أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سردار زنكنة - حوار مع الأذاعية ميسون البياتي















المزيد.....

حوار مع الأذاعية ميسون البياتي


سردار زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 19:19
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار مع الأعلامية الدكتورة ميسون البياتي

أجرى اللقاء : الكاتب والصحفي سردار زنكنة - العراق


* هل لك أن تحدثينا عن بداياتك في العمل الأذاعي؟ وهل تذكرين أول اطلالة لك؟ وماذا تذكرين عن التلفزيزن الملون ؟

بدايتي كانت عام 1973 وكنت طالبة في الصف الأول / كلية الفنون الجميلة حيث عرض عليَّ المخرج التلفزيوني الراحل أكرم فاضل إعداد وتقديم برنامج أسبوعي للأطفال وكانت تلك أول خطوة لي في عالم الإعلام .
أما عن أول إطلالة لي والتي لايمكن أن أنساها فسأحكي لك هذه الحكاية .. منذ طفولتي المبكرة وبالكاد كنت أعرف القراءة والكتابة , كنت أوفر من مصروفي اليومي عشرة فلوس يومياً ويوم الخميس حين ننهي المدرسة كنت أذهب الى مكتبة قريبة من المدرسة واشتري أعداد قديمة من مجلات الأطفال : سمير وميكي وسوبرمان وتان تان , كان مبلغ 70 فلساً مبلغاً جيداً ذلك الوقت لذلك كنت أعود الى البيت محملة بما لا يقل عن عشرة أعداد أو أكثر من هذه المجلات أقضي عطلة نهاية الأسبوع في قراءتها .
حين وصلت الى الصف الرابع الإبتدائي تغيرت توجهاتي في القراءة فلم اعد أهتم كثيراً بمجلات الأطفال , لذلك عملت إشتراكاً شهرياً تصلني بموجبه مجلة العربي الكويتية الى البيت , ومن الصحافة المصرية كنت أقرأ أسبوعياً إصدارين عن دار الهلال المصرية , الإصدار الأول كان مجلة حواء المصرية أما الإصدار الثاني فكان مجلة سمير وهي مجلة لليافعين تعنى بالشؤون الفكرية والثقافية لهم وإن كانت تقدمه بأسلوب مبسط يتناسب مع عقلية الأطفال . وقد حرصت كل الحرص على أخذ كل عشرة أعداد متتالية من مجلة سمير الى المكتبة لتجليدها بغلاف سميك واحد , وما زلت حتى اليوم أحتفظ بهذه الأعداد في مكتبة بيتي في بغداد . حين عرض عليَّ إعداد وتقديم برنامج الورشة .. كانت مجلة سمير خير معين لي لأنها كانت تقدم في كل عدد من أعدادها طريقة لصناعة آله أو لعبة من مواد بسيطة متوفرة في المنزل . أول حلقة أعددتها من برنامج الورشة كانت عن صناعة دمية من خيوط الصوف يتم تجميع أجزائها بواسطة الشمع الساخن .
طلب مني رئيس القسم الفنان راسم الجميلي صناعة الدمية أمامه ليتأكد من مقدرتي ومن شكل الدمية التي سنعلم الأطفال صناعتها .. وقد كان العمل متقناً , فأعطى الموافقة على تسجيله للتلفزيون .
كنت شابة جميلة ذلك الوقت لي من العمر 19 سنة , شعري طويل حتى خصري وأظافري طويلة ملونة , لكن ذلك لم يكن مهماً لأن التلفزيون العراقي كان وقتها بالأبيض والأسود وإرسال محطة بغداد لا أعتقد أنه كان يصل الى سامراء . يوم التسجيل حضرت الى الإستوديو أرتدي ملابس بسيطة جداً هي عبارة عن بنطلون أسود وقميص أبيض فقيل لي بأن اللون الأبيض ممنوع لأنه يعطي إنعكاسات براقة أمام الكاميرا .. وهكذا كان على أن أعود بسرعة الى البيت لتغيير قميصي والعودة بمنتهى السرعة الى التلفزيون قبل أن تنتهي مدة حجز إستوديو التسجيل .. حين وصلت الإستوديو مرة ثانية قيل لي بأن وقت الحجز المتبقي قصير جداً لهذا علي َّ أن أركز جيداً أثناء تسجيل الحلقة ولا أقوم بأخطاء لأننا لا نملك الوقت الكافي للإعادة .. ولهذا كانت تلك الحلقة من أصعب المواقف التي مررت بها في حياتي . كنت أشعر بالإرتباك وأنا أمام الكاميرا للمرة الأولى .. لذلك إخترت أن لا أتكلم كثيراً بل أنشغل بالعمل اليدوي الذي أقدمه .. وحالما إنتهت أجزاء الدمية وكان ينبغي تجميع أجزائها بالشمع المصهور في دورق معدني صغير موضوع بجانبي .. حملت الدورق .. وسكبته على يدي .. لكني تحملت لسعة الحرق القاسية جداً وبقيت متماسكة حتى أنهيت البرنامج , وبمجرد إنهائي للبرنامج بدأت في البكاء .
ذهبت وغسلت يدي وأخذت الإسعافات اللازمة , وحين عدت الى القسم قال لي راسم الجميلي : تعالي نشاهد الحلقة فإن كنت غير راضية عنها نؤجل عرض البرنامج الى الإسبوع المقبل حتى تتمكنين من تسجيل غيرها .
حين عرضنا الحلقة كانت جميلة وجيدة ولا تبدو فيها أي مشكلة .. مشاهدتي لها علمتني أن على المذيع أن يكون متاكداً بأن الناس لاترى إنفعالاته الداخلية إذا أحسن ضبط مظهره الخارجي مهما كان الموقف الذي يمر به صعباً .

