سلمان محمد شناوة
الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 21:29
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
السياسة العراقية ...وأسئلة حقيقية !!
قراءة في الأخبار السياسية العراقية ...
من المؤثر الحقيقي في تشكيل الحكومة العراقية ؟!!!
هل يستطيع العراقيون وحدهم تشكيل الحكومة دون تدخل احد ؟!!
هل تستطيع أي كتلة بمفردها تشكيل الحكومة ؟!!
هل ستخرج الحكومة العراقية من رحم عراقية حقيقية ؟!!
لماذا هذا العداء بين الكتل العراقية , ولماذا كل كتلة تبحث عمن يساند كتلتها من خارج العراق؟!!
هل هناك مشكلة بين نوري المالكي والسعودية ؟!!!
من المسئول عن العلاقات المتأزمة بين العراق والسعودية ؟!!!
السفارة الأميركية في بغداد تؤكد أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الكيانات السياسية والمرشحين لمنصب رئاسة الحكومة. وقال المتحدث باسم السفارة فيليب فرين أن الولايات المتحدة لا تدعم كيانا أو مرشحا بعينه، مشيرا إلى أن اختيار القادة "شأن وليس للولايات المتحدة دور فيه" .... فهل هذا الكلام حقيقي ؟!!
الوفد الذي توجه إلى إيران برئاسة عضو القائمة رافع العيساوي طرح أجندة ترمي إلى إنهاء تدخل دول الجوار في الشأن العراقي والعملية السياسية الجارية. وقال إن الوفد سيبحث مع الجانب الإيراني أهمية أن "تخرج الحكومة العراقية من رحم العراق"، مضيفا أن الوفد سيبين لهم أن "دور إيران وأي دولة من دول الجوار مهم في العملية السياسية إذا كان إيجابيا .....
من الرياض طارق الهاشمي يصرح أن انفراجا في العلاقات بين العراق والدول العربية , بغض النظر عن الأطراف السياسية التي تشمل الحكومة ..... وقال بعد لقائه مع الملك عبدا لله بن عبدا لعزيز ...إن علاقة العراق لم تكن بالمستوى المطلوب مع محيطه العربي ...ويقول إن مباحثاته مع الجانب السعودي , تؤدي إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين , وحل الملفات العالقة ....ويضيف إن السعودية ترفض أي تدخل خارجي بشئون العراق ..... إلا يعتبر الذهاب إلى السعودية والتحدث من هناك هو تدخل حقيقي بالشأن الداخلي العراقي !!!
في الرياض، لا يخفي المعنيون عداءهم لشخص نوري المالكي ، وقد أكد مستشار في ديوان الملك عبدا لله بن عبد العزيز، طلب عدم ذكر أسمه، أن بقاء السيد المالكي في السلطة سيؤدّي إلى تأجيل تطبيع العلاقات مع بغداد، وهذا مع أن عدداً لا بأس به من العواصم العربية باتت تملك تمثيلاً دبلوماسيا في العاصمة العراقية. ويقول مستشار الملك: "طالما ظلّ المالكي في السلطة، فلن يحدث أي تطوّر في العلاقات".... أليس هذا تدخل في الشأن العراقي الداخلي !!!
ويقول المالكي , خلال المؤتمر الأول لميليشيات «الصحوة» الذي عقدته الهيئة العليا للمصالحة الوطنية في بغداد، «لقد أراد الأعداء أن يزرعوا الفتنة وأن تكون لهم قدم في رسم حاضر ومستقبل العراق، ولكننا لا نقبل إلا أن يكون حاضرنا ومستقبلنا وثرواتنا بأيدينا، ولا نرضى أن يكون البعض، ممن لا يريدون الخير للعراق طرفاً في التدخل بشؤوننا الداخلية، ومنها بشكل خاص الانتخابات والحكومة وحفظ الأمن، بمعنى أن العراق ورجاله يحتاجون إلى وصاية .
