أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - لو كنت عنات كام














المزيد.....

لو كنت عنات كام


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 2974 - 2010 / 4 / 13 - 13:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هآرتس: لنفترض أن الشبهات المنسوبة لعنات كام صحيحة. استنادا الى هذه الفرصة، فليحاول كل واحد ان يتصور لنفسه السيناريو التالي: تصوروا انكم عنات كام، مجندة شابة في مكتب قائد المنطقة الوسطى. تقدم القهوة، تحول المكالمات، توثق اللقاءات. ليس مثل معظم ابناء سنكم، انتم ايضا ذوو رأي، بل وحتى ضمائر، وهو أمر نادر اكثر في الزمن الاخير. وبين القهوة والهاتف تطلعون على جلسات تعنى بجرائم الحرب. وانتم تعرفون، مثلا، بان محكمة العدل العليا قررت بانه ممنوع تصفية مطلوبين اذا كانت هناك وسيلة لاعتقالهم. وها أنتم تسمعون قائد المنطقة يصدر امرا لجنود الجيش الاسرائيلي بتصفية مطلوبين دون محاولة اعتقالهم، بل وحتى قتل ابرياء في محيطهم – اذا لم يكن هناك مفر. هناك لغات يسمى فيها هذا قتل متعمد.
ماذا كنتم ستفعلون؟ ماذا كان يتعين عليكم ان تفعلوه؟ ان تصمتوا؟ تنصوا؟ الا تعملوا شيئا؟ تتجلدوا وتركزوا على الاجازة التالية لكم؟ الموعد الغرامي التالي؟ عار. ماذا كان سيعمل في مكانها كل المحللين المزاودين الذين جلسوا في الايام الاخيرة في الاستوديوهات وسألوا لماذا فعلت ذلك – تصمتون؟ ورجال النيابة العامة، الذين هم ايضا أموا الاستوديوهات، ينقضون على فعلة كام دون كبح جماح – مؤبد، مؤبد – ولا يقولون كلمة، اولئك الحريصون على القانون، عن الانتهاك الفظ للقانون على ايدي الجيش؟ هل كانوا هم ايضا سيصمتون؟ الصمت هو تعاون مع الجريمة. واذا قررتم الا تصمتوا ماذا كان بوسعكم ان تفعلوا غير طرح الادلة المدينة على علم الجمهور، الذي هو ملزم، ولكن ملزم، ان يعرفها؟
وماذا كنتم ستفعلون لو كنتم اوري بلاو، الصحفي المحقق الشجاع، الذي يتلقى مادة كهذه؟ لا تنشروها، بعد أن صادقت عليها الرقابة العسكرية؟ الصحفي الذي ما كان سينشر امور كهذه ليس صحفيا، كان سيخون وظيفته، يخون رسالته.
لا اعرف كام وبلاو، ولكن دوافعهما المبدئية واضحة بما فيه الكفاية. في لائحة الاتهام ضد كام زعم انها عملت لاعتبارات ايديولوجية. بالعبرية السليمة يجب أن نقرأ هذا بانه الضمير. فلو انها كشفت فسادا في وزارة الزراعة لكنا هتفنا لها. ولو كانت تسمى مايا كوخ، المرأة التي كشفت الفساد في تنوفا، لكنا اعتبرناها مقاتلة من اجل العدالة. لماذا في تنوفا مسموح وفي الجيش الاسرائيلي ممنوع؟
يمكن التقدير بان كام لم ترغب في أن تمس بامن الدولة. لو كان هذا هو تطلعها، لوجدت سبيلا آخر لنقل المعلومات وليس نقلها الى صحفي اسرائيلي، يخضع لاوامر الرقابة. بلاو هو الاخر لم يرغب في المس بالامن. هذان الشابان، كل بطريقته، اراد بالذات أن يساهم للدولة. فقد رأيا المظالم ولم يوافقا على الصمت. هذا ما يجدر تسميته بالوطنية وبمحبة البلاد – وبالتأكيد اكثر من ارسال الجنود لتصفية مطلوبين بدم بارد. لعل جزء مما فعله هذان الشابان، ظاهرا، كان ينبغي أن يتم بشكل مغاير بعض الشيء. ربما ما كان ينبغي نسخ الفي وثيقة، اذا كان هذا الزعم صحيحا. وربما ما كان ينبغي الاحتفاظ بها جميعها في الحاسوب. ربما كان ينبغي التخلي عن الوثائق التي بموجبها عمل الجيش الاسرائيلي كما ينبغي. ولكن لقاء ذلك لا يرسل الى المؤبد ولا يباد دم شخص على رؤوس الاشهاد.
بعد أشهر من التعتيم الخطير خرج في نهاية الاسبوع الارنب من كيس جهاز الامن والقضاء اللذين هما عندنا قاطعان: فليس الاسرار الامنية وحدها هي ما يسعود الى الحفاظ عليها، بل يسعون الى الانتقام ممن تجرأ، حسب ما ينسب لهم، على كشف امور من شأنها أن تلقي الضوء على الجانب المظلم من الجيش الاسرائيلي. كان من المفروض ان نتوقع من الصحفيين في اسرائيل أن يقدروا شجاعة زميلهم وكذا شجاعة المجندة كام. اين. كرجل واحد تقريبا نهضوا للانقضاض عليهما، يتفوهون كالجوقة برسائل اصدرها نيابة عنهم جهاز الامن العام .
كما يمكن لنا أن نتوقع ايضا بان احدا ما في النيابة العامة سيقول شيئا عن الحقيقة التي تقشعر لها الابدان في أنهم في الجيش الاسرائيلي يصدرون اوامر غير قانوني على نحو ظاهر، علم اسود يرفرف فوقها، اين. ولا كلمة لمورغن شتيرن، ولا ايضا لمساعد النائب العام للدولة شاي نيتسان وامثاله. ينقضون فقط على كاشفي الفساد ويغمضون عيونهم في ضوء الفساد الكبير حقا.
كام قد تسقط. وربما ايضا بلاو، ولكن سيأتي يوم وترسم افعالهما بضوء آخر: لا بد سنفخر بهما. العمى والصمت اللذين سقطا على الجمهور ووسائل الاعلام في ضوء المكتشفات هما السقوط الحقيقي.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجار من القدس
- شكرا يا رفيق
- مفاوضات اللاشيء
- كل شيء شخصي
- شهادة وفاة لحزب العمل
- أيام الظلام - وجهة نظر صحفي من ها آرتس حول الحرب


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - لو كنت عنات كام