أما بالنسبة الى سؤالك عن التلفزيون الملون فدعني أخبرك بالتالي : بعد عدة أشهر من عملي في قسم برامج الأطفال تم ترشيحي الى دورة مذيعات في معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني .. تخرجت فيها الأولى على الدورة .. فتم تنسيبي الى العمل في قسم البرامج الثقافية وقسم البث التلفزيوني لتقديم جريدة المساء وإستعراض البرامج والصيدليات الخافرة وربط مواد البث .
وكنت في هذا العمل حين قام صدام حسين وكان وقتها نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة وكنا ندعوه وقتها ب ( السيد النائب ) بزيارة رسمية الى فرنسا أظنها على الأرجح كانت في نهاية العام 1975 وليس في بداية العام 76 كما تشير المصادر الحالية .. وكان الغرض من الزيارة هو التعاقد مع فرنسا على بناء المفاعل النووي العراقي الذي إشترطت فرنسا لبنائه أن تكون لها حصة معلومة من صادراتنا النفطية , إضافة الى قيامنا بشراء كميات كبيرة من سيارات ( رينو ) الفرنسية , وربما الناس لا يذكرون .. لكني أذكر بشكل جيد لأن هذا كان مما يقع تحت أنظار عملي يومياً أن ( السيد النائب ) عاد هو الآخر من فرنسا ليغير سيارات المرسيدس التي يخرج بها مع موكب حمايته , الى سيارات ( ستروين ) الفرنسية الصنع , وكان موكبه يستعمل الستروين الأبيض اللون في يوم والأزرق السمائي في اليوم التالي .
حال عودة صدام حسين من فرنسا .. إمتلأت بناية الإذاعة والتلفزيون بالخبراء والمهندسين الفرنسيين , لأن من شروط فرنسا الأخرى لبناء المفاعل النووي العراقي , كان قيامها ببناء منظومة مايكروويف تربط الإرسال الإذاعي والتلفزيوني العراقي في منظومة واحدة , وبذلك يصبح البث الرسمي العراقي من بغداد واصلاً جميع أجزاء العراق في وقت واحد .

