أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - فؤاد التكرلي ..وفلسفة اللامعقول في الفكر المعاصر















المزيد.....

فؤاد التكرلي ..وفلسفة اللامعقول في الفكر المعاصر


محمد عبد الزهرة الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 23:53
المحور: الادب والفن
    



كان الاديب والروائي فؤاد التكرلي احد اهم اعلام الريادة التجريبية في تغير اتجاه النص المسرحي في العراق والوطن العربي وكما نرى أنه صاحب اولى المحاولات في خلق جدة تجريبية في المسرح العراقي المعاصر لما تركه من منجز ابداعي اطلق عليه ( حواريات) عبر مجموعة نصوص أصدرتها دائرة الشؤون الثقافية في بغداد ، فإن التكرلي أبن فترة تأثيرات الأدب الوجودي منذ أوال الخمسينيات في الوطن العربي ألمتمثله بكتابات البيركامو الذي حاول أن يخلق شكلا درامياً جديداً، المأساة الميتافيزيقية، وهي مأساة مركزة عميقة تعالج بلا مبالغة القضايا التي تثقل ضمير الانسان في القرن العشرين، أن القارئ لنص حوارية (الصخرة) يشخص عزلة الإنسان واغترابه عن المجتمع في أطار الواقع الاجتماعي والسياسي، ويظل في (تناص) الأفكار أو التو اشج بين النصوص بسب تأثيرات الأدب الغربي علي الكاتب التي تحولت إلي شيء من ذاكرته وثقافته الذي يشكل نصا موازيا من نصوص سابقة بوسيلة الحوار عند التكرلي، فان التّناصّ تشكيل نصّ جديد من نصوص سابقة أو معاصرة بحيث يغدو النص الجديد خلاصة أفكار أو اقتباسات غيبت النص المأخوذ منه (النص ألام) (التّناصّ) مصطلح نقدي، يرادفه (التفاعل النصّي)، و(المتعاليات النصّية) وقد ولد مصطلح (التّناصّ) علي يد جوليا كريستيفا عام 1969 التي استنبطته من باختين في دراسته لدستويفسكي، حيث وضع تعددية الأصوات (البوليفونية)، والحوارية (الديالوج) دون أن يستخدم مصطلح (التّناصّ). ثم احتضنته البنيوية الفرنسية، وما بعدها من اتجاهات سيميائية، وتفكيكية، في كتابات كريستيفا، ورولان بارت، وتودوروف، وغيرهم من رواد الحداثة النقدية.والذي يتجلي بشكلاً واضح في نص حوارية الصخرة التي تستند بنية فكرتها علي العزلة الإنسانية في صراعها اللامجدي في تغير الواقع، إذ نشأ في دار (المنتظر رحمة الله) صخرة تتضخم مثل جثة الحب في مسرحية(أمدية) (ليوجين يونسكو)، صخرة (التكرلي) تثير الرعب من كارثة التضخم بمرور الوقت وتهدد غرفة الاستقبال بالتحطيم الدار وتهدد الجيران من حوله بنفس المصير ومما يدعوا شرائح من المجتمع مثلهم بالمثقفين، ليعينوه في حل مشكلة الصخرة، من خلال مواقف متعددة تستعرضها الجيران بالفكاهة عبر مقترحات وأراء ومحاولات فاشلة تؤدي بهم إلي الانهزامية من وضع الصخرة الجاثمة في صدورهم ويستسلم (منتظر) لمصيره بفقدان الأمل والإحباط واليأس في التغير مواقفهم، فيما يواصل (المنتظر) النضال في تحدي هذه(الصخرة) بذلك (التكرلي) يحاول إدانة المثقف العربي اثر نكسة حزيران1967 من خلال مناقشة أسبابها ونتائجها في الموضوع المتضمن لبنية الحدث. أن فكر العبث حاضرا في حوارية الصخرة ممثلا بما نتج من فقدان المعني والإحساس