وأضاف إن «العراق أكبر من أن يكون تحت أية وصاية، لكننا نريد بناء علاقات طيبة مع الدول الشقيقة ودول المنطقة والعالم، وأن نؤسس هذه العلاقات على الاحترام المتبادل والكفّ عن منطق الوصاية». وتابع «هناك طلبات من قيادة العمليات بالاستفادة من بعض أبناء العراق (الصحوة) ليكونوا ضمن الجهد ألاستخباراتي، لأنهم يعرفون الكثير عن الخلايا الإرهابية النائمة .
وفي إحدى المرات هاجم المالكي الحكومة السعودية المؤسسة الدينية السعودية ...حين تعرض احد دعاة المذهب الرسمي السعودي لشخصية السيستاني والذي يعتبره العراقيون رمز من رموزهم الدينية , وطالب الحكومة السعودية بتحمل مسئوليتها تجاه هذا الداعية ...
السعودية دولة لها ثقلها العربي والإقليمي والدولي , كانت تستطيع إن تدفع العملية السياسية في العراق للإمام , ولمسافة طويلة تجعل هذه الدولة تعبر بر الأمان , والمالكي شاءت السعودية أم لم تشاء كان هو رئيس الوزراء , المنتخب من ناحية ومن ناحية أخرى , رئيس الوزراء المتفق عليه , خصوصا بعد الأزمة الوزارية التي أدت إلى خروج رئيس الوزراء السابق (( إبراهيم الجعفري )) من الحكومة , إذن كان وجود نوري المالكي , كمخرج لازمة حقيقية عصفت ذات لحظة بالحكومة العراقية .....
لماذا هذا العداء , ولماذا لم تستقبل الحكومة السعودية نوري المالكي , لإثبات حسن النية على الأقل ....
هناك إحساس عام لدى الشعب العراقي بان السعودية لا تريد نوري المالكي بالتحديد , لماذا ؟ , لا بل وصل الشعور العام الشعبي وخصوصا في الجنوب الشيعي , إن هذه العداوة تعود لمعادة المذهب الشيعي ككل , فهل هذا حقيقي ؟!!
حتى بتصريحات طارق الهاشمي حين يقول إن السعودية سوف تنفتح على الحكومة العراقية , وان العلاقات العراقية مع محيطها العربي ليس بالمستوى المطلوب ...يتساءل المراقب العراقي لماذا ؟ ..لماذا لم تكن بالمستوى المطلوب ؟! , ولماذا ألان السعودية تريد علاقتها مع العراق بالمستوى المطلوب ؟! لماذا العراق والسعودية لم يستطيعان خلال فترة 7 سنوات من سقوط النظام العراقي التوصل إلى مشتركات سياسية أو دبلوماسية تكون أرضية للتعاون بين البلدين , لماذا حالة التأزم هذه ؟! , ولماذا ألان ومن خلال كل من طارق الهاشمي وإياد علاوي تأتي الدعوة إلى فتح كل العلاقات بأعلى درجاتها مع العراق ؟!! ...
المشكلة في الموضوع ..إننا لو قلنا مشكلة السعودية مع شخص نوري المالكي . نقول إن نوري المالكي سوف يغادر رئاسة الوزراء إن لم يكن اليوم , فيكون غدا , لكن إن كانت المشكلة ليست مع شخصية رئيس الوزراء , وشخصية نوري المالكي هي شخصية متكررة لمضمون شيعي يجب الاعتراف به ... المشكلة أصلا مع المذهب الشيعي ... فماذا يحدث بعد ذلك ؟!!
إن الخوف الحقيقي إن يتحول التأزم بين السعودية والعراق , إلى حالة دائمة , وهذه الحالة سوف تولد (( ذهنية التأمر بين الطرفين )) , بحيث يؤثر على استقرارا لعراق مثلما هو يؤثر على استقرار السعودية ...