محطات البث التلفزيوني في عموم العالم كلها تعمل بالنظام ( بال ) عدا المحطات الفرنسية فإنها تعمل بالنظام ( سيگام ) وهكذا بنى لنا الفرنسيون 36 محطة بث تلفزيوني ( بديلة ) موزعة على أنحاء العراق كافة .. إضافة الى بناء منظومة المايكروويف , أما في مقرنا في الصالحية .. فقد تم إستقطاع حديقة دار الرئيس أحمد حسن البكر الملاصقة لبناية التلفزيون ( ولم يكن وقتها يشغل تلك الدار ) لبناء ( ستوديو 600 ) و ( ستوديو 800 ) المجهزين بتقنيات عالية للبث الملون , كلفنا كل هذا المشروع وحسب علمي مبلغ 4 مليار دولار أحرقتها لنا الطائرات الأمريكية بالكامل في أول يوم قصف تعرض له العراق من قبل قوات التحالف عام 1991 .
بوصولنا الى شهر تموز من العام 1976 كان مشروع الميكروويف قد تكامل , ودخلنا الى مرحلة البث التجريبي الى جميع أنحاء العراق . في يوم 17 تموز 1976 وكنت أنا مذيعة ختام التلفزيون جاءني الأمر بالأعلان عن إفتتاح شبكة المايكروويف والبث الملون والإنتقال بمشاهدي العراق أجمع الى إذاعة خارجية مرئية لنقل الحفل الساهر الذي يقام في البصرة فظهرت على الشاشة وقلت : (( بسم الله نبدأ وبه نستعين .. سيداتي سادتي مشاهدي العراق أجمع من زاخو الى الفاو ينطلق في هذه اللحظة إرسالنا التلفزيوني الملون إليكم عبر شبكة المايكروويف , ولمناسبة إحتفالات العراق بأعياد تموز الخالدة .. ننتقل بكم الآن الى إذاعة خارجية مرئية حيث سننقل لكم من البصرة الفيحاء ثغر العراق الباسم حفلاً غنائيا ساهراً فإلى هناك )) .




صورتي هذه بالأبيض والأسود كانت آخر صورة يبثها التلفزيون العراقي لأننا مباشرة بعدها تحولنا الى البث الملون .

* بعد أكثر من (30) عاماَ من العمل الأذاعي، كيف ترى د. ميسون البياتي نفسها اليوم؟
أرى نفسي مواطنة بلا وطن , هناك بشر وكما يقال ( أينما تضع رأسها ممكن تنام ) أنا لست من هؤلاء . إذا صادف وحملتك الطائرة يوماً الى مدينة أوكلاند في نيوزيلندا , فحالما ستنزل من الطائرة ستظن بأنك نزلت في الجنة .. أنا عشت في باريس وزرت جنيف وفيننا وبودابست وصوفيا ووارشو , زرت تركيا واليونان وتونس والمغرب ثم ذهبت الى روسيا وبقيت بعض الوقت في إنكلترا , زرت طهران في عهد الشاه وكانت باريس الشرق , زرت الكويت ( سويسرا العرب ) زرت بيروت قبل إندلاع الحرب اللبنانية وكانت ( جنة العرب ) عشت في الأردن وليبيا وسلطنة عمان , وأقمت في الإمارات العربية , لكن كل ما شاهدته في كل تلك الأماكن لا يعادل جزءاً من الجمال الموجود في أوكلاند .. لا بزرعها , ولا بنور شمسها , ولا بعذوبة مائها .
ورغم هذا ما زلت كل ليلة أحلم بشوارع بغداد .. دائماً أجد نفسي في الجادرية حيث كانت توجد جامعة بغداد أو في الصالحية حيث توجد الإذاعة .. أشتاق الى بيتي وحديقتي , الى برحية ( المأمون ) إبني , التي زرعتها له في ركن الحديقة بعد ولادته وقلت له أن يعلق عليها مرجيحة لأولاده يلعبون بها حين يكبر . أشتاق الى ركني المفضل في حديقة بيتي تحت رمانتي الحبيبة التي تجود برمان وردي أشهى وأطعم من العسل , أحن الى مخدتي ومكحلتي وكوبي , ولا أقول أني أفتقد الناس لأن قصيدة الشاعر كريم العراقي تعبر عن حالي مع كثير من الأهل والناس وهي تقول :
عندك ناس يعيشون بلاهم
ووين ماتروح يصيبك بلاهم

