|
شيء لا يشبه شيء و حرر امرأته
اماني نجار
الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 08:40
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
شيء لا يشبه شيء .... و حرر أمرأته! أقوال و أفعال متناقضة اذ نجد كثير من الأشخاص و المجتمعات أقوالهم نقيض لأفعالهم ولا يشابه الشعارات التي ينادون بها و نجد في المحصلة النهائية أنه شيء لا يشبه شيء . نحن شعوب لا نتحاور و لا نعرف ان نناقش ألا بصوت عالي أذ نحن شخصيات موتورة و شعوب الى حدا ما كئيبة و نتصور احيانا اذا فرحنى ان هذا عيب او حرام . نجد هبوط مستوى العالم الثالث و منها دولنا العربية أحد الأسباب الرئيسية هي الأم و ماذا تنشيء و ما تربي نجد هذا كان جواب لسؤال موجه للأستاذ فاروق الباز الذي يعمل في (ناسا) و حصل على جائزة كبرى ،أجاب انه الذي أنا الآن عليه بسبب أمه و ما ربته و اضاف كنا 7 ذكور، عندما كانت امي تنزل من فوق لوقت العشاء أو الغداء كنا نقف الى أن تصل و تجلس على المائدة معنا لما لها من شخصية مؤثرة .نجد أن أمه لم تجعله ان يشبه غالبية ابناء جلدته و شباب اهل بلده من الحياة الروتينية العادية التي بلا هدف محدد و مدروس . العالم العربي ظاهرة صوتية كما قالها كاتب ما يوما في كتابه الذي كان له ضجة هذا الكتاب و يدعى (العرب ظاهرة صوتية). فنجدهم بهذا يكثرون من الأقوال دون أفعال و يتغنون بأمجاد الماضي و لكن الفتى لا يقول من كان ابي بل من أنا . نجد ما لنا ليس لنا أذ نجد كل شيء مصنوع و مستورد من الخارج كل شيء مصنوع في الصين ،يلا سخرية القدر من نتهمهم بأخلاقهم و شرفهم اسوردنا منهم ممكن من يحل مشكلة قضايا شرف العائلة و من يصون و يحافظ على شرفنا اليس تناقض و شيء لا يشبه شيء اذ نجد غزت الأسواق العربية هذه الأيام (مناديل للمتعة الجنسية ) أو (غشاء البكارة المستورد) الذي يكلف 15 دولار .هل هو ضربة للتناقضات التي نعيش بها و لمجتمعنا الذكوري الذي غض النظر عن المشاكل التي نعاني منها و أستلم المرأة كأنه لا يوجد غيرها و كأنه تركوا الله الذي يعبدون و عبدوا المرأة على الأرض من خلال حبهم الخانق لها ،بالمقابل كيف ما الرجل الشرقي يمارس سيطرته على المرأة نجدالمرأة تريد حقوقها و لا نقول مساواة لأنه يوجد اختلاف كبير بين المرأة و الرجل فلا يمكن المساواة بينهم و ما يترتب عليه و لكن نطالب بالأنصاف للمرأة فنجد أنه اذا نريد السيطرة على الرجل الشرقي و العربي خصوصا وآذلاله ممكن استعمال نفس أدواته و سلاحه و أ سلوبه بالمرأة بتحريرها ( حرر أمرأته ) . ممكن أن تكون هذه هي الخلطة السحرية الناجعة التي قصمت ظهر البعير من خلال مفهومنا للحرية الذي كثير من الأحيان نقول شيء و نفعل شيء آخر . المرأة هي نقطة ضعف رجالنا و هذا واضح جليا لأنه لا يوجد من يقتل من أجل المرأة دفاعا عنها الا العربي و الشرقي و تفسيره واسع النطاق ممكن من حب التملك أو خوفا من الفضيحة و المذلة للحفاظ على السمعة كما كان قديما العرب في الجاهلية يؤدون البنت (يدفنوها و هي حية ) نجد هنا كذلك التناقض نجد نفس الشخص الذي قتل من أجلها قد يقتلها أذا أرتكبت ما يخالف و يظن أنه يجلب العار عليه . المناديل الصينية التي ظهرت و غزت الأسواق و تم استرادها رغم انها مجهولة المصدر و لم تخضع لأختبار علمي يثبت مدى صحتها و هي ضد الشرع و العرف و التقاليد العربية ممكن ان تكون ضربة قاضية للظلم الذي يستعمل ضد المراة من اولا الطبيب الذي يستغل الوضع عندما تقصد الفتاة عيادته خائفة من الأهل و المجتمع و العار و القتل و الفضيحة و كذلك من الوضع البائس و المشين الذي توضع به الفتاة الشرقية أذا ارتكبت هذا الخطاء من العلاقات الجنسية المحذورة التي هي خارج نطاق الزواج و المصيبة الأكبر الحمل دون زواج و لكن رغم ان هذا خطاء و لكن في هذا الخطاء لم تكن وحدها به بل شاركها الرجل ايضا اذ لم تقترفه وحدها .