أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رؤى البازركان - معرفة حقيقة الآخر














المزيد.....

معرفة حقيقة الآخر


رؤى البازركان

الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 19:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حتى لا تسجل انطباعك عني من خلال آراء الآخرين... عليك أن تقرأ داخلي لتجد حقيقتي واضحة لديك... ومن حقيقتي ستعرفني و تفهمني... ومن حقيقتنا نحن نحقق اقترابا ً مؤكدا ً.... وانسجاما ً عميقا ً.... فالحقيقة تحمل وجها ً واحدا ً لايحتمل الرياء هو وجه الصدق.

والحقيقة بالنسبة لي مفهوم يشير إلى أن المعرفة بالشيء تطابق الواقع الذي أراه أو أعرفه لا ما يصوره لي الآخرون.

و حقيقة الإنسان مفهوم يشير إلى شخصية الإنسان المتمثلة بسلوكه الخارجي والمتحقق من خلال المتراكم من تجاربه وخبراته الحياتية التي شكلت أخلاقياته ومعتقداته وأفكاره وإنتماءاته ومن خلالها يتفاعل و يحيا في الحياة.
وفي رحلة العمر مع الحياة نلتقي بشخصيات مختلفة فيبدأ العقل بتسجيل ما يلتقطه من معلومات بواسطة الحواس، فيخزن الصور والكلمات لنكون إنطباعا ً معينا ً، وتكون بعض المعلومات غير حقيقية لاننا لم نختبر الشخصيات ولم نحتك معها لنكوّن معرفة واضحة حقيقية .... إضافة إلى إننا غالبا ًً ما نأخذ رأينا وحكمنا على الآخرين من آراء البعض لاننا نحيا في مجتمعات تغيب العقل و تلغي حرية الإختيار.

و من المفترض أن تكون حقيقة الإنسان مرآة تعكس أعماقه ودواخله إيجابياته وسلبياته ،صدقه أو زيفه. ولكن غالبا ً ما يكون الواقع عكس ذلك...!!!! لأن الكثيرين متخفون وراء أقنعة متعددة لاتعبر عن حقيقتهم .... فهناك من يستعير سلوكيات لاتمثله. وآخرون محترفون يتصنعون أداءهم ... و البعض يتظاهر بخلاف ما يضمر و يغلف حقيقته بالاوراق الملونة... وآخرون ينسبون لأنفسهم ما لايملكون في محاولة مقصودة لإخفاء حقيقتهم.... و لكن في لحظة ما ستنكشف أعماقهم بالوجه الحقيقي... و من ردة فعل بسيطة ينفضح ما يخفون... فنعرف حقيقتهم التي أخفوها خجلا ً أو حرجا ً أوضعفا ً، في مجتمعات تحاكي الظاهر المنمق وتبتهج بالجميل المبهرج وتضعف أمام الماديات البراقة على حساب توازن النفس وتآلف الروح و قيمة الجوهر. وكلما أخفى الآخرون حقيقتهم يزداد إنقياد مجتمعاتنا نحو القشور والزيف في العلاقات التي حاصلا ً ما ستكون وقتية .. ومن هذا فقدنا معنى العلاقات وروح الصداقات و غاب صدق المشاعر.

وتكمن أسباب أخرى لإخفاء الحقيقة .... حين تكون العلاقات من أجل تحقيق غايات مصلحية بحتة و التعامل بفوقية و أنانية ،حيث تأسست هذه الشخصيات وفق معاير الإحتيال والكذب... تحمل فايروس الخبث والضغينة ... وتتعاطى أكل اللحوم البشرية بشراهة ، مما جعل مجتمعاتنا تزخر بظاهرة الأشخاص المخادعين والمنافقين والمنتفعين.... فانعدم الوفاء و زادت الخيانة ونقصت الأمانة وغاب الصديق الصدوق.
فالمسؤل صاحب الإمتياز إشترى شهادة العلم ليكون لائقا ً بمنصبه الجديد.. والفقير يتظاهر بالغنى وينسب لنفسه رصيد غضب مفلس يصبه على الأغنياء... ومستحدث النعمة يخفي مصدر ماله و يتكبر على أبناء الذوات...ومدعي القلم يخفي جهله وسرقته جهد الآخرين فخورا ً بمجد ٍ زائف... و المريضة نفسيا َ تخفي إضطراباتها خوفا ً من إتهامها بالجنون وتدعي أنها مسحورة إستجدائا ً للشفقة... وفاقدة العذرية تدعي الشرف وترشق الأخريات بما لاتمتلك... والزوجة الثانية تفتخر لأنه إختارها وفضلها وتخفي حتى على نفسها إنها سرقته من بيته الآمن... وتلك الثرية تمارس العهر بمالها لتروي شهواتها... وأخرى تطارد الرجال وتدعي أنها الضحية والذبيحة وتخفي إنحرافاتها التي تُسقطها على الآخرين، وهكذا شخصيات زائفة من دخان... يحيون بأوهامهم على أنها الحقيقة... فالازدواجية تمنحهم التوازن السلبي ... وقانون الرذيلة لديهم معكوس على أنه فضيلة.... كما الضياء يتعب بصيرتهم فيغامرون في الظلام ... وهذه الشخصيات الغير متصالحة مع نفسها ومع الآخر هي من قادت مجتمعاتنا إلى الهاوية.

و تبقى معرفة حقيقة الآخر قضية مهمة جداً في العلاقات الإنسانية والإجتماعية.... فعليكم أن تخلعوا أقنعتكم ... وتكشفوا و جوهكم لتواجهوا أنفسكم ... وتقتنعوا بنواقصكم وتسامحوا أنفسكم ... لتظهر مصداقية حقيقتكم... فالمنطق يقول الحقيقة: حين نكون حقيقيين سنرافق أشخاصا ً حقيقيين نفهم شخصياتهم و يفهموننا... حينها نستطيع أن نطلق آراءنا الصائبة عنهم... و نصحح وجهة نظر كانت خاطئة تجاههم ... و نتخذ القرارات الإيجابية بالارتباط أو التواصل معهم....
فمعرفة حقيقة الآخر تعني أننا لم نعد نجهل بعضنا البعض ، حتى لايكون بعض الناس ضحايا لأنفسهم.



#رؤى_البازركان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشويه الصورة الجميلة للآخر
- تأخير الغروب - التقديس والتأثيم...بحث في ازدواجية بنية العقل ...
- المرأة قربان للشرف... حوار مع الكاتبة فريدة النقاش رئيسة تحر ...
- زواج بأسماء متعددة: لقاء مع المفكر الإسلامي جمال البنا
- السوبر حداثة والسوبر تخلف للكاتب حسن عجمي
- الحب في مطب الازواج....!!!
- هندسة الحب
- مكاشفات عن فعل التحرش الجنسي بالمرأة
- التحرش الجنسي بالمرأة
- الضيمياء مذهب فلسفي جديد للكاتب حسن عجمي
- شرف وعذرية المرأة لعبة بيد الرجل
- هل لكل مقام زوجة
- المطلقة وقهر المجتمع
- انتهاك حرمة النساء العراقيات
- المرأة بين تغيب العقل وتكريس الجسد
- سقوط القناع
- الرجل الدونجوان
- مشهد من واقع المرأة العراقية لخمس سنوات من الاحتلال
- المرأة والعمل
- الرجل و كرسي السلطة


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رؤى البازركان - معرفة حقيقة الآخر