باللاجدوي والاستسلام شخصيات الجيران وعزلة المنتظر في مواجهة (الصخرة). ألا أن هذه الفكرة تبين أثر الجدة في المسرحية الغربية وما ظهر في مسرح العبث واللامعقول في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وإثرها علي القاص فؤاد التكرلي التي ظهرت في كتابات (ألبير كامو) و(سار تر)- التيار الوجودي - في فرنسا، ومن يتابع نص الحوارية يجد عنوانها(الصخرة) شكّل فكرة نص جديد معبر عن بنية فكرتها المتاثره في أسطورة سيزيف (لكامو) في صراع إنسانها اللامجدي مع الحياة وعقاب الإله، وفي هذه الحلقة المفرغة التي يدور فيها سيزيف صعودا وهبوطاً يدور الإنسان اللامجدي أيضا وهي قاعدة (كامو) الفكرية في العبث التي بلورها صومائيل بيكت ويوجين يونسكو وادوموف غيرهم ومن تأثر بأفكار أنطوان ارتو، كما يظهر في فكرة مسرحية(اميدية) ليوجين يونسكو لها أثراً في تضخم صخرة التكرلي من خلال حب أمدية ومادلين الذي مات منذ خمسة عشر عام وأخذت جثة غريبة تتضخم داخل غرفة نومهما وتسارعت في التضخم وهددت بتحطيم باب دخول وفي منتصف الليل يسحب أميديه الجثة من النافذة ويجرها في الشوارع لكن أمره يفتضح بينما تطارده الشرطة ويرتفع بكل بساطة في الجو، والجثة تتحول إلي مظلة طيران في زمان ومكان مفتوح، لعالم يونسكو : عالم اللاعقل واللامنطق، عالم الكابوس، منظوراً إليه من وجهة نظر العقل...وأيضا تتضح لنا وشائج صلته الوثيقة بكافكا من حيث أن كلا منهما يستخدم اللامألوف هي كالصخرة التي تتضخم في غرفة استقبال (المنتظر رحمة الله) مع اقتباس فكرة الزمان والمكان المفتوح في تقنية مسرحيات العبث واللامعقول.كما تري جوليا كريستيفا أن "كل نصّ هو عبارة عن فسيفساء من الاقتباسات، وكل نصّ هو تشرّب وتحويل لنصوص أخري ويعتقد الباحث أن الاتجاهات النقدية الجديدة هي التي أوحت للكاتب أن يطلق علي نصوصه أسم (حوارية) لأنها قراءة للواقع ومن يتأمل نص حوارية الصخرة وأسماء الشخصيات (المنتظر رحمة الله) (الجار الفنان)(الجار العالم) (الجار المهندس) (الجار المخطط) (الجار. الذي. يفهم.كل.شيء) يجد أنها مجموعة من صفات تتمثل في شريحة معينة من المجتمع في مواقف أذ يتفاعل الإنسان مع بيئته الاجتماعية والفكرية وهي تنزع أن تكون نمطية لا فردية محددة.في حين أسم (منتظر) في تناص مع فكرة مسرحية (في انتظار جودو) ونظرة بكيت الدينية في الانتظار، فأن أسم شخصية تكر لي (المنتظر) تميل إلي الفكرة (بكيت) العبثية أما الشخصيات الأخري الجيران فهي تعبر عن نمطية كوميدية، إذ يري الدكتور عوني كرومي يمكن لنا أن نري هذا النوع بكل وضوح في مسرح يونسكو عندما يؤكد إن الضحك تحرير للنفس البشرية، وذلك من خلال تقديم شخصيات مضحكة لا تعرف أنها مضحكة....والضحك عليها ينتج من السذاجة في السلوك، فان التكرلي يقدم شخصيات تطرح حلول لمشكلة الصخرة بشكل ساذج ومضحك وبذلك يحاول (التكرلي) تقليد هذه الوسيلة المسرحية في الكشف عن عيوب الشريحة المثقفة وأدانهتا، الذي يتولد من تنافر بين شخصية (المنتظر رحمة الله) ومحيطها من خلال سخرية مقترحات الجيران، مما يؤثر في الشخصية ويجعلها بين التراجيكوميدي التي يتقابل فيها المؤلم والمضحك عمدا وهي أبرز الأشكال الدرامية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية في الغرب وأثرت في الكاتب العربي،
