طاهر كمال عبده
الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 00:14
المحور:
الادب والفن
إيه اللى خلا طفلة شابة ف حسنها
تسيب بلدها وحضن بيتها وأهلها
لما التراب فى وطن غريب يندهلها ؟
ليه سايبة فرشتها الجميلة
وجاية تحلم تحت أشجار الزتون ؟
ليه جاية تلمح فى العيون
شوق للحياة والحب والوطن الحنون ؟
ليه قاصدة أحلامنا الغريقة
وهيه حاضنة ف صدرها لب الحقيقة ؟
كام شابة غيرها عايشة بيننا فراشة هايمة فى الجناين
الورد بيداعب خدودها والغرام فى عيونها باين ؟
كان إختيارك يا "راشيل"
هوه اللى فكرنا بجراحنا وعجزنا جيل بعد جيل
وأتاريكى فى سكة نهارنا بتقطعى كام ألف ميل
ما كانتشى رحلة للسياحة أو مغامرة مدهشة,
ولا كان هروب من عشق فاشل أو معيشة يائسة
كان إختيارها ف يدهـــا
جاية وشايلة ف قلبهـــا
أحمل حواديت الطفولة وذكريات المدرسة
تحلم برايات العدالة والضمير اللى إتنســا
*****
إخترتى تبقى ف وســــطنا
ومشــيتى أبعد مننـا
شايلة همومك يا "رفــح" بين الجفون
وبتفدى أشجار الزتون
شايلة جــروح الكبرياء
شايلة الطمــوح المستحيل
وأهى واقفة بجسدها النحيــل
بتصـد زحف الجرافات
والجرافات ضد الشــجر
ضد البيوت , ضد البشــر
ضد البريق , ضد الخطــر
فى عيون "راشـيل"
مرعوبة من روحها الجريئة
من صدق تقاطيعها البريئة
مرعوبة من رمز الحقيقة ف وقفتك وسط الجموع
وأنا لما شوفتك يومها غلبتنى الدمـوع
شوفت الجنازيـر اللى غارزة بالمخالب فى الضلوع
وشاهدت طيـفك يا "يســوع"
والدم من نفس الجراح
الحــلم حلق فى البراح
والجســم فى الأرض إتهبـد
وقبل ما تغمض عيونها للأبـد
وقبل روح الحلم ما تودع شرايين الجسـد
لمحت بعينها قبل ما تحلّـق بعيــد
منقوش على كتل الحديـد
ويا أرقــام الحمولة
ع الجنازير المهولة والدروع الفولازية
تحت لوحات المرور المعدنيـة
" الصناعة أمريكيـة " !!
#طاهر_كمال_عبده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