أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - حين يصبح الزواج مشروع اغتصاب














المزيد.....

حين يصبح الزواج مشروع اغتصاب


خيري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 16:56
المحور: الادب والفن
    


خيري حمدان
يصبح الزواج كارثة، والمجامعة الجنسية التي وقّع عليها المأذون اغتصابًا شرعيًا، عندما تبدأ معاناة وشقاء الفتاة القاصر التي لا تملك من أمرها شيئًا، وتجد على عجل من يقوم بالتوقيع نيابة عنها. هكذا تبدو اللوحة في العديد من الدول العربية وفي العديد من المجتمعات العربية المتخلفة، والتي لا تتوانى عن إدخال فحلٍ لاقتحام عذرية وطفولة فتاة صغيرة في العاشرة أو الثانية عشرة من العمر. على أية الحال الشقاء والبؤس والكآبة تبدو نتائج طوباوية ولا تعني الكثير في المفهوم العربي الإسلامي المعاصر، فهناك ما هو أمرّ وأنكى من ذلك، وأقصد الموت بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى!

التكوين البيولوجي للمرأة بات مختلفًا عما كان عليه قبل ألف ويزيد من الأعوام، في تلك المرحلة يا أكارم كانت الحياة خالية من التعقيدات والملوثات البيئية، وكان الفتى أو الفتاة يبلغان سنّ النضوج الجسدي وليس العاطفي بالطبع حوالي العاشرة من العمر أو يزيد قليلاً، ولكن الصورة اختلفت بشكل كبير في هذه الحقبة من الزمن. حيث يحتاج المرء ومن كلي الجنسين إلى سنوات طويلة للتأهل ودخول الحياة الزوجية وتكوين أسرة سعيدة وناجحة على الأقل. بعض الدول تعتمد سن الثامنة عشرة للنضوج، وفي أمريكا نجد بأن سن البلوغ واحد وعشرين عامًا. عدا عن كلّ ما ذكر يطالب الإسلام الذي ننتمي إلى حظيرته بالأخذ برأي الفتاة قبل الزواج ويستوجب موافقتها على ذلك. وبربكم الذي تعبدونه وتصلون له خمس مرات كل يوم يا معشر المسلمين، كيف يمكن الأخذ برأي فتاة في العاشرة أو الثانية عشرة من عمرها في قضية قد لا تعرف معناها أو أبعادها كالزواج، فهي وإن كان جسدها قد بدأ يتكون فهي ما تزال تمتلك عقلية طفلة في طريقها للمضي نحو النضوج.

الحوادث التي أدت إلى موت الفتيات نتيجة لنزيف حادّ كثيرة، وآخرها موت الفتاة اليمنية الهام مهدي العيسى ذات ألاثني عشر ربيعا بعد معاشرة زوجها الذي يكبرها بضعف عمرها، وبعد مضي ثلاثة أيام على شهر العسل!

]حتى الحيوانات تنتظر نضوج الإناث قبل المعاشرة الجنسية![

هل انقطعت النساء والفتيات البالغات لكي تغتصب طفولة لم تعرف معنى الحياة، وتحويل طفلة لربة بيت قبل أن تكمل دراسة متوسطة أو ثانوية أو تخضع لعملية تثقيف وتأهيل ميداني لمواجهة تحديات الحياة. إلى متى تستمر هذه الممارسات يا رؤساء دولنا وفقهاء أمتنا؟

الفكر الإسلامي قابل للتطور إذا رغب العلماء والفقهاء بذلك. وبدلا من إلقاء الفتاوى من على شاشات التلفزة وكأنها مضادات حيوية، لا بد من مواجهة هذه الظواهر الهمجية وغير الإنسانية. وهنا أوجه سؤالي أيضًا لفضيلة الشيخ القرضاوي، ألا ترى يا شيخ بأن الوقت قد حان لتتخذوا موقفًا حاسمًا لحماية القاصرات من الفتيات من الزواج المبكر جدًا وغير المتكافئ، والعمل على حماية الطفولة في عالمٍ عربي غارقٍ في مشاكل اقتصادية وتنموية مصيرية؟ من يتحمل وزر الهام مهدي العيسى؟ ولماذا تقوم مؤسسات حقوق الإنسان الأجنبية بالدفاع عن مصير الفتيات المسلمات من قرارات وعادات تقليدية قاتلة أحيانًا ومهينة غالبًا؟ لست هنا في مواجهة سلبية للفكر والدين الإسلامي، وأنا مدرك حجم تأثيره وانتشاره في العالم، بل ومدرك للعدالة التي يطالب بتحقيقها، والرحمة والسلام وهما عنوان كلمة الإسلام. ولكني بحاجة كمفكر عربي أنتمي لهذه الحضارة لإجابات مقنعة أو على الأقل، فتح باب الحوار بين جميع الأطراف للنهوض بهذه الأمة إلى مراحل متقدمة تضمن حرية الفرد وتحمي كرامته ولا تسرقه حقّ الاختيار لديه في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

في هذا الصدد، أرى بأن تكفير الآخر واتهامه بالخروج عن السنة والمألوف لمجرد التعبير عن رأيه أمرٌ يتعارض مع المنطق ومع تعاليم جميع الشرائع السماوية. لا يمكن فرض مفاهيم دينية عقائدية غير قابلة للنقاش على قضايا دنيوية كتحديد سنّ زواج في زمن متغير. وها نحن نرى نتائج بعض هذه الإجراءات المخالفة للضمير الإنساني، ويقوم بها وليّ الأمر ]الوالد[ دون الشعور بالرحمة على فتاته التي لم تشبع بعد من نداء الأبوة والأمومة.

المحامية اليمنية شذى ناصر تقوم الآن بالدفاع عن المغدورة الطفلة الضحية الهام، ولا أعتقد بأنها قادرة على تحقيق الكثير في هذا الشأن. فالوالد قد يسارع إلى تزويج البنت الأخرى بعد أن يهدأ اللغط الذي أثير حول هذه القضية. ويبقى القرار الفاعل والنافذ لإنقاذ الطفولة من الزواج المبكر وسرقة قرارهن في تحديد مستقبل حياتهن في أيدي المشرعين والرؤساء والبرلمانيين والمفكرين وأصحاب الضمير.



#خيري_حمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غابرييل غارسيا ماركيس يتحدث عن نفسه
- غابرييل غارسيا ماركِز يتحدث عن خوليو كورتسار
- فقدت سنّا في الوقت الذي فقدت فيه عذريتك
- ما بين الحلم واليقظة
- قصائد شريرة
- المرأة وقرن الموز
- تدركين دون شكّ .. سيدتي!
- من ذبح الحصان
- من خلف الكواليس
- قبعة ومعطف شتويّ
- يُحْكى أنّ الليلَ تمرّدَ فبَكى
- فواصل ونقاط 5
- بحقّ الموت لا ترحلْ!
- نقاط وفواصل 4
- نقاط وفواصل 3
- نقاط وفواصل 2
- نقاط وفواصل 1
- بصحبة زوربا
- عودي يقتلني إبداعك (1)
- كلّ هذا من أجل رجل!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خيري حمدان - حين يصبح الزواج مشروع اغتصاب