خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال
(Khaled Juma)
الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 00:02
المحور:
الادب والفن
كيف تحتملُ روحكِ كلَّ هذا الجمال؟
تشرِقينَ
ولا يأتي الشروقُ عادةً إلى الفجرِ إلا متأنِّقاً مثلَ عنقودِ عنبٍ وحيدٍ في الكرمِ، يبلِّلُ يباسَ الذكرياتِ بحنان الأزرقِ الوديعِ، متشبِّهاً بكناريا تملكُ الفضاءَ والأغنيات.
][فجأةً يصيرُ للصباحِ أصابعْ، كمنجتُهُ خيوطُ الفجر][
تضحكين
تحترقُ الآلامُ، ينتفضُ عِفريتُ الشِّعرِ كدوامةٍ خضراءَ وتسرحُ الألوانُ في ثوبِ المدى لتزيحَ البياضَ بالمواسمِ المبكِّرة.
][تصيرُ الأرضُ ظلَّكِ السخيّْ، وأصيرُ حديثَ النهرِ للحصى][
تنامين
تخضُّ الملائكةُ زَبَدَ الكلام، تخبزُ الهدوءَ على نارِ نورِها النورانيِّ، وتحرسُ أحلامَكِ من ثعالبِ النومِ، وتخبّئُ أسماءها تحتَ وسادَتِكْ لتُعلِنَ في الوقتِ السلامْ.
][لم يكنْ لونُ الفضاءِ بنفسجياً من النافذة، ولم يكن سربُ الفراشِ صدفةً على الوسادة][
تمشين
تودِّعُ الأراملُ أثوابَ حِدادِها، وتكتبُ كلُّ رملةٍ ميلادَها من خطوةٍ كالصلاةْ، يحنّي الشارعُ أنحناءاتِهِ متغطرساً بمرورِكِ الحالمِ، وتنبتُ على آثارِكِ طُقوسُ الملحمة.
][دعوتُكِ إلى حضرةِ النايات وكنتِ دائماً تضلين الطريقَ وتصلين في الموعد تماماً][
تبكين
تخربِطُ الأرضُ دورَتَها، وتنسى الفصولُ مواعيدَها، الأشجارُ تفقدُ عصافيرَ ذاكِرَتِها، فيما الغيمُ يلملمُ قُطْنَهُ في علبةِ الريح، ويقفُ دمعكِ بين السماءِ والأمنيات.
][كلؤلؤةٍ تحرسُ محارتَها، أطلَّ نصفُ الحلمِ من تحتِ شالِكِ الأزرق بعنايةٍ مذهلة][
كنتُ حينها غائباً عن وعي نفسي، متعلقاً بحبالِ نومٍ لا تُرى، وأراوِغُ الأوقاتَ كي تُوَسِّعَ لي أياديها ولو كوهمِ حضنٍ مشتهىً، وأرى هوائيَ قاسياً على التنفُّسِ وأرى صوتي هارباً كغزالةٍ في أسطورةٍ لا تصدِّقُ نفسَها.
انسيابُكِ مثلَ موجةِ نهرٍ هادئةٍ يكفِّرُ الخطايا قبلَ ارتكابِها.
كيف تحتملُ روحكِ كلَّ هذا الجمال؟
6 نيسان 2010
#خالد_جمعة (هاشتاغ)
Khaled_Juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