|
لا يحتمل التأجيل
ابتسام يوسف الطاهر
الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 01:31
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
قالت وصوت الألم والغضب يشحن كلماتها " ما الذي يريدوه بتفجيراتهم تلك؟.." وتوقفت باكية ولم تكمل التساؤل الذي بات على لسان كل عراقي وهو يرى دماء الأبرياء مازالت تغسل الشوارع بدل المطر.. والخراب يتصاعد دخانه مع الغبار السماوي ليزيد من حجم الألم والغضب والتلوث البيئي أيضا. هل حقا يريدون مقاومة المستعمر؟ لكن ما تبقى من جيشه يحتل قصور المقبور الباذخة أو بعيدا عن تلك الشوارع والمدن ، فلماذا لا يضربوه هناك؟ لماذا يترصدون الشوارع والوزارات بعد أن شوهوا كلمة مقاومة وجهاد بتفجير الفواتح والمدارس والمستشفيات والأسواق الشعبية!؟ لماذا يضربون السفارات العربية والأجنبية؟ لاسيما تلك التي تحاول أن تساعد وتجعل من العراق بلدا يستحق العيش فيه، بعد أن جعله القائد البائد وأبنائه وعصاباته وكر للذباب والخراب! لاشك أن المصدر واحد بعفونة الحقد والانتهازية وان تعددت أشكالهم. فالاحتلال سحب ويسحب عساكره.. فلماذا يستغلون الانسحاب ليغدروا بالشعب؟ لماذا يريدون من العراق أن يبقى سجنا مغلقا؟ فقد تحول العراق على يد القائد المضرة لسجن مترامي الأطراف.. لأكثر من ثلاثون عاما والعراق مسور بأسلاك شائكة من التعتيم والتجهيل والجوع والخوف. الكل كان سجين في بيته أو المؤسسة التي يعمل فيها، الكل ممنوع من السفر، أو ممنوع من العودة لتراب الوطن! والكل لا يعرف عن العالم الخارجي وما حوله غير ما يتكرم به القائد بخطبه (القذافية)! حتى الموبايل (التلفون النقال) كان ممنوع.. لان عصاباته لا يعرفون كيف يتجسسون على مكالمات المواطنين من خلالها.. والتلفون الأرضي يحاذر الناس من أي كلمة قد تفسر من قبل العصابة بشكل اعوج! الستلايت ممنوع وعقوبة امتلاكه اشد من الموبايل ففرضت عليهم خطب وشعارات القائد الفقاعية أينما ولو وجوههم. أما السجون التقليدية قد حولها القائد لمقابر جماعية..لم يتعب نفسه بمحاكم ومسائلات ! كل متهم مقتول، حتى لو لم تثبت إدانته فشعاره (المداولة بعد الحكم). فيكفيه ان الوطن كله صار سجنا بفضل سياسته الذكية! حتى هو نفسه كان سجينا..نعم ..كان سجين قصوره الباذخة وغروره وغبائه الأكثر بذخا، فلم يجرؤ على السفر لزيارة رسمية ولا ودية، حتى للقمم العربية كان يرسل مندوبا عنه ممن يجيد استخدام (القنادر) بالحوارات الدبلوماسية!. لكن الظاهر العرب وأتباع تلك العصابة من العراقيين ، نسوا تلك المكرمة (البعثية). وصاروا يحنون لها لذا هم مواظبون على إرسال بهائمهم المفخخة ليغلقوا أبواب العراق ويحولوه كما كان سجنا لأبنائه. فالبعض منهم كان مستنفع من تلك العصابة التي لم يكن يعنيها العراق ولا شعبه فالنفط يرسل لهم بدون مقابل، ربما المقابل هو وعدهم للجلاد بإرسال القتلة والمجرمين ليقتصوا من الشعب الذي تجرا على كسر أغلاله وشنق ذلك الجلاد!. وآخرين حولوا العراق سوقا لسلعهم وتجارتهم البائسة فاندثرت مزارعنا وسكتت المصانع وصدئت الآلات ، ليصير الكثير منهم من أصحاب الملايين. وآخرين اشتراهم ذلك النظام ببضع آلاف من الدولارات وبعض الشعارات الغبية التي جعلتهم يكتفون بنعيقهم وهم يهتفون له بالروح بالدم..! ولا ننسى فريقا آخر، من الذي خرج معارضا ومناضلا.. بعضهم صارت تلك المعارضة مصدر ربح سهل له، فاصدر كتبا ودبج مقالات ضد الدكتاتورية، صدقناهم ولم ننتبه يومها ان بعضهم لم يذكر بمقالاته تلك ولو مرة اسم ذلك القائد! لذا هم الآن وقفوا ويقفوا ضد أي حكومة عراقية بحجة الاحتلال، ووقفوا ضد الانتخابات ومجدوا قتل الشعب العراقي باسم المقاومة فحققوا شهرة أخرى وصاروا مطلوبين من قبل بعض الفضائيات حتى صارت شهرتهم تلك هي مصدر آخر للمال وأصبحوا من الأغنياء..