إننا نحتاج إلى حوار حقيقي بين الطرفين يؤدي إلى نسيان الأحقاد النائمة بين المذهبين السني والتي تكون السعودية اليوم راعيته , والمذهب الشيعي والذي يمثل فترة رئاسية حقيقة في عراق اليوم ...إن المشتركات أكثر من الأحقاد ونحن نحتاج إلى هذه المشتركات في التعاون بين الدولتين ... فهل نستطيع ذلك ؟!! , هل نستطيع بناء علاقة حقيقية بين دولتين فيها مذهبان كبيران مثل المذهب السني والشيعي ..على أساس احترام الأخر !!
الملاحظ والمتتبع للإحداث إن (( إياد علاوي وطارق الهاشمي )) بدأ حملتهم الانتخابية من عواصم الدول العربية ( القاهرة – دمشق – الرياض )) ...وان الكتل الشيعية بدأت حملتها الانتخابية من العاصمة الإيرانية (( ظهران )) , حتى يقال إن الحكومة الإيرانية صرفت 100 مليون دولار على الحملة الانتخابية العراقية , ويقال كذلك إن الدول العربية وضعت كل ثقلها في المعركة الانتخابية العراقية ... ولكن في النهاية الكتل الشيعية ألان تكمل عمليتها الانتخابية في العواصم العربية , والقائمة العراقية تكمل رحلتها في العاصمة الإيرانية (( طهران )) ...
لا يخفى على احد أهمية الحكومة العراقية في الشرق الأوسط , كل الدول المعنية تحتاج إلى عراق خاص في نظرها , لان العراق نقطة الأساس لكل دول الجوار , فهو أحيانا مارد يخيف كل الكبار , وأحيانا هو قط أليف يلعب معه كل ألاعبين الصغار , ويستأنس بوجوده دول الجوار , فكيف يتحول العراق إلى مارد وكيف يتحول العراق إلى قط لطيف ...
الحكومة العراقية وخيبة أمل العراقيين ....
في إحدى نقاط التفتيش وتحت تأثير قوة الاستفزاز (( من طول الانتظار )) في تلك النقطة , صرخ احد المتواجدين في سيارة النقل الصغيرة , اين هم من انتخبناهم ... كانت صرخة حقيقية في نظري ... وحالة الاستفزاز وصلت إلى مراحل خطيرة في نفسية الفرد العراقي ...كانوا العراقيين ينتظرون تشكيل حكومة جديدة , حكومة تمثل كل أحلامهم وأمانيهم ... كل مجموعة عراقية رغبت في كتلة من الكتل وضعت فيها شروطها وأحلامها في حكومة نظيفة نزيهة , تقدم الخدمات للمواطنيين في الصورة الصحيحة , بعيدا عن الفساد والذي أصبح إحدى سمات الحكومات العراقية المتعاقبة , مع ما تحمل هذه الحكومات , من مسوح الإيمان والصلاة في أول الصفوف في المساجد , والصراخ ليلا نهار من كل المنابر العراقية ...أنهم دولة الإيمان...
الحالة السياسية وصلت إلى عنق زجاجة حقيقي , بحيث الكل أصبح واقف مكانه لا يستطيع الحراك للإمام أو الخلف , باتت كل الوجوه متساوية بنظر الفرد العراقي , ولم تستطيع أي كتلة فائزة , التحرك للإمام لتشكيل الحكومة , الاتهام وصلت بين الكتل حدود لم يكن يتصورها الناخب العراقي , أصوت أسقطها المشروع الانتخابي وهي كثيرة , لن تستطيع الحصول إلا على 22 صوتا أو على الأكثر 500 أو 900 صوتا على الأكثر , لازالت تتكلم بقوة وتتحرك بقوة , لان الحكومة لم تتشكل بعد ....
