أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - بكَتِ الوردةُ على وردةٍ إلى روح الغالية ريم فريد أنطي















المزيد.....

بكَتِ الوردةُ على وردةٍ إلى روح الغالية ريم فريد أنطي


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 20:14
المحور: الادب والفن
    




إهداء : إلى روح الغالية ريم فريد أنطي


بكتِ الوردةُ على وردةٍ
فغدَتِ الوردتان في تماهٍ
معَ حفاوةِ السَّماءِ
طارَتِ الوردةُ من بينِ أحضانِ الوردِ
حلَّقَتْ عالياً
حتّى لامسَتْ هلالاتِ الغسقِ
على مدى ابتهالاتِ الدُّعاءِ!

عينانِ مقطَّرتان من رحيقِ العسل البرّي
من أزاهير البيوتِ العتيقة
من نضارةِ الوردِ
يا وردةً موشومةً على أجنحةِ الحمامِ
عيناكِ فائحتانِ بالبخورِ
متلألئتانِ كشموعِ الأديرة القديمة
خدّانِ من لونِ الفرحِ الآتي
آهٍ .. بكَتِ القلوبُ أسىً والفرحُ لمْ يأتِ

أحبُّكِ أكثرَ من طفولتي
أكثر من بوح القصائد
أحبُّكِ أكثر من ليلةِ العيدِ
أكثر من صباحِ العيدِ
أنتَ فرحي الآفل بين ذكرياتِ
حبّي البعيدِ!

أيتها الأجمل من ديريك
يا حبيبة ديريك
يا قمراً يتلألأ
فوق سماء ديريك

أحبُّكِ يا غيمةَ الروح
يا وجنةَ القلبِ
يا اخضرارَ بوحَ القصائد
يا أجمل من كل قصائدي
يا قصيدتي الموغلة
في خضمِّ البكاءِ
يا دمعتي المنسابة
فوقَ حنينِ الذكرياتِ
يا ابنةَ الشَّوقِ المعرَّشِ في مسائي
يا ابنة غربتي المفتوحة
على عناقيدِ الكروم

لماذا اختطفكِ الموتُ
من بينَ ضياءِ النُّجومِ
كيفَ تحمَّلَتِ النُّجومُ فراقَ أحلى الأماني
لم أرَكِ يا جميلتي في حياتي
لكنِّي رأيتكِ مراراً تسبحين
بينَ ثنايا الحلمِ
تشمخينَ في أوجِ القصائدِ
تداعبينَ حفيفَ القلمِ
أنتِ بوحُ الرُّوحِ
في أقصى تجلِّياتِ العناقِ
عناقُ الأمِّ أزاهيرَ الرُّوضِ
عناقُ الأب لأبهى عروسٍ
تُزَفُّ لزرقةِ السَّماءِ
آهٍ يا سمائي
وألف آهٍ يا جرحاً مفتوحاً
في لظى الدِّماءِ

أحزاني
لا أملكُ غيرَ أحزاني
لا أملكُ غيرَ شوقٍ
يضاهي غليلَ البركانِ
يا قلبي المدمى من غدرِ الإيامِ
يا وجعي المهتاج من هولِ الأحزانِ

كيفَ سأكتبُ شعري
وأنا أشتعلُ بينِ لظى التيجانِ
تيجانُ العروسِ تهاوَت
فتهاوَتْ كلَّ التيجانِ
يا عروسَ الرُّوحِ
يا دمعي المنساب
في موجِ البحرِ
يا زهرَ الرّمانِ

قلبي منارةُ حزنٍ
تهاطلَ جمراً
على رحيلِ نضيرِ الأغصانِ
نضارةُ عينيكِ يا ريم
أحلى من أبهى الأغصانِ
هل كنتِ يوماً أريجُ زهرةٍ
معرَّشةٍ في مآقي الأفنانِ
أم كنتِ نقاوةُ شهدٍ
في ضرعِ البستانِ؟!

نجاح، أيَّتها المحفوفة ببوحِ الكرومِ
يا صديقةً طافحةً بالدُّموعِ
فجأةً تتوغَّلينَ في أعماقِ الأسى
تُتَوَّجينَ اكليلاً من صفوةِ أنينِ التيجانِ
وَوِساماً من دموعِ الرُّوحِ
يا أمَّ الأحزانِ!

أيتها الوارفة في شغافِ غربتي
أيّتها المتناثرة بينَ جراحِ الرَّحيلِ
الإنسانُ رحلةُ بكاءٍ منسابة
فوقَ تخومِ الأوطانِ!

زمني يا صديقتي محفوفٌ
بغربةٍ مبلّّلة بآهاتِ النّيرانِ
وحده قلمي ينتشلني
من شفيرِ الطُّوفانِ
طوفانُ قدري مسترخٍ
بين أنيابِ الحيتانِ
عجباً أرى
كيفَ تراكَمَتْ سماكاتُ الشَّوكِ
بين تلافيفِ التِّيجانِ؟!