إذن لابد أن يبقى حال العراق كما هو من قبل وإلا سيتوقف مصدر رزقهم ذاك على حساب أطفال العراق وأبنائه.. فلو استقر الوضع بالعراق، لن يعد لهم أي جدوى ولن تطلبهم تلك القنوات ليحللوا ويفكروا سياسيا! لذلك هم مستعدين للشتم وإلغاء الآخر حتى رفاقهم (بالمعارضة) وأصدقائهم في التغرب ومحاربة الاستعمار، لو حاول أي منهم للتنبيه على الخطأ والجريمة الفادحة التي يرتكبوها وهم يمجدون مقاومة الدوري وقتله للشعب العراقي، أو محاولة إقناعهم أن المقاومة تتمثل بمن يخدم الشعب ويعمل لصالحه تتمثل بالطبيب والمعلم والمهندس والعامل والعسكري المخلص لمهمة حماية الشعب. أي مقاومة تلك التي تقتل الشعب بدلا من ان تكون بجانبه وتدافع عنه! أي مقاومة تلك التي تترصده وتقتله وتقتل كل من يريد مساعدته.. فلا يختلف تفجير السفارة الألمانية بعد تزويدها العراق بكميات الحديد لإعادة السكك الحديدية، عن قتل العمال من الفليبينيين ومن النيبال وغيرهم! فتلك الأعمال الإرهابية ستزيد من حجم الفساد وتزيد اللصوص والمخربين قوة، وتضاعف حجم القهر والغضب والحرمان لدى ابناء الشعب المتعب. هل هو قدر العراق أن يعاديه حتى أبنائه! أم هو جهل الشعب وصمته وعدم مطالبته بإنزال أقسى القصاص بكل المجرمين وبدون تردد ولا تمهل. فقد لاحظنا مدى التساهل مع المجرمين وهم يتحاورون معهم عن الجرائم التي ارتكبوها! او تأجيل محاكمتهم وتنفيذ القصاص بهم..مما أدى الى هروب الكثير منهم ليعاودوا نشاطهم بالتفجير والقتل وهم مطمئنين ! المعروف انه بحالة الحرب لا مجال للتمهل أو التساهل مع المجرمين الذين يستغلون حالة الفوضى والتسيب الأمني..إضافة الى تجاهل أو غظ النظر عن ظاهرة بيع الملابس العسكرية بكل أنواعها في الشوارع وأمام أعين رجال الأمن والعسكر! الأمر الذي سهل الكثير على ارتكاب جرائم تفخيخ السيارات والقتل والتفجير! إذن الأمر لا يحتمل التأجيل والتمهل ورمي المسؤولية على الآخر، الكل مسئول أمام الشعب، الذي فاز بالانتخابات ومن لم يفز، المسئول الحالي أو من سيأتي لاحقا .. فمن اجل حماية الشعب والوطن لابد من الحسم والسرعة بتنفيذ العقوبات كما بادر رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في البصرة ضد الميليشيات التي تمادت بارتكابها الجرائم ضد أهل البصرة. بصولة اخرى شجاعة للقضاء على كل المجرمين الارهابيين. فالتساهل مع المجرمين وتأجيل إعدامهم لا علاقة له بحقوق الإنسان التي يستغلها البعض لتنفيذ مآرب شريرة! بل يجب انزال العقاب حتى برجال الأمن المتوانين بعملهم او ممن قبل الرشوة وساعد على هرب بعض المجرمين. فحقوق الأبرياء، وحقوق المواطن بحمايته وتوفير الأمان له هي أولى، وهي الهدف الأساسي للعملية السياسية. لذا نهيب برئيس الوزراء وقائد القوات المسلحة أن يبادر وبسرعة لاتخاذ ما يلزم: 1- شن حملة لمعاقبة كل الذين يبيعون الملابس العسكرية بالأسواق العامة ومصادرة هذا النوع من البضاعة. وبأسرع وقت ممكن. مع تشكيل لجان للبحث عن كل من يتاجر أو يصنع هذه الملابس خارج المؤسسة العسكرية، أو من الذين يخترقون المؤسسات الأمنية ويتاجروا بتلك الملابس أو يرتكبوا الجرائم بأنفسهم. 2- إصدار أحكام الإعدام وبسرعة بحق كل من ثبتت عليه التهم ومن اعترف بارتكاب جريمة قتل ضد الشعب من عرب أو عراقيين. وإذا اعترضت بعض الجهات أو الكتل أو ماطلت بإصدار تلك القرارات ، سيكون ذلك دليل على ضلوعها ومساهمتها بتلك الجرائم، حينها لابد من إبعاد هؤلاء عن العملية السياسية ومطالبة القضاء بمحاسبتهم ومحاكمتهم.
#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطية مثل السباحة لا يتعلمها الإنسان إلا بالممارسة
-
احذروا غضبة الحليم
-
في حضرة الانتخابات
-
اعترضوا ..ولكن ما هو الحل؟
-
أي الأجندات سننتخب؟
-
وحدة ما يغلبها غلاب!
-
لقد جاوز الظالمون المدى
-
هل هي وسيلة أخرى لسرقة مال الشعب؟
-
غبار الكلام
-
الفضائيات ومسلسلات الكذب والقهر والبكاء
-
فايروس الجهل السياسي
-
لوكربي وليبيا البقرة الحلوب
-
كفار اليوم أقسى من الكونكريت
-
الصحافة بين تهديد الجبناء وسكوت الضعفاء
-
أوراق صدئة
-
بين برلماننا وبرلمانهم!
-
الاعلام العربي والمرأة العراقية
-
مدارات.. حاقدة
-
دوائرنا المستحيلة
-
استغلال المسئولون لصبر المواطنين
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|