المشكلة الكل ترك العراق والناخب العراقي واخذوا يتسولون الرضا من دول الجوار , كل الكتل الفائزة والخاسرة , الكبيرة والصغيرة , حتى المعدومة منها بدأت برحلة تطوف بها عواصم دول الجوار ....
كل الكتل والتيارات (( العراقية , الائتلاف الوطني , الأحزاب الكردية , وحتى التيار الصدري )) وجدناها تحط رحالها في (( الرياض والقاهرة ودمشق والكويت وطهران وتركيا وعمان وأمريكا )) , تتوسل الرضا لتشكيل حكومتنا العراقية ولكن بأيدي دول الجوار ....
الناخب يراقب العملية السياسية عن بعد ... وكله وجوم , بعد ذاك التحرك القوي وبعد إن خرج الكل للانتخابات في مختلف المدن العراقية , وبعد إن ظهر المرشحون وهم يسوقون أنفسهم كبديل جيد لحكومة لم تستطيع إن تفعل شيئا سوى توفير القليل من الأمن في المحافظات , وبعد كل الاتهامات والاتهامات المتبادلة بين الإطراف أنفسهم , وطرح الموضوع على أساس إننا نشكل حكومية عراقية بعيدة كل البعد عن تدخلات دول الجوار ....
ألان وبعد إن ظهرت النتائج بفوز قائمتان كبار وبعض القوائم الصغار , بتنا لا نفهم من السياسة شيئا , حيث إن القوائم الفائزة تتساوى مع القوائم الخاسرة , لا بل إن مكون يمثل 39 مقعدا من إحدى الكتل الفائزة بات يتحرك كأنه صاحب الصوت الفاصل والمؤسس لرئاسة وزراء جديدة ...
الطعن الذي قدمته كتلة دولة القانون والتي قالت به أنها فقدت 750 إلف صوت بعميلة تزوير , لو فرضا انه سوف يقر لها هذا يعني إضافة 7 مقاعد أو 8 مقاعد لها يعني تصبح لها ما بين 95 إلى 96 مقعدا , أيضا ما ذا يعني ذلك , انه بعني إننا نبقى في نفس المربع القائم ألان , كتلتان قويتان ستكون قائمة دولة القانون الأولى , والعراقية الثانية , لكن الاثنتان لن تستطيع أي منهما تشكيل الحكومة ....
ومع هذا الترحال الكبير ...كيف سوف تتشكل الحكومة من رحم عراقية ؟!!!
تأتينا الفضائيات وتقول (( يبدأ نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الأربعاء زيارة إلى المملكة العربية والسعودية ، بعد يوم من وصول زعيم المجلس الإسلامي عمار الحكيم إلى المملكة. ويقول طارق الهاشمي الهدف من الزيارة التشاور وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا التي تهم العراق" , وطارق الهاشمي يعتبر رابع مسئول عراقي رفيع يزور السعودية وبدعوة من العاهل السعودي , لبحث التطورات والعمل على تحسين العلاقات , وذلك بعد الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود برزاني , وزعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم )) , والمعروف إن هذه المرة الأولى والتي يقوم بها رئيس الائتلاف الوطني عمار الحكيم بزيارة السعودية بعد وفاة والده عبد العزيز الحكيم , وبعدهم يأتي زيارة وفد التيار الصدري , والتقى وزير الخارجية " سعود الفيصل " والذي وصف المباحثات مع الصدريين بالمثمرة .....
يقولون إن دعوة السعودية للقيادة العراقية لزيارة العاصمة السعودية من اجل التشاور لإيقاف المد الإيراني داخل العراق , وان المملكة تدعو المكونات التي ليست لها علاقات جيدة مع إيران , وان الأخيرة لا تمتلك سلطة على تلك القيادات , من اجل تشكيل تكتل سياسي يمكن إن يخلف توازن سياسي بالضد من المد الإيراني ... فهل هذا حقيقي , وان كان حقيقي , يكون السؤال , لماذا لم تتحرك السعودية لوقف المد الإيراني بمد جسور التعاون مع الحكومة العراقية طيلة سبع سنوات سابقة ؟!!...