وعندك ناس ما تسوه بلاهم

وعندك ناس ياريتك بلاهم
أصنام محركة .. وملبسين ثياب

أما إذا كان سؤالك يا أستاذ سردار بمعنى أين أجد نفسي من العمل الإعلامي بعد ( 37 ) عاما ً من دخولي إليه ؟ فأخبرك صدقاً بأني أنهيت علاقتي بالعمل الإعلامي منذ غادرت العراق قبل 13 سنة .
أولاً لأني لا يمكن أن أعيش عمري وعمر غيري كما يقولون , وثانياً وهو الأهم أنا عملت في ( إعلام دولة ) ولا يمكن لي الإنحدار والعمل في ( إعلام فضائية ) يمولها فلان أو علان لا تدري لأية غاية .. فتلك مأساة لا تقل فجيعة عن مأساة فناني المسرح الجاد المبدعين , حين تجبرهم أسباب العيش على التحول الى بهلوانات ومرقصي قرود وسائسي كلاب في عروض المسارح التجارية .
أنا لست طبيب جراح يجري العملية الجراحية في أي مستشفى من أجل دوافع إنسانية .. لكني قائدة رأي سأخسر رسالتي وإحترامي لنفسي , وإحترام الناس لي , حين يشاهدوني في البرنامج الخطأ على القناة الخطأ .
الحمد لله أمنت لنفسي مستوى طيب من المعيشة , وأنا غير طماعة مالياً أصلاً , وعندي إيمان أن لكل مرحلة عمرية متعها الخاصة بها التي يفرضها الزمان والمكان والتحول , لذلك أجد نفسي سعيدة اليوم ومازال عندي دور حياتي وكلمة أقولها للناس .. ولكن من منبر آخر غير منبر التلفزيون .

* برأيك كيف هي مواصفات الأذاعية الناجحة وعلى ماذا يجب أن تعتمد المذيعة في قبولها لدى المشاهد ونجاحها عبر الشاشة؟
لكي أكون منصفة يا أستاذ سردار دعني أخبرك باني لا أمتلك لائحة بالمواصفات المطلوبة اليوم , لكني أعرف المواصفات التي كانت مطلوبة في زماني , وأنت تعرف بأن ( لكل مقام مقال ولكل تلفزيون مذيعات ) لهذا لا أريد أن تزعل مني إحداهن من مذيعات اليوم حين أقول بأني نادراً ما أجد مذيعة تعجبني بدءاً من القنوات ( المنقبة والمحجبة ) مروراً بالقنوات ( الإخبارية ) وصولاً الى قنوات ( بوس الواوا ) .


لكني معجبة فعلاً بالإطلالة المحببة للمذيعة الجزائرية ( فضيلة سويسي ) من قناة أبو ظبي
فهي جميلة إن لم نقل ( فاتنة ) إضافة الى حرفيتها العالية وثقافتها الجميلة التي تعزز من جمالها الروحي , ونعومتها كإمراة التي تضفي حلاوتها على كل لقاءتها التلفزيونية الجافة المواضيع .. وهذا رأيي الشخصي الذي أرجو أن لا يثير حفيظة أحد .

* عملك الأعلامي ماذا أضاف لك وماذا أخذ منك؟
عملي في التلفزيون جعلني معروفة بين الناس وهذا ليس جيد دائماً , لأن معظم العراقيين لا يعرفون كيفية التعامل مع شخص معروف , وهم أما يحبونك أو يكرهونك وكأن بينك وبينهم علاقة شخصية , ويتصرفون للتعبير عن الحب أو الكراهية بطريقة خالية من المنطق .

