رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 09:59
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
يستوقفني حديث الصحافة اليمنية عن زواج الصغيرات ، فأصاب بالأسى مما يحدث ، خصوصا وإن إصرار من يطلقون عليه العالم الحزمي على ضرورة أن تتزوج الصغيرة جعلني أشعر بالنفور من إصرار مستميت منه على ذلك ، الأمر الذي يؤكد أن الإسلاميون مع الأسف لم يغادروا بعد فروج الصغيرات إلى محاولة النضال من أجل إيجاد انفراج في الانسداد السياسي الذي يحياه الوطن ، فهناك ما هو أهم من التفكير بالزواج من طفلة لا تعي من أبجديات ما يفكر به الحزمي وأمثاله شيء.
ولعل الإصلاح بحاجة إلى أن يعي أن دوره لا يتمثل في تكثيف لغة الجنس حتى تصبح هي الشاغل الذي يؤرق عيون قادته المبجلين الذين يمتازون بتربية اللحى وإطلاق الشعر الكثيف فيما يتكاثف حول الوطن سخام أسود لضباب ينذر بويلات قادمة ستعيشها البلاد ، ولو أن عقلاؤهم استطاعوا ينجزوا إسكات الحزمي وأمثاله لكانوا قد أسدوا إلى طفولة اليمنيين خيرا ، ولأعادوا البسمة الضائعة لصغيراتنا البائسات اللاتي يوأدن على طريقة الحزمي وأمثاله..!!
مثله مثل مثل "آكل البيض" وقصة المتحسس الذي يريد أن يمنع من لا يتحسس من أكلها ، ولو ان الذي صدر منه هذا المثل الساذج جعل ابنته عرضة لزواج قهري كما حدث للطفلة نجود تحت مسمى أن الدين قال ذلك لوجد أنه سيتحسس ولن يرضى لابنته زواج مبكر يقتل فرحتها الصغيرة الحالمة بأشياء غير العملية الجنسية ، وفي رأيي أن تزويج الصغيرات سلوك نجس ينم عن عقليات استمرأت الفتك والعبث بالطفولة ليس الا.
وحين يهزم العلم الذي يقول أن تزويج الطفلة له مشاكله الصحية والنفسية والاجتماعية ، منطق المتعطشين لهتك الطفولة الغضة المتفتحة على الحياة كبرعم متفتق يشتهي الحياة بمعناها الأجمل، يلجئون إلى الدين ومحاولة تبرير أعمالهم تلك.
ولا عجب أن تجد من الإسلاميون الذين يقولون أنهم معتدلون من يعتبر مجرد لفظ اسم شقيقته أو والدته أمام أقرب أصدقائه أمرا ينقص من رجولته وقيمته وهيبته ومكانته فكيف لا يناضل متطرف فيهم ويسعى بكل ما يستطيع من أجل منع إصدار قانون يمنع زواج الصغيرات ويحدد سننا قانونيا لذلك ، ناهيك عن محاربته حقوق المرأة السياسية؟
ولأكون عمليا لابد من تحييد الدين ... دعه موجودا ولكن اخلق الظروف المواتية لتلجا الناس إلى الأرقام وليس الى النصوص , إلى المختبر وليس إلى المسجد , الى الدنيا وليس الآخرة
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