نعود للخلاف ما بين توري المالكي والسعودية ...أعود واكرر لماذا ؟!!!
حقيقية لغاية ألان لا افهم سبب هذا الخلاف , ومن المستفاد منه , قطعاً لا هو العراق وليست هي السعودية , إذن من المستفاد من الخلاف السعودي العراقي ... الجانب العراقي وخاصة (( نوري المالكي )) طلب أكثر من مره , الذهاب إلى السعودية في محاولة لحل الخلافات بين الدولتين ....لكن لم يتم الموافقه له أبدا ..لماذا ؟!!
إن تصرف السعودية وبعض الدول العربية تفرض على الجانب العراقي السقوط كليا في الأحضان الإيرانية الدافئة , لان غلق الباب السعودي والأبواب العربية في وجه الحكومة العراقية ...سيؤدي بها لا محالة اللجوء إلى الأبواب الإيرانية المفتوحة بدهاء .... إلا يمثل هذا (( دهاء إيراني مع غباء عربي )) ...
أنا افهم جيدا تخوف (( الأمير تركي الفيصل )) الرئيس السابق للمخابرات السعودية , والسفير الحالي للسعودية في الولايات المتحدة الأمريكية والذي دعا وبكل قوة إلى (( إعادة العراق إلى العالم العربي مهما كلف ذلك , لكي يلعب دوره الطبيعي , كجدار ضد التدخلات الخارجية في شئونه أو شئون الدول العربية الأخرى ... كما قال السفير الفيصل .
لكن لا افهم أبدا تعنت الحكومة السعودية أبدا ..الحكومة السعودية والتي قدمت على لسان الملك عبدا لله مبادرة لا زالت مطروحة مع الجانب الإسرائيلي في قمة بيروت للتصالح وإقامة الدولتين ... لا زلت لا أتفهم التعنت مع العراق بشخصية نوري المالكي .... ونوري المالكي قال يوما (( إننا ننتظر إن تؤشر لنا السعودية بإصبع واحد فقط ... حتى نؤشر لها بأيدينا الاثنتين )) ولم تفلح حتى زيارة (رافع العيساوي) نائب رئيس الوزراء ( خلال موسم الحج ) في إقناع السعوديين بالموافقة على زيارة (المالكي)....حقيقي لا افهم أبدا , أو إني لم افهم هذا الجانب من السياسة ....
يقول تقرير أمريكي ... إن الملك (عبدا لله) رفض مقابلة (المالكي) على هامش قمة الدوحة التي عقدت في 30 آذار من السنة الحالية على أساس أن السعودية ((لم تكن متأكدة من أن المصالحة قد تحققت في العراق فعلاً)). وأن (المالكي لم يحافظ على وعده باسترضاء كل القوى السياسية في العراق وإشراكها في العملية السياسية)). ومثل هذه المؤشرات توضح طبيعة الخلاف بين الحكومة السعودية (السُنّية بشكل مطلق) وبين حكومة العراق (ذات الغالبية الشيعية). وبمعنى –حسب تقرير معهد بحوث الشرق الأوسط في واشنطن- أن السعودية تعدّ نفسها (حامية) الأقلية السُنّية في العراق.
وفي الرد على ذلك هاجم العراقيون السعودية مؤخراً، مشيرين إلى أنها تعمل على زعزعة الوضع الأمني في العراق. ويرى خبراء المعهد الأميركي أن أول من هاجم السعودية هم (معلقون سياسيون عراقيون) اتهموا السعوديين بمساعدة الإرهابيين للتسلل إلى العراق، وقالوا إنهم وراء التفجيرات الانتحارية التي تنفذ على التراب العراق، وبخاصة في ضوء الفتاوى الأخيرة التي صدرت في السعودية والتي (تحلّل) الهجمات الانتحارية وتعدّها ((جهاداً ضد قوات الاحتلال)). واتهم معلقون سياسيون آخرون السعودية بالنظر "نظرة استصغار" إلى العراق، ورفض حكومته الشيعية، ودعا هؤلاء المعلقون رئيس الوزراء (نوري المالكي) الى الكف عن الرغبة المستمرة بزيارة السعودية، ونبذ فكرة اللقاء مع ملكها، ووصفوا هذه المحاولات بأنها (مذلة) لـ(المالكي) ولـ(الشعب العراقي)، وللحكومة العراقية.
