أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عقول تآمرية















المزيد.....

عقول تآمرية


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 07:57
المحور: كتابات ساخرة
    


الخطوة الاولى في تاسيس موقع – وليكن ادبيا- على الانترنت هو امر يبدو الان في غاية السهولة ثم تاتي بعد ذلك مرحلة الترويج وبما ان الانترنت يعج بمئات المواقع مختلفة المشارب واصبح كل من هب ودب يسرع الى المصممين ليستحدث لهم موقعا خاصا كان لابد من مواجهة مشاكل فنية ومادية عديدة.
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي الاكثر صعوبة من الاولى فلابد من الترويج للموقع عبر الكليشة المعروفة " من نحن" وعليه ان يبدأ كما بدأ الاخرون بالكتابة عن استقلالية الموقع وبعده عن الطائفية والمذهبي و..و..الخ.
وينتظر صاحب الموقع من يراسله ويحاول الاتصال بمعارفه واصدقائه عسى ولعل ان يتواضعوا ويبعثوا له بعض مايكتبون ولكنه يجد ان ما يرسل له دون مستوى الطموح وهنا يأتي دور العقل التآمري – ومعظمنا من حملة الشهادات العالية في هذا الاختصاص – لنختار فريستنا من المواقع الاخرى.
وحتى لااثقل عليكم سأدخل في الموضوع مباشرة . تصفحت قبل ايام موقعا لمجلة ادبية شهرية صدر آخر عدد منها في ديسمبر من العام الماضي وهذا يعني انها تلاقي صعوبات عدة في الاصدار منها فنية او مالية لا اعرف.
وفي هذا العدد شن رئيس التحرير هجوما سافرا على احدى المجلات التي لها موقع متميز على الانترنت وتصدر في لندن. وللامانة فانا من قراء هذه المجلة رغم اني لم افكر في الكتابة اليها فقد استطاعت ان تستقطب العديد من الكتاب الجادين والمعروفين على الساحة الادبية العربية.
يقول هذا "الرئيس التحرير" يكشف هذا المقال عن الخلل البنوي في الثقافة العربية الذي يتجلى في تلك المسابقات المعولمة التي تسعى لاختراق الثقافة العربية وتشويهها والذي تروده عناصر مشبوهة،هي بلاشك، من ادوات التردي الثقافي الذي نعيشه" هذا النص الاول.
اما النص الثاني فهويقول: بطريقة مأخوذة من عالم التسويق والتجارة بدأنا نشهد في السنوات الاخيرةافتتاح فروع اقليمية للجوائز الادبية الغربية، فكما ان هناك فروع "والاصح فروعا" لشركة اديداس او لمطاعم مكدونالد في شتى انحاء العالم فشاهدنا جائزة بوكر عربية واخرى اسيوية ولاادري ان كان هناك جوائز خاصة بامريكا اللاتينية، ثم دخلت على الخط شركة اسمها"هاي فيستفال" متخصصة بتنظيم المهرجانات والجوائز الادبية فهي تنظم مهرجان بريطاني شهير(كذا) – والاصح مهرجانا بريطانيا شهيرا - كما نظمت مهرجانا في كولومبيا وتنوي تنظيم مهرجان ثالث في بيروت اسمه"بيروت 39" حيث يتم اختيار تسعة وثلاين كاتبا اعمارهم تحت الاربعين من اجل استضافتهم لمدة شهر في بيروت ثم ترجمة اعمالهم ال اللغة الانجليزية وغيرها وهذه المسابقة هي ما سنتحدث عنه" انتهى النص الثاني.
ثم يأتي النص الثالث " قامت شركة "فيستفال" بتعهيد جائزتها الى متعهد محلي من الباطن اسمه(....) وهو شخصية معروفة في الاوساط الثقافية الانجليزية (....) ،حيث يعتبر اساسيا في مشروع جائزة بوكر العربية اضافة الى جائزة بيروت 39 .ويدير الان موقعا ومجلة ثقافية في لندن صدرت في مارس من العام 2003 اي في توقيت غزو بلده الاصلي" (ياسلام).
ثم يحبر الكاتب قلمه ليقول ان هذه الجوائز تمنح لاسماء محددة لها تضامنها مع العولمة الامريكية وعدم التهجم على التطاول الامريكي والاكتفاء بالكتابة عن النزوات الجسدية والجنسية والتغني بجمال المرأة ولابأس من التهجم على لابسات الحجاب دون الغوص في التفاصيل الايدولوجية التي تقف ساترا قويا ضد تحرير المرأة".
ويقول كاتبنا ان هذا الموقع لم يشر طيلة هذه السنين الى الغزو الامريكي للعراق بل ان صاحب الموقع مازال يردد "ان مجلتنا بعيدة عن المذاهب السياسية والطائفية".