الرجل معفي من كل شيء المسؤولية ،الفضيحة و الذل فقط امتيازه كونه ذكر و التنلقض بائن كوضوح الشمس في حالتنا المزرية هذه من نتفاخر اننا المنصفين و العادلين و ليس لنا عنصرية تجاه احد فنجد اول ما نمارس العنصرية ضده هو ضد نساءنا و بناتنا . أني لست مع هذه المناديل و لكن ممكن من شيء سيء ان يخرج حسنا، ممكن ان تكون علامة و اشارة لنعيد النظر في الظلم الذي نمارسه ضد المرأة و أن نضعها في خانة النخاسة و نقوقع قيمتها فقط جسدها و يرسمون حدودها الجغرافية بأجزاء من جسدها فقط و كأنه هذا هو رأس مالها فقط في حين ان القيمة الحقيقية الى جانب الجمالية الأنثوية في انسانيتها ، عقلها ، تفكيرها ،وسع مداركها ثقافتها و علمها الخ . تنسى الناس حقيقة مهمة أن المجتمع السليم لا يبنى ألا بنصفه الآخر أذا تربى بقيم أنسانية سليمة و غير حيادية و أن اخلاقيات الأنسان ليست محصورة بالأجساد أنما هي بالصفات الكريمة و الشيم النبيلة و منها و لا تخفى على أحد المصداقية ، النبل ، الكرم ،المحبة ، المشاركة و الأحترام الخ ؛نجد أن التاريخ يعيد نفسه ثانية في انه لا يتشابه من ناحية ما يملك العرب من قيم اصيلة و شهامة منذ القدم و لكن مع الآسف أين هي من أجيالنا الحديثة و من مفاهيمنا . عبرة بسيطة والعبرة لمن يعتبر السيد المسيح قال :"لا تدين كي لا تدان ". لنأخذ عبرة من هذا القول المبارك لا نعيش بأزدواج الشخصية و الأختلافات و المخالفات و قول شيء و فعل نقيضه فنقع في متاهة شيء لا يشبه شيء . يا مجتمعنا العزيز لا تحكم و تدين الآخر و خصوصا لا تحكم على المرأة فقط أذا أرتكبت الخطاء و مهما كان و تحكم برجمها و قتلها و تقول هذا من لدن الله و هو أمر و له حكمة في هذا حتى لا يتجراء أخرين و يقترفوا نفس الخطاء بل لنتروى و نغفر كما فعل المسيح مع المرأة الزانية عندما أرادوا رجمها بالحجر فقال لهم المسيح:"من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ". نجد الجمع تفرق و غادر المكان لأنهم أيقنوا أنه لا يوجد من هو بلا خطيئة . لنوسع مداركنا العقلية و الفكرية و نجعلها أكثر أنسانية و نتعلم من الكاتب الروسي الكبير (ديسوفسكي) و هو يعتبر رسول روسي في هذا الزمان من رسالته التي وجهها للأنسانية جمعاء في روايته الشهيرة (الجريمة و العقاب) أن كل المجتمع الأنساني مسؤول و مشترك في الخطاء الذي أقترفه و يقترفه أنسان واحد أذ لا يتحمل الأنسان الوزر لوحده دون المجتمع بأكمله و نفس المسؤولية و المشاركة تقع على المجتمع ككل و من له أذنان للسماع فليسمع . لتحلق أفكارنا كالطيور عاليا و نغرد في سماء صافية لنزيل غيوم التناقض الذي نعيشه و ننشد التطابق و التشابه بين ما نقول و ما نفعل لعيش حياة أكثر أنسانية و واقعية . ميسيساغا أماني نجار [email protected]
#اماني_نجار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024
-
رهاب المثلية في الجامعة اللبنانية يمنع أطروحة ماجستير عن الم
...
-
السلاح المتفلّت يتسبب بجريمة مروعة في البترون
-
طريقة التقديم في منحة المرأة الماكثة والشروط والضوابط المطلو
...
-
-عثروا على رأسها في كيس أسود-.. تفاصيل جديدة مثيرة عن جريمة
...
-
التفاصيل الجديدة وأهم الشروط.. سن التقاعد للنساء في الجزائر
...
-
الاحتلال يهدد الصحافية اللبنانية آمال خليل بالقتل
-
رئيس إيران يتعهد بالحؤول دون تعرض النساء إلى -المضايقة- من ش
...
-
“شهري 800 د.ج ” شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت
...
المزيد.....
-
العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا
/ وسام جلاحج
-
المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما
...
/ محمد كريزم
-
العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا
...
/ فاطمة الفلاحي
-
نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟
/ مصطفى حقي
المزيد.....
|