عملي في التلفزيون أضاف لي غيرة النسوان وعداوتهم , وأحمد الله اني لم أنجب بنتاً فربما كانت ستغار هي الأخرى حين يقارنها زوجها بي وتناصبني العداء .

عملي في التلفزيون علمني على فضيلة الوحدة , لأني بسببه بدأت أكره صحبة الناس , لكنه وللأمانة علمني أيضاً على فضيلة إحترام الموعد .. وأكون حاضرة بالدقيقة في موعدي , فنشرة الأخبار تبدأ عند السابعة وليس عند السابعة وخمس دقائق .

عدا عن ذلك فعملي في التلفزيون سلب راحة بالي , وإعتدى على حريتي الشخصية , وفيه تمت سرقة إسمي وإنتحاله لغايات غير شريفة , للنيل من عمي الشاعر المعارض عبد الوهاب البياتي وللنيل مني لأني رفضت أن أكون أداة بيد الحكومة للتنكيل به .

عدا عن ذلك فقد عملت في التلفزيون 24 سنة وثمانية أشهر وخمسة أيام تعرضت بعدها للطرد من الوظيفة بسبب مواقفي , وبعد إحتلال العراق تم حل الإعلام .. فلم أحصل لا على حق ولا على باطل وكما يقول المثل ( لا حظت برجيلها .. ولا خذت سيد علي ) .

* بعيداَ عن الأعلام والتدريس، كيف تقضي ميسون البياتي يومها وماهي هواياتها ان بقى وقت للهويات؟
أوكلاند مدينة رائعة الجمال , أصحو عند السادسة صباحاً وأغادر البيت لممارسة رياضة المشي نصف ساعة يومياً , حين أعود نتناول إفطارنا أنا وإبني , يذهب هو الى كليته وهو الآن طالب في كلية الهندسة جامعة أوكلاند , وأذهب انا الى كليتي لأني أدرس حالياً للحصول على درجة ماجستير في مادة إدارة العلاقات الدولية في مجال الثقافة والإعلام والفنون , نعود الى البيت عند منتصف النهار لتناول غداء خفيف ثم النوم أو الإسترخاء لنصف ساعة , العصر والمساء مخصصان لتحضير الواجبات الدراسية والقراءة الحرة ومشاهدة التلفزيون ومتابعة الإنترنت وأعداد العشاء والذهاب مبكرأً للنوم إستعداداً لليوم التالي .
يوم الجمعة من كل أسبوع لا يوجد عندي دوام كلية لذلك أقضيه في تنظيف البيت بشكل متقن , وشراء الأكل ووضعه في الثلاجة , وغسل وكي الملابس , وبقية إحتياجات البيت الأخرى .
يومي السبت والأحد أعمل فيهما من الصباح وحتى المساء في محل لبيع التحفيات الفاخرة تملكه صديقتي ( كيم ) من هونك كونك , في هذين اليومين تأخذ هي إجازتها الأسبوعية وأحل أنا محلها .
عدا هذه الواجبات أنا رسامة ماهرة , وكاتبة شعر مبدعة , وقابليتي تؤهلني لنيل كأس العالم في الحياكة حيث تخرج من تحت يدي مصنوعات هي عبارة عن قطع فنية وليست قطع ملابس . هذه الهوايات أمارسها في العطل وما أكثرها في نيوزيلندا . أما الهواية التي لا أتمكن من الإنقطاع عنها ولو ليوم واحد .. فهي الكتابة , عندي حالياً ما يزيد عن 100 موضوع منشور على الإنترنت , وانا حريصة على أن أنشر ما لايقل عن موضوع إسبوعيا ً منذ ما يقارب 3 سنوات .

