|
ذكريات مرعبة لايام الجريمة العالمية
نوري جاسم المياحي
الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 09:58
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
اليوم التاسع من نيسان قد انقضى مودعا سبع سنوات من المصائب والاهوال والجرائم التي مرت بشعبنا المظلوم والتي ارتكبت بحق الابرياء .. ولا ادري ما تخفي السنة الثامنة وهل ستكون كغيرها من السنوات التي سبقتها .. او ستحمل في طياتها الامر والاتعس كما يبدوا لي ؟؟؟ لاتغيب عن ذاكرتي تلك الايام من عام 2003 بمعاناتها من خوف ورعب من المعارك التي كانت تجري على الارض و السماء مليئة بصواريخ وطائرات الغازي الامريكي وحلفاءه .. تلقي بحممها على كل متحرك .. وتحرق كل معدن يظهر على شاشات راداراتها .. ومن سوء الصدف ان يكون سكني يبعد 200 متر عن خط الدفاع الاخير عن بغداد .. حيث اختارت القيادة العراقية المصب العام ( كان يسمى انذاك نهر القائد ) كمانع طبيعي لتقدم قطعات العدو ..نحو بغداد .. اضافة الى كون منطقتنا قريبة من المطار الدولي ( الذي كان يسمى مطار صدام الدولي انذاك ) .. ولهذا اترك للقاريء تصور ما مررنا به في تلك الايام المريعة .. لقد نقلت عائلتي الى داخل بغداد التي كانت تعتبر امنة .. وبقيت انا واولادي الكبار في المنطقة .. لانه عيب واحد يترك بيته وينهزم .. واقولها وبصراحة لم يتوقع احدنا هذا الانهيار السريع للجيش العراقي .. وهذا موضوع اتركه لاخوتي القادة العسكريين الميدانين لمناقشته وتحليله .. لقد طبقت الولايات المتحدة استرتيجية وتكتيك ما يسمى ( الصدمة والرعب ) .. وقد نجحت في ذلك نجاحا باهرا .. ومن دلائل هذا النجاح الرعب الذي اصاب الجنود والضباط وبما فيهم نحن .. بسبب ترسانة الاسلحة التي استخدمتها وبشكل لايصدقه عقل .. كل انواع الاسلحة وبما فيها الصوتية والملونة .. وساعد على ذلك الاشاعات المهبطة للعزائم .. واذكر كيف في بداية الغزو كان المئات بل الالاف من المواطنين المسلحين على اهبة الاستعداد لصد الغزو في كل زاوية وشارع .. وفي اليوم السادس من نيسان خرجت للشارع لاجد احد الابطال وابنه ولوحدهما باقي في الموقع الدفاعي بعد ان كانوا بالعشرات .. وعندما سألته عن جماعته .. اجابني بكلمة واحدة ( شلعوا ) .. طبيعي المنطقة كلها خالية من سكانها ماعدا البعض ممن يعدون على اصابع اليد من كبار السن باقون .. واذكر حادثة طريفة .. جميع الضباط والمراتب تركوا اسلحتهم وانسحبوا بالعزيزة ( روحهم ) ..كنت واقفا في الباب .. فمر بي ثلاثة شبان ..ومن بقايا الملابس التي كانوا يرتدونها عرفت انهم جنود .. فطلب احدهم مني ماء .. فطلبت منه الانتظار لجلب الماء .. فجلسوا متكأ ين على السياج .. وعندما كنت اصب الماء لهم .. عوى احد الكلاب .. فلم اجد صاحبي الا ويقفز الى نصف الشارع مرعوبا وهو يتلتفت .. فلم اتمالك نفسي من الضحك على هذا الموقف المحزن .. فسارعت لتطمينه بالقول عمي لاتخاف .. هذا جلب وعوى .. انا لا الوم هذا الشاب فالخوف غريزة طبيعية في النفس البشرية .. ربما لايكون الجنود الامريكان قد سرقوا الدوائر والمؤسسات العراقية ولكنهم شجعوا العراقيين على السرقة والتخريب (ولو نحن نعلم بانهم لايحتاجون الى تشجيع من احد) ..