ريم يا ابنةَ الصَّديقِ الفريدِ
يا منارةَ شوقي
إلى ذاكرةٍ محفوفةٍ بيراعِ الأنغامِ
فريد يا صديقَ ذاكرةٍ توغَّلتْ
في لجينِ القارّاتِ
لم انَمْ يا صديقي ليلةَ الأمسِ
تهتُ بينَ شطآنِ الآهاتِ
تماهَتْ أحزاني مع شهقةِ الشَّفقِ
معَ انسيابِ الدَّمعاتِ
دمعةٌ تنضحُ اثرَ دمعةٍ
وجعٌ في حنايا الكلماتِ

ريم يا زهرةً يانعة في مآقي الأطفالِ
يا وردةً متلألئة بين جفونِ الرُّوحِ
يا بيلسان حبري المبرعم
فوقَ براري القصيدِ

يا تفاحةَ الرُّوحِ
منذهلٌ أنا
كيف لم تصبر ملائكة العرش ليلتَين
أم تعمَّدَتْ أن تحملكِ
مع تصاعدِ بخورِ العيدِ
عابرةً أعماقَ السَّماءِ
معَ ربِّ الكونِ
كي تنامي بينَ أحضانِ الضّياءِ!

فريد يا عابرَ بحور الأحزانِ
يا دمعةً منسابة فوقَ غديرِ الأيامِ
هل نامَ قلبُكَ بعيداً عن ريم
عن أغلى أنغامِ الإنسانِ
ريم يا اخضرارَ الرُّوحِ
في بخورِ الإيمانِ
يا شمعةً منبعثةً من جبينِ أمٍّ
ملفَّحةٍ بأنسامِ نيسانِ

فريد يا صديقَ العبورِ في مهبِّ الأنينِ
في أقاصي العذابِ
هل تطهِّرُنا عذاباتنا من أوجاعِ الفراقِ
فراقُ وردة الورداتِ عن مهجةِ العناقِ
عناقُ أمٍّ في صباحِ العيدِ
عناقُ أبٍّ في سبتِ البهاءِ
عناقُ عمٍّ من نصاعةِ وَرَعِ السَّماءِ
جوزيف أنطي رسالةُ حبٍّ متناثرة
فوقَ سهولِ القمحِ
صديقُ ذاكرتي وأهازيجُ لوني
يا صديقَ الأمسِ واليومِ
يا صديقَ الهدوءِ
يا نسيمِ الشَّوقِ عندَ انبلاجِ الصَّباحِ
على إيقاعِ الوفاءِ!

من هنا يا صديقي
من مرافئ غربتي
أرى دموعكَ تنساب عند خدودِ التلاقي
عندَ ظلالِ القلبِ
في أوجِ العناقِ

هل بكَتْ أختي نظيرة
كسائر الأمّهاتِ
من هولِ المذاقِ
مذاقُ كؤوسِ المراراتِ؟!

أنا مَنْ أنا
داليةٌ مفخَّخة بالآهاتِ
سنبلةٌ تنضحُ اخضراراً
تغدقُ صفاءً كدموعِ الأمّهاتِ

تشمخُ ديريك أمامي
كأنَّها شجرة توتٍ معرَّشةٍ
في الماءِ الزّلالِ
لماذا يا قلبي لم يَعُدْ الماءُ زلالاً
لماذا أراني خائراً
من تفاقمِ أنين الشَّوقِ
لا أرى نكهةً في صباحِ العيدِ
ولا في مساءِ العيدِ
تنمو جراحي في رحابِ غربتي
من وريدٍ إلى وريدِ!

وحده قلمي يمنحني ألقَ البقاءِ
وحده قلمي يمحقُ ضجري
يخفِّفُ من مذاقِ البكاءِ
بكائي آهٍ يا بكائي
يا قلبي الملظّى على مدى شفيرِ الشتاءِ

ديريك تزفُّ عروساً من لونِ الضياءِ
ريم يا مزارَ الأحزانِ
يا غيمة معبّقة ببوحِ السماءِ
يا عروسةَ العيدِ
يا لونَ الضُّحى
يا بياضَ الثلجِ
يا لونَ الوفاءِ
يا نسيمَ الرُّوحِ
إليكِ يهتفُ قلبي شعراً
يا أبهى من نضارةِ الوردِ
يا أنقى من صفاءِ الماءِ
إلى جنانِ الخلدِ
إلى مآقي نورِ السَّماءِ!
..... .... ... .....!


ستوكهولم: 2. 4 . 2010
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحنِّينَ كالفراشاتِ إلى أضواءِ العناقِ 20
- تشبهينَ دُرّةً مغرورقة بألوانِ الوفاءِ! 19
- أنتِ أبهى غيمٍ هطلَ فوقَ أرَقي! 18
- أزرعُ فوقَ خمائلكِ مهاميزَ لوني 17
- تعالي أوشِّحُ خدّيكِ بالعسّلِ البرّي 16
- قصائد منقوشة على خصوباتِ الحنين 15
- تنظيف دنيا فوضاي
- براعمُ قلبِي تنمو كاخضرارِ الكرومِ 14
- عشقٌ يتمايلُ معَ خبايا اللَّيلِ 13
- خبَّأتُ لكِ عشقاً بين جموحِ الموجِ 12
- تحنِّينَ إلى غفوةٍ بينَ أرجوحةِ الرُّوحِ 11
- حنين إلى بلسمٍ يشفي الجراحِ 10
- وردةٌ راعشة فوقَ زبدِ البحرِ 9
- طراوةُ خدِّيكِ مبلسمة بالنِّعناعِ البرِّي 8
- كأنّكِ منبعثة من زغبِ البحرِ 7
- تراخى الحزنُ فوقَ خدودِ البنينِ
- طفولةٌ مغموسةٌ بتلاوينِ الحياة
- تحنُّ ينابيعُكِ إلى ارتعاشاتِ سوسني 6
- يرقصُ قلبي مع طقوسِ الغجرِ 5
- أرسُمُكِ ضوءاً على إيقاعِ المزاميرِ 4


المزيد.....




- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - بكَتِ الوردةُ على وردةٍ إلى روح الغالية ريم فريد أنطي