أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - ملامح من أصل النار في الأداب اليونانية القديمة














المزيد.....

ملامح من أصل النار في الأداب اليونانية القديمة


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 17:34
المحور: الادب والفن
    



تبتعد الأسطورة اليونانية في أصل النار عن العديد من أساطير الشعوب الأخرى حيث تركز اغلبها على الحيوانات الزاحفة او الراكضة في الصراع الذي يشير الى الكشف عن النار ثم الإحتفاظ بها
ويأخذ ذلك القص أشكالا ممتعة من الأساطير التي تدل على محاولات الإنسان للإفادة من النار كونها شكلت لديه أحد المحفزات للصراع وكذلك تصوره بخلودها بل وألوهيتها وحاجته الضرورية إليها ومحاولة الإحتفاظ بها عن الأخرين ،
أما الأساطير اليونانية فتشير إلى عملية اللاتقابل مابين الألهة والإنسان إذ أن الألهة لاترغب بأمتلاك الإنسان لهذه المادة وهذه هي رغبة الألهة(زيوس )
وإزاء ذلك لابد من وجود بطل ما يستطع سرقة النار من الألهة أي تحدي الإلهة الأعظم ألهة السماء وهذا التحدي يدخل ضمن الأداب اليونانية ضمن مفهوم(البطولة )وهو يعكس رغبة المتحدي في مواجهة الأخطار والولوج إلى العالم السفلي وأجتياز البحار وعبور الجبال والبحث في الغابات ومواجهة الحيوانات الشرسة ، كان ذلك البطل المهيأ لمواجهة زيوس من أجل الإستحواذ على النار هو (بروميثيوس ) الذي نجح بعد صراع مرير من سرقة النار وبطريقة سرية من الألهة زيوس أي دون علمه وبالتأكيد فلابد لبروميثيوس من إخفاء هذه السرقة بعد أن قرر قراره بأرسالها لبني البشر فقام وخباءها في جذع شجرة وهنا تشترك الأسطورة اليونانية في أصل النار مع أساطير الشعوب البدائية الأخرى في شراكة الأشجار للحراك الأسطوري بعد مشاركة الحيوانات كما ذكرت وكذلك مشاركة الأنهر ومشاركة بعض النباتات ذات الطبيعة الخاصة، إزاء هذا التحدي للألهة وهو في عرف الألهة زيوس تحديا إستثنائيا وأستخفافاً بأمكانياتها المطلقة فبالمقابل سعت زيوس لكشف السارق وقررت إنزال أشد العقوبة بالفاعل ،وينجح زيوس بعد جهد ما في إكتشاف الفاعل ويقوم بعقابه بطريقة مثيرة حيث يتم تقييد بروميثيوس على قمة أحد الجبال في القوقاز ويأمر زيوس النسر بأن ينهش كبده أثناء النهار ،
حيث يعتقد في الأساطير اليونانية أن كبد الإنسان يستعيد عافيته أثناء الليل وهكذا يستمر النسر في نهش كبده في النهار ويستمر الليل في تعويض مانهش وهو بالتأكيد إشارة إلى العذاب الأبدي الذي لامفر منه والذي تأمر الألهة به وهنا تعود مسألة المنقذ في الأسطورة اليونانية عن أصل النار مرة ثانية إذ لابد من وجود منقذ أخر لإنقاذ بروميثيوس من عقاب الألهة فتقوم الأسطورة بتسمية (هرقل )
صاحب القوة والتصميم والشجاعة والتضحية الرجل الذي لايبالي بغضب الألهة ويؤدي هرقل دوره وفق سلسة من المواقف ليتم تحرير بروميثيوس الذي تحمل عذاب زيوس ثلاثين ألف عام ،
هذا هو الإطار العام لأصل النار في الأداب اليونانية القديمة ليدخل أفلاطون فيمابعد ليروي بقلسفته أن هذا الصنيع صنيع بروميثيوس وتضحيته كان من أجل الإنسان حيث ان كان قد سرقها من زيوس او من اخيه هيفاتسوس فان النتيجة واحدة ،
أن الحكايات الأسطورية اليونانية القديمة لم تقتصر على الحكاية السالفة الذكر بل رافقتها حكايات أخرى عن مصدر النار تناقلتها الشعوب شفاهيا وأفردت للعقل البشري حيزا فيها ومنها ماهو مشاع في عصرنا الحالي عن أن النار حدثت نتيجة إحتكاك حجرين أو أنها حدثت من إحتكاك غصنين ،
فتولدت في عقل الإنسان البدائي مهارات الإكتشاف والإستخدام لهذه الماده التي تناولتها الأداب اليونانية بالكثير من الإستخدامات على صعيد أنماطها المختلفة ،إن تلك الميثيولوجيا محاولة من محاولات عديدة طرحها العقل البشري لتفسير أي ظاهرة طبيعية حال ذلك حال السعي المتواصل للإنسان لكشف الكثير من الأسرار عما يحيط بحياتنا من غموض وهي بدايات أولى للتفكير الذي يمكن إعتباره تفكيرا منطقياً



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله...
- لن تروى كقصة أو تدر كعاطفة
- لم نعد نهتم بظاهرة أو نهتم لأحد
- جاذبية المكان عندما يختفي الزمان
- خليلتي في برمنجهام
- يُلاقي نعاسه في توضيح خط الرسم
- أعود دونهن لطاولتي
- وسائلها تكون عرضة للجدل وسفسطة الحاجة
- علة ناقصة ... علة زائدة
- لن يُقنع إلأ بأسئلة ...
- مادام الفردوس في مكان ما
- تظل من الضرورات الأشياء لاتُفهم ..
- ناصر الوبير ..ووسيلة الرقي بالبوح
- إلى أين عذابه الأسيل يَفر ..
- أصحاب رثاء نادر ...
- بدلاً من كفارةٍ سيُعالج الذنب بهدية
- يريد أن يمسك بهولاء ليشطح أمام الخالق
- كل شئ في كيانه حقيقة مطلقة ...
- يطول نومنا ويتناسل عند أفواهنا الذباب
- إذ لم يعد شئ يُقبَلُ بوضوح ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - ملامح من أصل النار في الأداب اليونانية القديمة