أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - مجموعة قصائد 4














المزيد.....

مجموعة قصائد 4


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 14:59
المحور: الادب والفن
    




ناسياً أنني أحترقْ


ساهماً... صامتاً مثلما يضربُ البرقُ
صحراءَ خاويةً كجناحِ الجرادةِ
أو مثلما يطرقُ الوحيُ بابَ النبيِّ القلِقْ
حالماً.. غيرَ أنَّ الكوابيسَ توقظني من منامي
بلدغةِ أفعى نحاسيَّةٍ
وتُحاولُ إغراقَ روحي بماءِ الأرَقْ
أمسِ.. من دونَ أن أتنفَّسَ حاولتُ إطفاءَ نارِ دمي..
فمدَدتُ يدي أسكبُ الغيمَ من رئتي
ساهماً.. ناسياً أنني أحترقْ.

*******

للكتابةِ وجهان


للكتابةِ وجهانِ... وجهٌ يُرفرفُ
في أسفلِ المرتقى المرمريِّ لديكِ
ووجهٌ يُنقِّرُ قمحَ يديكِ
للكتابةِ نبضانِ.. نبضٌ لقلبكِ
يبتلُّ بي آخرَ الليلِ أو أوَّلَ الحُبِّ
يختارُ قافيةً من خزائنِ عينيكِ
مثلَ انتقاءِ الثيابِ الأنيقةِ
وقتَ الذهابِ إلى سهرةِ الأصدقاءْ
ونبضٌ لعينيكِ وقتَ المساءْ
للكتابةِ صوتانِ.. صوت لروحكِ يعوي وحيداً
وصوتٌ لروحي يُجاوبهُ في الليالي
على جبلِ الكبرياءْ.

********

فُسحةٌ حجريَّة

كيفَ تتسِّعُ الفسحةُ الحجريَّةُ لي ولها؟
كيفَ تتسِّعُ الأرضُ
حينَ تضيقُ بنا حُجراتُ الأحاسيسِ؟
أسماؤنا تتشمَّسُ في شرفةِ البحرِ
أعضاؤنا تتلمَّسُ خطوَ الحياةِ
على زهرِ أجسادنا...
كيفَ يتسِّعُ الشفقُ المتدفِّقُ لي ولها؟
وتضيقُ أغاني الطريقِ إلى أمسها المشتهى؟
هيَ من بعضِ نسلِ الطيورِ
التي زوَّجتْ دمعَها الزنبقيَّ لماءِ المها.

********

بلا تجربةْ

كيفَ أدَّعي أنني تتلمذتُ على يدِ بوذا
أو زرادشتْ
أو أيِّ نبيٍّ آخرَ ؟
كيفَ أدَّعي أنني قُتلتُ في حملةٍ صليبيَّةٍ
قبلَ مئاتِ السنينْ؟
وأنني ربَّما أحببتُ فتاةً ايطاليةً
من عصرِ النهضةِ كرفائيلَ مثلاً
ورسمتُ ألفَ لوحةٍ لها؟
كيفَ أدَّعي أنني كنتُ شاعراً انجليزيَّاً
رومانسيَّاً في حياتي السابقةْ
رغمَ أنني في الواقعِ انسانٌ بلا تجربةْ؟

*********

لا أستريحْ

ذراعايَ أنشودتانِ
تهزَّانِ مهدَ الكلامِ اليماميِّ...
أو تنعفانِ الرؤى فوقَ هاويةٍ من صفيحْ
وها أنا وحدي أُلملمُ ما قدْ تناثرَ
من ريحِ عنقكِ فوقَ المساماتِ
في قلَقٍ واحتراقٍ
أُعيدَ صياغةَ بعضِ وصاياكِ
أهربُ من لدغةِ السهمِ
منذُ ولادةِ حُبِّي المتوَّجِ
بالنارِ والصيفِ والاستعارةِ لا أستريحْ.

*******

سذاجةْ


في الأمسِ كنتُ ساذجاً أقولُ
من تملأُ لي فراغَ هذا القلبْ
أمنحها زهورَ عمري كلَّها من أجلِ شوكِ الحبْ
حتى ولو للفتةٍ هاربةٍ من الزمانِ المرّْ
من دونِ أن أحزنَ أو يهتزَّ في قلبيَ خيطُ الشِعرْ
............................
وأنتِ تشربينَ من دمي ومن دمعي
ومن مشاعري كذئبْ
في الأمسِ كنتُ ساذجاً أقولُ ما يُقالُ
في الأشعارِ والكُتُبْ
أفعلُ ما يُفعلُ في الأشعارِ والكُتُبْ.

