أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - هذيان














المزيد.....

هذيان


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2974 - 2010 / 4 / 13 - 10:30
المحور: كتابات ساخرة
    


اقسم لكم ان الذي حدث ليس من باب الخيال ولا هو من اولاد افكاري.
دعونا نبدأ من البداية:
ليس غريبا ان يذهب احدنا لاستشارة طبيب نفساني في مشكلة يعاني منها .. وليس غريبا ايضا ان يستأذن طبيبه بالحديث مع الرجاء ان يكون حسن الاصغاء لان القضية لاتستأهل المزاح.. وليس غريبا ان يطلب من طبيبه ان يكون صادقا معه فان عجز عن الاجابة على سؤال ما، ان يقول لا اعرف بعد ان يهز كتفيه طبعا كعادة الاطباء النفسانيين.
في الطريق اليه ،يوم امس، قررت ان اكون اليفا جدا معه ولا اطرح عليه الا بضعة اسئلة سيجيبني عليها حتما ويعطيني الدواء اللازم لها.
كانت المفاجأة الاولى حين دخلت عليه هي انه اطال لحيته ، اسقط في يدي ، ولكني قررت ان انجز المهمة التي جئت من اجلها.
رحب بي كعادته وبعد المجاملات التي لامفر منها سألني وهو يبتسم: كيف مزاجك هذه الايام..؟
اجبت بتأفف: والله يادكتور المزاج "مش ولابد" والامور بالدنيا كلها ما عاجبتني، كل الشرق الاوسط يمشي على مؤخرته.
قال بتودد: قلت اكثر من مرة اترك "البحوشة" في الانترنت، صلح ماأفسده الدهر ببرنامج يومي يقيك شر بلاوي الاسئلة.
وماذا افعل؟؟.
حاول ان تنهض باكرا وتمشي في هذه الحدائق الغناء لمدة نصف ساعة على الاقل ثم عد البيت لتتناول فطورا دسما ثم اركب القطار دون ان تسأل عن وجهته وانزل منه حين يقف وعد الى البيت مشيا على الاقدام وحينها ستجد نفسك انسانا آخر.
قلت بتردد: ارجو الا تزعل مني يادكتور لاني سأقول لك شيئا مزعجا. ان هذه الوصفة التي ذكرتها هي وصفة جاهزة تقولها لاي سائل تقوده رجليه اليك.. هذا اولا ،وثانيا اني جربت هذه الوصفة وكانت العن وصفة "خربطت" كل تلافيف مخي لاني ما ان اخرج من البيت لاتريض كما تقول حتى تطفر من تلافيف هذا المخ عشرات الاسئلة.. تظهر كاشباح مرسومة على شكل علامات استفهام وما ان احاول ابعادها بكل ما اوتيت من قوة حتى يبرز لي كتاب وقراء الحوار المتمدن – وهو موقع ايها الدكتور يصيب القارىء بلوثة الاسئلة التي لاتنتهي- . كاتب يشحذ قلمه للكتابة عن رب العزة ويصفه بصفات لم ينزل بها جبريل وذاك يتحين الفرصة لقراءة مقالة لسيدة نشرت صورتها وابتلت على عمرها حيث كثر المعجبين في مقالها ومن الاعجاب ما قتل بل هناك تعليقات تدفع الكاتب الى حفرة الانظمة الحاكمة حيث يطالبوه بالكتابة عن نظام عربي يعيش تحت جناحيه وهم يقولون له اكتب ايها الاخ عن هذا النظام فاننا نريد التخلص منك.
وحبن اركب القطار ايها الدكتور تنتابني حالة من الهلوسة لامثيل لها اذ سرعان ما أغمض عيني سارحا في ملكوت الله بحيث اني لا احس بوجود قاطع التذاكر الذي يعتقد اني امثل هذا الدور لكي اهرب من دفع قيمة التذكرة. وحين اعود الى البيت مشيا على الاقدام – وهذا ماتريده انت بالضبط – افكر في مستقبل العراق تحت رحمة اصحاب اللحى.
