أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الهجوم على الإسلام














المزيد.....

الهجوم على الإسلام


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2970 - 2010 / 4 / 9 - 11:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمة إشكالية كبرى في الخطاب العربي والإسلامي الراهن، المتشنج الرافض لأية إعادة نظر في مجمل المفاهيم السائدة، والركام الهائل من الموروث المتواجد على السطح، وغطى جوهر المفاهيم العقائدية والروحية التي لا يخلو بعضها من بعد جمالي وحضاري وأخلاقي وإنساني، تتجلى في محاولة الإيحاء بأن هذا الركام الموروث هو الإسلام ذاته، وأن محاولة تغييره أو النيل منه وتحليله وتفكيكه هو هجوم ونيل من الإسلام بالذات. وثمة إصرار مواز، على أن ذاك الركام بات هو الأصل والجوهر، فيما لا أحد يعبأ بالأصل والجوهر.فالمحاولة للربط، في بنية هذا الخطاب، بين العرب والمسلمين، وبين الرثاثة، والتخلف والجهل، واضحة وصارخة.

وهذا يقودنا للتساؤل، هل أصبح الإسلام كدين وعقيدة، ولا سمح الله، هو كل هذه الظواهر المرَضية المخجلة والمتواضعة التي نعيشها في مجتمعاتنا والتي باتت ترسم صورته، وتشكل عبئاً، وثقلاً، وحملاً على الجميع، وعائقاً أمام النهضة والتقدم والانطلاق؟ هل الإسلام مجرد نقاب، وإطلاق لحية، وحف شوارب، وتمظهر ودروشة وعبوس وتكشير وتنفير، ولبس دشداشة، واغتصاب صغيرة، وطلاق تعسفي، ودعارة شرعية، وجريمة شرف هنا، وداعية قتل هناك، وفساد مستشر في أوصال المجتمع، وسيادة الأوهام والخرافات والطرق الخزعبلاتية، وتناسل الدعاة الدجالين، والتكسب باسم الله؟ وهل الإسلام هو هذا الكم الهائل من التخلف والفساد والانحطاط والتردي والتقوقع ورفض الحداثة والعداء للآخر والحقد والتشرذم والضبابية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وأن مجرد التعرض لها، وتحليلها والتطرق إليها، لتعريتها ونقدها، يصبح هجوماً على الدين؟ هل الإسلام هو هذه السلالات المنفلتة من شيوخ الفتاوى المضحكة والتهريج الفضائي المخجل، وإصدار وتصدير سيل الفتاوي التي تسيء للإسلام كعقيدة ودين، تحصره في زوايا ضيقة وتختزله في قضايا لا علاقة لها بصلب وجوهر أي دين، كفتاوى إرضاع الكبير، وشرب بول البعير، وقتل الفئران الفسقة، وفتوى أم أنس بتحريم جلوس النساء على الآرائك، وإنكار كروية الأرض....إلخ؟ وهل التعرض لهم ولهذه الظواهر التي تقي المجتمعات من الانزلاق أكثر نحو هاويات الجهل والظلام هو هجوم وتعرض للإسلام كما يحاول البعض القول، في دفاعهم المستميت للإبقاء على تلك الظواهر التي يبدو أنها باتت مصدر عيش وبقاء وتكسب لهم؟ كلا وحاشا لإسلام ولأي دين أن يصور فقط على هذا الحال.