*********
بقميصهِ النيليّْ


بقميصهِ النيليِّ كانَ كأنَّهُ
يمشي على ماءِ الهواءِ
مُتمِّماً لمصارعِ العشَّاقِ
يمشي وحدَهُ كقبيلةِ الشعراءِ تيَّاهاً
ويخلطُ باليدينِ خميرةَ الفرَحِ المعادلِ لليمامِ
ويقتفي عينينِ ذابلتينِ
للأنثى التي مرَقَتْ كسهمٍ طائشٍ
في شارعِ الشهداءِ...
أشربُ صوتَهُ المعجونَ بالحنَّاءِ
كلَّ ضحىً...
وأغرقُ في منامي.

*********

أفروديتْ


أُراقبُ أعضاءها من بعيدٍ
ذوائبها الصارخاتِ إلى الشمسِ
أنهارها المستغيثةَ بالأقحوانِ المريضِ
اهتزازَ أنوثتها فوقَ حبلِ الطريقِ
انبهارَ الحصى الغضِّ من تحتِ أقدامها
ونصاعةَ أسفلتِ شارعها
وغباءَ الزمانِ
ولونَ السماءْ
أُراقبُ أعضاءَها كلَّها
طالباً في دراساتِ علمِ النساءْ.

*********

فضاءُ الشِعرْ


أعيشُ كأنني مُغمضُ القلبِ والعينينِ
ومكمَّمُ الفمِ بالأشواكِ والصخورِ
ليسَ لشيءٍ سوى أنني حلمتُ في طفولتي
باختراقِ الجدارِ الذي يشبهُ هاويةَ وادي الويلِ
بزجاجهِ الذي يلفُّ حياتنا نحنُ البشرِ
والمرفوعِ على آلامنا
إلى فضاءٍ يُسمَّى مجازاً الشِعرْ
والذي ما أن نسبحَ فيهِ
حتى نصبحَ غيرَ مرئيِّينَ
كما لو أننا نلبسُ قبَّعةَ الإخفاءْ
وها أنني لا أندمُ على شيءٍ
إلاَّ على سذاجتي عندما كنتُ أحلمُ
أنني أستطيعُ حلَّ جميعِ مشاكلِ العالمِ الحديثِ
بواسطةِ الشِعرْ.

********

ستَفنينَ كالضوءْ

يتيمٌ دمي ونحيبي مُضاعْ
على شرِّ مائدةٍ للضباعْ
يتيمٌ دمي عندَ بابِ الجحيمْ
ونهبُ زبانيةٍ من أفاعْ
يقولُ وقد سألتهُ السماءُ
بأنِّي قُتلتُ بسيفِ الرعاعْ
أخذتُ أمانيَ من أمَّتي
وقد طَعنتني بسيفٍ مَشاعْ
أقولُ لشاعرةٍ في المساءِ
تحوكُ اللقاءَ بخيطِ الوداعْ
بأنَّكِ مركبُ حلمي الذي
بهِ ألفُ ثقبٍ.. بغيرِ شراعْ
كما القلبُ ينحلُّ في لحظةٍ
ستفنينَ كالضوءِ فوقَ البقاعْ
.......................
يتيمٌ دمي عندَ بابِ الجحيمِ
ونهبُ زبانيةٍ من أفاعْ.



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة قصائد 3
- مجموعة قصائد 2
- مجموعة قصائد1
- مقالات مختارة
- أشعار من الجليل
- رائحةُ القرفة اللاذعةُ جدَّاً لسمر يزبك
- صورةُ الشاعر بينَ الذئبِ والمرأةْ
- قلقُ الحياةْ
- ساهراً في النهارْ
- جدليَّة العشقِ والتمرُّدِ في شعرِ يوسف أبو لوز
- الكلامُ الذي لم أقُلْهُ
- موسيقى مرئية / المجموعة الشعرية كاملةً
- قصائد فلسطينية
- ينقصُني قمرٌ كيْ أعيشْ
- أُفكِّرُ بأشياءَ كثيرة
- مقالات نقدية عن تجربة نمر سعدي الشعرية
- مقالات أدبية
- مجموعة قصائد جديدة
- تأمُّلات حجريَّة
- أُنوثةُ القصيدة لدى الشاعر شوقي بزيع


المزيد.....




- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...
- نص من ديوان (ياعادل) تحت الطبع للشاعر( عادل جلال) مصر.


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - مجموعة قصائد 4