سعد تركي
الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 11:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مآسينا وأوجاعنا كبيرة وعديدة وليس بالإمكان أن نعرف أيها أكثر إيلاماً وأشد وجعاً،أن نصحو -ليس على صياح الديكة وزقزقة العصافير-على وقع التفجيرات التي تسلب أرواح العشرات من أحبتنا وتصبغ شوارعنا الخربة بالأحمر القاني، أم لا مبالاة من يفترض أنهم مسؤولون عن أمننا وأرواحنا وإستخفافهم بدمائنا التي تهدر عبثاً كل يوم..
يمكننا-على الرغم من صعوبته وإيلامه-أن نحتمل انكشافنا وعرينا أمام آلة القتل التي تأخذ بخناقنا إينما ذهبنا وتسلب منا حاضرنا ومستقبل أبنائنا، إنما لا يمكننا أن نحتمل هذا الاستهتار والاستخفاف الذي يبديه المسؤولون حين يظهرون(تحفّ بهم حماياتهم) أمام الفضائيات مبتسمين مدعين أن ما جرى ويجري ليس أكثر من فقاعة(كما صرح أحد المسؤولين)،وأن القتل المستمر فينا لن يؤثر فيهم ولن يزحزحهم عن كراسيهم الوثيرة!!
نعرف تماماً أن أي صراع سياسي بين (الأخوة) المتحاصصين والمتشاركين في الامساك بتلابيب الوطن، ينسحب بالضرورة على إيقاع الشارع ولونه، فيتحول صخبه الضاج بحركة الباحثين عن بصيص أمل ولقمة حلال الى دويّ يصم الآذان ويسلب الروح قطرة إثر قطرة ويفتح جراحاً عميقة لا تندمل..نعرف تماماً أنهم يتقاتلون بدمائنا وأشلائنا المتناثرة ودموع أمهاتنا اللواتي لا يتوقفن عن خمش خدودهن الا ليخمشنها مرة أخرى..نعرف أننا وقود معركة ليس لنا -في حسابات الربح والخسارة- فيها أي مغنم..ونحتمل بألم وغصة، ونصبر على أمل أن يتغير الحال يوماً ، فيدرك السياسي أن الاستمرار في هذا الصراع سيجعل الوطن خاوياً بلا مواطن يمكن أن يكون وقوداً للصراع.
نعرف ذلك كله واحتملناه وتجرعناه..لكن أن يكون إستشهاد وجرح المئات، وتيتم وترمل الالاف في كل موجة عنف،ليس أكثر(بحسب المسؤولين)من مجرد فقاعة تحاول التأثير على العملية السياسية و(إيهام) المواطنين أن الوضع خرج عن السيطرة،فهذا إستهتار وإستخفاف خطير ومؤلم بكل قطرة أريقت ودمعة سفحت..إستهتار وإستخفاف بآلام وجراح وثكل وفجيعة وعقل ومشاعر وأحاسيس العراقيين الصابرين..إن كنتم- سادتنا المسؤولين-لا تستطيعون كف أذى الارهاب والمجرمين والأفاقين عنا فعلى الأقل كفوا أذاكم أنتم عنا..إن كانت يدكم قاصرة عن حماية أبناء وطنكم فلا تزيدوا الآلام والاوجاع والأحزان والهموم بألسنتكم.
#سعد_تركي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