وماذا يعني استمرار كل تلك الظواهر غير الموت التدريجي والتخلف عن مواكبة المجتمعات الأخرى، التي تحقق يومياً قفزات كبرى في كافة المجالات، وتعلن الثورة تلك الأخرى في الرؤى والمفاهيم، وتقلب كل ما هو موجود من تصورات وحقائق وأفكار حول قضايا شتى مطروحة على الساحة فكرية وعلمية وفلسفية وتكنولوجية. فلقد رافق الثورة التكنولوجية والإليكترونية ثورة أخرى لا تقل عنفاً وجذرية في المفاهيم والأفكار والرؤى، نسفت كل ما كان قائماً من تصورات حول الوجود وتفسيرات نمطية وتقليدية بالية وباتت في حكم الماضي والزمان، وأن مجرد التمسك بها يعني خروجاً من السباق الحضاري والزمن الحالي، كما تحاول أن تفعل تلك القوى الممسكة بتلابيب خطاب أكل الدهر عليه وشرب في مجتمعاتنا، لا بل، والأنكى من ذلك، أنها لا تكتفي بفرض هذا الخطاب وتسويقه، بل تعمل جاهدة على إرجاع عقارب الساعة قروناً إلى الوراء تحت دعاوي إحياء الأمة والقيم والأفكار والتجربة الخالدة التي لا تموت، ولا تحول ولا تزول والحفاظ على الثوابت، هل هناك من لا زال يقول بثوابت في عالم سمته الأولى التحرك والاندفاع والحيوية والتغيير؟ هذه المحاولة والالتفاف على الاستحقاقات الحضارية، هي بعينها هي التعطيل، والشلل الذي تعاني منه هذه المجتمعات التي لم يعد يعنيها النظر إلى الأمام، بل كل مناها واهتماماتها هو في التطلع إلى الوراء والبكاء على أطلاله والحنين النوستالجي العجيب للعودة إليه.

إن تلك المحاولات للربط بين كل ما هو رث وبال ومتخلف، وبين الإسلام، واعتبار الهجوم على المظاهر السلبية في مجتمعاتنا، هجوماً على الإسلام بذاته، هو برأينا المتواضع، الهجوم الأكبر والإساءة الكبرى للإسلام، من قبل كل من يعتقد أنه يدافع عن الإسلام، بالذات، والذي يبدو أنه لا يريد خيراً بالإسلام.

لم تكن العلمانية في يوم من الأيام تعرض لأي دين، ولا نسفاً لأية عقيدة، ولا ازدراء لأي مكون وعرق كما يفعل الخطاب والتيار، إياه، وثمة فارق حضاري وأخلاقي كبير بين الخطابين والاتجاهين. وفي ظل العلمانية فقط تتعايش الأديان والمكونات والأعرق، من دون تمييز بينها على الإطلاق. ولكن، وبنفس الوقت، إن أي إحجام عن نقد الظواهر السلبية، وتحليلها، وتبيان مدى خطورتها، على حياة الفرد والمجتمع، هو مساهمة متعمدة، وإيذان، بتمويت وإفناء وقتل هذه المجتمعات وليس الحفاظ عليها، ولا يعني بحال حباً، وغيرة عليها، فمن يحب شيئاً، يحاول أن يراه بأحسن حال، لا بأسوأ حال، كما هو حال هذه الدول والمجتمعات.

فمن الذي يهاجم الإسلام؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخوان سوريا ونصرة المنصور
- ماذا تنتظرون من مؤذن في مساجد دبي؟
- يوم في حياة الرئيس مبارك
- أوربة ديار الإيمان
- تهنئة للأخوة المسيحيين بأعياد الفصح المجيد
- هل بدأت الحرب على أسلمة أوروبا؟
- ابن تيميه في قفص الاتهام
- من يجرؤ على الكلام في حقب الظلام؟
- العلاقمة الجدد قادمون
- الله الإنسان أو الإنسان الإله، بين أنسنة الله وتأليه الإنسان
- سيناريو افتراضي لمؤتمر القمة العربية عام 2048
- الأتمتة وسنينها: المواطن-الزبون
- هاتفكم مقطوع لأسباب مالية
- هدم المساجد: النار التي ستأكل نفسها
- هدم المساجد: النار التي تأكل نفسها
- أين هي ثقافات وعقائد شعوب المنطقة قبل الغزو البدوي؟
- موسم الهجرة إلى الشام
- إياكم والتمسك بالأخلاق والتقاليد العربية الأصيلة
- لماذا لا يلغى مؤتمر القمة العربي؟
- دول الخليج واللعب بالنار


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الهجوم على الإسلام