أحلامنا ودول الجوار

سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 11:26
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

لأنها- منذ البدء – بنيت على أساس خاطئ ،لم يكن نتاج ديمقراطيتنا العرجاء إلا التوافقات والمحاصصات التي تتعقد بعد كل دورة انتخابية ..فإذا كانت مسيرة حكومتنا المنتهية ولايتها –في جميع المجالات- كسير سلحفاة معاقة ،فان الحكومة القادمة , وبفعل التجاذبات الحادة الحالية بين الكتل الفائزة بالانتخابات،قد تعود خطوات واسعة إلى الخلف ,وربما عاد الاحتقان الطائفي وشبح الحرب الأهلية .. لان هذه الحكومة ستُشكل – إن شُكلت – من أضداد (إن لم نقل أعداء) لا يجمع بين اغلبهم جامع غير الرغبة والطمع في الاستحواذ والاستئثار بعسل السلطة ونعيمها . هذا العسل المشتهى الذي تقاتلوا عليه قبل إن يتذوقه كثير منهم، ولنا إن نتخيل ما يمكن إن يحدث لو إن احدهم حُرم ( أو فُطم )مما أدمن عليه ! في حين إن مصلحة الوطن وإيثارها على المصلحة الشخصية والحزبية والفئوية، أو مصلحه المواطن فليست- في حسابات الكثيرين – أكثر من شعارات للاستهلاك الانتخابي وأحيانا التعبوي.
نعرف إن شكل الأوطان يتحدد بأحلام مواطنيها وقادتها الحقيقيين ،أما الأوطان التي تختصر بحلم شائه لطاغية ما ، فإنها تتشظى وتؤول إلى خرائب يسكنها الخوف والفقر والجهل والموت والظلام .وما يثير العجب والاستغراب الشديدين أن يكون ساستنا الفائزون عن طريق صناديق الاقتراع، المؤهلون –ديمقراطياً – لتشكيل الحكومة ، بحاجه إلى مساندة دول مجاوره معظمها لم تعرف الديمقراطية وتعتبرها سُبّه وشتيمة، فبعضها جاء الحكم بشرعية الانقلاب العسكري وبيان رقم(1),وأخرى يجري في عروقها الدم الأزرق وتوارثت الحكم ابنا عن آباء وأجداد !!
لعله سؤال مرير وقاس يتلجلج في صدور اغلبنا: كيف يمكن لنظام لمّا يكتسب أبدا صفته الشرعية ولمّا يحظ بها أو حتى يسال المحكومين من شعب يتسلط عليه،كيف يمكن له أن يضفي شرعية على آخرين ؟! كيف يمكن لحلمي وحلم أبناء الوطن الذي ظنناه يتحقق في سياسي ما أن يتوافق ويتواءم مع حلم حاكم لبلد مجاور ؟! اسئلة قد يكون جوابها مئات (ربما آلاف )الأميال الاضافيه نمضيها تائهين في النفق المظلم .
لا نظن إن حلا يمكن أن يلوح في الأفق إلا حين تصبح رغباتنا وأحلامنا أوامر وقرارات الحاكم،ساعتها فقط ندرك أن الوطن سيصبح جميلا وآمنا معافى،وأن هناك ضوءاً بات يلوح في نهاية النفق.

#سعد_تركي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات