|
محطات أستذكارية / الشاعر المرحوم رياض أبو شبع
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 2970 - 2010 / 4 / 9 - 08:19
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عام 1972 م دعيت للمساهمة بامسية شعرية نظمتها جمعية الشعراء الشعبين /بابل المنحله مع مجموعة من شعراء المحافظة آنذاك ، ومكان عقد الأمسية قاعة تربية محافظة بابل والتي أحالتها الصواريخ الأمريكية عام 1991 م لركام وليومنا هذا ، أبهر الجميع حينها شاعر نجفي ترك مدينته وأستوطن بابل لأسباب سياسية هارباً مع أخوه الأكبر(حسين) من سطوة مايسمى (بالحرس القومي) ،بقصيدة تمتلك كل مقومات القصيدة الناجحه ، صورٌ شعرية جميلة ، وحدة متامسكة للموضوع ، القاء هادىء مميز ، والقصيدة أياها نحيلها للمدرسة الحديثة للشعر الشعبي ، مرتدية حلة القصيدة السبعينية التي لا تزال الذاكرة المثقفة تكن لها الأحترام والأنبهار ، رغم أن الشاعر رياض أبوشبع تخرج من المدرسة الكلاسيكية ويعجب كثيراً بقريبه الشاعر الشعبي النجفي الكبير (عبد الحسين أبو شبع) ، أذن بحكم التقارب العمري بيني وبينه بدأت بيننا أواصر صداقة وطِّدت لاحقاً ، دخلت لمكامنه وعلمت أنه أكمل دراسته الأبتدائية والمتوسطة في مدينة الكوفة من محافظة النجف الأشرف ، ولأسباب خاصة ترك دراسته ليعمل مع أخيه الأكبر بالحي الصناعي لمدينة النجف (تورنجي) ، وبسبب أنتمائه اليساري غادر مع أخيه لمدينة الحلة وأستوطناها هاربان ، وبسبب وفاة زوج أخته الكبرى ولعدم وجود معيل لهم أنتقل لبغداد العاصمة لرعاية شقيقته التي تسكن منطقة (الشواكه) ، متخذاً من مهنته (تورنجي) سبيلاً للعيش كأي غيور يجد في خدمة الأخرين طريقاً للوفاء ، متناسياً نفسه متنقلاً بأكثر من عمل شريف لأداء رسالته أتجاه شقيقته وأولادها ، عام 1976 م تزوج وأنجب ولدان وبنت واحده ، عاد لمحافظة بابل بعد أن كبر أولاد أخته ووقفوا على أرجلهم -كمايقال- أولاً ، ولحدوث شرخ بعلاقته الزوجيه ثانياً ،ولأنه يبحث عن مدينتة الفاضلة ثالثاً ،وأنى له أن يجد تلك المدينة الأسطوريه ،فشرّد نفسه ضائعاً بين حانات أبونؤاس ومشارب بغداد الكثيره ، ناهيك عن نوادي الحلة وشواطئها الساحره ، فأهمل كل شىء ، صحته وقيافته ، وأهم ما أهمل ذلك النتاج الجميل والقصائد التي يفوح منها عبير العراق وسحره وعنفوانه ، ونسيّ تماماً ان له أولاداً رغم أنهم كانوا يبحثون عنه في أزقة بغداد وحاناتها ، وحين ييأسوا من بغداد يتوجهوا صوب النجف الأشرف للبحث عنه مروراً بالحلة لنفس الغرض ، وهو قابع في أي حانة تؤيه الى أن وجد ميتاً على أحد الأرصفة في ليلة شتاء بارد ، كتب بشهادة وفاته ، مات بداء تشمع الكبد ،ولا أدري لماذا أذكر قصيدة الشاعر الكبير (موفق محمد) التي يرثي بها صديقه الراحل (يحيى الخطاط) كلما مر بخاطري ذكر الشاعر (رياض أبو شبع) ، يقول موفق محمد (يحيى الخطاط ، عاكسه حرف الميم كثيراً ، أسلمه للخمر فمات) ،ورواية أنه مات هكذا غير دقيقة ليسيئوا لهكذا رجل ولتأريخه النظيف فأخيه الأكبر حسين أحتضنه بداره لستة أشهر متوالية حتى توفاه الله ، وأعتقد أني مقصر أتجاه شاعر مبدع وصديق ، وعذري بذلك عدم أمتلاكي لأي معلومة ولأي قصيدة له ،ألا هذه المعلومات المستقاة من أخيه الأكبر الذي لايعرف بالتحديد تاريخ وفاة أخيه ، ويقول أعتقد أنه توفى عام 2000 م ، ولربما بسنة قبلها أو بعدها،وحصلت له على نصيين أحدهما نشرته جريدة الراصد ، ونص أخر زودني به الصديق الشاعر (عبد الستار شعابث) .
