حيدر السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2976 - 2010 / 4 / 15 - 12:58
المحور:
الادب والفن
لا شيء أغلى من دم الشهداءِ
إلا مِداد العلم والعلماءِ
يهب الحياة رواءها وبقاءها
يبني صروح المجد للعظماء
والفقه أشرف كل علم نافع
أدلى بذلك سيد البلغاء
تلك الحقيقة لا لمجال لردها
وجرت عليها سيرة العقلاء
المرء يعرف دائماً بقرينه
وذوو الفقاهة أحسن القرناء
يخشون ربهم لغير جناية
لكن لنيل مثوبة وجزاء
ويعلمون الناس شرعة ربهم
ويجاب سائلُهم لدفع بلاء
ومتى يجن الليل قاموا خشعاً
لله بين تلاوة ودعاء
وتراهم الصبحَ التقوا طلابهم
ويفيض بحر علومهم بسخاء
فتسيل أودية بها وشرائعٌ
ومحقق يغدو لرفد عطاء
نجم لدين الله أبهر ضوءه
عين الوجود بهيبة وبهاء
وتمنت العلياء لو لحقت به
لو أمسكت منه بفضل رداء
للأعلمية قطبها ومدارها
والمفحمُ اللجّاج والخصماء
والعبقرية كان حائز سبقها
وهي التي عزت على الحكماء
علم الفقاهة ناله من أهله
آلِ الرسول المصطفى النجباء
ما انفك يندبهم طوال حياته
يوم القيامة أنتمُ شفعائي
منحوه أوسمة العلوم جميعها
وسعت إليه رغائب الفقهاء
قصدته تنهل من شرائع فضله
حِكمَ الهداة ومنطق الفضلاء
فخرت بأخذ العلم عنه فطاحل
وأحسّ متبّعوه بالخيلاء
ورقى بكل فضيلة لسنامها
وأتى لكل علية بسماء
وهدى بفكر ثاقب وعزيمة
وجميل صبر خارق وذكاء
قد أسقط الأعذار عنا جملة
وبذكره قد قرب المتنائي
إنا وإنْ تبدو علينا ظاهراً
سيماءُ عيشة أفقر الفقراء
لكنّ في أعماقنا شغفاً
لفتات مائدة مع الأمراء
نحيا بوجهٍ زاهدين وأوجهٍ
شتى بغفلة أعين الرقباء
أيَّ ازدواجٍ قد ورثنا داءه
وتقلبٍ بالرأي بل ورياء
ما آنَ أنْ نحيا الحقيقة حرةً
وبعيدة عن لهجة الشعراء
ذكراك يا نجم الفقاهة هيجت
نيران قلبٍ تلتظي بخفاء
قد كنت أكتمها بمحض إرادة
مني وأخفي سرها بدهاء
كي لا يقال مهرج أو شاعر
خلط المديح تخبطاً بهجاء
لكنّ ذكراك العزيزة ميزت
ما بين ليل مبهَم وضياء
وأعادت الأمر إلى ميزانه
لا يستوي العلماء بالجهلاء
ولا الذين تقلبت أهواؤهم
مع الذين تثبتوا بوفاء
ولسوف تبقى أنت شاهدنا
ومداد علمك من دم الشهداء
#حيدر_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