اللحى .. اوه هذا الذي جئت من اجله. اريد فقط جوابا لسؤالي ايها الدكتور النفسي ، لماذا خلق الله اللحية للرجل.
تنبهت الى ان طبيبي كان يغط في نوم عميق ، ايقظته برفق واعدت سؤالي على مسامعه ولكن بحدة هذه المرة.
قال : اسأل اهل العلم فهم ادرى.
صرخت : ولكنك من اهل العلم ... ابوك صرف عليك "دم" قلبه لتكون طبيبا يشار اليك بالبنان.
رد بهمس: هذا صحيح ولكني لااعرف الغيب.
قلت: حسنا سابسط لك السؤال، اذا كانت غاية الله من هذه اللحية هي الحفاظ على بشرة اهل قريش من حرارة الشمس المحرقة فيجب عليه الان ان يعيد النظر في ذلك الان فما عدا شعوب افريقيا يلجأ الناس الان في كل بقاع الارض الى حماية بشرة وجوههم بانواع من الكريمات والنظارات الشمسية وغيرها... ثم لماذا هذه العنصرية من رب العزة فهل الرجل وحده يملك بشرة حساسة يريد المحافطة عليها دون المرأة.
مازلت اصرخ: اذا كن قوارير كما يقال فالاجدر ان يكن هن من اصحاب اللحى وليس الرجال.
سادت فترة صمت كنت خلالها اتخيل العراقيات قبل غيرهن قد اطلن اللحية وتقدمن الى الانتخابات البرلمانية بكل ثقة ليجدن ان لا احد ينتخبهن اذ سيخرج الرجال في مسيرات عارمة وهم يصرخون: لا نريد نسوان مشعرات في البرلمان.
وسرعان ما يدعو عمرو موسى الى اجتماع طارىء يقتصر حضوره على اصحاب اللحى من كل المذاهب لمناقشة افضل السبل للحفاظ على مستقبل اللحية.
وتتوالى رسائل الاحتجاج على عمرو موسى على هذا التمييز واشارت معظم الرسائل الى ان " السيك" هم اول من ابتدع اللحية تلاهم اليهود ثم المسيحيين ولابد من حضورهم هذه الجلسة الطارئة للمشاركة في مناقشة مستقبل اللحية في الخطط الخمسية المقبلة.
رأيت دمعة طفرت من عين طبيبي النفسي وسمعته يقول قبل ان اغادره: كان والدي يبيع أمواس من نوع ناسيت والتي كانت مبيعاتها توفر لنا الرغدة في العيش فالرجال كانوا يتباهون في تجميل وجوههم والوقوف امام المرآة طويلا للتأكد من ان شعر اللحية قد ازيل بالكامل من على الوجه الذي اصبح مشرقا وهدفا جميلا لبصبصة الحريم, ومات والدي يالسكتة القلبية بعد ان داهمه ضنك العيش وعزوف الرجال عن شراء موس "ناسيت".
ولا ادري هل سمعني الطبيب ام لا حين قلت: الله يرحم والدك فقد تخلص من زمان اصحاب اللحى.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلمان ام حمام نسوان
- لماذا لايقرأ هؤلاء التاريخ ؟ هل من مجيب
- انقلاب في السماء السابعة
- جريحان في بيتي
- حمار اسمه -ذات الاهتمام المشترك-
- عقول تآمرية
- الهاجس الملعون
- صدام حسين يحضر احتفالات نوروز في ايران
- طفشان يكتب رسالة ثالثة الى رب العزة
- رجل الدين وانا
- في ابو ظبي ... القرآن في المزاد العلني
- ياللمهزلة في دبي
- مابين هذا الرميثي وذاك الامريكي الآفاك
- دجاجة -المرجعية- ليست لها مؤخرة
- ارجوكم اقرأوا هذا الايميل
- اسمر بو شامة
- ولكم مو هشكل ياعمار وبحر العلوم
- -هلهولة - للتعداد السكاني
- اغبياء اذا اردتم تكرار مافعلوه
- النهيق يأتي من الصومال هذه المرة


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - هذيان