مشكلتنا مع دول الجوار ومشكلتنا مع الدول العربية , ومشكلتنا مع أنفسنا , يقول إياد علاوي والقائمة العراقية أنها ستغادر العملية السياسية كلها في حالة لم يسمح لها بتشكيل الحكومة العراقية , وهذا الكلام ردا على الإخبار التي تأتينا إن الاتفاق بين كتلة دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي بات وشيكا جدا , إن معنى الاتفاق بين كتلة دولة القانون والائتلاف الوطني , إن العراقية لن يكون لها إي دور في تشكيل الحكومة , فهل هي تسبق الأحداث بقولها هذا , أم هو بالون اختبار لمعرفة رد فعل كل الأطراف .
من ناحية أخرى الائتلاف الوطني يطلب سحب اسم نوري المالكي من الترشيح لمنصب رئيس الوزراء , هذا معناه إن شروط الائتلاف الوطني باقية كما هي , وان شخصية نوري المالكي باتت حجر عثرة ليس على المستوى الإقليمي ودول الجوار , لا بل حتى على المستوى الوطني , بحيث أصبح حجر عثرة على الساحة العراقية أيضا ... هل ستعود لنا نفس أزمة منصب رئيس الوزراء إثناء حكومة إبراهيم الجعفري ....
مشكلة الائتلاف الوطني كذلك تتمثل بالتيار الصدري , وهو الذي وصف المالكي بالكاذب والخائن , وهذا ما سمعناه جيدا في لقاء مقتدى الصد مع غسان بن جدو في لقاء الجزيرة , وكذلك ومحاولة التيار الصدري قيادة الائتلاف الوطني خصوصا بعد حصوله على 39 مقعدا من مقاعد الائتلاف السبعين , وشعوره بأحقيته بقيادة هذا الائتلاف ....
الوضع الأمني المتفجر خصوصا قبل بعد الانتخابات من يقف وراءها , إن الأيام الدامية التي أخذت من العراق الكثير , يحق لنا إن نتساءل من يقف وراءها , من المستفيد ومن المحرض ومن الفاعل , هناك شعور حقيقي بين المواطنين إن التفجيرات الأخيرة هي لعبة سياسية بالدرجة الأولى , فمن المحرض والمستفيد من هذه الأحداث ...
كثيرة هي الأسئلة بذهنية المواطن العراقي , وقليلة هي الإجابات , والحيرة ترافق المواطن العراقي قبل الانتخابات وبعدها , وحتى الشخصيات العراقية الفائزة , عليها أكثر من استفهام , إننا نتخوف إن تؤدي هذه الفوضى وفي هذا المخاض العسير بولادة حكومة عراقية مشوهه أو غير قابلة للحياة , أو على أكثر الحالات تفاؤلا إلى ولادة حكومة ضعيفة غير قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية وقوية للشعب العراقي , إن ظلال المحاصصة لا تزال تلقي بثقلها على الشعب العراقي (( وغياب الخدمات وتفشي الرشوة والفساد الإداري والسياسي )) ... نخشى ما نخشاه إن يصل بنا الوضع إلى لحظة نترحم بها علي أيام النظام البائد , أو نتمنى على الأقل العودة إلى جحيم تلك الأيام لأنها ستكون أفضل من نعيم هذه السنوات ...
[email protected]
#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