أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - هناك دائما وقت للغناء قراءة في ديوان أسميك حلما وأنتظر ليلي للشاعر ماجد أبو غوش














المزيد.....

هناك دائما وقت للغناء قراءة في ديوان أسميك حلما وأنتظر ليلي للشاعر ماجد أبو غوش


توفيق العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 15:19
المحور: الادب والفن
    


في غزة كما في بيروت هناك وقت دائما للغناء، في غزة كما في بغداد، طفلة تبحث عما تبقى من براءتها وسيدة تعود إلى ما تبقى من القلب.
في غزة كما في قانا كما في بغداد هناك دائما شاعر شهيد يسمى نصر أبو شاور.
ما الذي يكتبه ماجد أبو غوش؟؟ هل يبكي من مضوا؟ أم يبكي ما تبقى من الحلم؟
يفتتح الشاعر ديوانه " أسميك حلما وأنتظر ليلي" بمشهد اخباري تعودنا رؤيته بعد كل مذبحة.

"كانت المرأة تجر قدميها
وما تبقى من أطفالها
باتجاه ما تبقى من البيت
باتجاه ما تبقى من البحر"
في هذا المشهد الشعري من قصيدة " عودة" دلل الشاعر على قسوة الحدث وهوله باستخدام كلمتين، " تجر" و"ما تبقى" مختزلا بذلك أفعالا عدة، الركض، الهرب، الخوف" تجر قدميها" ربما من تعب وارهاق ولكنها مصرة على مواصلة المشي و " تجر ما تبقى من أطفالها" وهم أيضا في ذات الحالة، ثم يكرر " ماتبقى" كلازمة موحيا بحجم الدمار.
ويستمر الشاعر بنسج المشهد، فينتقل من هذه اللقطة إلى أخرى جامعا المرأة بمذيعة جميلة تسألها إلى أين تعود.
" رفعت يدها بهدوء
ومسحت دمعة تدحرجت على خدها
وابتسمت حين اعترضت طريقها المذيعة الجميلة وسألتها
إلى أين تعودين؟
.................
................"
تصمت المرأة وتصمت المذيعة يصمت كل شيء، فإلى أين ستعود؟ ومالذي تبقى لتعود إليه؟ تعمد الشاعر ترك المذيعة على سجيتها تطرح سؤالا ربما ساذجا ولايتناسب وحجم المأساة ولعل هذا أيضا أحد الأسباب الذي دفع المراة للصمت، لتنفض عنها غبار المأساة وتجيب
" لأروي شجرة الياسمين
حتى تظلل أسماء الشهداء"
لا نقول أن الشاعر أنطق شخصيتي المشهد الشعري بما يريده فالحدث طبيعي وغير مصطنع، وعلى الرغم من بساطة المشهد الشعري، إلا أن الشاعر اتخذ موقفا انسانيا تقدميا من المأساة، فدوره كشاعر تصوير المشهد والتعبير عما يجول في الخاطر ولا تظهره كاميرا الاعلام فينزل إلى الشارع ولا يتعالى عليه، بنسج مشهد تقليدي مستخدما عبارات الدمار التقليدية والمستهلكة، ينزل إلى موقع الحدث ليرفعه إلى المستوى الفني المطلوب ويعبر عنه بحرفية الشاعر.
في غزة كما في بيروت كما في بغداد، ويعرج الشاعر على مقهى الروضة في الشام حيث تتحرر الروح من سجن الجسد، ومع اغراق الشاعر في الهم الجماعي ومشاهد الدمار في الأقانيم المقاومة الثلاث الا أنه ترك روحه تحلق في فضاءات أخرى، يهرب من المجزرة وتفاصيلها إلى الحب إلى التسكع ليلا في شوارع المدينة تائها متعمدا.
" كنت أمشي يداي في جيوبي
وكنتُ معي
في كل ليلة تنهض قدماي
وتمشيان دوني"
حتى قوله...
" كأنني أتوق لبعض الجنون"
فالشاعر بحاجة لبعض الجنون، ومن غير الجنون يعين شاعرا على الحياة؟ في ظل القتل والدمار ولون الطائفية الثقيل؟
ففي قصيدة " موت رياض العويسي" يتحدث عن محاولته كتابة أغنية عاطفية ولكن جنون الحرب أقوى من جنونه الفردي ويذهب في رحلات عدة للبحث عن البيئة المناسبة لهذا الجنون والتحرر من سجن الجسد، فيذهب إلى الشام وغرناطة ليحاكي تعب روح الغجر الشبيه بتعب روحه ومأساته.
" الغجر مروا من هنا
وكانت اغانيهم حزينة
الغجر مروا من هنا
وكانت روحهم متعبة"
وفي قصيدة " سُكر" كان المناخ الأكثر خصوبة نسبيا لبوح الشاعر، يتقمص شخصية الذئب منتظرا اكتمال القمر ليحتسي كأسه الأخير مسميا الأشياء بأسمائها وليكون أكثر حبا وجرأة.
"سأسمي الموت موتا
الحزن حزنا
الحب حبا
ويذهب بتسمية الأشياء ويقف عند ماذا سيسمي السلطان ولا ندري لماذا بالرغم من حدوث المواجهة والمكاشفة بينهما في قصيدة " كش ملك"، التي اودع بها كل أسباب الهزيمة، هزيمة النظام السياسي.
ونلاحظ في قراءة أعمال ماجد ابوغوش ذلك المنهج الموازي لشعر الشاعر العربي المصري " أمل دنقل" من حيث استخدامه للكلمات والجمل العادية وادراجها بأسلوب السهل الممتنع شعرا
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
......
- كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
........
(لا تصالح امل دنقل)

