أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحميدة عياشي - أيام عمانية - في الأنوثة الحرب والموت -الحلقة الخامسة














المزيد.....

أيام عمانية - في الأنوثة الحرب والموت -الحلقة الخامسة


أحميدة عياشي

الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 00:02
المحور: الادب والفن
    


هناك تجارب جديدة مكنتني أيام عمان المسرحية من التعرف والاطلاع عليها، ومن بين هذه التجارب والمحاولات التي أحببتها، مسرحية ليسيستراتا، لمسرح استراغالي بإيطاليا، تتقدم الأجساد كلوحة ذات تشكيل إيقاعي، الجسد ومثيله، تطرح العلاقة بالذات الأخرى، والجسد الآخر والذي هو في حقيقة الأشياء امتداد لذات الجسد••
العرض عبارة عن سمفونية حقيقية من الكلمات والأصوات والحركات والأنغام•• من هي الأنثى؟! هي فيك، في تجلي عواطفك وحبك ورغباتك، وقد تكون الأنثى كامنة فينا نحن الذكور، لكن الحديث عن الأنثى المستترة في الذكر يعني الدخول في المنطقة المحظورة والجمهورية المحرمة والمشوشة والمخربة بالصورة المسبقة والحدود القائمة في قلب النظرة واللغة نفسها التي نسعى من خلالها للتحرر•• يقترح علينا مخرج العرض فابيو توليدي مقاربة تجعل من الجمالية لمسة مرئية تنطلق من الجسد كمركز للتشكل والحركة، ومنطلق للغة جذابة وساخرة تفتح كل الأبواب المغلقة في سبيل تحاور شفاف بين ضفتين، ضفة الفضول وضفة المحظور•• الستون دقيقة الأولى من العرض تثير فينا دهشة وفرحا هما أشبه بلحظة الاكتشاف البكر والبدائي، وأتصور أن كل سر وقوة العرض كانت خلال الستين دقيقة•• أما الاكتشاف الثاني، فكان العرض الرائع والمتقشف والمثير من حيث صرامته وسوداويته العبثية لفرقة دودونا من كوسوفو، ما الذي يحدث عندما تنتهي الحرب؟! وهل فعلا أن الحرب تنتهي عند المحاربين الذين يخرجون من زمن إلى آخر؟! مقاتل سابق، ذاكرته لم تشفَ من الموت وصور الدمار، حارب في وادي برشيفا وكوسوفو ومقدونيا•• لم تعد الحرب مجرد ماضٍ، ولا كابوس في طريق الاختفاء، صارت الشبح الذي يرافقه ويجثم فوق أنفاسه، صارت مستقبله•• ولا يمكنه أن يتحرر منها ومن كوابيسها إلا بالخلاص من نفسه، وذلك من خلال محاولته الإقبال على الانتحار• البطل ينتحر؟! البطل الذي قاتل في سبيل شعبه ينهي حياته بهذه الطريقة؟! كيف سينظر إليه مجتمعه؟! كيف سينظر المجتمع إلى البطل؟! ما معنى أن تكون في لحظة ضالة بطلا؟! هل ستبقى بطلا مدى الحياة؟! كل رفاقه غادروا الحياة، بينما بقي هو على قيد الحياة، لكن الصورة التي كانت له بالأمس لم تبق ثابتة، وانقلبت على نفسها؟! من خان من؟! البطل الباقي على قيد الحياة بعد انتهاء الحرب، المجتمع أم الحرب التي لن تكون في نهاية المطاف إلا لحظة نزق؟!
المؤلف هاكيف ماليكي يقترح لمعالجة هذه المسألة لغة مقتصدة، حادة كالمدية، متقشفة وساخرة ومتهكمة بشكل لاذع وصارخ، كل المأساة تكمن في تلافيف الكلمات نفسها وتوجهات الحوار القائم بين الممثلين الاثنين مينتور ريمبيرج واسمنت أزمي، وهذا الحوار أعطاه المخرج هاكيف ماليكي لغة تقوم على قوة الأداء الذي ارتفع بالعرض إلى مستوى راقٍ وشفاف•• استغرق العرض حوالي سبعين دقيقة، فكانت فسحة للولوج إلى أعماق عالم ما بعد الحرب، وما بعد الموت لمساءلة الحياة، وعبثية السياسات وضلالات الأفكار التي تقود الشعوب في لحظة رعناء إلى ما لا يمكن إعادة بنائه، وهل يمكن إعادة بناء حياة أفراد اقترف تدميرها من الداخل؟!•• أما الاكتشاف الثالث فكان من الإمارات العربية المتحدة، قدمته فرقة مسرح خورفكان للفنون، تأليف اسماعيل عبد الله، وتمثيل جمعة علي، ما الذي يمكن أن يحدث لغاسل موتى وهو يخوض حربه وحيدا مع أشباحه وأطيافه ولحظاته التي تسكن حتى العمق دوائر الماضي والحاضر والمستقبل، نحن هنا أمام مساءلة الموت في لحظة عراء وسخرية قاتمة•• الموت يقول لنا المؤلف ليس ذلك الآخر، الموت قد يتخذ ذلك الشكل المتهكم والعادي للحياة اليومية، ولنكتشفه فقط علينا الاقتراب منه كوجه آخر للحياة الخفية، للحياة غير المنطوقة وغير المنظور إليها بهدوء وشجاعة•• كان العرض متميزا، حيا وواعدا••
-2-
مطعم الشرق: أحد اكتشافاتي، ويعود الفضل فيها إلى نادر عمران، هو مطعم الشرق، حميمي، جميل ومشرق كوجه الشرق المكتنز بالروائح، اتجهت إليه أنا والصديق الجديد الرائع الشاعر اللبناني غسان جواد، السورية رشا، الجزائرية ربيعة جلطي، والكاتب الصحفي خليل•• هناك التقيت بنادل مصري، طيب وغريب، وطبعا كانت أم درمان في قلب الحديث••
يكتبها: أحميدة عياشي



#أحميدة_عياشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام عمانية -عادل محمود وبريد الغرباء -الحلقة الرابعة
- أيام عمانية - عادل محمود وبريد الغرباء - الحلقة 4
- أيام عمانية - قلب الحدث - جمالية عراقية في وجه الموت
- أيام عمانية - فوانيس نادر وجمانة
- الجزائر والعراق. . قدر وقرينة؟
- في بلاغة المكان والزمان
- سليمي رحال في زمن البدء
- رسالة دبي
- يوم من فبراير
- المال. . التركة المسمومة
- نهاية مأساوية ومحاولة فهم
- في لعبة الكآبة والتفاؤل
- بين جان دانيال وهيكل
- الجمر والرماد
- الشيخ يوسف سلامة في -الجزائرنيوز-
- بين الجزائر وايران . . قصة خفية
- الصحافة والحقيقة
- محقورتي يامرتي
- صدام , ستالين , واليهودالمغاربة
- لخضر شودار


المزيد.....




- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحميدة عياشي - أيام عمانية - في الأنوثة الحرب والموت -الحلقة الخامسة