واذكر يوما كنت اراقب دورية امريكية تفتش المارة .. وباسلوب مهين .. ولاحظت احد المارة يلبس دشداشة بيضة .. حتى الفانيلا واللباس شاهدتها من وراء الدشداشة .. ومع هذا يصيح ويصرخ عليه بالانكليزية افتح رجليك .. وبما ان الشاب لايفهم الانكليزية .. ففتحها ولكن لم تعجدب الامريكي .. فضربه بالحذاء (البسطال ) واسقطه ارضا .. والمسكين بلعها وسار في طريقه .. في هذه الاثناء مر احدهم .. يسحب جهاز تلفزيون على التبليط .. فطلبت منه محاسبته لانه حرامي .. اجابني .. لاتوجد اوامر لمنعهم .. هذا علي بابا .. بالعودة لتلك الايام كنت الاحظ المواطنين والكثير منهم فرح بزوال نظام صدام المرعب والذي كتم انفاسهم لعقود ..وكانوا يصدقون ماتبثه اجهزة الاعلام التابعة للمحتلين التي وعدتهم بالحرية والديمقراطية والعيش الرغيد .. ولكنهم بعد ان شاهدوا ما فعله من جاء بعد السقوط ومع المحتل .. والنكبات التي حلت بهم ..شعروا انهم خدعوا و بدأوا يترحمون على زمن صدام .. بالرغم من انه بتصرفاته الخرقاء والحمقاء وانانيته اوصلنا الى مانحن فيه من ذلة ومهانه .. كان صدام واحد واليوم اصبح عندنا العشرات من صدام .. اعدم صدام المئات وربما الالافطيلة 35 سنة .. واليوم يقتل يوميا المئات .. كانت لديه العشرات من المقابر الجماعية .. واليوم عشرات الالوف تدفن في المقابر العلنية ولا احد يعترض .. كان المقربون من عائلته واقربائه حرامية واليوم وبلا حسد .. كل المسؤولين واقرباءهم وحتى حبال المضيف حرامية ونصابين .. وان وجد من هو نزيه ولم يسكت عليهم فكاتم الصوت بانتظاره ليقتل .. كان العراق دولة مهابه ومحترمة وقوية زمن صدام .. اليوم يتراكض قادتنا وسياسينا الى دول الجوار ليحصلوا على الموافقة والرضى والمباركة ليشكلا وزارة عراقية وبلا خجل .. فتصورا اين كنا وكيف اصبحنا .. كل هذا بسبب حماقة صدام .. وغدر وخيانة من يسمون انفسهم المعارضون والذين عادوا على الدبابات الامريكية .. جرائم ارتكبت ولازالت ترتكب بحق هذا الشعب المظلوم .. فلماذا لا نعتبر يوم 9 نيسان .. يوم الجريمة العالمي ؟؟ اسوة باليوم العالمي لحقوق الانسان ؟؟ الم يشارك كل العالم في تدمير العراق وذبح شعبه .. الا يستحق الضحايا وحضارة العراق يوم لتذكروتخليد جرائم بوش ودك تشيني ورامسفيلد والملعون بلير ..بحق ابرياء شعبنا ؟؟ اللهم احفظ العراق واهله
#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراقي يرقص مذبوحا من الالم
-
شبان السياسة يتفوقون على الشيوخ في التكتيك
-
قادة وسياسين بلا جذور ولاكرامة
-
المحاصصة .. فيروس استعماري
-
التمني راس مال العراقي الحر المستقل
-
هل يصلح الحداد ما افسده الدهر ؟؟؟
-
لاتبكي ملكاً مضاعاً كالنساءِ
-
مفوضية الانتخابات تخفق وتؤجج الصراع بين الزعماء والكتل
-
ايهما افضل ملكي دستوري او جمهوري وراثي ؟-- (3)
-
الملف الاسود متى يغلق ؟؟
-
بوركت ياعراقي لاسقاطك الفاشلين
-
ايهما افضل ملكية دستورية او جمهورية وراثية ؟ ؟ -- 2
-
ايهما افضل ..ملكية دستورية .. او جمهورية وراثية -- 1
-
حكومة الاقوياء .. طوق نجاة العراقيين
-
العرس انتهى ظاهريا وتبين .. العروس غير باكر
-
ان كنت لاتستحي ..افعل ما شئت
-
اني حاير والله لايحير عبده
-
غائب عن عيوننا .. حاضر في قلبونا
-
نفاق العراقيين .. طبع او تطبع
-
عقيد امريكي طلع بعثي اجتثوه يرحمكم الله
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
المزيد.....
|