حوارية الصخرة في منظر واحد تتضمن طرح وضعية صخرة ذات لون رمادي- أزرق ترقد في دار المنتظر رحمة الله في أطار (الترميز) تتضخم وتكبر وسط غرفة الاستقبال يحشروهم التكرلي علي مسطبة خشبية، إذ تكلم احدهم سقط الآخر علي الأرض، وتظل هذه الشخصيات النمطية تقترح الحلول باسترجاع وتكرار ميكانيكي بعيدا عن المشكلة الصخرة المؤقت التي تهدهد دار المنتظر، إذ يطرح التكرلي بنية الاختلاف بين الجيران علي كلمة أو أسم، لكن (المنتظر) يظهر معاناته من خلال التكرار، كما في المواقف النمطية الأخري الشخصية المسرحية التي تكرر في عدة شخصيات أي تكرار الموقف الشخصية التي تحاول طرح الآراء والمقترحات في بنية الحلول (لماذا لم تخبر السلطات الحكومية، فكرة لتمثال بديع يمكن نحته من هذه الصخرة، أن منهج البحث هو أساس العلم، أن القوانين لم تبحث في قضية كهذه) فان العلاقات المعروضة تظل عاجزة عن الفعل،أي (بينة الحلول) / (بنية الاختلاف)= (بنية الاستسلام)/ عجز الفعل فيما تسيطر بنية السرد علي حوار شخصية المنتظر وهو يستصرخ ضمائر الجيران في أيجاد الحلول لهذه الصخرة التي تتوسع وتزداد ضخامة مع مرور الوقت، فأن التكرلي يظهر (بنية زمنية) من خلال الوعي بمرور الزمن . دقات الساعة (أصوات) التكرلي في حوارية الصخرة ينتهج بعض الوسائل الفنية لمسرحيات العبث واللامعقول في بداية ونهاية غير محددتين، وتكرار ميكانيكي وشعور الإنسان بالعزلة واغترابه وتعميم بنية الزمان والمكان وفعل مسرحي دائري، والإحداث تصاعدية فهو يراعي خصوصية الفئة ألمستهدفه عندما جعل النهاية بعيده عن الانتحار وقد حورها إلي انهزامية الإنسان، لأنها لا تلائم المجتمع العربي الإسلامي، فيما يظهر التناص المقيد من خلال وضع الانسان في أعماله الأدبية والتناص (المقيّد) الذي تظهر فيه علاقة نصوص الكاتب بعضها ببعض من خلال نهايات اعماله الروائية والقصصية بشكل تراجيدي. والحوار بصفته جزءاً أساسياً من البناء الدرامي جاء في نص حوارية الصخرة بشكل مختلف عن مسرحيات العبث واللامعقول، لان الشخصيات تتفاهم فيما بينها بوضوح في حوار منطقي معبر عن الأفكار شخصياتها في جمل قصيرة مع اللحظات الصمت التي تبتعد عن تشوية اللغة والتوقف الطويل، ألا أن لحوار في نص التكرلي يتخذ التقريرية المباشرة والبساطة ويعالج وضعية واحدة هي مشكلة الصخرة ويتطور الحدث من خلال الحوار بين الشخصيات بفعل دائري وتنتهي الحوارية من حيث تبدأ.فيما تظهر السمة الخطابية في حوارت (المنتظر) جدلية الحوار مع الشخصيات الأخرى.



#محمد_عبد_الزهرة_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيباً على رسالة اليوم العالمي للمسرح 2010 للممثلة البريطان ...


المزيد.....




- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الزهرة الزبيدي - فؤاد التكرلي ..وفلسفة اللامعقول في الفكر المعاصر