النص الأول (دلـلوك) 1972 م ------- دللوك ... وشكَوا أبروحي الدروب... وخلوا أبراسي الذنوب أوكبّروا بيه الصبر وسووا الدنيه سوالف وسووا أجروحي عمر وحطوا أجدامي أعله خيط وكالوا اليوكع يموت وكالوا اليوكع زغير وأنته... وأنته ظليت الجبير وأنته ظليت الجبير *** مقطع من النص الثاني الذي نشرته جريدة الراصد البغداديه صلاة الكاولي ----------- (هناك في الصحراء ينابيع عذبه) آنه أبحالين ... حال الناس تنعاني على البيه
أوحال البيه يشجيلي العمر... من ضيع أسنينه أبلياليه وصلاة الغبشه فاتتني وكَلب ظل أبنواعيه وألف ليل اليمر والآه... تنشال أبتواليه وحزن جَر الربابه أبليل تحجي البيها والبيه وأون ... لا طارش من الراح ولا مرت طواريه ولا جلمه التحاجي الروح عن ذاك العزيز وروحي عاريّه ولا نيسان عالتعبان مر فيّه وظل والنار بجروحي وشمس مصلوبه فوك الروح ظهريه وربابه ... أونوح وسوالف غجر مابيها حنيه وتنام الخيمه عالمامش.. ويوميه عرس عالمامش أبمامش وآنه آبنادم وأحط عيوني بعيون...
اليجيني أبليل ، ضيف ونازع الفشله وكابح ... واليكابح ضيف خيمتنه ويجينه وبالنواعي أنبيع لمتنه ويحط جدمه على أنفاس الربابه ويخنك الجلمه يصيح ويثكل ألسانه ويكول أبعين المواكح يهنياله يغني الليل كله وما يعرف النوح ويهنياله.. اليغني وعيب شاف أجروح وآنه آبنادم... ينام الصبر بجروحي وتنام حجايتي أبروحي وينشدوني ... أبوك أشجان ؟؟ وكلهم والشفاف أتموت بالحيره وكلهم جان أبويه (الكاولي) ولا يكعد أبديره وكلهم جان أبويه (الكاولي) ومايعرف الغيره *** ببلوغرافيا ------ رياض جواد كاظم حمزه أبوشبع
1947 الكوفه/ النجف الأشرف خريج الدراسه المتوسطه العمل / تورنجي / خراط تزوج وله ولدان وبنت واحده توفى عام 2000 م ودفن في النجف الأشرف
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجسر ...الخورنق والجنائن المعلقة!!!!
-
ضيف فقره
-
السكوت أمن الذهب
-
هروب جسر الحلة
-
دفيني أبعباتج
-
حمَد
-
إيكولون غني أبفرح
-
حلم الماضي وخيبة الحاضر وأستشراق المستقبل في رذاذ على جبين غ
...
-
رؤى ورقَةُ القوافي في زمكانية (وتَر المنافي)
-
يومية أنتخب
-
صبر مفطوم
-
روض
-
مشهد الشمس وطقوسه الحلية
-
العراق الفاز / مهداة للحزب الشيوعي
-
أوتارٌجبهويه *
-
واقع أم خيال حلاق بيد واحدة
-
الحلة الفيحاء وأعياد أيام زمان
-
تباً للسيلسة / مهداة الى العراق العظيم
-
حرامي الضحاك
-
الشاعر عبد الصاحب عبيد الحلي /تجربة رياديّة ضاجّة بالعطاء
المزيد.....
-
سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي:
...
-
أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال
...
-
-أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
-
متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
-
الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
-
الصعود النووي للصين
-
الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف
...
-
-وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب
...
-
تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|