سعد تركي
الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 14:47
المحور:
كتابات ساخرة
الرجل البريطاني العادي(كما أكدت دراسة حديثة) يكذب أربع مرات يومياً معظمها ما يطلق عليه الكذب الأبيض الذي ينفع الطرفين الكاذب والمكذوب عليه،من قبيل أن يقول الرجل لزوجته(أو صديقته): إن ألذ طعام أكله في حياته هو طبق الحساء البائس الذي قدمته له في عيد الفلانتاين!!أو أن فستانها الذي يكشف عن ساقين هزيلين المصابين بعرق النسا هو فستان(مفصّل تفصال)..وغير هذه وتلك من الاكاذيب البيضاء..ولم توضح لنا الدراسة عدد أكاذيب السياسي البريطاني وان كانت بيضاء أم سوداء أم رمادية. أما هنا في العراق فلا تتوفر أي دراسة أو إحصائية عن معدل الكذب لدى الرجال ولا عن النساء،ومن المفترض أن المعدل عندنا أعلى من ذلك أضعاف المرات خصوصا لدى بعض من إخوتنا الباعة والدلالين وسواق الكيات والموظفين ويمكننا اضافة بعض طلاب المدارس الى القائمة فبائع الخضروات مثلا يؤكد لك بأغلظ الأيمان أن الطماطة(المجعوصة)التي لديه هي الأجود وهي (تازة) ومن يد الفلاح ليدك، وأن الرقية التي(گصبك بسعرهه) حمراء كلون شوارعنا لتكتشف بمرارة أنها بيضاء(مثل كلبك) ولا مكان لها سوى مكبات القمامة!! سياسيونا(مو كلهم طبعا) تفوقوا وبزوا غيرهم(كشأنهم في كل مجال) من سياسيي العالم في حجم الاكاذيب وعددها، فأحدهم لم يكن يبالي أو يتحرج حين يضع كلاماً على لسان غريمه..وآخر قال:إنه سيطارد الإرهابيين ليس من شارع الى شارع إنما من غرفة الى غرفة وهو لم يغادر قصره الحصين الا ليذهب الى المطار الدولي في رحلاته المكوكية..وغيرهما جعل موازنتنا المالية متخمة بالايرادات لأننا(بفضله) سنصدر الكهرباء الى دول الجوار!!ولعل أفضلهم ذلك الذي لا يستطيع أن يصرح تصريحا الا حين يبتدئ بـ(واللهي آني..) كأنه يعلم في قرارة نفسه الا أحد يصدق كلمة مما يقول!! لو حسبنا حجم الوعود التي وعدنا بها سياسيونا، ولو أن القليل النادر جداً منها قد تحقق، لكنا الآن ننافس الصين في حجم ما نصدره للعالم من منتوجاتنا، ولزاحمنا اليابان في قدراتنا الالكترونية والتكنلوجية، ولسبقنا(ديسكفري) في الوصول الى المريخ، ولكان العراقي أسعد حالا ورفاهية وأمنا وسعادة من السويسري والسويدي، ولأصبح برج(ايفل) قزماً أمام برج (مريدي)في مدينة الصدر!! قدرنا أن تكونوا قادتنا السياسيين وبيدكم زمام أمورنا، والكراسي التي تجلسون عليها مقسمة ومقسومة بينكم لضرورات المحاصصة والمصالحة والتوافق..وهي الحقيقة الوحيدة التي نعرفها(من بين مئات الاكاذيب)كما تعلموها أنتم أيضا..رجاء توقفوا عن الكذب تره الله يذبكم بالنار.!!
#سعد_تركي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