حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 12:26
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لم أكن أتوقع هذا السيل العارم من الانتقادات والشتائم لي لمجرد إني كتبت مقالة تحت عنوان ( (حوار مع المقاومة الوطنية العراقية )) وأي مقاومة ؟ لقد حددت معالمها مسبقا وقلت عنها ( لم يكونوا من البعث أو من المدعين الإسلام بل علمانيين ديمقراطيين لم يعتاشوا على دعم إقليمي أو دولي – لن يستهدفوا الأبرياء ممن لا ذنب لهم من قريب أو بعيد ) وقبل ذلك أدنت الإرهاب بكل أنواعه وقلت بأن الإرهاب هدفه إطالة أمد الاحتلال وتشويه صورة المقاومة الوطنية الشريفة . وكثيرا ما يلجا الاحتلال لمثل هذه الأساليب المعروفة والمتكررة في كل البلدان التي عانت من ويلات الاحتلال. نشرت المقالة في الحوار المتمدن بتاريخ 10-4-2010 . حاولت أن أبحث عن الدوافع الحقيقية لبعض مواطنينا ممن ياستمرؤون الاحتلال أو يذودون عنه علني أجد مبررا لانتقاداتهم وشتائمهم يغير قناعاتي ومواقفي من الاحتلال . فخلصت إلى النتائج ألتاليه
1- لاشك إن النظام المقبور أفقد معنى الوطنية والمواطنة لدى الكثير من العراقيين بسبب حروبه المتكررة وتصرفاته الرعناء وشعاراته الزائفة وجوره وظلمه لقطاعات واسعة من الشعب العراقي فمات في ضمائرهم الإحساس بالوطنية وضرورة التخلص من الاحتلال وأي دعوة إلى المقاومة حتى السلمية منها تعني عنده العودة إلى أحظان النظام المقبور .
2- لا شك في أن الاحتلال أوجد له قاعدة جماهيرية واسعة من المستفيدين بوجوده وهم من المتعاونين معه بشكل مباشر أو غير مباشر وهم يشكلون كارثة حقيقية للشعب العراقي سنراهم مستقبلا يطالبون ببقاء الاحتلال حتى لو استقر الوضع الأمني في العراق وهؤلاء تجدهم على كل المستويات . مسئولين حكوميين وموظفين كبار في الدولة العراقية وتجار وشيوخ عشائر مزورين ومرتشين ورجال دين وهم على رأس قائمة الفساد الإداري والمالي والصفقات المشبوهة والسرقات التي شاع صيتها . ترتعد فرائصهم كلما حاول البعض المساس بالاحتلال ولا يتورعون من ارتكاب جرائم بحق مواطنيهم ممن يختلفون معهم . في أدب الثورة الجزائرية كان يطلق عليهم أسم ( البياعة ) وهم فعلا بياعة حيث باعوا وطنهم للمستعمر الفرنسي وربطوا مصيرهم بمصيره وعالجت أمرهم الثورة الجزائرية بوسائل مختلفة ولا يزال البعض منهم يعيش في فرنسا ذليلا مقهورا لما آل إليه المصير المحتوم . أذكر هؤلاء بأن راجعوا مواقفكم من الوطن فليس هنالك احتلال دائم .
3-البعض الآخر ممن رماني بسيل من الشتائم والانتقادات تورط في ولوج العملية السياسية وان لم يحقق شيئا يذكر فيها نتيجة لقصور ذاتي أو موضوعي إلا أنه أصطف مع الاحتلال وصب نار غضبه على المقاومة خوفا من إن توجه له أصابع الاتهام بالتعاون مع الاحتلال وهذا لم يكن ما يدور في خلدي .
مرة أخرى أعتذر ممن أساء فهم مقالتي لعدم قراءتها في سياقها الصحيح وعدم التسرع بالتعليق قبل القراءة بشكل جيد وعذرا لكل الأميين .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