في غزَّةَ هُناكَ امرأةٌ تَحْلمُ
أنْ تَغسلَ قَدَميها في ماءِ البحرْ
أنْ تَسيرَ حافِيَةً على الرَّملِ الأصْفَرْ
أن تُسْلِمَ شَعْرَها لِلرّيحِ
وأنْ تَشْرَبَ قَهْوَتَها الصَّباحِيَّة
مع نصر أبو شاور
( كان اسمي نصر أبو شاور ماجد ابو غوش)

البوح، الحب، السخرية المرة، الجنون، أسماء الشهداء والمدن، مفردات ديوان " أسميك حلما وانتظر ليلي" ومفردات الامل والوفاء لدى ماجد أبو غوش، الامل بالحرية والدولة التي كان وما زال أبوغوش أحد المناضلين لأجلها شعرا وعملا سياسيا وحزبيا،ووفاءا لأسماء الشهداء ووردة خلودهم التي تعودنا قراءتها في أعماله الشعرية.



#توفيق_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردة حمراء للأغلبية الصامتة
- -عرّاب الريح- ...مرافعة شعرية تاريخية في دوثان
- بيان رقم واحد كاريكاتيريا قراءة في رواية سعيد الأول والواحد ...
- مئة كلمة للذيب
- الأهداف فوق الفن قراءة في أيدولوجية المسرح الصهيوني ...
- الانتظار موت آخر قراءة في مسرحية 603 للمخرجة منال عوض ومسرح ...
- ولاية الرئيس والقرار الفلسطيني المستقل
- الذئب عايد عمرو: -سأظل أعوي حتى أموت وسأظل أعوي منتقدا كل شي ...
- كان هنا مطار ... ولكن، قراءة في فلم (خمس دقائق عن بيتي ) لنا ...
- عيناك تفاصيل المكان
- باب الحارة نساء ساذجات ومجتمع مرعوب
- مملكة الوهم
- الفكر الديني بين القيادة والقاعدة أخذتم غنائم- التحرير- فمتى ...
- عبثية الموت وهندسة المأساة قراءة في مسرحية حفار القبور للمخر ...
- فرقة المسرح الشعبي في مسرحية حفار القبور
- لقاء مع المخرج الفلسطيني فتحي عبدالرحمن
- ميركل جاءتنا معقدة جدا جدا جدا
- السعودية نهاية المشروع التحرري
- أنا ديمقراطي إذن أنا مقهور فؤاد السنيورة نظام عربي قديم
- شعار مرفوض الرئيس محمود عباس وشعارات الحركة


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق العيسى - هناك دائما وقت للغناء قراءة في ديوان أسميك حلما وأنتظر ليلي للشاعر ماجد أبو غوش