسلفون في هذا العصر ليخدعوا به الشباب و ليأسروهم فيكونوا في جانبهم و يضعوهم تحت حوزتهم، هو ادعاؤهم بان ابن تيمية الحرّاني كان مجاهدا ! و هذا مما يقضي بالعجب العجاب، حيث يدعون بان ابن تيمية جاهد التتار، و هذه الدعاية الفارغة ما هي إلا سراب بقيعة ليست بشيء في ميزان التحقيق العلمي! و ذلك ان الذي جاهد التتارهو الشيخ العز بن عبد السلام الأشعري المتوفي سنة 660هــ، و قد حارب المسلمون التتار و انتصروا عليهم في معركة عين جالوت سنة 658 قبل ان يولد ابن تيمية الحراني بثلاث سنـوات فكيف يكون ابن تيمية مجاهدا ؟! ثم أن المتتبع للتاريخ و الوقائع في مثل "البداية و و النهاية " لإبن كثير وهو ممن اخذ فترة على ابن تيمية، لا يجد ما يثبت أن ابن تيمية خاض في يوم واحد من ايام حياته مـعركة و أمسك سيفا يقاتل به أعداء الله تعالى، وإنما قاتل أئمة الإسلام، و حرض تلاميذه أن ينالوا منهم و يصفوهم بالتجهم و البدعة و الإلحاد، مع كونه المقلد لأرسطوطاليس في عقائده " السقاف ج2 ص785
#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بن تيميّة: كان مجرّد فزاعة سلفية مضحكة 3/4
-
بن تيمية كان مجرّد فزاعة سلفية مضحكة 2/4
-
ابن تيمية: كان مجرّد فزاعة سلفية مضحكة 1/4
-
إمتنان ! ( قصّة قصيرة)
-
ردّ على مقال السيد صلاح يوسف- لماذا تركت الإسلام-
-
إدانة! ( قصة قصيرة)
-
شرف!! ( قصة قصيرة)
-
توتّر! ( قصة قصيرة)
-
فضيلتان!( قصّة قصيرة )
-
دعارة!! ( قصّة قصيرة)
-
كابوس! ( قصّة قصيرة)
-
جولة في أخطر كتاب شيعي 13/13
-
الستّ ايران و الشيطان الأحلى!!
-
جولة في أخطر كتاب شيعي12/13
-
جولة في اخطر كتاب شيعيّ 11/13
-
جولة في أخطر كتاب شيعيّ 10/13
-
جولة في أخطر كتاب شيعي 9/13
-
جولة في أخطر كتاب شيعي 8/13
-
جولة في اخطر كتاب شيعيّ7/13
-
جولة في اخطر كتاب شيعيّ6/13
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|