* هل تشعرين بحرب يقودها الرجل الزميل على حضورك الأعلامي؟
نعم أشعر ولكن ذلك لا يحصل من كل الرجال , بعض الرجال يكونون متوازنين نفسياً فلا يهمهم حين يقرأون مادة إن كان كاتبها رجل أو إمراة , بل يتابعون الفكرة والرأي , وحتى في حالة كونهم يودون إبداء ملاحظة أو تسديد رأي فإنهم يفعلون ذلك بمنتهى اللياقة .
غير ذلك هناك ( المطيورين ) الذين ما أن يجدوا أمامهم إمراة تكتب بشكل جيد حتى ينبرون وبشتى الطرق لمحاولة التاثير عليها لجعلها تنقاد الى آرائهم .. فإن لم يحصل ذلك .. فهي الحرب إذن يعلنونها من طرفهم .. سلاحي الوحيد لهذا النوع من الرجال هو التجاهل .. لهذا تجدهم ينعقون .. ثم يسكتون .
* مالذي يدور في ذهنك حول مستقبلك الأعلامي؟
كنت أفضل أن أحتفظ بهذا الموضوع سراً لحين إتمام الإتفاق عليه , ولكن لا بأس من إخبارك يا أستاذ سردار , خلال الفترة المقبلة تنتظرني وظيفة كبيرة ترتبط بالثقافة والإعلام في إحدى السفارات العربية العاملة في أوكلاند .. لحد الآن ما زلنا في طور التباحث لأني مصرة على تسلم نص مكتوب بكل متطلبات العمل , ولن يغريني راتب كبير كي أوقع عقداً لا أدري ما الذي يختبيء وراءه من مفاجئات .

* هل أنت سعيدة في أوكلاند ؟

نعم أنا سعيدة و لكن لا توجد سعادة من غير تنغيص , شهر حزيران الماضي 2009 علمت أن شخصاً فاقد للإنسانية ومعدوم الضمير قد إستطاع بطريقة ما من وضع يده على أملاكي في العراق , وهي ليست أكثر من دار وقطعة أرض سكنية , كنت أتوقع وصول الغدر الى أي مدى .. ولكن ليس الى هذا الحد . مباشرة إرتفع ضغطي ودخلت المستشفى في نوبة قلبية , ومنذ حزيران الماضي حتى الآن عدت لدخول المستشفى لنفس الغرض ست مرات . تكلمت مع أهلي ووالد إبني بالموضوع فطلبوا مني توكيل محامي ليترافع عني في القضية وأمام المحاكم وكما يمليه القانون .
المشكلة الآن نحن العراقيين الذين نعيش في نيوزيلندا ليس لدينا أي شكل من أشكال التمثيل الدبلوماسي العراقي .. السفارة العراقية في سيدني هي التي تقوم بأعمالنا , على أساس أن يزورنا وفد من السفارة لتمشية أمورنا مرتين في السنة . لكن السفارة العراقية في سيدني لم ترسل مبعوثاً منذ كانون ثاني 2009 . ونحن على حال تأجيل منذ ذلك الحين وحتى اليوم ونحن في نهاية شهر آذار 2010 وكنا نتأمل ان السفارة سترسل لنا احداً بعد نهاية الإنتخابات لكننا تفاجأنا بأن سعادة السفير قد تغير وسيحصل الإنفكاك والمباشرة بعد الإنتخابات , ولن يصلنا وفد السفارة الى ان يستقر السفير الجديد .. الله العالم ربما في تموز او آب المقبل . لا استطيع السفر الى سيدني لمتابعة التوكيل من هناك لأن ضغطي حين يرتفع يصل الى مديات خطرة .. والمسافة بين أوكلاند وسيدني مثل المسافة بين بغداد ولندن .



#سردار_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع القاصة وزنة حامد
- حوار مع الشاعرة فينوس فائق
- دور البنيوية في مسار النقد الأدبي الكوردي
- حوارات هدامة أم حوارات بناءة
- حوار مع الكاتب الفلسطيني د. احمد أبو مطر
- حوار مع الشاعر لطيف هلمت
- حوارمع غادا فؤاد السمان


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سردار زنكنة - حوار مع الأذاعية ميسون البياتي