لابد ان يعرف هذا "الكاتب" الذي سيشتمني لاستعمال هذه الكلمات في التخاطب الى ان هناك العديد من الادباء يستميتون من اجل الحصول على جائزة ما بقيمتها المالية والمعنوية وحين يجدون انفسهم وقد بعدت الشقة بينهم وبين الجائزة يصبون جام غضبهم على منظمي الجائزة متهمين اياهم بالجهل فيما يفعلون.
انا اعتقد – وبما اكون مخطئا- ان كثرة الجوائز الادبية وانتشارها عالميا دليل صحة .. لماذا؟
ببساطة يمكن القول ان الاحتكام الى القارىء هو المعيار... ياأخي دع الشركات التجارية تهب جوائزها لمن تشاء ودعها تعتقد انها تروج لثقافة الجسد والنزوات المؤقتة ودعها .. ودعها ولكن لاتنسى ان القارىء العربي رغم قلة مصادره الثقافية الا انه مايزال متحصنا ويعرف تماما الغث من السمين. ولابد من ان يدرك هو وآخرين امثاله ان الكثير من الجوائز منحت للعديد من الشويعيرين والكتيبين ولكنهم لم يصمدوا طويلا امام حكم القارىء العربي وهو بالتاكيد حكم عادل يتجاوز الانحياز نحو الطائفية او المذهبية او اليمينية المتطرفة.
ويعيب هذا الكاتب على البعض تهجمهم في ما يكتبون على الحجاب والنقاب ويعتبر ان هؤلاء الكتاب هم ثمرة العولمة الامريكية الزائفة وهم بذلك لم يستطيعوا سبر المشكلة الاساسية في تخلف المرأة العربية وتخلفها والاكتفاء بحملة ضد الحجاب وهو امر بات ممجوجا.
نسي هذا الكاتب ان هناك ردة سلفية عنيفة تمد رأسها الان جرفت المرأة نحو التشرذم والخوف، فقبل عشرين او ثلاثين سنة لم تكن ترى في الشوارع العامة امرأة محجبة الا جداتنا اللواتي بلغن من العمر عتيا وهو امر مفهوم تماما. اما الان فقلما ترى امرأة تكشف شعرها في الاماكن العامة .. ماذا يعني ذلك؟ يعني بالتأكيد وجود ردة يقودها اصحاب العمائم واللحى لارغام المرأة على التحجر في بيتها لتكون مربية للاولاد نهارا واناء يستقبل سائل الرجل ليلا.
ان الحجاب في حد ذاته ليس مشكلة على الاطلاق ولكن المشكلة ان هذا الحجاب يقود الى مساوىء ومثالب كثيرة يريد الرجل ان يضعها في طريق المرأة.
حين تريد تغيير وضع شاذ مهما عظم شأنه لابد من الدخول اليه من باب التفاصيل الصغيرة وليس كما يدخل بعض منظري اليسار الذين لايجدون من يقرأ لهم.
كما اعتقد جازما من جهة اخرى ان انتشار المواقع الادبية على الانترنت وسهولة الحصول على المعلومات المطلوبة وتيسير القراءة والاطلاع للجميع دفع القارىء العربي الى موقعاكثر قوة من اي وقت مضى وبات هذا القارىء اكثر – كما قلت قبل قليل - تحصنا اذ بات يعرف اكثر ماذا عليه ان يختار.
ان كثرة الجوائز الادبية لايعني شيئا فكما انه بالتأكيد لايعني ان شركات العولمة تقف وراءها من اجل غسل مخ القارىء ،قد يكون صحيحا في بعض التفاصيل ولكن الامر لاينسحب – كما قلت- على القارىء الذي بات اكثر وعيا وادراكا.
سؤال اخير الى هذا الكاتب : لواخبروك ان جائزة البوكر العربية هي من نصيبك هذا العام فماذا تفعل؟ بالتأكيد ستركض اليها ناسيا ان تلبس حذاوك "القبقلي"
عفوا ايها السادة ان "القبقلي" كلمة شعبية عراقية تطلق على الحذاء المصمم من غير خيط رابط.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهاجس الملعون
- صدام حسين يحضر احتفالات نوروز في ايران
- طفشان يكتب رسالة ثالثة الى رب العزة
- رجل الدين وانا
- في ابو ظبي ... القرآن في المزاد العلني
- ياللمهزلة في دبي
- مابين هذا الرميثي وذاك الامريكي الآفاك
- دجاجة -المرجعية- ليست لها مؤخرة
- ارجوكم اقرأوا هذا الايميل
- اسمر بو شامة
- ولكم مو هشكل ياعمار وبحر العلوم
- -هلهولة - للتعداد السكاني
- اغبياء اذا اردتم تكرار مافعلوه
- النهيق يأتي من الصومال هذه المرة
- ولك والله احترمك ياعدنان الجنابي
- الى كتاب وقراء الحوار المتمدن.. تعالوا نلعب هذه اللعبة
- جميلة بوحيرد عراقية الهوى.. جزائرية الاصل
- مخابرات ايرانية في البرلمان العراقي .. ياسلام
- حشاش من غير حشيشة
- الماموث والحوار المتمدن


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عقول تآمرية